English

ماذا بعد حملة التمويل الجماعي الناجحة لجرس الباب المغربي الأميركي؟

English

ماذا بعد حملة التمويل الجماعي الناجحة لجرس الباب المغربي الأميركي؟

 

قصة "تشوي" Chui، الجيل الجديد من أجهزة التخابر الداخلي intercom، ليست قصة تسمعها كل يوم. فقد شمل مسارها مدينة دالاس وقرية تاغازوت المغربية، وسياسياً شابا ولاعب كرة قدم أميركي. ثم بدأت تحظى ببعض الاهتمام والشعبية، اذ نُشرت مقالات عن هذا التعاون الأميركي المغربي التقني في مواقع CNET و"فنتشر بيت" Venture Beat، و"إن غادجت" EnGadget.

"تشوي" هو جرس الباب الذكي الذي يحوّل جهازك المحمول إلى جهاز نداء داخلي. فهو يسمح لك بفتح بابك أو التحدث إلى الزائر عن بعد عبر تقنية الفيديو الموجودة فيه ـ تخيّل نفسك تفتح الباب من دون أن تغادر الكنبة أو أثناء التمتع بأشعة الشمس على الشاطئ والأكثر إثارة للإعجاب هو أن "تشوي" يتمتع بتقنية للتعرّف على الوجه تسمح له بفتح الباب أو توجيه رسائل لأشخاص معيّنين.  

كما ويقدم تشوي وظائف عدة أخرى ويضمن الأمان الكامل، كما يُذكر في هذه المقابلة مع "فنتشر بيت". يُمكن طلب الجرس الذكي على موقع تشوي ويتوقع أن تستلمه في الخريف المقبل.  

بين دالاس والدار البيضاء وتاغازوت

التقى المؤسسان الشريكان شاون مور المولود في شيكاغو ونزار شافني المولود في الدار البيضاء، في الجامعة الميثودية الجنوبية في دالاس. وفي ذلك الوقت، كان مور ضمن فريق "ذا موستنغ" The Mustangs لكرة القدم التابع للجامعة وهي تجربة يقول إنها علّمته المثابرة والإبداع. وبعد تخرّجه بشهادة في العلوم المالية، عاد مور إلى شيكاغو لينضم إلى "ميريل لينش" Merill Lynch، بينما توجه شافني إلى المغرب ليصبح واحداً من أصغر المرشحين سنّا للبرلمان في بلاده.

غير أن مور لم يكن راضياً في عالم مالية الشركات ويقول "احتجت إلى المزيد من الإنجاز في حياتي". لذلك قام في أحد الأيام، بحجز تذكرة باتجاه واحد إلى المغرب وانضم إلى شافني لمواصلة العمل على مشروع كانا بدآه في دالاس. 

وفي الأشهر التسعة التالية، استقر الصديقان في بلدة تاغازوت التي تشتهر برياضة ركوب الأمواج، القريبة من أغادير. ويشرح مور بأن القرية "هي مكان يمكنك أن تعمل فيه وتركّز بالكامل. في دالاس حيث تقع شبكتنا هناك بعض التشويش. بالنسبة إلينا، أن نكون قادرين على العمل في جو نستطيع أن نركّز فيه، كان أمراً مفيداً جداً في المرحلة الأولى للشركة". 

(ليس مور وشافني الوحيدان اللذان وجدا في هذه القرية مكاناً مثالياً للتركيز: فالفريق الإنكليزي الذي يقف وراء مابتيا Maptia، استقر هناك أيضاً وتحدث عن خياره في مقالة نشرناها العام الماضي).

توجّه المؤسسان الشريكان بعدها إلى دالاس للاستفادة قدر الإمكان من الموارد التي تقدمها الولايات المتحدة. وبعد أسبوعين، انضمت الشركة الناشئة إلى أول دفعة في مسرّعة النمو "بومتاون" BoomTown ومقرها ياولدر.

سمح لهما الانتقال بالاقتراب أكثر من المرشدين من ذوي الخبرة لتوجيههم في عدة مسائل كبرى مثل التسويق أو توزيع الأجهزة. ولديهما الآن العديد من المستشارين الذين اتصلا بهم شخصياً بالإضافة إلى مرشدي بومتاون.

ولدى مور نقطة واضحة وهي أن إطلاق منتج يكون عبارة عن جهاز لا يجب أن يكون مخيفاً. "فالأمر يتعلق برغبتك في التعلّم. فهناك عدد كبير من الموارد الآن. معهد ماساشوستس للتقنية وهارفرد يقدمان دروساً مجانية. الأمر بالفعل يتعلق بفهم البيئة حيث أنت والعثور على الأشخاص المناسبين لتوجيهك".   

جيل جديد من التمويل الجماعي

ومثل أي شركة تنتج جهازاً جيداً في هذه الفترة، أطلقت "شوي" حملة تمويل جماعي. غير أنها جزء من موجة جديدة من المنتجات التي ترتبط أكثر بالطلبات المسبقة منها بالتمويل الجماعي.

واختار مور وشافني عدم استخدام منصة "كيكستارتر" لأنها برأيهما منصة بطيئة جداً وليست مرنة بما يكفي. وبدلاً من ذلك استخدما "كراودتيلت" Crowdtilt، التي سمحت لهما مثلاً بفرض رسم على مشتري منتجهما فقط عند تسليمهم المنتج. وكانت هذه نقطة مهمة للإثنين لأنهما يريدان أن يكونا قادرين أن يعيدا بسهولة تصميم تقنيتهما وإعادة تسويقها للاستخدام التجاري (في النوادي الرياضية مثلاً أو في الصفوف الدراسية) إن لم تنجح الحملة.

ولكن الواقع أن فريق تشوي تجاوز هدف الـ30 ألف دولار بـ15% ولا يزال متبق 7 أيام من الحملة. ولدى المهتمين بشراء الجهاز حتى 20 نيسان /أبريل ليطلبوا "تشوي" عبر "كراود تيلت". ولكن إذا فوّتوا الموعد النهائي، سيكون بإمكانهم طلبه على موقع "تشوي" حتى موعد الإطلاق. 

ولتطوير الفكرة لتكون منتجاً قابلاً للحياة، اعتمد المؤسسان الشريكان على مدخراتهما، وبعض الأموال المجمّعة من الأصدقاء والعائلة ورأسمال من مسرّعتهما. وسيبدأ الفريق الذي يضم الآن موظفين اثنين بدوام كامل وآخرين بدوام حر والموجودين في الولايات المتحدة والمغرب، قريباً بجمع المال التأسيسي ليتقدم أكثر. ويقول مور الذي يريد أن يبقى الفريق مخلصاً لجذوره المتعددة القوميات لأن ذلك سيفتح أمامهم أسواقاً جديدة "نحن منفتحون بالكامل على الاستثمار الخارجي".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.