English

شركة ناشئة لا يعمل المبرمجون فيها سوى 20% من الوقت

English

شركة ناشئة لا يعمل المبرمجون فيها سوى 20% من الوقت

زاك الفاسي ليس رائد أعمال اعتيادياً. لم يرسل لي زاك يوماً بياناً صحفياً أو استغل فعاليات الشركات الناشئة لعرض منتجاته. غير أنّني أسمع الكثير عنه. فقد اكتسب هذا الرائد الشاب كمّاً هائلاً من الاحترام من زملائه إلى درجة أنّهم باتوا يتباهون هم بصفاته ونقاط قوته.

في الأسابيع الأخيرة، نال موقعه الإلكتروني "جوب فايندر" المغربي JobFinder.ma حصةً لا بأس بها من التغريدات، ومشاركات "فيسبوك" والرسائل الإلكترونية. لذا رأيت أن الوقت لمقابلته مرّة أخرى.

"زاي جود" حاضنة أعمال لا تبغى الربح

قرر هذا الموظف السابق لدى "جوجل" عام 2012 تكريس وقته وجهوده لشغفه، ألا وهو تصميم حلول لتحسين الحياة اليومية. فأسس وقتها "زاي جود" ZaiGood، حاضنة أعمال لتطوير منتجات بحثية من دون أي هدف تجاري، أقله على المدى القصير والمتوسط. وليمول فريق "زاي جود" بحوثه، خصص 20% من وقته لخدمة العملاء عبر تقديم المشورة الفنية أو البرمجيات كخدمة (SaaS). ويتمتع زاك الفاسي بميزتين يمكن أن تبرران نموذج العمل غير الاعتيادي هذا: رؤيته طويلة الأمد وتفوق رغبته في تحقيق القيمة على جني الأرباح. فيفسّر لنا هنا: "لطالما كان المال أمراً ثانوياً لي شخصياً".

لقد تمكنت "زاي جود" من إطلاق أربعة مشاريع حتى الآن، من بينها تطبيقان extensions لـ "كروم" Chrome هما "لايبر تويت" Libertweet الذي يسمح بإرسال تغريدات أطول و"تالك أند كومنت" Talk and Comment الذي يسمح بإضافة تعليقات صوتية على "فيسبوك" والذي بات يضم بعد شهرٍ واحد على إطلاقه ما لا يقل عن 28 ألف مستخدم.

على صعيد آخر، أطلقت "زاي جود" أيضاً موقع "ساند" المغربي send.ma وهو خدمة – مدفوعة هذه المرة – تسمح للمغاربة الذين يديرون قواعد مستخدمين كبيرة بأن يرسلوا لعملائهم رسائل إخبارية. ويُذكر أنّ المنصة بسيطة ومحلية وأقل تكلفة من "مايل شمب" MailChimp وتسمح بالدفع بالدرهم وفقاً للمؤسس. أما الخدمة الثالثة، فهي JobFinder.ma.

JobFinder.ma

أطلق موقع JobFinder.ma في سبتمبر/أيلول 2013 بعدما استغرق تطويره ثلاثة أسابيع، وهو محرك بحث يسمح بإيجاد فرص عمل بطريقة أسهل في المغرب. وحالما أصبح الموقع متاحاً للتصفح فعلياً، قرر زاك المضي إلى مشاريع أخرى وترك محرك البحث عن فرص العمل كما هو.

في مارس/آذار 2014، دفعه عدد زوار الموقع الكبير إلى إعادة النظر في مشروعه الأساسي: فالمنتج يتمتع بإمكانيات ويستحق بعض الاهتمام. إلاّ أنّ الموقع كان يواجه مشكلةً كبيرة في ذلك الوقت: فلم يكن يستطع أن يحتفظ بالمستخدمين أو أن يجمع أي معطيات عنهم. فاقترح زاك الفاسي على مستخدمي الموقع تلقي قائمة وظائف مشخصة في بريدهم الإلكتروني. وهكذا بدأ زاك يذوق طعم النجاح فقرر المتابعة بإضافة المزيد من المزايا. اليوم، الموقع مجاني بالكامل ويقدم خدمات عدة مفيدة مثل إمكانية إرسال سير ذاتية مجهولة الهوية وإمكانية تصنيف الوظائف في قائمة عروض مفضلة favorites.

ويُتوقع أن تشهد المنصة تغييرات كبيرة في الأشهر القادمة مع تطوير ميزة تسمح لأرباب العمل بنشر إعلانات الوظائف في الموقع لينتقل "جوب فايندر" من محرك بحث إلى منصة وساطة. ويُتوقع لهذه الميزة أن تكون كاملةً فعلاً وفقاً لزاك الذي ينوي إضافة إمكانية نشر لمحة تعريفية عن كل شركة ونظام لتتبع الطلبات المقدمة وإمكانية القيام ببحوث في قاعدة بيانات السير الذاتية.

ومن أجل عدم استعجال المواقع المدرجة حالياً على JobFinder.ma وتقدمة أفضل خدمة ممكنة، سيقدم الموقع نظام بثّ broadcasting يسمح للشركات بنشر إعلاناتها في الوقت عينه على JobFinder.ma كما على مواقع شريكة أخرى من بينها "لينكد إن" LinkedIn و"فياديو" Viadeo ومواقع متخصصة مغربية أخرى.

شرح لنا زاك الفاسي أيضاً أنّه ما من نموذج تحقيق عائدات لـ "جوب فايندر" بعد. فسيبدأ المطور بالسعي وراء تحقيق الأرباح من مشروعه بعد بضعة أعوام عندما تصبح قاعدة مستخدميه كبيرة بما يكفي.

في سوق تتّسم بهذا القدر من المنافسة، لا يمكننا سوى التساؤل حول ما إذا كان يملك هذا الموقع الذي سبقته عشرات المواقع الشبيهة الأخرى أي فرصة في النجاح في المستقبل. زاك يؤمن بذلك. فبالنسبة إليه، سرعان ما سيختار مستخدمو الإنترنت محرك البحث الأفضل وتجربة المستخدم الفضلى.

سوف نعود للأمر بعد بضعة أشهر لنرى ما إذا كان تفوّق المنتج قادر في الواقع على التغلّب على من وصل قبله إلى الساحة. 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.