English

هل ينبغي عليك تحديث جهازك إلى النسخة الجديدة آيفون 4S؟

English

هل ينبغي عليك تحديث جهازك إلى النسخة الجديدة آيفون 4S؟

في الشهر الماضي شهدنا ردود فعل متباينة في جميع أنحاء العالم على إثر إطلاق الإصدار الجديد من آبل لجهاز آيفون 4S. توقّع المراقبون ومحبّو آيفون أن تجري شركة آبل عمليّة تعديل كبرى على جهاز آيفون في إصداره الجديد، لكن ما تمّ إطلاقه لم يكن سوى نسخة محسّنة من آيفون 4، والذي خيّب آمال معجبي شركة آبل في البداية، وتسبّب في انهيار أسهم شركة آبل.

لكنّ الأمور على الغالب ليست كما تبدو عليه، كما أشرت في تقييمي الأوّلي لجهاز أيفون 4S، وكما وضّح الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، فهناك جهاز جديد بداخله. علاوة على ذلك، من أحد الأسباب التي أعلنت عنها آبل لعدم إعادة تصميم آيفون 4 هذا العام هو نظام اشتراك الهاتف المحمول في الولايات المتّحدة، إن الدورة النموذجية لشركات الاتصالات هي عادة 24 شهرا، وآبل لا تريد أن تفرض على العملاء تحديث جهاز آيفون 4 بعد عام واحد من شرائهم لجهازهم الجديد.

في هذه المقالة سنتعمّق في استكشاف مزايا جهاز آيفون 4S، مقارنة بالنماذج السابقة من آيفون، بهدف تقييم مسألة إن كان يستحق أن تستبدل آيفون 4 به.

الهيكل الخارجي للجهاز

يبدو جهاز آيفون 4S مطابقا تماما لجهاز آيفون 4 من ناحية الهيكل الخارجي. في الحقيقة، لا يمكنك تمييز الفرق بين النموذجين حتّى تقوم بتجربة بعض المزايا الفريدة لـ آيفون 4S. هيكليّة الجهاز صلبة. يحتوي الجهاز على نفس شاشة العرض ريتينا (Retina)، والتي تعتبر واحدة من أفضل شاشات الهواتف الذكيّة. الفرق الوحيد بين الجهازين هو نتوء بعض الأزرار بمقدار ملليمترات، لكنّ هذا التغيير ضئيل جدّا وغير ملاحَظ عمليّا.

الشكل 1: فروقات طفيفة بين جهاز آيفون 4S، و آيفون 4. المصدر Engadget.com

إحدى المشاكل الرئيسيّة في جهاز آيفون 4 كانت فقدان الاستقبال بسبب مشاكل في الهوائي الخارجي، وطريقة حمله والإمساك به أحيانا. عملت شركة آبل على حل هذه المشكلة بإضافة هوائي داخلي، والآن ينتقل الهاتف تلقائيّا بين الهوائيّين، ويختار الهوائي الذي يلتقط الإشارة بشكل أفضل.

التغيير الأكبر والأكثر أهميّة في الجهاز يتعلّق بالآليّات الداخليّة لجهاز آيفون 4S. قامت آبل بإدخال تعديلات كاملة على كافّة الأجزاء الداخليّة في النموذج الجديد – استبدال معالج  A4(A4 processor) القديم، بمعالج A5 (A5 processor) ثنائي النواة، والذي زاد السرعة إلى ٨٠٠ ميجا هيرتز، تم استخدام هذا المعالج سابقا في مضاعفة قوّة جهاز آيباد ٢. يتمتّع الجهاز الجديد أيضا بذاكرة تخزين كبيرة، ومتاحة بثلاثة أحجام: ١٦ جيجا بايت، ٣٢جيجا بايت، و٦٤ جيجا بايت. تمّ تحسين أداء الجهاز بشكل كبير أيضا، وعند مقارنة الجهاز بالإصدارات السابقة، أثبت أنّه أسرع من سابقه بنحو ٦٠%. وبالنسبة لمعالجة الرسوم، أثبت الجهاز أنّه أيضا أسرع بحوالي ٦٠٠% من الإصدار السابق، وهذا يلاحظ عند استخدام التطبيقات المعقّدة مثل لعبة إنفينيتي بليد (Infinity Blade). وفي المستقبل، سيسمح باستخدام تطبيقات أكثر تعقيدا تشمل قدرات التحكّم اليدوي في الرسم، وسيزوّد بآليّة تشغيل أكثر سلاسة للمهارات المتعدّدة وعمليّة التصفّح.


الشكل 2: مقارنة تطبيق إنفينيتي بليد على آيفون 4 (في الأعلى)، وآيفون 4S، من www.gdgtplay.com

البرامج

يأتي جهاز آيفون 4S، في حزمة واحدة مع نظام التشغيل iOS 5، النسخة المطوّرة والمحسّنة عن iOS. هناك الكثير من المزايا هنا والتي تضيف القيمة للجهاز. وسوف أشرح مزايا iOS 5 بشكل مستفيض في مقالتي القادمة. أكبر إضافة في البرمجيّات على جهاز آيفون 4 هي تطبيق "سيري" (SIRI)، المساعد الشخصي الذكي لتفعيل الصوت، والذي ربّما تكون قد سمعت عنه.

