English

قريباً في المنطقة العربيّة: الأموال عبر منصّات وتطبيقات الدردشة

English

قريباً في المنطقة العربيّة: الأموال عبر منصّات وتطبيقات الدردشة

"فاستا كاش" تتوسع نحو الشرق الأوسط حاملةً معها خيارات الدفع عبر شبكات التواصل الإجتماعيّ. (الصورة من "فاستا كاش")

بات إرسال الأموال إلى الأصدقاء عبر "فايسبوك" Facebook، و"فينمو" Venmo (وهي محفظة رقميّة تملكها "باي بال" PayPal) و"سناب تشات" snapchat، عادةً لدى الشباب في الولايات المتحّدة، وقد يصل هذا التوجّه قريباً إلى الشرق الأوسط، بفضل الشركة الناشئة السنغافوريّة "فاستا كاش" Fastacash للدفع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تخطّط للتوسّع نحو هذه المنطقة.

يفيد المدير التنفيذي لـ"فاستاكاش"، فينس تالنت (أدناه، الصورة من "فليكر" Flikr)، في حديثه مع "ومضة"، أنّ "المحادثات مع بعض الفاعلين الأساسيين في هذه السوق قد بدأت وأنّ انطلاقتنا في هذه المنطقة باتت وشيكة."

لا تقدّم هذه الشركة الناشئة تطبيقاً ولا حلول دفع، لكنّها في المقابل تعمل على تكنولوجيا "تحت غطاء المنصّات" وتتبّع فلسفةً منفتحة وغير انتقائيّة، أي أنّها قد تعمل مع كلّ انواع الشركاء من "فايسبوك" Facebook إلى "واتساب" WhatsApp وحتى البنوك بالإضافة إلى شركة "فيزا" Visa التي أقامت صفقةً معها السنة الماضية.

رغم إمكانيّة تنوّع واختلاف واجهة الاستخدام، يعمل النظام عادةً بالشكل التالي: يربط المستخدِمون بطاقاتهم الائتمانيّة أو بطاقات السحب الخاصّة بهم بنظام "فاستا كاش" من خلال تطبيقات الشركاء، من ثمّ يضيفون الشخص الذي يريدوه من أيّ حسابٍ لهم على مواقع التواصل الاجتماعي ويختارون المبلغ الذي يريدون إرساله، فيصل للشخص الذي اختاروه رابطٌ آمن وعند الضغط عليه يتلقّى المبلغ.

في بعض الحالات، يمكن لمتلقّي الأموال أن يختار وضعها في حسابه المصرفي مباشرةً أو أخذها نقداً من مركز تحويل الأموال.

وبحسب تالنت، "لا تقتصر السياسة المنفتحة التي نتّبعها على شركائنا وحسب، بل تطال أيضاً كلّ أنواع عمليات الدفع على كلّ منصّات وتطبيقات التواصل الإجتماعي والدردشة."

تؤمّن "فاستا كاش" التكنولوجيا الخلفيّة لشركائها، و"بينج باي" Ping Pay تؤمّن واجهة الاستخدام، فيما تنظّم الشركة الناشئة تحويل الأموال (الصورة من "فينانز بروداكت" FinanzProdukt)

المنطقة العربية جزءٌ من خطّة أكبر

تؤمّن "فاستا كاش" تكنولوجيا الدفع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لشركاء في خمس أسواق عالميّة، منها "دوكو" Doku في إندونيسيا و"موبي.دنجي" Mobi.Dengi في روسيا، وهي تسعى جاهدةً للتوسّع أكثر بعد.

وبالتالي، يُعتبر إطلاقها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خطوة متوقعة إذ أنّ استراتيجيتها مبنيّة على تأسيس شركة في أسواق كبيرة لـ"إرسال الأموال"، أي البلدان التي تتدفّق منها مبالغ كبيرة من الأموال إلى الخارج، مثل أستراليا والولايات المتحّدة وبريطانيا وبلدان الشرق الأوسط.

أمّا طموحات الشركة فلا تقف عند هذه الأسواق. ويشرح المدير التنفيذي لـ"فاستا كاش" الأمر بالقول "إنّنا نركّز على بناء شركتنا في أكبر الأسواق لـ‘إرسال الأموال‘، وأكبر الأسواق ‘المتلقيّة للأموال‘ وأكبر الأسواق المحليّة. أسواق أستراليا والولايات المتّحدة والشرق الأوسط هي الأسواق الأساسية التي نركّز عليها في ‘إرسال الأموال‘، وأسواق الهند وإندونيسيا والفليبين وفيتنام هي أسواق ‘التلقّي‘ الأساسيّة وأكبر الأسواق المحليّة."

تأسست الشركة عام 2012 وجمعت 23.5 مليون دولار من أربع جولات تمويل، وقد قامَت في تشرين الأول/أكتوبر بعقد شراكةٍ مع "أكسبرس موني" Xpress Money وهي شركة عالميّة لتحويل الأموال، لتسمح للمستخدِمين البريطانيين بإرسال الأموال دوليّاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عبر تطبيق "كزوبو" Xopo.  

