English

كيف يأمل Brate إحداث ثورة في مجال تصنيف المنتجات في لبنان

English

كيف يأمل Brate إحداث ثورة في مجال تصنيف المنتجات في لبنان

يقول شادي طبارة وسميح حرفوش مؤسسا محرك البحث المحلي "برايت" (Brate)، إن الأخير يهدف إلى إحداث ثورة في مجال البحث في قطاع الأعمال في الشرق الأوسط. لذلك فإن الشركة الناشئة التي يسميانها "محرك بحث محلي يقدم نتائج دقيقة حول الشركات، بناء على المنتجات والخدمات"، ضمنت مكاناً بين المتأهلين للنهائيات من مسابقة خطة العمل العربي من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT هذا العام.

وبعد لقاء جمعهما في السعودية قبل أربع سنوات، وضع طبارة وحرفوش، تصوراً لفكرة Brate التي تجمع بين التصفّح والتصنيف، في أحد مقاهي شارع الحمرا في بيروت، حيث تخيلا محرك بحث محلي بنظام تصنيف وإمكانية إضافة صفقات حية.  ولكي يميّزا نفسيهما في القطاع، قررا أن يقدما خدمة بحث لا تعتمد فقط على الموقع والنوع بل أيضاً على المنتجات الخاصة والخصائص مثل "المطاعم العائلية" أو "القهوة".

ويقول حرفوش إن "أحد أصعب الأمور التي واجهناها هي كيفية خلق محرك بحث دلالي"، أي محرك يكون قادراً على تحليل معنى العناصر في كلمات البحث. كما أن نجاحهما في تحديد كيفية الدمج بين مجالي بحث مختلفين، أحدهما لنوع الشركة أو المؤسسة والآخر للموقع، ضمن شريط البحث، كانت لحظة "مباركة" للرياديين الناشئين، يتذكرانها بشغف. كما أن الموقع يتفاخر الآن بتطبيق خاص بالمحمول.  

غير أن المنافسة محتدمة في هذا المجال. ففي لبنان، السوق الوحيد الذي يستهدفه Brate ، يقدم موقعا whereleb  وBeirut.com أيضاً لوائح شاملة للمؤسسات في أنحاء المدينة، في حين يسمح Beirutna  بالبحث عن المطاعم وفقاً لنوع الطعام الذي تقدمه وليس للمنتجات الخاصة. أما Jeeran  وYelp فهما لاعبان إقليميان رئيسيان أطلقا تطبيقات للمحمول، حيث يقدم Jeeran تجربة رائعة للمستخدم فضلاً عن اعتماده اللغة العربية، علماً أن Brate يعتمد الإنكليزية فقط. أما Yahoo! local فتستهدف الولايات المتحدة كما أن هناك أكثر من 100 لاعب إقليمي وعالمي في فضاء التصنيف. إلاّ أن مؤسسي Brate يسيران قدماً غير مبالين بكل ذلك، مشيرين إلى افتقاد هذه المواقع لفرق المبيعات على الأرض.

التحسينات والاختبار

اتخذت Brate مؤخراَ، خطوات لتحسين نظام التصنيف، بناء على آراء المستخدمين. ويقول طبارة "وجدنا أن التصنيف العام بناء على نظام النجوم الخمسة ليس وثيق الصلة كثيراً بالمستخدمين". لذلك بدأ الموقع يسمح الآن للمستخدمين بالتصنيف عبر فئات محددة أكثر: الطعام أو النظافة أو الخدمة.

ولكن التصنيف لا يزال مسألة شائكة. فمنذ إطلاق النسخة التجريبية (Beta) في فبراير/شباط، نما عدد زوار الموقع باضطراد حيث يبلغ عدد مشاهدات الصفحة 25 ألف بعد أن كان 2500 الشهر الماضي. ولكن 20 فقط يصنفون بشكل نشيط (Brating) الشركات والمؤسسات الـ1158 المسجلة. ويقول طبارة "اليوم نريد أن نحدد ما الذي يريده الناس وتغيير الموقع وتكييفه مع حاجاتهم". وهذا الأمر قد يتطلب الكثير من التحسينات.

