English

أسبوع المؤسسة الاجتماعية يلقى شعبية ويحدد أهدافاً للمنطقة

English

أسبوع المؤسسة الاجتماعية يلقى شعبية ويحدد أهدافاً للمنطقة

أطلقت مجموعة من الرياديين الملهمين ليلة الإثنين الماضي في نادي "كابيتال" Capital Club في دبي، أول فعالية من "أسبوع المؤسسة الاجتماعية" في الشرق الأوسط، تحت عنوان "الأعمال كما لم نشهدها من قبل" وهي الأولى في سلسلة مصممة لاستعراض رواد الأعمال الاجتماعيين في المنطقة.

وكانت الفعالية ملهمة على عدة أصعدة، بفضل حشد من الرياديين من أصحاب المواهب والرواد الاجتماعيين والمسؤولين في هذا المجال.   

قدّمت ممثلة عن شركة "بوز أند كومباني" Booz and Company منيرة جمجوم عرضًا رائعًا حول نماذج التنمية المستدامة في الشرق الأوسط، وتبعها حلقة نقاش غنية حول المؤسسة الاجتماعية أدارها جميل واين من "ومضة"، حيث اطلع الجمهور على آراء المشاركين الذين ضموا لينا حوراني من قسم المسؤولية الاجتماعية للشركات في "الأهلي القابضة"، وجنين التل من "إنجاز" الإمارات، وهيذر هنيون من "بلتازار كابيتل" Balthazar Capital وفينيثا ماثيو من مركز الأعمال المسؤولة في غرفة دبي للتجارة. 

مقاربة مسؤولة للشركات

مع انتقال الشرق الأوسط نحو نماذج أعمال أكثر استدامة، اقترحت جمجوم أن نعرّف أولاً عن مفهوم الاستدامة ومن ثم نحدد كيفية تحقيقها، مركّزين على إيجاد وظائف وعلى التعليم والتخفيف من وطأة الفقر والإدارة البيئية الدقيقة.   

وقد صرّحت "لطالما تحدث قادة الأعمال عن مسؤولية الشركة وكأنها مبادرة خارجية وليست شيئاً داخلياً. وبلا شك ثمة ثغرات في المنطقة من حيث تطبيق المسؤولية الاجتماعية داخلياً".   

وناقشت جمجوم الحاجة إلى توسيع تعريفات الشركات ذات المسؤولية الاجتماعيةً من أجل تفادي تحديد نطاقها، حيث يجب أن تعالج الفقر والتوزيع غير المتساوي للثروات وتمكين النساء ومشاكل أخرى.

وكشف بحث أجرته "بوز أند كومباني" بأن أغلبية الشباب في الخليج العربي يؤمنون بأن التعليم هو أساس الحياة الناجحة ولكن معظمهم يركزون على السعي إلى وظيفة في القطاع العام أو في شركة دولية، والكثير بينهم يأملون بالعمل في شركة محلية خاصة وبدء شركتهم الخاصة أو القيام بعمل خيري.

ومن أجل بناء أجندة أعمال مسؤولة اجتماعياً في المنطقة، توصي "بوز أند كومباني" بأن تركز أو تحدد الشركات والحكومات بشكل حاسم أفضل الممارسات في هذا الصدد عبر إشراك قادة رفيعي المستوى، وتقوية إدارة الشركة، ودمج نماذج تشغيلية، وتعزيز قدرات الشركة، وقياس النتائج (عناصر وصفها أيضاً فادي غندور في مقالته الأخيرة عن حركة المسؤولية الريادية للشركات).     

عناصر تحدّد مستقبل المؤسسات الاجتماعية

وأعلنت هيذر هنيون من "بالتازار كابيتل"، في جلسة نقاش المؤسسة الاجتماعية أنه "وسط هذا الزخم في المنطقة، يعتبر الرياديون ظاهرة". فبعد العمل لعقد من الزمن في التمويل المصغّر، تؤمن هيذر بنهوض الروح الريادية والابتكار في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن زيادة المساحات التي تركز على الريادة الاجتماعية مثل "آلت سيتي" AltCity في لبنان و"ذا شلتر" The Shelter في الإمارات، تساعد في تعزيز ثقافة الاستدامة.

وبرأي لينا حوراني، فإن قسم المسؤولية الاجتماعية للشركات في "الأهلي" يمكّن الطلاب الشباب من أن يكونوا رياديين عالميين. وأشادت بالرياديين الشباب الذين ألهموا عمل "الأهلي" ولفتت إلى أن فعالية مقبلة حول الريادة الاجتماعية تسمّى "عمل من أجل قضية" ستعمل على الربط بين الشركات والمؤسسات الاجتماعية والمسؤولين الحكوميين وغيرهم، وبين هؤلاء المبتكرين في دبي الأسبوع المقبل.

على المستوى التعليمي، شدّدت جنين التل على أنه "على الرغم من الموارد والقدرات الهائلة في المنطقة، يذهب الطلاب إلى المدرسة ومن ثم إلى الجامعة ثم يتخرجون ويتوجهون إلى السوق من دون أدنى فكرة عمّا يجري في مجتمعاتهم". وركزّت على ضرورة أن تعمل المدارس على إشراك طلابها في مجتمعاتهم وتشجّع على التطوّع من عمر مبكر من أجل خلق أفراد مجتمع ناشيطين.

أما فينيثا ماثيو فقد دعت أيضاً المؤسسات التربوية إلى العمل على تأهيل الشبان ليصبحوا قادة الغد، مشيرة إلى أن الشباب الإماراتيين الذين عادة ما يرون الصورة المتفائلة عن مجتمعهم، بإمكانهم الآن التماس المسائل الضاغطة لبلدهم ومنطقتهم.  

اتفق المشاركون في حلقة النقاش على أن التنظيمات في المنطقة يجب أن تتغيّر بسرعة من أجل التكيّف مع الشركات الاجتماعية الناشئة والرياديين الحديثي العهد، ومن أجل معالجة المسائل التي يواجهونها في التسجيل، إذ يندرجون الآن بين فئة المنظمات غير الحكومية والشركات التي تقدم أرباحاً لأصحاب الأسهم. والإمارات بدأت فعلاً بدعم المؤسسات الاجتماعية بالهيكليات القانونية المناسبة.

مزيد من الجلسات

بعد ليلة افتتاح كبيرة ضمت أكثر من 100 مشترك، واصل أسبوع المؤسسة الاجتماعية استضافة حلقات نقاش شعبية. ففي جلسة الثلاثاء الماضي حول "المؤسسة الصديقة للبيئة" بقي المشاركون حتى ساعة متأخرة يناقشون قضايا حالية، وجلسة الأربعاء حول "أسبوع المؤسسة الاجتماعية، شركات الطعام" كانت مسلية بالقدر نفسه، قبل الليلة الختامية الخميس تحت عنوان "التغيير يبدأ بخطوات صغيرة" وعرض فيلم محمد يونس في مسرح Medyan في دبي.  

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.