English

النساء وعالم الألعاب الالكترونية في الشرق الأوسط

English

النساء وعالم الألعاب الالكترونية في الشرق الأوسط

في نيسان/أبريل 2012، اجتمعت 1600 امرأة في السعودية في ملتقى الألعاب السنوي الثاني للنساء فقط. وتقول منظمة الملتقى تسنيم سليم "كان هناك إقبال هائل والعديد قالوا إنهم تمنوا لو يتم تمديد المعرض". فبعد أن شعرت بتجاهل يطال النساء في فعاليات الألعاب المخصصة للرجال فقط في السعودية، قررت تنظيم فعاليتها الخاصة وهذا العام شهد للتو النسخة الثانية منها.

وتشير أرقام اتحاد البرمجيات الترفيهية Entertainment Software Association (ESA)إلى أن 40% من اللاعبين حول العالم هم من النساء وتقول سليم إن "النساء لديهنّ قدرة شرائية ومن المثير للصدمة تجاهلهن".

ويوافق السوق على ذلك وفعلاً قامت بعض الشركات بشكل حصري باستهداف النساء في المنطقة. وأطلق في العام 2010 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا موقع "يلا جيمز كافيه" وهو موقع بنظام مباريات للألعاب التي تعتمد على المهارات مثل الأحجيات، وذلك لاستهداف النساء السعوديات بشكل خاص. وثمة العديد من الألعاب الاجتماعية الموجودة أصلاً والتي تستهدف النساء مثل "الفتاة الاجتماعية" (Social Girl) وهي لعبة مطوّرة في الولايات المتحدة وتسمح للاعبات بعيش حياة بديلة والذهاب إلى مواعيد والتسوّق وهي إحدى أكثر الألعاب شعبية في السعودية.

ولكن تطوير اللعبة المناسبة للسوق النسائي أمر صعب حين يكون معظم المطوّرين من الذكور. وقال صهيب ذياب من شركة تطوير الألعاب الأردنية "ويذردس بروداكشن" Wizards Productions "نعتقد أن هناك سوقاً كبيرة من حيث الجمهور النسائي الذي يتكلم العربية".

وحين أطلقت شركة "حوّا ستايل" وهي لعبة فيسبوك تسمح للنساء بخلق متجرهن الخاص على الإنترنت، واجه الفريق المشكّل برمّته من الذكور عقبات في تصميم لعبة تستهدف النساء، فلم يعرفوا ما الذي تريده الزبونات. ويقول ذياب "كان علينا أن نعين مديرة مشروع"، قبل أن يقرّ بأن الشركة ببساطة لم يكن لديها الموارد لفعل ذلك.

ولهذا السبب ترفض كانديد كيركات المؤسسة المشارك لشركة "كيركات" Quirkat الأردنية  لتطوير الألعاب، هذه المقاربة وتقول "يمكنك فقط تطوير نصف اللعبة إذا كنت تستهدف النساء حصرياً"، شارحة بأنك ستصل إلى نصف السوق إذا استخدمت نصف الموارد.

النساء اللواتي تمارسن الألعاب على الإنترنت منتشرات في شرائح واسعة وتقول كيرك إن معظمهن من النساء الأكبر سناً أي بين 55 و60 عاماً. والعديد من هؤلاء لا تعترفن بأنهن تواظبن على ممارسة ألعاب الإنترنت ولكن تعترفن في الوقت نفسه بممارسة ألعاب عالمية مثلاً. وتقول "لا يصنّفن أنفسهن كلاعبات بل فقط بأنهن يقدّرن الألعاب". ولتثبت كم هو صعب جذب النساء، تقول سليم إن اللعبة التي لديها أكبر عدد مسجّلين في ملتقى الألعاب الخاص بها كانت "كول أو ديوتي 3" وهي لعبة قتالية أميركية. وقالت سليم إن "الألعاب العنيفة كانت أكثر شعبية مما نعتقد"، مضيفة بأن ألعاب اللياقة البدنية أيضاً شعبية.

