English

كيف يسهم برنامج 'بادر' في تسريع ريادة الأعمال في السعودية؟

English

كيف يسهم برنامج 'بادر' في تسريع ريادة الأعمال في السعودية؟

قطعت البيئة الحاضنة لريادة الأعمال بالمملكة العربية السعودية شوطاً كبيراً خلال العقد الماضي.

و"بادر" Badir هو أحد اللاعبين الرئيسيين الذين يساهمون في تغذية ثقافة ريادة الأعمال ونشرها على نطاق واسع في المملكة.

أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية برنامجَ "بادر" في العام 2007، وهو عبارة عن حاضنة أعمال ومسرّعة نمو للشركات التقنية. وهو برنامج وطني شامل يُعنى بإرساء مجتمع واقتصاد قائمين على المعرفة في السعودية.

لتحقيق هذه الغاية، يسعى برنامج "بادر" إلى تفعيل وتحديث حاضنات الأعمال التكنولوجية، فضلاً عن الترويج لمفهوم ريادة الأعمال التقنية، وتحويل المشاريع التقنية، والبحث عن فرص تجارية ناجحة.

 نواف الصحّاف، الرئيس التنفيذي لبرنامج "بادر" (الصور من "بادر")

يقول نوّاف الصحّاف، الرئيس التنفيذي لبرنامج "بادر" لـ"ومضة" عبر البريد الإلكتروني: "عندما انطلق برنامج 'بادر' في العام 2007، لم تكن هناك أي شبكة للحاضنات والمسرعات في المملكة، ناهيك عن عدم توافر التمويل التأسيسي، ولا حتى اللوائح والأنظمة المطبقة اليوم".

يسعى برنامج "بادر" أيضاً إلى إرساء بيئة خصبة لنشوء مؤسسات تقنية بالاعتماد على مبدأ الحد من المخاطر وبناء شركات قابلة للنجاح والاستمرار.

ويشير الصحّاف إلى أن "برنامج 'بادر' عمل على تأمين حلقات الربط المفقودة في البيئة الحاضنة في السعودية؛ ففي العام 2009، أنشأ البرنامج الشبكة السعودية لحاضنات الأعمال Saudi Business Incubator Network (SBIN) لتمهيد الطريق نحو توحيد الأنظمة والمعايير الخاصة بتشغيل الشركات ومسرعات النمو في المملكة". وبعد ذلك نجح "بادر" في إنشاء شبكة من المستثمرين الأفراد وهي شبكة "سِرب" SIRB التي تعمل على سد الفجوة بين رياديي الأعمال والمستثمرين.

وفي الحوار التالي المزيد من التفاصيل حول برنامج "بادر" والبيئة الحاضنة في المملكة:

"ومضة": ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهها البيئة السعودية الحاضنة ويحاول برنامج "بادر" التصدي لها؟ ولماذا؟

الصحّاف: يتمثل هدف "بادر" في إنشاء المزيد من الشركات الناشئة في مجال التقنية المستدامة وفي غرس العقلية الريادية داخل المجتمع السعودي.

وحتى الآن، قدّم "بادر" خدماته لما يزيد على 200 شركة ناشئة منذ إطلاقه؛ حيث ساهم في مساعدة تلك الشركات التي كانت تواجه صعوبات في الحصول على الاستثمارات اللازمة وفي الوصول إلى قاعدة واسعة من العملاء، وفي الاستفادة من الدعم الذي تقدمه الحكومة.

كما عمل "بادر" على تطوير سياسة احتضان وطنية من خلال إنشاء شبكة من المستثمرين الأفراد وسد الفجوة الناجمة عن عدم توافق الثقافات ما بين الجامعة والمجتمع وذلك من خلال إطلاق برامج ريادة جامعية.

واليوم، يركز برنامج "بادر" على توسيع نطاق مراكز الابتكار والريادة في جميع أنحاء المملكة بغية تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية المتمثلة في تأسيس 600 شركة ناشئة وخلق 3,600 فرصة عمل بحلول عام 2020.

من جهة أخرى، يعمل البرنامج على تهيئة الأوضاع لتنويع محفظته من الشركات الناشئة وزيادة قدرات الشركات الناشئة المحلية، لا سيما مع إدراكه أن المقيمين الأجانب يشكلون عنصراً أساسياً في هذه البيئة.

"ومضة": هل من الممكن أن تزوّدنا بالمزيد من التفاصيل عن برنامج توطين المشاريع العالمية (Soft-Landing Program) الذي يستهدف الشركات الناشئة الدولية والإقليمية؟

الصحّاف: الهدف من البرنامج هو أن تصل نسبة الشركات الناشئة الأجنبية إلى 20 بالمئة من إجمالي الشركات التي يتم احتضانها.

سيسهم هذا البرنامج في توفير الفرص للشركات الناشئة الأجنبية من أجل دخول السوق السعودية والحصول على الدعم اللوجيستي وجهات الاتصال ذات الصلة. كما سيساعد الشركات الناشئة الأجنبية في فهم ثقافة الأعمال والممارسات المعمول بها في المملكة عن طريق التدريب والتوجيه والتوعية.

