English

منصة تساعد المنظّمات الفلسطينية على معالجة بياناتها المبعثرة

English

منصة تساعد المنظّمات الفلسطينية على معالجة بياناتها المبعثرة

من المعروف أن المنظمات غير الحكومية هي أكثر الشركات فعالية. فبسبب البيروقراطية، يصعب اتخاذ القرارات وتوفير الأموال بسرعة مما يجعل الردّ  في الوقت المناسب صعباً. في دول مثل فلسطين حيث المساعدة المالية الدولية قد تحدث فرقاً حقيقياً في حياة الأفراد، ما قد يبدو كقصور صغير قد يتحوّل الى مشكلة فعلية. عقب الانتقال الى فلسطين بعد سنوات من العيش في كندا، لاحظ رجل الأعمال فراس نصر المشكلة على الفور. وبعد نقاشات عدة مع متخصص تكنولوجيا المعلومات، ابراهيم قتيش، قرّرا معاً اطلاق "آيدبيتس" AidBits ، وهي منصة إلكترونية تحوّل بيانات الشركات الرقمية إلى محتوى بصري أسهل للقراءة والفهم.  

وخلال لقاء الشهر الماضي في مساحة العمل المشترك "عربرونور" Arabreneur في رام الله، قال نصر "النقص في الكفاءة يؤدي إلى نقص في الفعالية". نشأ هدف "آيد بيتس" بعد أن لاحظ صعوبة في تلخيص البيانات غير المنظّمة التي لا تعدّ ولا تحصى. وشعار الموقع هو تبسيط معالجة البيانات، وبحسب تصريحات نصر، يبدو أن الشعار يعكس بالفعل أعمالها. 

ويخبرنا: "معظم المنظمات غير الحكومية تعتمد على برنامج "إكسيل". كثيرة هي البيانات المبعثرة بأشكال مختلفة التي يتمّ جمعها من الاجتماعات والاتصالات الهاتفية والبريد الالكتروني. ونظراً إلى أنّ معظم البيانات تُجمع على جداول بيانات أو أوراق، يصعب إعداد التقارير بفعالية. وتواجه المنظمات صعوبة ادراك تأثير عملها." بكلمات أخرى، إذا تم تخزين البيانات بملفات مختلفة، يصعب على المنظمات مشاركتها وتحليلها والتعلّم منها. ويقول إن "آيد بايتس" "تحسّن فرص نجاح المشروع" بفضل تمكين كل منظمة غير حكومية بتخصيص المنصة وتبسيط المهمات الصعبة. 

تُدخل المنظمات غير الحكومية مشاريعها على المنصة وتذكر الأهداف المتوقعة والنشاطات بالاضافة الى مؤشرات تساعد على متابعة إنجازات المشروع وتقدّمه. ومن ثمّ تقوم هذه المنظمات بتصميم نماذج واستمارات واستبيانات مخصصة وفرز البيانات ونشر تقارير وتحليلات وتصورات تفاعلية في نهاية المشروع. وتسهّل أداة أخرى تتبّع المستفيدين مما يسمح للمنظّمات التأكد من أن المساعدة تمّ توزيعها بانصاف على المجتمعات المستهدفة.     

 وبحسب نصر، تقلّص المنصة، بشكل ملحوظ، عبء إدخال البيانات على المنظمات غير الحكومية. ويشرح "هنا يكمن المأزق." ويتابع "عادة، يجمع العاملون في الميدان المعلومات ويرسلونها الى المدراء الذين يقومون بجمعها." الا أن "آيد بايتس" تعتمد على المساهمة الجماعية" وتحّث العاملين في الميدان على ادخال البيانات بأنفسهم مما سيسمح للمنظمات بالاحتفاظ بالموارد في المكتب. 

واجهت "آيد بايتس" تحديات على صعيد تثقيف الزبائن المحتملين حول ميزات الخدمات التي تقدّمها، وأكبر تحدٍّ كان "أن نحثّ المنظمات غير الحكومية على منحنا الفرصة الأولى. كان، من الصعب جداً، اقناع أول منظمة [المنظمة الفرنسية "بروميار أورجانس" Premiere Urgence التي تركّز على تحسين ظروف الأزمة الانسانية ]. أجهل كيف نجحنا باقناعهم!"، يقول نصر. 

وإذا كانت المنظمات غير الحكومية "بارعة في التباطؤ"، يبدو أن "آيد بيتس" بارعة في التأقلم والتغيير بسرعة كبيرة. ولجأت الشركة الناشئة الى ردود أفعال زبونها الأول لمساعدة تسويق منتجاتها للمنظمات الأخرى. ويتابع نصر "بالنسبة لـ"كار إنترناشونيل" CARE Internatioal  [زبوننا الثاني] ، كنا نعرف بشكل أفضل ما نريد بفضل التبادلات مع "بروميار أورجانس". "عندما بدأنا [نهاية 2012] ، كناّ شركة مختلفة جداً. كان هدفنا بناء قاعدة بيانات لطلبات العروض. ولكن، عندما تحدثنا مع الزبائن المحتملين وأدركنا بشكل أفضل المشاكل التي يواجهها الناس، استوعبنا أن مصدر رزقنا سيكون الشركات المتعددة الجنسيات. لم توجد أي خدمة سهلة الاستعمال وغير مكلفة وسريعة الاعداد لمعظم المنظمات." 

وقد ساهم الحصول على الاستثمار والارشاد من "عربرونور" في كانون الثاني/ يناير الماضي بتقليص الضغط  الذي يواجهه نصر وفريق "ايد بايتس" في ما يتعلّق بعملية البحث الدائم عن زبائن. وساعد الاستثمار الأولي ( لم يفصح نصر عن قيمة الاستثمار الا أن "عربرونور" كانت قد أعلنت عن استثمارها مبلغ 440 ألف دولار في أربع شركات ناشئة) من بينها "آيد بايتس". وتستعدّ الشركة الناشئة الى الجولة الأولى من التمويل، "ربما في وقت لاحق هذا العام"، على حدّ قول نصر. وتتضمنّ أشكال الدعم الأخرى التي يصعب قياسها بسهولة، المساعدة على بناء منصة مخصصة والعلاقات مع زبائن محتملين وشركاء "حتى قبل اتمام الصفقة مع البرنامج."

حالياً، يبقى التركيز على تطوير منتج مستقرّ (يقول نصر "ما زلنا نعمل على نموذج تسعير") بالاضافة الى توسيع الخدمة لتتضمّن تطبيقاً للمحمول والأجهزة اللوحية التي يستطيع العمال في الميادان استعمالها. وبحلول نهاية العام، تأمل "آيد بايتس" في توظيف المزيد من الأشخاص والتوسع جغرافياً الى دول في المنطقة، بما فيها الأردن ومصر وتونس وسوريا ولبنان. 

على الرغم من أن "آيد بايتس" هي شركاة تبغى الربح، بدا واضحاً من حديثنا مع نصر أن الفلسفة التي يتّبعها لتسيير الأعمال تشبه كثيراً تلك التي تعتمدها المنظمات غير الحكومية. ويقول تريد هذه المنظمات أن يكون لها تأثيراً وأن يحدث عملها فرقاً. ونحن، نريد أن نجعل هذه العملية أكثر فعالية"  لكي يتطوّر عملها أبعد من ذلك- الى الضفة الغربية وفي نهاية المطاف، الى دول أخرى.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.