مطلوب: مطوّرات ألعاب

إن إحدى الوسائل لضمان استهداف النساء هو أن تساعد النساء أنفسهن في تصميم الألعاب. وتقول سليم إن غياب مطوّرات الألعاب هي مشكلة كبيرة. ويؤيدها في ذلك، عبد الله حامد، مؤسس "جايم تاكو" GameTako، وهي منصة على الإنترنت مخصصة للترويج للألعاب التي يتم تطويرها في العالم العربي. ويسوّق حامد بنشاط لتطوير النساء في المنطقة للألعاب وقد نظّم ورشة عمل لنساء مطوّرات في السعودية في نيسان/أبريل الماضي. ولكن كانت هناك عقبات لوجيستية من الضروري تجاوزها لا سيما مسألة فصل الجنسين كما تنص القوانين السعودية ما اضطر حامد إلى إجراء ورشة العمل أمام  جمهور نسائي تم التعتيم عليه لضمان ألاّ يرى المشاركات.

لم يكن هذا الوضع مثالياً، إلاّ أن حامد يقول إن المجتمعات المحافظة تميل إلى أن يكون فيها مطوّرات من النساء، مضيفاً "نعتقد بأنهن أكثر ميلاً للمغامرة في ميدان مهني جديد في حين تدفع مجتمعاتنا الكارهة للنساء، الرجال إلى العمل في ميادين "آمنة" لإعالة عائلاتهم".

وتوافق كيرك من "كيركات" على ذلك. فغالبية المطوّرين هم من النساء. وبعد أن دهشت لهذا الكم من المواهب النسائية أجرت بحثاً بين النساء المطوّرات في الأردن فوجدت أن السبب ذو شقين. أولاً النظام التعليمي الأردني الذي ينص على أن علاماتك النهائية تحدد اختصاصك في الجامعة، والهندسة هي اختصاص مطلوب ولكنه متاح لأصحاب العلامات المرتفعة. وتقول "النساء هنّ المتفوقات" وبذلك فهنّ اللواتي يرجّح أن يدخلن هكذا اختصاصات. وبعد التخرّج تندفع النساء إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات بسبب مواقف الأهل، فالعائلات كما تقول كيرك "تراه مهنة مناسبة للفتيات في الخلفية المحافظة وأنه لا ضير بأن تعمل بناتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات. والسبب الرئيسي لهذا هو أن التفاعل الرئيسي لهنّ هو مع أجهزة الكومبيوتر أكثر من البشر"، كما تقول كيرك. 

اللاعبون هم الرابحون في هذا السيناريو فمعظم المطوّرين المحليين يشعرون أن وجود امرأة ضمن فريق المطوّرين سيصمم تجربة تجذب النساء والرجال على حد سواء. وتقول كيرك "حين نقوم بالتصميم، لأن غالبتنا من الإناث، نصمم ألعاباً أكثر تحفيزاً للتفكير والمزيد من ألعاب الألغاز مع أخذ بالاعتبار معايير جمالية تقدرها المرأة". 

ويقول حامد من "جيم تاكو" إن "النساء في معظم الحالات أقل حباً للمنافسة بطبيعتهن حين يتعلق الأمر بالألعاب بشكل عام في الرياضة أو في ألعاب الفيديو لذلك بدأنا نستهدف هذه الشريحة بألعاب بسيطة أكثر، مقدمين ألعاباً ليست تنافسية كثيراً بطبيعتها".

ويقول حامد إن أخذ رغبات اللاعبات في الاعتبار، يغيّر تصميم اللعبة بشكل جذري ويفرض آليات جديدة، مضيفاً "الآن نحن نرى المزيد من التنوع في الألعاب أكثر مما اعتدنا أن نرى، ولكن التحدي يكمن في خلق مثل هذه التجارب ولهذا السبب نحن نشجع مطوري الألعاب الإناث، ونعتقد أن بإمكانهن أن يجلبن نسمة من الهواء المنعش إلى مجال تطوير الألعاب".

ــــ

فرناندي تسمّي نفسها مدمنة أخبار. تتمتع بفضول لا يشبع. وقادها حبها الكبير للشرق الأوسط وخلفيتها في مجال الأمن والسياسة إلى مكان تتلاقى فيه المجالات الثلاثة: بيروت. وهي تتابع التغييرات التي تحصل في المنطقة من الثورة إلى الابتكار. بإمكانكم متابعتها على تويتر على @fernandevtets.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.