English

ما جديد التجارة الالكترونية في مصر؟

English

ما جديد التجارة الالكترونية في مصر؟

تتّسم مصر بتعداد سكاني مخيف إلى حد ما، ما يشكّل إحدى أهم المشاكل على الصعيد المحلّي. إلا أنه إذا نظرنا إلى خريطة التجارة الإلكترونية في مصر، سنجد أن الكثافة السكانية هي إحدى أهم أسباب وجود مصر في مربع واحد مع الامارات والسعودية والكويت، كأكثر الدول الشرق أوسطية من حيث عدد المتسوقين على الانترنت. تحتل مصر هذه الصدارة بواقع 30 مليون شخص، ما يُعتبر ثلث إجمالي متسوقي المنطقة أجمع.

قد تكون تلك الأرقام حافزاً خلف ظهور مشاريع ريادية انضمت مؤخرًا إلى ركب شركات التجارة الالكترونية، محاولة تغيير ملامح الصناعة في مصر.


الصورة من موقع "ديل جامد"

"ديل جامد"

منذ عاميّن تحديدًا، كتب الزميل عمر عايشة عن موقع "ادفعلي"Edfa3ly، المتخصص بالتسوق الدولي وجلب المنتجات الأمريكية من على مواقعها، بعد أن يدفع العميل محليًا. وأشار المقال آنذاك إلى انعدام وجود منافسين لتلك الخدمة في مصر، باستثناء شركات الشحن التي لا توفر خدمة الدفع المحلي.

منذ 6 اشهر أو أقل، ظهر أول منافس لـ"ادفعلي" في مصر، "ديل جامد"DealGamed الذي يوفّر خدمة التسوق الدولي من مصر، بأسعار شاملة الرسوم الجمركية.

وبنظرة تحليلية بسيطة، يمكننا أن نرى النموذج نفسه لدى "ادفعلي"، التي تدير موقع "يشري" Yashry للتسوق الإلكتروني.

"يقدم ديل جامد نفس خدماتنا ويعتبر أهم منافس لنا في الوقت الحالي، إلا أننا نعول على ريادتنا في المجال وولاء عملائنا من جهة، وعلى برنامج "إيليت" الذي أطلقناه تجريبيًا منذ فترة وجيزة، لنمنح من خلاله عميلنا فرصة الاشتراك بمبلغ ثابت لمدة تصل إلى 6 أشهر، ليحصل بالتبعية على منتجه بدون رسوم جمركية أو مصاريف شحن"، يقول أحمد محمد، أحد الشركاء المؤسسين الثلاثة في "ادفعلي".

في الوقت الذي رفض فيه محمد الكشف عن عدد الزيارات وحجم الطلبات على "ادفعلي"، كان لـ أيمن الحكيم رأي آخر ، وهو مدير التسويق في "ديل جامد"، والذي كان يشغل المنصب ذاته في "ادفعلي".

"خطواتنا في الـ6 أشهر الماضية قياسية، وتمكننا من استقطاب شريحة لا يستهان بها من السوق، فعدد زياراتنا شهريًا يترواح بين 80 و100 ألف زيارة. كما أن حجم الطلبات على الموقع بلغ 1500 طلب شهريًا، وهو ما ساعدنا على تحقيق نقطة تعادل لتكاليفنا الشهرية، تمهيدًا لتحقيق نقطة تعادل كلية بنهاية العام".

وبرأي مصطفى البطش، المدير التنفيذي في "ديل جامد"، تعود تلك الأرقام إلى عامليّن، "أولهما التخطيط الاستراتيجي السليم، والخبرات الهائلة في الشركة، فجميع الموظفين آتون من شركات عالمية ولهم خبرات طويلة في مجالاتهم ويخضعون لمراحل تصفيات متعددة حتى يتم تعيينهم ضمن طاقم العمل".

