English

العراق: لمعالجة أزمة النقص في المبرمِجين

English

العراق: لمعالجة أزمة النقص في المبرمِجين

فيما تعاني الشركات الناشئة العراقية من شحٍّ في المبرمجين المحترفين coders، يحاول معسكرٌ جديدٌ في بغداد يُدعى "ذا ويك" The Week (أي "الأسبوع") سدّ هذه الثغرة.

أطلق الشريك المؤسِّس لـ"فكرة سبايس" FikraSpace، علي اسماعيل، الفعالية الممتدّة على أسبوع، والتي انعقدت من 1 إلى 7 تشرين الثاني/نوفمبر بعد قضاء فترة شهرين في جامعة النخبة العلمية Singularity University التابعة لوكالة "ناسا" NASA في وادي السليكون.

ويقول اسماعيل إنّ أحاديثه مع نائب رئيس الابتكار والبحوث في الجامعة، فيفك ودوا Vivek Wadhwa وصاحب رأس المال المخاطر دايفد روز حول كيفية النهوض بالبيئة الحاضنة في العراق، هي ما كان مصدر إلهامه.

المبرمِجون الذين سيصبحون روّاد أعمال يصحلون على تدريبٍ قانوني من "النسور" للمحاماة، في "ذا ويك". (الوصر من مروان أحمد)

وعن هذا المخيّم التدريبيّ الذي اعتمد نهج صفٍّ دراسيٍّ صغيرٍ عبر انتقاء 18 مشاركاً يمتلكون خلفيةً في البرمجة وحبّاً لتعلّم المزيد عمّا يلزم لإطلاق شركةٍ ناشئة، يضيف إسماعيل إنّ "الأمر يتعلق بتقديم الخبرة العملية، بدلاً من فتح الأبواب أمام الجماهير والافتخار بارتفاع أعداد المشاركين. وكما ترون كانت النتيجة جيّدةً والجميع يشعر بالتحسّن وبالمهارات التي اكتسبوها من الفعالية."

بدوره، يقول الحسن الناصري، وهو مدرّبٌ على البرمجة في المعسكر، إنّ أهمية تجربة التعلّم في هذا المعسكر كانت تكمن في بناء ثقافة برمجةٍ في العراق، مشيراً إلى أنّ "ما قمنا به في معسكر ‘ذا ويك‘ كان تعزيز ثقافة البرمجة من الصفر لدى المهتمين بالأمر. [وهم] ليسوا كثيرين مقارنةً بالأشخاص غير التقنيين الذين يؤلّفون في العادة غالبية [الحاضرين في] فعاليات ولقاءات ريادة الأعمال."

من جهةٍ أخرى، كانت التجربة مفيدةً حتى للمشاركين الأكثر تقدّماً، بحسب مطوِّر تطبيقات الهاتف، عمر خميس، الذي يقول إنّه "في اليومين الأولين، شعرتُ أنّ تواجدي في الفعالية لم يُفِدني كثيراً، لأنّ خلفيتي في البرمجة كانت متقدّمةً قليلاً عمّا انطلقَتْ منه فعالية ‘ذا ويك‘. ولكن، عندما بدأ علي [يتكلم] عن سياسة حدّ النفقات والاستفادة من الموارد ومن ثم عرّفنا إلى ‘بارس‘ Parse [وهي منصّة تطوير التطبيقات]، شعرتُ أنّني تعلّمتُ الكثير."

تنشئة روّاد أعمال جدد

لم يقتصر المعسكر على البرمجة، فالتعليم عن ريادة الأعمال كان شقّاً آخر هامّاً منه.

وفي هذا الإطار، تفحّصَ المشاركون الشركات الناشئة العراقية والدولية عبر دراسة نماذج أعمالها والخروج بأفكارٍ حول أفضل الممارسات والتحدّيات باتباع منهجٍ مستوحى من فلسفة نموذج ريادة الأعمال الانسيابية Lean Startup الذي أعدّه ستيف بلانك، وأيضاً من كتاب إريك رايز "ذا لين ستارتب" The Lean Startup".

بالإضافة إلى ذلك، تكلّم المتحدثون الضيوف الـ17 والمستثمِرون الحاضرون سواء مباشرةً أو عبر "سكايب" Skype عن الفرص المتاحة واستكشاف العملاء والمسائل القانونية وتصميم تجربة المستخدِم والتفكير التصميمي.

