English

مبادئ الاستثمار في جولة التمويل الأولى

English

مبادئ الاستثمار في جولة التمويل الأولى

خلال دورة نموّ الشركة الناشئة، يمكن أن تكون جولة التمويل الأولى Series A صعبةً عليها، ولكنّ المستثمرين يقولون إنّ هناك الكثير من الأمور التي يمكن للشركة الناشئة القيام بها لكي تكون مستعدّة.

الجولة الأولى هي جولة الاستثمار الأولى التي يشارك فيها مستثمرون مخاطرون، وتأتي بعد جولة الاستثمار التأسيسي التي يساهم فيها أفرادٌ من العائلة والأصدقاء وعدد من حاضنات الأعمال والمستثمرين الأفراد. وفي حين لا يوجد عددٌ محدّدٌ للمال الذي يمكن أن تحصل عليه الشركة الناشئة، فإنّ جولة الاستثمار الأولى في مصر مثلاً عادةً ما تتراوح بين مليون و5 ملايين دولار أميركيّ، في حين تكون أكبر في مدن أخرى مثل دبي.

وبالتالي، فإنّ معرفة الفترة التي ينبغي العمل فيها على هذه الجولة، وحجم التمويل المطلوب، والشروط المطلوبة، إلى جانب عملية التفاوض مع شركات الاستثمار المخاطر، تُعدّ من التحدّيات التي يواجهها روّاد الأعمال المبتدئون.

كَم تحتاج من المال؟

خلال لقاءٍ أجرته "كايرو أنجلز" Cairo Angels حول هذا الموضوع، في شهر حزيران/يونيو الماضي، قال الشريك في "ألجيبرا فينتشيرز" Algebra Ventures، زياد مختار، إنّه من أجل تحديد المبلغ الذي ينبغي جمعه على رائد الأعمال أن يركّز على الحدّ الأدنى المطلوب لتحقيق شيءٍ ما أو الوصول إلى نقطةٍ ما في خطّة العمل التي وضعها.

بدورها لفتت المستثمرة المصرية نيفين الطاهري، في حديثٍ مع "ومضة" إلى أنّه يجب على روّاد الأعمال أن يكون لديهم خطّة مالية جاهزة لـ12 إلى 18 شهراً تغطّي تكاليف الشركة خلال هذه الفترة، والنموّ المتوقّع من حيث التوظيف والإيرادات، إضافةً إلى تحديد معايير خاصّة لكيفية تحقيق هذا النموّ.

عليك إثبات صحّة المفهوم

من أجل تأمين استثمارٍ للجولة الأولى، يتوجّب على رائد الأعمال إثبات صحّة المفهوم الذي يعمل عليه.

وترى الطاهري التي تستثمر شركتها "138 بيراميدز" 138 Pyramids في شركاتٍ فعلية أكثر من الشركات التكنولوجية، أنّ إثبات المفهوم يتضمّن تحليلاً شاملاً للسوق يدلّ على وجود طلبٍ على المنتَج. كما تؤكّد على أنّ المستثمر يريد رؤية نتائج "ملموسة" مثل المبيعات والتوظيف والعقود.

أمّا مختار فيشير إلى أنّ إثبات المفهوم أهمّ من النموّ الذي تحقّقه الشركة في هذه المرحلة، مضيفاً أنّه عليك "إثبات نجاحه على نطاقٍ صغير قبل فعل ذلك على نطاقٍ كبير".

بالإضافة إلى ذلك، يبدي هذا المستثمر اهتماماً أكبر في المعدّل الفعليّ لانتشار الشركة في مجموعةٍ مستهدَفةٍ صغيرة، أكثر من الحجم الكلّيّ للشركة. كما يشدّد على أنّ التفاعل والشعبية اللذين تحظى بهما الشركة أهمّ من الإيرادات، بحيث ينبغي عليها أن تُظهر توجّهاً ثابتاً على مدى يتراوح بين 9 و12 شهراً.

