English

لماذا تفضلّ 'جسر' الاستثمار في خارج المنطقة العربيّة؟

English

لماذا تفضلّ 'جسر' الاستثمار في خارج المنطقة العربيّة؟

يجري مؤسس "جسر فينتشر بارتنرز" Jisr venture partners ومدير مجلس إدارتها، وليد البنوي، استثماراً جديداً في قطاع المأكولات والمشروبات ويدعم الشركة السنغافوريّة لطلب المأكولات في المطاعم، "وايتر" Waitrr.

في شهر آب/أغسطس من عام 2015، أطلق رائد الأعمال البولندي، تيم وكيزر، ورائد الأعمال الهنغاري، أندراس بوكروس، تطبيق "وايتر" الذي يسمح للجالسين في المطاعم بطلب وجباتهم بسرعة بدلاً من انتظار موظّفي المطعم لأخذ الطلبات. 

وليد البنوي وعمر البنوي من جدّة
تعاونا لإطلاق "جسر فينتشرز" (الصورة لالياس جابي).  

يعدّ هذا الاستثمار الثاني لـ"جسر" في قطاع المأكولات والمشروبات. ففي أيّار/مايو، دعمت رائد الأعمال الفلسطيني خليل شديد وشركته في دبي التي تقدّم منصّة لحجز الطاولات في المطاعم عبر الإنترنت.

لا تزال "جسر فينتشر بارتنرز"، التي يديرها البنوي وابنه عمر، جديدة نسبياً في عالم الاستثمارات في دبي. وبالنسبة إليهما، يتواقف هذا الاستثمار مع "رغبتهما الاستراتيجيّة في تحسين الأتمتة والتقدّم في قطاع المأكولات والمشروبات بفضل المبادرات والتطبيقات التكنولوجيّة المفيدة،" حسبما يشرح وليد لـ"ومضة" في مقابلة جرت الأسبوع الماضي.  

شغل وليد، السعودي الأصل، منصب المدير السابق للشركة الصناعية الكبرى "مجموعة البنوي الصناعيّة" Banawi Industrial Group. وفي حديثه عن الإدارة الناجحة لللوجستيات المرتبطة بإطلاق منتج معقدّ في بلدٍ جديد وفي وقت قصير، يقول وليد إنّ شبكة معارفه في عالم الشركات الكبرى الإقليمية هي ميزّة بالغة الأهميّة وهي مكمّلة للأموال التي يقدّمها للشركات الناشئة الأجنبية والتي تطمح إلى تحقيق النجاح في الخليج.

هذا النوع من الاستثمار الاستراتيجي الذي يقدّم أكثر من مجرّد أموال يسمّى في مجتمع الشركات الناشئة بـ"المال الذكي" smart money.

استثمارات على مستوى عالمي

لا تستثمر "جسر" عادةً بالشركات الناشئة في مراحل مبكرة، وهي تبحث عن شركات قد بدأت بتحقيق النجاح. لذا، غالباً ما تنظر إلى شركات في خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويلفت عمر إلى أنّ "جسر" اختارت الاستثمار في "وايتر" لأنّها أظهرت بوادر نجاح في مرحلة مبكرة ونجحت في ضمّ عدد كبير من المطاعم في سنغافورة.

لقد تجنّبت "جسر" الاستثمار في الشركات الناشئة الإقليمية إذ أنّها تريد رؤية النتائج التي لا يمكن لهذه الشركات توفيرها كون أغلبها في مرحلة مبكرة والنتائج تتطلب مرحلة أكثر تقدّماً.

"قد يتسرّع المؤسسون الشباب في المنطقة لإطلاق مشاريعهم الريادية ولكنّهم يفتقدون إلى فهم واسع للأمور التي تتخطّى التكنولوجيا والمسائل مثل كيفيّة التوسّع وكيفية إيجاد المواهب،" بحسب وليد.

بالرغم من أنّ "جسر" تسعى إلى الاستثمار في شركات ناشئة متقدّمة خارج المنطقة، غير أنّها مستعدّة أيضاً للاستثمار في شركات ناشئة إقليميّة إذا استوفت المعايير وحققت الأرقام المطلوبة.

في حالة استثماره في شركة شديد، "ريزيرف أوت" Reserveout، التي انطلقت منذ 4 سنوات قبل إغلاقها جولة تمويل بقيمة 4 ملايين دولار في هذا العام، يشرح وليد أنّه يثق برائد الأعمال هذا بسبب خبرته المهنية في عالم الشركات الكبرى بحيث عمل في شركة تكنولوجيا المعلومات "بلو تشيب" blue-chip في الولايات المتحدة. فقد اختلفت مسيرة شديد عن مسيرة روّاد الأعمال الجدد الذين يطلقون شركاتهم الناشئة عقب التخرّج من الجامعة مباشرة.

من جهته، يلمّح عمر عن رغبته بإحضار سلسة مطاعم ناجحة في كاليفورنيا إلى سوق دبي ومساعدتها في التوغل في مجال الأعمال في الخليج.

أمّا وليد، فيشدد على أنّهم ينظرون بشكل أساسي "إلى الشركات الناشئة في الجولات الثانية أو الثالثة، إذ نريد الاطلاع على كامل إيرادات الشركة لعامين أو ثلاثة على الأقلّ ولا نبالي بالتقييمات".

ويبرر قراره قائلاً: "الاستثمار في الشركات في مرحلة مبكرة يحمل مخاطر خاصة به، وروّاد الأعمال الهواة يتعبوني. لذلك، أفضلّ الاستثمار برائد أعمالٍ فَهِم مرحلة بناء وتنمية شركة وهو الآن يخصص وقته لمعالجة مرتبطة بالسوق والتوصيل".

المأكولات والمشروبات عند الطلب

يفضّل المستثمران قطاع المأكولات والمشروبات لأنّهما لحظا توجّهاً واهتماماً كبيراً بالخدمات عند الطلب التي تسمح للمستهلكين بطلب ما يريدونه في غضون ثوانٍ.

"نرى إمكانيات كبيرة في قطاع المأكولات والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. والكويت تعتبر الرائدة في هذا المجال ويصدر منها مفاهيم رائعة للغاية،" حسبما يقول عمر مذكّراً بشركة طلب المأكولات "طلبات" Talabat التي استحوذت عليها "روكيت أنترنت" Rocket Internet مقابل 170 مليون دولار وجعلتها من أنجح الشركات الناشئة في تاريخ المنطقة الحديث.

يشعر المؤسسان بأنّ هذا القطاع بالغ الأهميّة لاقتصاد دبي، وقد لاحظا أنّ قسماً صغيراً من السوق بات مشغولاً وأنّ شركات ناشئة مثل "ريزيرف أوت" و"وايتر" يقرعان باب التحوّل التكنولوجي في هذه المجالات التقليديّة.

"نحن لسنا شركة استثماريّة وحسب، وليس لدينا عملاء يلاحقوننا للحصول على أرباحهم. لهذا السبب، نسعى إلى إضافة قيمة للشركات ومساعدتها على تصدّر المجال الذي تعمل فيه،” بحسب عمر.

ويختم حديثه بالقول "إننا نستثمر أموالنا الخاصة، ونستثمر في الشركات التي تعجبنا والتي برأينا تحدث أثراً إيجابياً".

الصورة الرئيسيّة من "بيكسيلز".   

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.