English

أول ريادية مصرية تطلق حملة استثمار جماعي لشركتها. هل تنجح؟

English

أول ريادية مصرية تطلق حملة استثمار جماعي لشركتها. هل تنجح؟

أطلقت أول ريادية مصرية حملة إستثمار جماعي Crowdinvesting على موقع يوريكا eureeca.com -الأول عالمياً في هذا المجال - لصالح شركتها الناشئة "أوبن دايز" Opendayz (ما يعني الأيام المفتوحة)، بهدف حشد مبلغ 60 ألف دولار خلال شهرين، لتكون بذلك أول شركة مصرية تتواجد على الموقع.

وكانت المصرية نهى الشاذلي قد أسست موقع "أوبن دايز" في نيسان/إبريل 2012، ثم تخرج من مسرعة نمو الأعمال "تحرير2" Tahrir2، في حزيران/يونيو 2013، ليكون أول موقع تجارة إلكترونية مصري، يستهدف مساعدة رواد الأعمال من أصحاب المتاجر المحلية الصغيرة والمتوسطة في مجال الموضة والأزياء، ليكون لها تواجد تجاري على الإنترنت.

OpenDayz logoأما الآن، فقد قررت الشاذلي ان لحظة الإنطلاق نحو القمة قد حانت، وهو ما دفعها لإطلاق حملة الإستثمار الجماعي، في 26 تشرين الثاني/نوفمبرالماضي، وهي حملة تمويل جماعية مقابل أسهم يمكن الحصول عليها من خلال موقع "يوريكا" مقابل 100 دولار فقط، لتفتح الشاذلي بذلك المجال أمام راغبي الإستثمار في أحد المشاريع الناشئة الواعدة في مصر. وتريد الشاذلي استثمار ما تجنيه من الحملة في بناء قاعدة جديدة، لن تكون قاعدة عملاء هذه المرة، بل قاعدة شركاء.

وأوضحت الشاذلي، أنه بفضل دعم "تحرير2" Tahrir2، تمكنت من توفير مناخ عمل مكتمل الأركان لموقعها، من حيث فريق التطوير التقني، وبناء قاعدة العملاء، وتأسيس مقر، وتوظيف عمالة، ما ساعدها بأن تنمو بالموقع من 20 متجراً و400 منتج إلى 500 متجر بواقع 18 ألف منتج في أقل من عام، وهو ما أثبت بالدليل القاطع مدى تعطش السوق المصرية لخدمات "اوبن دايز"، الذي يعتمد في جني أرباحه على رسوم سنوية لإشتراك المتاجر، بالإضافة إلى عمولة 15% على عمليات الشراء التي تتم على المنتجات.

ويعرض "أوبن دايز" صناعات يدوية ومشغولات لرائدات أعمال يدررنُ أعمالهنٌ من المنزل، واللواتي قد تفضلنٌ عرض منتجاتهنٌ للبيع من خلال تنظيم ما يُعرف بـ"اليوم المفتوح"، وهو يوم تنظمه سيدات لعرض وبيع منتجات قمنٌ بتصميمها أو شرائها من خارج البلاد، غير أن الشاذلي قررت بموقعها أن تجعل أيام الأسبوع السبعة "أياماً مفتوحة"  من خلال "أوبن دايز".

كما ويهدف الموقع إلى مساعدة شريحة المستهلكين من فئة B&C، ممن يمثلون القاعدة الإستهلاكية الأعرض في مصر، للوصول إلى إحتياجاتهم، بأسعار إقتصادية وجودة عالية ووقت قياسي. وبالتالي يعمل "أوبن دايز" كهمزة وصل موثوقة بين الشركات الصغيرة وعملائها (أو في الغالب عميلاتها كونه يستهدف قطاع المعنيين بالأزياء) عن طريق الإنترنت.

وبلونه الأبيض وشعاره البرتقالي، يبدو الموقع جذاباً ومنظماً وسهل الإستخدام، إذ يمكن التسجيل عبر حسابات المستخدم على "فيسبوك" Facebook، أو عن طريق إنشاء حساب بواسطة البريد الإلكتروني، أما لشراء منتج من على الموقع. فبعد تصفح المنتجات والمتاجر ليس عليك سوى نقر المنتج المفضل وإضافته إلى عربة التسوق، ليصبح أمامك خطوة واحدة هي إضافة البيانات والإنتقال إلى صفحة التأكيد، وبعد شراء المنتج يمكنك الضغط على زر "مشترياتي" على الموقع في أي وقت لمتابعة حالة الطلب، وهو ما يخلق حالة مستمرة من التواصل بين المشتري و"أوبن دايز"، تحفزه على تكرار التجربة مراراً.

وتسعى الشاذلي، من خلال حملة الاستثمار الجماعي الى التوسع بحملات تسويق عبر قنوات التواصل الإجتماعي، والتي أصبحت هي البوابة الشرعية للوصول إلى المستهلكين في الوقت الحالي، ما قد يُمكٌنها من الهيمنة على السوق الرقمية المحلية في مصر بما تقدمه من خدمات متفردة، كما تحلم بالعبور بفكرتها الحدود الجعرافية إلى دول عربية أخرى تبدأ من السعودية والمغرب، ثم تنطلق إلى المزيد من دول العالم العربي، وخاصة إذا علمنا أن 15% فقط  من الشركات العربية لها تواجد على الشبكة العنكبوتية، وهو ما يعني أن فرصة الشاذلي كبيرة في أن تصل بالشريحة المنفصلة عن عالم التجارة الإلكترونية إلى زبائن في جميع أنحاء المنطقة.

وفي ظل ما تعيشه مصر من إضطرابات سياسية تنعكس بشكل مباشر على سوق الإستثمارات فيها، لاحظنا أن الشاذلي من نوعية النساء اللواتي لا يعرفنُ للإستسلام طريقاً، هذا ما لمسناه خلال حديثنا المطول معها عن "أوبن دايز" وخططها المستقبلية لشركتها، حيث قالت: "قد يفضل البعض البقاء بعيداً عن المشهد الإستثماري ولاسيما الأعمال الريادية في هذه الآونة في مصر، وخاصة أن تلك الأخيرة تعتمد على الخطط الربحية طويلة الأجل، في وقت يأتي فيه كل يوم بجديد في مصر، ولكنني قررت أن أقلب معايير اللعبة بتدشين "أوبن دايز" في 2012، في أعقاب ثورة يناير، لأخدم من خلاله القطاع العريض المتضرر من آثار الثورة، وأتيح لأصحاب المتاجر المحلية، في كافة أنحاء الجمهورية، الوصول بمنتجاتهم إلى أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين، وألبي إحتياجات العملاء دون الحاجة لمغادرة منازلهم".

ولم يخلُ الأمر من المصاعب اذ عرقلت الأوضاع السياسية والإقتصادية في مصر الخطوة، حتى نجحت الشاذلي، في إقناع القائمين على الموقع بمدى جدوى شركتها وأزالت العراقيل، لتسطر فصلاً جديداً في كتاب رياديات الأعمال اللوات يسعين نحو النجاح في مصر.هل تنجح الشاذلي في تحقيق أهدافها من الحملة؟ نحن نسأل والأسابيع القادمة تجيب.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.