English

كيف تمكّنت منصّة توظيفٍ عربيةٍ من تحقيق النجاح السريع؟‎

English

كيف تمكّنت منصّة توظيفٍ عربيةٍ من تحقيق النجاح السريع؟‎

لا شكّ أنه مع استعداد الأفراد الى الانتقال الى دول أخرى للعمل ومع بحث الشركات عن المواهب بات التوظيف والمنصات المتخصصة نموذج أعمال ناجح وإنما نادر لاسيما في المنطقة العربية.

يخبرنا علاء الدين الجعفري، مؤسس موقع 2CVS، "عشت في استراليا معظم حياتي. ولاحظت أن شركات النفط والغاز في دول مجلس التعاون الخليجي كانت تلجأ الى وكالة توظيف واحدة في أستراليا لايجاد الموظفين. شعرت بالحيرة لاسيما أننا نجد في أستراليا الكثير من وكالات التوظيف المتخصصة بمجالات مختلفة كالرعاية الصحية أو تكنولوجيا المعلومات أو المحاسبة، ولم أفهم سبب لجوء هذه الشركات الخليجية الى وكالة توظيف واحدة. فقمت ببعض الأبحاث ووجدت أن الشركات لا تحب التعاون مع وكالات عدة لأسباب لوجيستية."

صلة وصل بين الشركات ووكالات التوظيف

حينها، قرر الجعفري انشاء شركة تجمع بين أرباب العمل وشركات التوظيف بطريقة سهلة وبسيطة. ويختصر مفهوم موقع 2CVS بأنه "شبكة من وكالات التوظيف المحلية والعالمية تساعد أربباب العمل في دول مجلس التعاون الخليجي على توظيف المحترفين من كل أنحاء العالم."

بدأت رحلة الجعفري برغبة بتغيير مسيرته المهنية والبلد الذي يعيش فيه، فاختار دبي مقراً له لا من باب الصدفة لا بل لأنه اعتبر أن دبي تجذب أناساً من جنسيات مختلفة للعمل فيها. أطلق الموقع في 17 كانون الثاني/ يناير 2014 من مقرّ حاضنة واحة السيليكون في دبي التي يعتبرها أكبر شريك وداعم له. ويسانده موظفان، مستشار مبيعات ومدير علاقات الزبائن، بالاضافة الى مجلس استشاري من المحترفين في هذا المجال.

ولكن كيف يساعد موقع 2CVS أرباب العمل في ايجاد المواهب بطريقة سهلة وسريعة؟ يجيبنا الجعفري قائلاً إنه عندما يبحث أرباب العمل عن موظفي أمامهم خيارَين. يمكنهم  البحث على مواقع التوظيف  ولكن، "عندما يلجأون الى مواقع على غرار "بيت دوت كوم" أو "لينكدإن" يحتاجون للقيام بالعمل بأنفسهم ويصلهم معدل 600 سيرة ذاتية يجدر بهم النظر فيها واختيار الأفضل بينها لتتماشى مع متطلباتهم أو يمكنهم اللجوء الى وكالات التوظيف. الا أن السؤال الذي يطرح نفسه أي منها يختارون وكم عددها؟ وحتى لو اختاروا مثلاً وكالتين في لبنان لن تملكان كل قاعدة البيانات عن الباحثين عن العمل."

ولذلك، يقدّم الجعفري الحل من خلال توقيع عقد واحد. ويشرح أن أرباب العمل يحددون حاجاتهم ومتطلباتهم فيتمّ نشر  وصف الوظيفة على الموقع وتوزيعه على وكالات التوظيف المتخصصة وفي الدول التي حددها أرباب العمل. وبالتالي، لن يحتاجوا الى التعامل شخصياً معها لا بل اللجوء الى "منصة واحدة للتواصل مع عدد منها." وتقدّم كل من وكالات التوظيف التي تمّ اختيارها سيرتَين ذاتية فقط. ويقول الجعفري "من هنا أطلقنا على شركتنا اسم 2CVS. فعلى سبيل المثال، عندما يبحث أحدهم على مدير تكنولوجيا المعلومات، نختار 4 وكالات توظيف في أربع دول مختلف؛ كلّ منها يجدر بها أن تقدّم أفضل سيرتين ذاتية."

عقد واحد وفرص توظيف أكبر

يعتبر الجعفري أن إحدى ميزات شركته تكمن في أنها لا تكبّد أرباب العمل تكاليف إضافية من تلك التي كان سيدفعها أصلاً لوكالات التوظيف. ففي بعض الدول، تتقاضى هذه الوكالات ما يعادل راتباً واحداً  شهرياً للموظف الجديد فيما تتقاضى راتباً ونصف في فرنسا مثلاً. أما إذا تعامل أرباب العمل مع 2CVS فسيدفعون مبلغاً محدداً يتقاضى منه الموقع عمولة ويعود باقي المبلغ الى وكالة التوظيف؛ معادلة رابحة للجميع: وكالات التوظيف تجذب زبائن جدد، أرباب العمل يوفّرون الوقت ويحصلون على أفضل المواهب و2CVS تجني الأموال.