سوق كبيرة للحوالات الماليّة أيضاً

لا يزال استخدام تكنولوجيا الهواتف الذكيّة في تحويل الأموال خارج الحدود ضيقاً. وقد أشارت دراسةٌ أقامها البنك الدولي عام 2014 إلى أنّ قيمة الحوالات العالميّة عبر الهواتف الذكيّة تساوي أقلّ من 2% من تدفّقات الحوالات المالية العالميّة.   

لكنّ بعض التوجّهات العالمية، مثل موجات الهجرة العالمية التي يترك فيها اللاجئون والمهاجرون بلدانهم لأسباب اقتصاديّة بحثاً عن فرصٍ أفضل في الغرب، وانتشار الهواتف الذكيّة وتكنولوجياتها في أجزاء واسعة من أفريقيا وجنوب شرق آسيا، قد تساهم في نموّ استخدام الهواتف الذكيّة لتحويل الأموال.

فضلاً عن ذلك، يقوم الأفراد في الأسواق النامية مثل الفليبين وإندونيسيا وميانمار وكينيا بتخطّي استخدام البطاقات الائتمانية والانتقال مباشرةً من الدفع النقدي إلى الدفع عبر الهواتف الذكيّة.   

بالتالي، قد تزداد تدفقات الأموال عبر الهاتف ليس فقط بين البلدان، بل داخل البلد الواحد أيضاً.

في الإجمال، يبدو الشرق الأوسط، وبالأخص السعوديّة والإمارات، في مكانةٍ مناسبةٍ للاستفادة من تدفّقات الأموال عبر الهواتف الذكية على المستويين. ويعود ذلك إلى أنّ 13% من الحوالات العالميّة مصدرها بلدان الشرق الأوسط، في حين تُعتبر السعوديّة ثاني أكثر بلد يرسل الحوالات المالية في العالم.

في الوقت عينه، تُعدّ نسبة استخدام الهواتف الذكيّة في منطقة الخليج من أعلى النسب في العالم. لذلك، نظريّاً، يبدو أنّ هذه المنطقة تشكّل المكان الأفضل لإطلاق خدمةٍ للدفع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن في المقابل، يقول رئيس قسم تنمية الأعمال في فرنسا في شركة "باي بال" ومؤخّراً مطوّر الأعمال في الشرق الأوسط، فرانسيس باريل، إنّه "لسوء الحظّ، وبعكس الإقبال على الهواتف، لا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تفضّل التداول نقداً. لهذا أعتقد أنّ خدمات الدفع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتّى خدمات الدفع الإلكترونيّة ستتطلّب وقتاً قبل أن تحظى بإقبالٍ كبير."

المنافسون 

أسّست "باي بال" عام 2013 الحلّ الخاصّ بها للمدفوعات المالية المباشرة بين الأفراد P2P باسم "فينمو" Venmo، وهي شركةٌ تقدّم منتَجها الأساسي على أنّه محفظة رقميّة يرسل عبرها الناس الأموال ويتلقوها ويشاركوها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.   

في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، قدّم تطبيق الدردشة "سناب تشات" خدمة "سناب كاش" SnapCash، وبعد ثمانية أشهر أطلق "فايسبوك" خاصيّة لتحويل الأموال في تطبيقه للدردشة.

لكّن كلّ هذه التطبيقات (بما فيها "فينمو") لا تعمل سوى في الولايات المتحّدة.

"حين تغوص في هذا المجال، تلحظ أنّ أهمّ العوامل المرتبطة بالدفع هي الأمن والسهولة، لكنّ الأمن يأتي أوّلاً. ويرتبط بهذا العامل مشاكل وقواعد عدّة مثل الالتزام والتعرّف على العملاء" وفقاً لباريل الذي يضيف قائلاً: "نحن صارمون بشأن هذه القوانين، ولذلك نعمل اليوم فقط في الولايات المتحدة، لأنّ تطبيق كلّ هذه المعرفة والقوانين والخبرات في أسواق أخرى سيتطلّب وقتاً كبيراً."

أمّا "فاستا كاش" فتقول إنّ اكتساب ثقة المستخدمين يتطلّب خطوات عدّة.

لذلك، يشرح تالنت أنّ "التكنولوجيا التي نقدّمها [في هذه الشركة] تشمل عدّة طبقات من الحماية والأمن. فروابطنا مرمّزة وبياناتنا مشفّرة، ونؤمّن كذلك طبقات إضافيّة من الأمن مثل حماية كلمة السرّ في كلّ رابط، وتواريخ انتهاء الصلاحيّة، وحدّ الاستخدام."

--

فيدريكو صحافي إيطالي، يغطي أخبار التكنولوجيا والشركات الناشئة باللغتين الإنجليزية والإيطالية لصالح عدّة وسائل إعلامية بما فيها فوربس" Forbes و"زد نت" ZDnet و"لا ستامبا" La Stampa. يمكنكم التواصل معه على مدونته أو على "تويتر" عبر @fede_guerrini

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.