English

إيغور أوفشارنكو: هذا ما أعرفه عن التشبيك

English

إيغور أوفشارنكو: هذا ما أعرفه عن التشبيك

Igor Ovcharenko of Seedstars World

نظّم إيغور أوفشارنكو أوّل فعاليّة تشبيك له للشركات الناشئة عام 2012. (الصورة من "سيد ستارز وورلد" Seedstars World)

خلال تحضيراته لفعاليته الأولى مع الشركات الناشئة والمستثمرين، أمضى الأوكراني إيغور أوفشارنكو وقتاً طويلاً في التعرّف على الحاضرين والتوفيق بينهم. نتيجةً لذلك، حققت الفعالية نجاحاً كبيراً. 

ومنذ ذلك الحين، انضمّ أوفشارنكو الى"سيد ستارز وورلد" Seedstars World، وشغر منصب المدير الإقليمي في كلّ من دول أوروبا الوسطى والشرقية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مؤخراً، زار بيروت ليستمع الى عروض 11 شركة ناشئة لبنانية، فانتهزت "ومضة" هذه الفرصة لتتكلّم معه عن أهمية التشبيك. 

طريقة التفكير هي الأساس. يجد الأوكرانيون فكرة التحدّث مع الغرباء بعيدة جدّا عن نمط تفكيرهم وعاداتهم. إن ذلك ليس من باب الخجل لكنّنا نحتاج أن يعرّفنا أحد الى بعض أو أن يكون لدينا قواسم مشتركة. كحلّ لهذه المشكلة، إستخدمتُ في أوّل فعالية أنظّمها شبكة التواصل الإجتماعي المغلقة "بريسدو" Presdo، التي سمحت للمشاركين بالتعرّف إلى بعضهم البعض قبل الفعالية ممّا يساهم في كسر الجمود وإلغاء عامل الخجل في الفعاليّة. تجاوب الناس بإيجابية مع هذا النشاط، ونتج عنه حوالى 2000 طلب لقاء. 

تمامًا مثل المواعدة. يجب أن تقارب المستثمرين والشركات الناشئة كمدبّر زيجات. وتحرص دائماً على إظهار الجانب الأفضل لك، كما في المواعدة. عندما يتعلّق الأمر بالفعاليّات، تقرّب أولاً من المستثمرين، اعرض عليهم الشركات الناشئة التي ستحضر، واعرف من منها يهمّهم. ثمّ تواصل مع الشركات الناشئة وعرّفهم هلى المستثمرين المهتمين بشركاتهم ورتّب لقاءً بين الإثنين. لكن كما في المواعدة، لا تنجح هذه الأمور دائمًا. 

لا تزعج الناس. أيضاً مثل المواعدة، يجب على الطرفين أن يهتمّوا بما يقوم به الآخر. وإلا عن ماذا ستتكلّم؟ كن جاهزاً وراجع قائمة الحضور. أنظر إلى أعمال المستثمرين السابقة، وشروط الإستثمار والسبب الذي دفعهم لحضور هذه الفعالية أو المحاضرة. وبعد هذه التحضيرات كلها، يمكنك أن تقنعهم بماذا تقدّم من وجهة نظرهم. 

الثرثرة لا تفيد. تشبه البيئة الرياديّة عالماً صغيراً يعرف فيه الجميع بعضهم البعض. في الكثير من الأحيان، يذهب البعض الى الفعاليات ويتكلّمون مع شركة أو شركتين، ولا يظهرون استعداداً للتعرّف على شركات أخرى أو حتّى للإستماع إليها بسبب أمرٍ سمعوه. يمكن للناس أن تثرثر وتتحدّث عن أمور لا تفيد نموّ البيئة الرياديّة. حتى أنّه في بعض المناطق، أصبحث الثرثرة مثل المافيا. 

شركات المنطقة العربية لا تتمتع بالقدرة التنافسية الموجودة في وادي السيليكون.  رغم حظوظهم القليلة بالنجاح في وادي السيليكون، كلهم يريدون الذهاب الى هناك. وهذا خطأ كبير لأنك لم تعد مضطرًا أن تكون في وادي السيليكون، يمكنك أن تلجأ الى برلين مثلا، أو سنغافورة. عليك فقط أن تركّز على ما تريد تحقيقه. في الإجمال، وصل التطلّع للوصول الى هذه البلدان الى مرحلة الهوس: دول أوروبا الوسطى والشرقية لا تنظر حتّى الى أوروبا الغربية، لا تريد سوى الذهاب الى الولايات المتّحدة. أمّا منطقتي العربية، فهي الأكثر تعقيداً من حيث الوضع السياسي. 

كن ودوداً مع جارك. في البيئات الرياديّة الصغيرة كما هي الحال في المنطقة العربية، عليك أن تكون ودوداً مع منافسيك. ما نراه في بعض البلدان حزين جدّاً. ولسوء الحظ، يبني لاعبون أساسيون كشركات التسريع وصناديق الإستثمار في بيئات ريادية أخرى أسواراً بينهم وبين منافسيهم، مما يمنعهم من العمل مع شركاء مثلنا. على سبيل المثال، إذا كنت أعمل مع شركة التسريع "أ"، شركة التسريع "ب" لا يمكن أن تعمل معي وقد يعود سبب ذلك إلى أسخف الأمور. فبدل أن تعمل هذه الشركات سويّاً لدعم الشركات الناشئة، تمضي وقتها في لعبة الحرب بينهما. وتتطرق مقولة أفريقية الى هذا الموضوع قائلةً: "إذا أردت أن تسير بسرعة، سر بنفسك، أمّا إذا أردت أن تسير بعيداً، فخُذ معك رفيقاً".

كن لطيفاً مع جيرانك. في المنطقة العربية، غالباً ما ألتقي برواد أعمال يعتقدون أنّهم الأفضل، وأنّ لا أحد غيرهم يستحقّ الفوز، وأنّهم محور العالم. لكنّ هؤلاء غالباً ما يفشلون بسبب مبالغتهم في تقدير قدراتهم وطموحاتهم المفرطة. من الجيد أن يكون المرء طموحاً، لكن ليس الى حدّ الطمع أو اللؤم. فنصيحتي لك هي أن تتفاءل وأن تبقى عادلاً، لأن المستثمر في نهاية المطاف يستثمر بالشخص لا بالمشروع ولا بالتكنولوجيا. وحين تتوصل الى إقناع المستثمر المحتمل على صعيد شخصي، تكون على طريق النجاح في مشروعك.      

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.