English

ميسّر تقي الدين: هذا ما أعرفه عن الذهاب إلى وادي السيلكون

English

ميسّر تقي الدين: هذا ما أعرفه عن الذهاب إلى وادي السيلكون

قد لا يثمر البحث عن هذه السيدة عبر موقع "جوجل" Google عن الكثير من النتائج، وذلك بالرغم من سعيها ورغبتها ببناء جسور تعاون بين وادي السيليكون والشرق الأوسط لمدّةٍ تزيد على عقدٍ من الزمن.

بدأت ميسّر تقي الدين بالذهاب إلى وادي السيليكون منذ حوالي عشرين عامًا خلال عملها في مجال التسويق والعلاقات العامة لعدّة مؤتمرات وفعاليات تجارية خاصّة بشركات التقنيات الفائقة مثل "آبل" Apple و "إتش بي" HP

قبل أن تصبح "تك وادي" Techwadi منصّة تواصلٍ بارزة كما هي الآن، كانت عبارةً عن مجموعةٍ من رجال الأعمال والمستثمرين يلتقون بشكلٍ غير رسميّ لمناقشة البيئة الحاضنة والبحث عن طرق لمساعدة رواد الأعمال، إلى أن طلبوا من ميسّر تقي الدين الانضمام إليهم.

"قيل لي إنّ العرض قُدِّم لي لأربعة أسباب مختلفة،" تقول ميسّر لـ"ومضة". أوّل تلك الأسباب خبرتها البارزة في عالم التسويق وعلاقاتها الواسعة التي من شأنها تسهيل تطوير علامتهم وهويتهم التجارية. والسبب الثاني أنّها امرأ، لأنّ آخر ما كانوا يحتاجونه هو وسمهم بالذكورية وأنّهم مجموعةٌ تمنح السلطة للرجال. أمّا السبب الثالث فهو أنّها من المشرق العربي، وبالتالي تلائم هدف المنظّمة كمجموعةٍ عربية؛ وأخيرًا لأنّهم "أرادوا وجهًا ولمسةً انثوية تضفي طابعاً خاصّاً على المنصّة".

نجحت ميسّر في زيادة أنشطة وفعاليات المنظمة إلى ثلاث فعاليات في الشهر مضيفةً إليها محاور مختلفة، وخلال عام من عملها في "تيك وادي" نظّمَت أوّل مؤتمرٍ للتواصل العربي العالمي الذي انعقد بحضور الأميرة سمية من المملكة الأردنية الهاشمية. وفي شهر أيلول/سبتمبر القادم، سوف تحتفل المجموعة بالذكرى السنوية العاشرة على تأسيس المنظمة.

ميسر تقي الدين مع أحد الرواد الشباب.
(الصورة لـ وليد يونس)

تقي الدين التي، من موقعها الحالي في "معهد محفزات الابتكار" Innovation Catalysts Institute، تواصل استضافة رواد أعمال من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عند ذهابهم إلى وادي السيلكون، أطلعت "ومضة" على الأمور التي تعلّمتها عن الوادي ورواد الأعمال الذين يتدفقون إليه من الشرق الأوسط.

وادي السيليكون هو مكان مهم. أعتقد بأنّ علينا تركيز جهودنا على ترتيب زيارات منظّمة إلى وادي السيلكون ليستفيد منها الأشخاص المهتمون كلٌّ بحسب مجال دراسته أو مجال عمله. علينا تزويدهم بالأدوات التي تساعدهم في تطوير أفكارهم ومنحهم أفضل النصائح ليعودوا أدراجهم ويبدأوا بالبناء والابتكار وتأسيس شركاتهم الخاصّة الفريدة. قالت لي إحدى السيدات إنّها لو لم تأتِ لزيارة الوادي، لما أدركَت أنّها تملك القدرة على أن تصبح رائدة أعمال. يجب أن نبذل الجهود ونأمل أن تؤتي ثمارها.