أولاً قد يحتاج الموقع إلى تحديث واجهته التي أقل ما يقال فيها إنها مصممة على نمط التسعينيات. فقد اختار القيّمون على الموقع تصميماً بسيطاً بشكل مقصود كي يتم تحميل الموقع بسرعة وهي خاصيّة مهمة خصوصاً نظراً لبطء الإنترنت في لبنان. ويقول حرفوش "نحن أسرع بمرتين من المنافسة العالمية وبأربع مرات من المنافسة المحلية". ولأن الموقع استوحى من أسلوب جوجل الذي يركز على نتائج البحث، لديه القليل من الصور وهو أمر تلقى العديد من الشكاوى بسببه. غير أن بإمكان برايت أن يحدّث الخط أو أيقونات التصنيف من دون أن يؤثر ذلك على بساطته. كما بإمكان تطبيق المحمول أن يستخدم صفحة بحث أكثر حيوية.

ثانياً، يحتاج محرك البحث إلى تعديل. فالنتيجة الرئيسية للبحث الأولي عن "قهوة في وسط بيروت" تكون: "سكاي بار" وهو نادي ليلي على سطح مبنى في وسط المدينة. وصحيح أن "سكاي بار" قد يقدم قهوة ولكن هذه النتيجة ليست الأوثق صلة بالبحث. ويمكن النقر على  "coffeeshops" لتحديد البحث أكثر ولكن لم يتم تحسين Brate بناء على معايير مواقع البحث الخاصة بالمطاعم التي يبحث فيها المستخدم عبر وضع علامة في مربعات.  

ولكن بإمكان عنصر البحث الدلالي أن يكون فعالاً، فالبحث عن "جينز" (Jeans) في الحمرا ينتج عنه: مقهى "غلوريا جينز" (Gloria Jeans’ Coffee) وحانتان في شارع جان دارك (Jean D’Arc Street). ويقدم Brate حتى الآن مطاعم وحانات ومقاهي فقط ولكن طرح سؤال لإزالة الغموض لمعرفة ما إذا كان المستخدم يبحث عن الطعام أو الملابس قد يساعد وفي هذه الحالة من الأفضل ألاّ يكون هناك أي نتيجة على أن تأتي النتيجة غير ذات صلة مثل عرض أسماء حانات أو مقاهي.

جني الأرباح من التصنيف

يخطط مؤسسا Brate حالياً لطريقتين رئيسيتين لجني الأرباح: إعلان مستهدف على الإنترنت ونماذج اشتراك يمكن للمؤسسات أن تدفع  بموجبه رسماً معيناً مقابل إدراج منتجات معينة مثل جينز من "Citizens for Humanity" والحصول على تحليل للبحث عن المنتج واتجاهات الزوار. وقد يكون الخيار الثاني هو الأفضل لأنه من الصعب في هذه المنطقة جني الربح من الإعلانات فقط، أما إدراج المنتجات الخاصة فمن شأنه أن يفيد Brate أكثر من الشركات نفسها. 

وهناك خيار ثالث من  شأنه أن يجذب الزوار إلى الموقع: يمكن للمؤسسات أن تضيف حسومات مباشرة وصفقات حية على Brate مجاناً من دون الحاجة إلى قسائم أو عدد أدنى من المشترين. ويبقى أن نرى مدى نجاح صفقات المطاعم في مدينة تهتم كثيراً بالمظهر مثل بيروت، ولكن مواقع مشابهة في الولايات المتحدة مثل Tipcity حققت نجاحاً بهذه الطريقة.

وحتى الآن يركز الفريق على بناء الموقع، بعد أن تسجّل مؤخراً في 5index وهي خطوة ستضيف إلى Brate 45 ألف مؤسسة.

يشار إلى أن طبارة يعمل بدوام جزئي بينما حرفوش ترك عمله السابق وهو يعمل مع Brate بدوام كامل على أمل توسيع المنصة إلى دول أخرى في المنطقة. وحتى الآن، يلقى الموقع تجاوباً من الناس. فحين التقى طبارة بأحد أصدقائه الفرنسيين قابله بعبارة "أحب برات" بلكنة فرنسية، فأجاب مبتسماً " شكراً"، مضيفاً "على فكرة، تلفظ برايت".

تجدون في الأسفل صوراً من الشاشة.

 

 

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.