من الممتع اغتنام الفرصة لاستكشاف تطبيق "سيري"، والذي يستطيع القيام بعدد كبير من المهام، مثل إجراء المكالمات، وإرسال النصوص ورسائل البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى قدرته على تحديد مواقع المطاعم وتحديد الاتجاهات من مكان لآخر. يتمتّع "سيري" بقدرة فريدة على فهم اللغة الإنجليزيّة المنطوقة في السياق، عدا عن كونه برنامج للتعرّف على الصوت.

وحتّى يكون "سيري" فعّالا تماما، فهو يحتاج إلى شبكة بيانات نشطة، لا تتوفّر دائما لكافّة المشتركين في المنطقة. علاوة على ذلك، ومن أجل الاستفادة التامّة من تطبيق "سيري"، ينبغي على المرء التحدّث بالإنجليزيّة بلكنة أمريكيّة أو بريطانيّة، حيث أنّ البرنامج يعاني من الصعوبة في فهم بعض الكلمات، وبخاصّة الأسماء غير الأنجلو-سكسونيّة (والتي قد تمثّل مشكلة للمستخدمين في منطقة الشرق الأوسط). رغم ذلك، يعتبر "سيري" إضافة جيّدة يمكن أن تستجيب للأوامر بطرق ذكيّة، وبالتأكيد فهو يستحقّ المحاولة. لا بدّ وأنّ هناك محاولة قريبا لتطويره وتسهيل استخدامه في المنطقة.


الشكل 3: مثال على استخدامات "سيري"، من www.engadget.com

الكاميرا

الكاميرا هي تحديث رئيسي آخر أضيف على جهاز آيفون 4S. تمّ تطوير الكاميرا من 5 ميجا بكسل إلى 8 ميجا بكسل. لقد وجدتها واحدة من أفضل الكاميرات المزوّدة في الهواتف الذكيّة. الصور حادّة وواضحة، وأكثر تفصيلا من تلك في جهاز آيفون 4. وتمّ تحسين كاميرا الفيديو أيضا، بحيث الكاميرا قادرة الآن على تصوير فيديو (1080p HD) وتسجيله على القرص الصلب، وهي واحدة من فوائد استخدام رقاقة معالج A5. وهذا يجعل من جهاز آيفون 4S، بديلا جيّدا للكاميرا أو جهاز التسجيل على القرص الصلب.

مدّة عمل البطّاريّة

بحسب المواصفات الأوّليّة التي أعلنتها آبل، فقد تمّ تزويد هاتف آيفون 4S، بنفس نوع البطّارية في جهاز آيفون 4، والتي ينبغي أن تخدم حتّى ٨ ساعات متواصلة على شبكة الجيل الثالث النشطة. لكن في الواقع، كان أداء البطّارية أقل من بطّاريّة آيفون 4، وهذا متوقّع نوعا ما، بسبب التحسينات على رقاقة معالج A5، والكاميرا. واعترفت آبل أيضا قبل عدّة أيّام بأنّ مشكلة في نظام التشغيل iOS 5، تسبّبت في تسريع تقصير عمر البطّاريّة أكثر مما ينبغي، إلاّ أنّ الشركة تعمل حاليّا على حل هذه المشكلة.

النتيجة الختاميّة

لا شكّ في أنّ آيفون 4S هو أفضل جهاز آيفون تمّ تطويره حتّى الآن. فعندما تأخذ أفضل نموذج فيزيائيّا حتّى الآن، وتضيف عليه أحدث معالج وأحدث كاميرا، فلا شكّ، أنّك تطوّر أفضل هاتف لشركتك. إلاّ أنّ المنافسة شديدة مع جالاكسي S2، وجالاكسي نيكسوس القادم من جوجل، فكلاهما يشتملان على مزايا ممتعة. ومع ذلك، إن كنت من عشّاق التطبيقات والألعاب عالية الجودة، فليس هناك منافس – فمخزن تطبيقات آبل لا يزال متقدّما بأميال عن أي نظام تشغيل آخر.

إذن، فالسؤال الأخير الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ينبغي على مستخدم آيفون حاليا شراء آيفون 4S؟ فهو هاتف مكلف، وبخاصّة في المنطقة، حيث تتراوح أسعاره في حدها الأدنى من ألف دولار، وليس هناك من يدعمه من شركات الاتصالات. ينبغي على مستخدمي الجيل الثالث (G3) والجيل الثالث إس (G3S) أخذ التحديث بعين الاعتبار. ربّما يكون باستطاعة أصحاب آيفون 4 الانتظار سنة أخرى حتّى يتم إصدار آيفون ٥، على الرغم من أنّ المعجبين المتشدّدين بشركة آبل، قد لا يزالوا يريدون تجريب الهاتف المحدّث، لأنّ الهاتف مميّز حقّا.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.