لا تأخذ انطباعات خاطئة. دائرة علاقاتك ستفتح أمامك فرص كثيرة، ولكنّ معرفتك وثقافتك هما مَا سيوصلك إلى المكان الذي تصبو إليه. يمكنني أن أرتّب لك لقاءً مع وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن، أو مع أيٍّ كان، ولكن ما إن تنتقل إلى المرحلة التالية يصبح كلّ شيءٍ بيدك أنت لتقرّر ماذا سيحدث بعد ذلك. الأشخاص القادمون من المنطقة مثل سمكةٍ كبيرة تسبح في بركة صغيرة، فهم يتمتّعون بأفكار رياديةٍ طموحة ولكنّهم لا يجدون المساحة الكافية لتنفيذها. وعندما يصلون إلى وادي السيليكون، يصبحون مجرّد أشخاصٍ يمتلكون أفكاراً شأنهم شأن الكثيرين، ولا يحظون بالقيمة والأهمّية التي يحلمون بها؛ وهذا ما قد يحدث حتّى لنا، نحن الموجودون هناك منذ سنين عديدة. يجب أن تكون على المستوى نفسه من الجودة الموجودة هناك، إن لم يكن أفضل. يقول لي بعض الرواد المتحمسين ’ولكنّني فزتُ بهذا التكريم وحصلتُ على هذه الجوائز‘: إنّما كلّ هذه الأشياء تفقد أهميتها في وادي السيليكون. أو يقول لي أحدهم ’يجب أن تمنحوني فرصةً إضافية لأنّ بلدي في حالة حرب واضطراب‘؛ مَن يهتم؟ فنصف روّاد الأعمال الموجودين في وادي السيليكون هم من المهاجرين، وهذا يعني أنّهم عانوا مثلك تمامًا.

افتح عينيك وأذنيك جيدًا. عدد رواد الأعمال الذين جاؤوا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأبدوا اهتمامًا وانتباهًا بالغًا لما يحدث حولهم ليس بكبير. في الكثير من الأحيان، كانت ثقافة الجوائز والتكريمات تهيمن على أفكارهم وتجعلهم أشخاصاً مغرورين ومعتدّين بأنفسهم، فنواجه نحن صعوبةً في التعامل معهم. أذكر اثنين من رواد الأعمال من الذين جاءوا إلى ’500 ستارتبس‘ 500Startups وجلستُ معهما. قلتُ ’علينا العمل على تحسين عرضكما‘، فكانت الإجابة ’لا إنّه جيد، الكثير من الناس قالوا لنا إنّه رائعٌ ومميز‘. ولكن عندما عرضا فكرة مشروعهما بعد ثلاثة أشهر ونصف، لم يحقّقا سوى مرتبة متدنية للغاية.

عليك بالتنوع، لأنّه مفيد. تبلغ نسبة رواد الأعمال من المهاجرين الموجودين في وادي السيلكون حوالي 52%. ونسمع قصصًا في الولايات المتحدة عن عمّال نظافة أو طلابٍ تركوا مدارسهم ولا يتحدّثون اللغة الإنجليزية بطلاقة، ثمّ تمكّنوا فعلًا من النجاح في تحقيق الحلم الأمريكي بالثراء والحياة الأفضل. إذا نجحتَ في تأمين الدعم، سواء الدعم المالي أو الإرشاد وتسنّى لك أن تجد طريقك هنا، لن يقف شيءٌ في طريقك. وبغضّ لنظر عمّا يقوله ترامب وأمثاله، الطريق مفتوحةٌ للجميع.

لا فرق كبير بين وادي السيليكون والشرق الأوسط. العزيمة والروح الريادية هي نفسها دون اختلافٍ يذكر. لديك أشخاصٌ يسعون لحلّ مشاكل عالمية على المستوى المحلّيّ وحلّ مشاكل محلّيّة على المستوى العالمي، ونسبة 52% منهم يضعون هذين الأمرين على قدم المساواة.

الاختلاف هو الافتقار للدعم. يمكن تشبيه الشرق الأوسط بوضع الوادي قبل 30 أو 40 عامًا مضت، حيث يعيش كلّ واحدٍ في صومعته بعيدًا عن الآخر، ولا يوجد أيّ تبادل للمعلومات والمعرفة، وهذا ما نعيشه [في وادي السيلكونٍ. على صعيدٍ آخر، فإن الشرق الأوسط لا يمتلك بيئةً حاضنةً مهيّأةً لدعم رواد الأعمال. وبالرغم من وجود عددٍ كبيرٍ من حاضنات ومسرّعات الأعمال والأشخاص الشغوفين والمستعّدين لإحداث الفَرق، إلّا أنّنا نعاني من نقصٍ في المعرفة في هذا المجال. ولكنّني أعتقد أنّ عملية تسريع الأعمال ستصبح أسرع بكثير مما كانت عليه في الوادي.

الوادي ليس المدينة الفاضلة. ذاك النوع من الروّاد الذين لا يريدون رؤية شيءٍ ينجح من أجل مصالحهم الخاصّة هم من يَخرجون من هنا بسرعة. وحتّى عندما يتّفق المتنافسون أحيانًا، [فإنّ وادي السيلكون] ليس المدينة الفاضلة، فهنا القويّ يأكل الضعيف. ولكن في النهاية، تحتاج الأعمال إلى أن تستمرّ وتتطوّر ليرتقي إلى مستوى المنافسة، ونحن بدورنا سنقوم بفعل م

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.