ومن خلال برنامج توطين المشاريع العالمية، يسعى "بادر" إلى حشد التقنيات والمواهب المبدعة من جميع أنحاء العالم لتحقيق نتائج إيجابية للطرفين سواء المشاركين المحليين أو الشركات الأجنبية ضمن مراكزه الريادية.

وقد بدأ البرنامج بالفعل العمل على 10 شركات ناشئة أجنبية ووضعها قيد التقييم.

"ومضة": كيف يغطي برنامجكم المملكة في ظل كبر مساحة المدن السعودية واختلافها؟

الصحّاف: نحن متواجدون الآن في ثلاث مدن: الرياض وجدة والطائف، ومن المخطط أن نتوسع إلى الدمام وبريدة وأبها خلال مرحلة التوسع الأولى، التي ستليها ثلاثة مواقع جديدة في المستقبل المنظور.

شهد برنامج "بادر" إقبالاً كبيراً في الرياض كونه يركز على ثلاثة محاور أساسية، هي: التصنيع المتقدم، وتقنية المعلومات والاتصالات، والتقنة الحيوية. أما في جدة، فقد أثمرت دراسات البرنامج عن أن الطلب مرتفع على تقنية المعلومات والاتصالات، في حين شهدنا في الطائف طلباً مجزّأً دعانا إلى التركيز على تقنيات مختلطة.

"ومضة": يبدو أن هناك العديد من الابتكارات المحمية بحقوق الملكية الفكرية ومسجلة في الجامعات، ولكن أصحاب تلك الابتكارات لا يملكون أي فكرة عن كيفية تسويقها. ما هو دور برنامج "بادر" في هذا الشأن؟

الصحّاف: في شهر أيار/مايو 2015، أدركت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن هناك حاجة ماسة ليحمي المبتكرون السعوديون ابتكاراتهم واختراعاتهم، ولذلك تم إنشاء مكتب خدمات المستثمرين في "بادر" بهدف تسهيل إجراءات تقديم طلبات الحصول على براءة الاختراع.

من خلال هذا المكتب وتعاون برنامج "بادر" مع الجامعات، تم حصر عدد الملكيات الفكرية غير التجارية؛ وفي أواخر 2016 تم إطلاق مسرعة "نقل الاختراعات إلى السوق Transfer Inventions to Market" مع أول مجموعة من 10 اختراعات.

ويجري العمل حالياً على هذه المسرعة لكي يتم إنجازها قريباً.

"ومضة": ماذا عن استراتيجية التمويل، وكيف تؤمّنون الوصول إلى مصادر رأس المال؟

الصحّاف: يمنح برنامج "بادر" التمويل التأسيسي للمشاريع المقبولة في مرحلة التسريع. وفي المراحل التالية، نقوم بتيسير الحصول على التمويل من خلال توفير حلقة وصل بين المستثمرين ورواد الأعمال عبر فعاليات عرض الأفكار التي نعقدها كل ثلاثة أشهر. 

"ومضة": ما القطاعات التي شهدتم فيها أعلى مستويات النجاح؟ ولماذا؟

الصحّاف: من أبرز قصص نجاحنا "فوديكس" Foodics في مجال تقنية المعلومات والاتصالات و"مورني" Morni في مجال الدعم اللوجيستي و"مختبر الثباتية" Stability Lab في مجال التقنية الحيوية. ويعود نجاح هذه الحالات إلى ثلاثة عوامل، هي:

  1. مكانة السوق السعودية وحجمها كأكبر سوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذلك سريعاً ما اكتسبت هذه المشاريع زخماً وحصة من السوق.

  2. فهم ديناميكيات السوق المحلية والفجوات الموجودة فيها.

  3. بالنسبة لقطاع التقنية الحيوية، تمكنت الشركة الناشئة من أن يكون لها قصب السبق في الحصول على موافقة رسمية للحصول على تركيبات طبية من الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية لتمهد الطريق لشركات ناشئة جديدة.

"ومضة": يميل رواد الأعمال إلى اعتماد نموذج "أوبر" لذلك توجد الكثير من تطبيقات التوصيل في السوق السعودية. ما النموذج الأنسب؟

الصحّاف: نعتقد أن السوق السعودية تتسم بالديناميكية وتتطور وتتغير باستمرار، كما أنها مستعدة للتأقلم مع نماذج الأعمال الجديدة واحتضانها.

لقد رأينا النجاح الذي حققته تطبيقات مختلفة مع نموذج "أوبر" في السوق السعودية، ولكن مع طرح أنظمة وتشريعات جديدة (قريباً)، نتوقع نشوء نماذج عمل جديدة.

لذلك، وللإجابة على السؤال ببساطة: لا نعتقد أن نموذج عمل واحد يناسب الجميع!

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.