تحديد القيمة

تحذّر الطاهري من التركيز كثيراً على عملية تقييم الشركة، "لأنه ّفي الكثير من الأحيان عندما يمتلك الرياديّ فكرة محدّدة مسبقاً عن تقييم شركته، يتسبّب الأمر بمشاكل مع المستثمر". لذلك خلال المراحل الأولى للشركة ينبغي على المؤسّس أن يشغل نفسه "بمعرفة كيفية تنمية شركته" بدلاً من التركيز على تقييمها.

وتشرح أنّ "المستثمر يريد استثمار أقلّ قدرٍ من المال كون هذه العملية محفوفة بالمخاطر وتأتي في وقتٍ مبكر من عمر الشركة، لذلك ينبغي معرفة كيف ستنمو الشركة، وهذا ما يسبّب فجوة" بين الطرفين.

ومع ذلك، فإنّ قيمة الشركة ستتمّ بناءً على ما يُجمَع من الأموال. فبحسب مختار، "تدور المفاوضات خلال جولة التمويل الأولى على معادلةٍ واحدة: كم تحتاج من المال للوصل إلى هدفٍ معيّن، وكم يساوي ذلك من الأسهم؟".

الحكمة في الاختيار

معرفة نوع المستثمر الذي تحتاجه والذي تريده، هي جزءٌ من دورة الإعداد لجولة الاستثمار الأولى، كما تساهم أيضاً في تحسين موقع رائد الأعمال أثناء عملية التفاوض.

في هذا السياق، تقول الطاهري إنّه يوجد مستثمرون عديدون في السوق، ما يفرض على رائد الأعمال أن يضع عدّة مقترحاتٍ للقيمة، مضيفةً أنّ الأمر لا يتعلّق بالأمور المالية وحسب.

وبالتالي لكي يكون رائد الأعمال على بيّنةٍ من الخيارات المتاحة، عليه أن يتحدّث مع أكثر من مستثمرٍ واحد. وعندما تبدأ المحادثات يصبح من الأهمّية بمكان أن يوضح الطرفان ما يتوقّعه كلٌّ منهما.

المساهمون

وجود مساهمٍ كبيرٍ جدّاً أو عددٍ من المستثمرين قبل العمل على جولة التمويل الأولى سيعقّد عملية التفاوض مع المستثمر الجديد.

ولكن من الأمور التي تُظهِر الثقة في الشركة هي عندما يقوم المستثمر السابق نفسه أو الإدارة نفسها بإعادة الاستثمار، ما يساهم في تشجيع المستثمرين المخاطرين المحتملين على الاستثمار.

تشدّد الطاهري على ضرورة أن يكون هناك وضوحٌ بين الملكية والإدارة، بحيث يجب أن يكونا منفصلين تماماً. ومن الأمثلة على ذلك الشركة الناشئة المصرية "الوفيات" El Wafeyat، حيث قام الشريكان المؤسّسات كون أودونيل وأشرف مقلد بتقليص ملكيتهما لصالح المؤسّسين الثلاثة الآخرين الذين يمكنهم تخصيص وقتٍ أكبر لهذه الشركة. وفيما بعد، استقال أحدهم من الإدارة تماماً لأنّه لم يوجد دورٌ واضح له.

تعدّد وجهات النظر

في حين يرى بعض روّاد الأعمال أنّ الأموال المتوفّرة في المنطقة قليلة، يشير البعض الآخر إلى زيادة أعداد المستثمرين المهتمّين بالشركات الناشئة.

تعتقد الطاهري أنّ هناك مجالاً يتّسع للجميع وأنّ المستثمرين لا يتنافسون على الشركات الناشئة بل يتساعدون ويكمّلون بعضهم البعض. أمّا مختار، ففي ظلّ التحدّيات الكثيرة، يشجّع روّاد الأعمال على "تذكّر أنّ إطلاق عملٍ تجاريّ ربّما يكون أصعب أمرٍ تقوم به في حياتك، وعليك توقّع أنّ كلّ رائد أعمال قد يصل إلى مرحلةٍ يرغب فيها بالإقلاع عن هذا الأمر".

 

الصورة الرئيسية من "مورج فايل" Morguefile.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.