يشدّد الجعفري على أن اختيار وكالات التوظيف يعتمد على معايير صارمة جداً حتى أن الشركة تملك برنامجاً لمراقبة آدائها. ويضيف أنهم لا يتعاملون الا مع وكالات التوظيف الصغيرة والمتوسطة الحجم لأنها تقدم خدمات عالية الجودة وإنما بأسعار رخيصة.

تتعامل 2CVS اليوم مع أكثر من 150 وكالة في كل أنحاء العالم من أستراليا والهند وماليزيا وسينغافورة واسبانيا وفرنسا وايطاليا والمملكة المتحدة.

أما في ما يتعلّق بالزبائن، فيعدد لنا الجعفري بعض من أهمّها على غرار مستشفى د. سليمان الحبيب في مدينة دبي الطبية وشركة بترول أبوظبي الوطنية ومكتب محاماة في دبي بالاضافة الى شركات ناشئة مختلفة على غرار "تلر" Telr أو حتى "واحة السيليكون" بالاضافة الى شركة بناء في المملكة العربية السعودية.

يعتبر الجعفري أن المنافسة قد تكون من وكالات توظيف لا تكون جزءاً من شبكة 2CVS أو قد تتضارب المصالح أحياناً مع مواقع "بيت دوت كوم" Bayt.com أو "لينكدان" LinkedIn. ويخبرنا أن بعض الشركات قلّدت مفهوم شركته وحتى اختارت اسماً مماثلاً 3CVs في الهند. ويضيف "أعتقد أنه أحد المستثمرين أو الأفراد الذين كانوا متواجدين خلال جلسات التمويل لاسيما أنّني لم أتكلم كثيراً عن فكرتي قبل اطلاقها."

تحقيق الأرباح سريعاً

وبالحديث عن التمويل، يخبرنا القصة الطريفة التي حملته الى الشراكة مع حاضنة واحة السيليكون SOF في دبي. "عندما كنت في أستراليا، اتصلت للاستعلام عن التراخيص والتكاليف وطلبت الرقم الخطأ. فأجابني مدير الحاضنة بأنني أخطأت الاتصال وبأنهم لا يهتمون بالتراخيص لا بل بالاستثمار. فأخبرته عن فكرتي. وبعد ثلاثة أشهر من الاتصالات والنقاشات والاجتماعات، دخلت برنامج SOF وحصلت على أول جولة من التمويل." لم يحدد المبلغ الذي حصل عليه لا بل قال إنه يتراوح بين 80 الى 150 ألف دولار. وفي المقابل، حصلت "حاضنة واحة السيليكون" على حصة من الشركة. ولجأ الجعفري الى جولة ثانية من التمويل، قبل ستة أشهر تقريباً، فحصل على مبلغ مقابل الحصص من مستمثر خاص لم يفصح عن هويته.

الا أنّ الجعفري يؤكدّ أن شركة 2CVS بدأت "توليد ايرادات لم نكن نتوقّعها، الشركة تجني الأموال والأعمال تتحسّن." ويضيف "أوقفت عملية المبيعات منذ أربعة أشهر لأننا جذبنا زبائن أكثر من طاقتنا." ونظراً الى أن الشركة تقدّم خدمات لشركات أخرى B2B، لم يحتج الى اطلاق حملة تسويق أو مبيعات. يشرح الجعفري "شاركت فقط العام الماضي في مؤتمر الموارد البشرية في دبي الذي كان مصدر معظم زبائني."

خلال عام تقريباً، نجحت شركة 2CVS، على حدّ مؤسسها، في رهانها، الا أن الطريق كانت محفوفة بالتحديات. ويعتبر الجعفري أن أهمها كان بناءموقع الكتروني يتناسب مع متطلبات أرباب العمل ووكالات التوظيف وفهم حاجات هؤلاء على الرغم من أنه لم يكن ملمّاً أبداً بهذا المجال. ويضيف أن ايجاد شركة تصميم مواقع الانترت لم يكن سهلاً لاسيما أنه كان يبحث عن شركة بارعة وتفهم عقلية الشركات الناشئة في الوقت ذاته.  بالاضافة الى أن وظيفة رائد أعمال شاقة "فعليك أن تؤدي وظائف مختلفة كالمحاسبة والتسويق والتصميم بالاضافة الى تأدية وظيفتك الأولى ألا وهي الرئيس التنفيذي الذي يضع استراتيجية الشركة ويراقب آداءها."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.