يسعى حاليًا مؤسسو "ديل جامد" لجذب جولة أولى من الاستثمار، بعد التمويل التأسيسي الذي حصلوا عليه من مستثمر أمريكي مخاطر، علمًا أن أوراق الشركة مسجلة في أمريكا. "سنتكمن حال الحصول على جولة الاستثمار من تنويع الباقات والعروض المطروحة حاليًا على موقعينا المحلي والدولي، لتحقيق مبيعات أعلى ومن ثم رفع مؤشرات الشركة"، يوضح الحكيم.


فريق "سبوبة" المؤسِّس: محمود فقي ومحمد حجازي

"سبوبة"

"تتيح منصتنا إمكانية البيع والشراء بين المستخدمين تحت سقف واحد، ولا نتطرق إلى المنتجات المستعملة، بل إن جميع البضاعة المعروضة على موقعنا جديدة 100%، وتشمل كافة القطاعات بما فيها المأكولات والمشروبات والملابس والاستشارات الطبية وحتى المهارات الخاصة يمكن لأصحابها الإعلان عنها". هكذا عرّف محمود فقي المؤسس الشريك في "سبوبة" Saboba. وبشكل عام كلمة "سبوبة" هي لهجة مصرية دارجة تعني مصدر رزق إضافي.

بحسب فقي: "نعلم جيدًا أن مصر تحوي العديد من المواهب والمهارات الراغبة في زيادة الدخل، لذلك قررنا تدشين "سبوبة" ليكون هناك مجال أمام الشباب للحصول على باب رزق من استغلال قدراتهم وإمكاناتهم".

أُطلقت "سبوبة" منذ أقل من عام، ولاحظ فقي ومحمد حجازي شريكه أن نسبة الزيارات الأعلى تأتي من السيدات، اللواتي يدخلن إلى الموقع لعرض أو شراء منتجات يدوية أو مأكولات".

"تختلف وسائل التوصيل نسبيًاً باختلاف السلع المعروضة، فبعض المُستهلكين يُفضلون التواصل المباشر مع البائع، والبعض الآخر يحتاجون إلي خدمة التوصيل، ونتعاون في هذا الصدد مع شركة "إنجز"Ingez لخدمات التوصيل"، يقول فقي.

وعن خوارزمية الموقع "تعتمد سبوبة علي نظام لحماية المُستهلك يحفظ للبائع والمُشتري حقوقهما من خلال توفير نظام آمن للمعلومات الشخصية. كما يوفر خاصية تقييم المُنتج من قبل مُستخدميه حتي لا يتعرض المُستهلك للغش التجاري، أما في حالة حدوث شكوى من مُنتج ما ففي الحال يسترجع المُشتري نقوده ويكون هذا بمثابة إنذار للبائع"، يقول حجازي.

ويتابع حجازي "لن يتمكن المستخدم من إجراء أي عملية على الموقع إلا بعد التسجيل، وتحديد ما إذا كان بائعًا أو مشتريًا".

أما عن طريقة الشراء على "سبوبة"، فهي مختلفة بعض الشيء عن الطرق التقليدية. توفر المنصة لمستخدميها إمكانية شراء رصيد بعملات خاصة تسمى "بونت". يعادل البونت 10 جنيهات مصري، ويمكن للمستخدم شراء 5 بونت بحد أدنى، ليتمكن من استخدامهم فيما بعد في العمليات الشرائية.


الصورة من موقع "سبوبة"

يتم تحويل قيمة البونت إلى سيولة نقدية عن طريق الدفع عند الاستلام أو من خلال "باي بال" Paypal، وفقًا لاختيار العميل.

لعل طريقة الدفع تلك ليست إلا سبيلًا للتحايل علىصعوبات قطاع التجارة الإلكترونية في مصر؛ وأهمها فوبيا الدفع الالكتروني، وانخفاض نسبة المواطنين الذين يمتلكون حسابات مصرفية، بواقع لا يتعدى35% من إجمالي المصريين البالغين، بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف اللوجيستية والتسويقية.

فهل تنجح المشاريع الريادية الجديدة بقطاع التجارة الإلكترونية في رسم ملامح جديدة للصناعة في مصر، تتماشى مع طبيعة المستهلك فيها؟

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.