وكان من بين المتحدّثين أشخاصٌ من المغتربين العراقيين، ومنهم محمد رضا، وهو مستشارٌ في صندوق تحوّط hedge fund؛ ومحمد مكي من "أسترو لابز" Astrolabs؛ وكترال ندا من "إنتو كونسلتنج" In2Consulting.

كما أنّ إليوت أدامز، مدير "ستارتب نكست" Startup Next ومنظِّم فعاليات "ستارتب ويكند" Startup Weekend العالمية، انضمّ إلى "ذا ويك" عبر "سكايب" من مدينة دبلن، فشرح بعض الأمور عن تنمية قاعدة العملاء وأدلى بأفكاره حول كتاب "رانينج لين" Running Lean.

إليوت أدامز في العراق - عبر "سكايب"

ندرة خطيرة في عدد المبرمِجين

المطوّرون نادرون في العراق، فمَن يملك مهاراتٍ تقنيةٍ منهم لا يتجاوزون نسبة 20 إلى 30 بالمئة من الحاضرين في فعاليات "ستارتب ويك أند" في العراق.

وقد توصّل استطلاع رأيٍ أجريَ في معسكر ريادة الأعمال "ستارتب ويك أند نكسب" SW NEXt، في عام 2013 في بغداد، أنّ بين 80 شخصاً، 71 منهم لم يكتسبوا أيّ مهاراتٍ تتعلق بالبرمجيات أو الأجهزة في إطار مسيرتهم التعليمية.

في المقابل، لا تحلّ علوم الحاسوب الجامعية لا تحلّ هذه المشكلة، إذ يمكن بكلّ سهولةٍ دخول أيّ قسمٍ لعلوم الحاسوب وإيجاد عددٍ كبيرٍ من طلّاب السنة الأخيرة الذين لا يعرفون شيئاً عن نظم التشغيل أو حتى كيفية استكشاف وحلّ مشكلةٍ بسيطةٍ في حواسيبهم الخاصّة.

وفي السياق، يقول محمد، أحد المشاركين في "ذا ويك"، إنّ "ما تعلّمناه في الجامعة كان لا يمتّ بصِلةٍ إلى الواقع. فنحن ولم نتمرّن على البرمجة، بل يحفظ الطلّاب بعض أسطر البرمجة ويدوّنونها على أوراق الامتحانات من دون أن يفهموا حتّى ما يجري فعلاً."

الهيمنة العالمية

يرمي اسماعيل إلى التوسّع بالمعسكر إلى خارج بغداد، إلى شمال العراق وجنوبه، وأن يصبح بعد ذلك علامةً تجارية عراقية تُستخدَم في بلدان أخرى.

ويقول إنّ "التوسّع هو هدفي الأسمى؛ وفي حين قد يختلف المنهج والمواد المستخدمة من بلد إلى آخر، سيكون المجرى الأساسي والممارسات الفضلى قاسماً مشتركاً يمكن تطبيقه في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تمتلك جوانب مشتركة."

وبدوره، يشير أحمد جمال، وهو مطوّرٌ عراقي فاز عام 2013 في مسابقة "ستارتب ويك أند بغداد"، ويعمل الآن في سياتل في الولايات المتحدة في شركة ناشئة، إلى إنّ "ذا ويك" سيساعد المبرمِجين على الحفاظ على مهاراتهم التقنية وسيعزّز شبكات معارف روّاد الأعمال.

ويضيف أنّ "‘ذا ويك‘ سيلعب دوراً مهمّاً في تطوير الموجة المقبلة من الروّاد المحلّيين على صعيدَين: ربط المتحمّسين لريادة الأعمال والمطوِّرين بروّاد أعمال محلّيين فعليين، ومساعدتهم على تبادل الخبرات مع بعضهم البعض."

توضيح: الكاتب كان مشاركاً كمدرّب في "ذا ويك".

--

مروان أحمد جبار، ناشط في مجال ريادة الأعمال، ومدرّب في برنامج "ستارتب ويك أند نكست" ومنظّم شريك في فعاليتيْ "ستارتب ويك أند" السابقتيْن.


شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.