English

هل يجب أن تقدّم شركتك الناشئة فرصاً للتدريب والتدرّج؟

English

هل يجب أن تقدّم شركتك الناشئة فرصاً للتدريب والتدرّج؟

نشرَت هذه المقالة أساساً على "نويت".

قد تكون خريجاً جامعيّاً ممتازاً، وقد تكون رسالتك للتوظيف رائعة وسيرتك الذاتية مميزة ولديك عشرات التوصيات؛ لكنّ شيئاً واحداً يقف بينك وبين وظيفتك المثالية، إنّه الخبرة.

إيجاد وظيفة بعد الجامعة فوراً ليس بأمرٍ سهل، فأرباب العمل يتردّدون عندما يقابلون أحداً من دون خبرة في المجال الذي يعمل فيه.

من أجل سدّ هذه الفجوة بين التحلّي بالمهارات اللازمة وإيجاد العمل المناسب، تبني المؤسّسات والشركات الناشئة حول العالم برامج تسمح للمتدرّب بأن يصبح موظّفاً في مرحلة لاحقة.

ولأنّ إيجاد أصحاب المهارات والمواهب في الكويت يشكلّ تحدّياً كبيراً للكثير من روّاد الأعمال، أصبحت برامج التدريب هذه أداة توظيفٍ فعّالة وناجحة.

يرى خالد المطوّع، الشريك المؤسس لـ"ستودنت هاب" StudentHub"، وهي منصّة تربط الخرّيجين بأرباب العمل المحتملين، إنني "أعتقد "أنّه بتأمين هكذا برنامج فإنّي أردّ شيئاً للمجتمع؛ أحد المتدّربين الأربعة (وهو طالب جامعي) يعمل معنا منذ سنتين، وبفضل الخبرة التي اكتسبها بات متميّزاً مقارنةً مع زملائه في الدراسة."

بدر العيسى من "ماي يو". (الصورة من "ماي يو")

بدوره، بدر العيسى (الصورة إلى اليمين) من "ماي يو" myU للتواصل الطلابي، يشير إلى أنّه يعمل مع الطلّاب عن قرب إلى حين تخرّجهم ليرى ما إذا كانوا يصلحون كموظّفين، ويُخبر "نويت" بأنّهم "يدرسون احتمال توظيف هؤلاء الذين يمكنهم تقديم قيمةً مضافة كبيرة لشركتنا والذين يعربون عن استعداد للعمل في شركة صغيرة."

كيف تستفيد أنت؟ 

فضلاً عن إيجاد طرق جديدةٍ لاكتشاف المواهب، تقدّم برامج التدريب الأمور بمنظور جديد، فـ"الذين ينضمّون للمنظمة يمكنهم تأمين أفكار وطاقة جديدة وإحداث تغيير تحتاجه بشدّة الشركة الناشئة أو الشركة الصغيرة أو المتوسطة الحجم،" بحسب المطوّع.

يسمح هذا المنظور الجديد بزيادة الابتكار والتغيير في هيكلية الشركة، وغالباً ما يكون ذلك حيويّاً للغاية. "عادةً، يتسم المتدرّبون بالطموح والمرونة والحماسة، وهذه الصفات تناسب حاجات الشركة الناشئة من النشاط والحيوية."

من جهته، يوافق نزار ونّوس، مؤسّس تطبيق تقديم الهدايا "ديزلي" Dizly، على هذا التصريح ويلفت إلى أنّهم "مليئين حماسة ولا يتأثّرون بمتغيّرات وسياسات عالم الشركات الكبرى، فحماستهم لا مثيل لها." كما يضيف أنّ "مساهمتهم وأفكارهم حيال المنصّات والحلول التي نبنيها تشكّل دائماً قيمة مضافة."

آمال الكويت كبيرة

إيجاد المتدرّبين ليس كلّ ما في الأمر، فيجب أيضاً إقناع هؤلاء برؤية الشركة الناشئة وبالبقاء للعمل فيها عوضاً عن إيجاد وظيفة عالية الراتب في الحكومة. ومن أجل تحقيق ذلك، يجب على أرباب العمل وروّاد الأعمال أن يُشعِروا المتدربين بأنّه مرّحبٌ بهم وأنّهم يقدّرون عملهم، وفقاً للمطوّع الذي يضيف قائلاً: "على الموظّف أن يحتضن رؤية ورسالة الشركة الناشئة، ومن وظائف المنظّمة أن تؤمّن البيئة التي تسمح بالشعور بهذه المسؤولية." 

خالد المطوع خلال ورشة عمل له. (الصورة من "ستودنت هاب") 

من أجل تحقيق ذلك، يجب أن يحظى المتدّربون بحسٍّ من الملكيّة ولو أنّ العمل بقدر ما يعمل المالكون أو الموظّفون بدوام كامل غير متوقّع منهم، بحسب ونّوس.

"عليهم أن يشعروا بالانتماء وخوض غمار التحدّي حتّى النهاية إذ أنّ الأمر يقوم على حماسة المغامرة وليس راحة الساعات الثمانية، فنحن نهرب من أسبوع العمل لأربعين ساعة نحو أسبوع عمل من 80 ساعة لأنّنا نستمتع بذلك."

تختلف المحفّزات للاحتفاظ بالموظّفين، من ترقيات داخليةٍ إلى التأكد من أنّ الموظّفين يأخذون أيّام راحة، واستثمار الأموال في النموّ الشخصي، وبناء القدرات، وتقديم خيارات الحصول على أسهم.

وتُظهِر دراسةٌ لـ"ماكينزي" McKinsey صدرت في عام 2009، أنّه حتّى في ذلك الوقت كان الموظّفون المحتملون يبحثون عن أكثر من رواتب جيّدة فقط. وتبرهن أنّ الموظّفين أو الموظّفين المحتملين يتشجّعون بشكلٍ أكبر بالمحفّزات غير الماديّة، مثل الثناء من المدير أو اهتمام المسؤولين أو فرصة لإدارة مشاريع.بالإضافة إلى ذلك، يكشف الإحصاء في هذه الدراسة أنّ 67% من المشاركين يفضّلون الثناء على المكافآت المالية، و63% يفضّلون اهتمام المدراء على زيادة في الراتب، و62% يفضّلون فرصاً لإدارة مشاريع بدلاً من أسهم.

تأمين بيئة عمل مرنة وفرصة للعمل عن بُعد، سيشجّع المتدربين ويشعرهم بالراحة.

نزار ونوس، مؤسّس Dizly. (الصورة عبر نزار ونوس).

"عندما تصبح ربّ عمل رائع، وتعلِن عن رؤيتك ليعلم الجميع ما الذي تبنيه، حينئذٍ يمكنك إيجاد موظّفين بسهولة،" كما يشرح المطوّع نقلاً عن الكاتب كاميرون هيرولد، مؤلّف دليل  "دوبل دوبل" Double Double لتنمية الشركة وزيادة ربحها.

في الوقت الذي تعقد الكويت آمالاً كبيرةً لمواطنيها، فإنّه في حين يفضّل كثيرون راحة العمل في الشركات الكبرى، فإنّ العمل في شركات ناشئة وإطلاق شركة في نهاية المطاف سيؤمّن رضا ذاتيّاً على المدى البعيد.

ينهي ونوّس حديثه مشيراً إلى أننا "نعيش في زمن حماسي، وآمل أن يغيّر متخرّجون أكثر آراءهم حيال الحياة المهنية في الشركات الكبرى، وأن يخاطروا طالما يمكنهم القيام بذلك. فمن يعلم، لربّما ينطلق من الكويت زوكربيرج التالي؟"

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.