English

لماذا نقلنا شركتنا الناشئة إلى دبي

English

لماذا نقلنا شركتنا الناشئة إلى دبي


قبل شهرين نقلت شركتي الناشئة من الكويت إلى دبي، ولا يزال لدينا أيضاً مكتب آخر في مالاغا، إسبانيا. غير أنّ اتخاذ القرار بالانتقال لم يكن بالأمر السهل أبدًا.

تقوم الكثير من الشركات الناشئة باتخاذ القرارات نفسها. فجميعها تسمع أن دبي هي على الأرجح أفضل موقع لتأسيس شركة في المنطقة، ولكن يُصادف أنها الأغلى أيضًا. لذلك قرّرنا في نهاية المطاف الانتقال إلى دبي وإبقاء تكاليفنا منخفضة. وإليكم كيف يمكن فعل ذلك.

منذ سنة خلال شهر حزيران/ يونيو أسّسنا شركتنا الناشئة لاستئجار قوارب الصيد "فش فش مي"  Fishfishme بالرغم من أن موقعنا الإلكتروني موجود منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وقد أجرينا اختبارات مستمرة وقمنا بتحسين منصتنا، محاولين اتباع نموذج الشركة الناشئة المرنة بحذافيره قبل أن نطلق موقعنا الجديد في وقت لاحق في شباط/ فبراير الماضي.

وعلى الفور ازدهرت أعمالنا وشهدنا المزيد من الحجوزات وعمليات الدخول إلى الموقع. واستمرت غالبية حجوزاتنا تصدر من الكويت حيث انطلقت الشركة، وحيث بذلنا جهدًا أكبر في التسويق. كما استمرت الأمور في التقدم في الكويت حيث حققنا أهدافنا بسرعة وتجاوزناها أيضاً. 

ولكني أجريت في أحد الأيام محادثة مع مرشدي عمر قدسي، المؤسس الشريك لـ"جيران"، وقدم لنا نصيحة غيرت كيفية مقاربتنا لأعمالنا، حيث قال إن "الكويت مكان ممتاز ولكنها سوق صغيرة وفريدة لا تمثل بشكل حقيقي الأسواق الأخرى حول العالم". وأضاف "أنت بحاجة إلى مدينة كبيرة لها سوق أكبر وفيها منافسة أكثر. وإذا نجحت في هذه السوق فأنت قادر على أخذ ما تعلّمته وتكراره والفوز في أي سوق أخرى. لذلك أعتقد أن عليك الانتقال إلى دبي". واختتم نصيحته بالقول بصراحة إن "الانتقال إلى دبي سيكون رائعًا لشركتك أو قد يكون تجربة تعليم عظيمة. وفي الحالتين أنت الفائز".

أثّرت فيّ نصيحة عمر حقاً. وأدركت أن الكويت مكان عظيم لاختبار فكرتك ولكنه ليس المكان المثالي لتطوير هذه الفكرة لتصبح شركة عالمية. وحين عدت لمراجعة أرقامنا، أدركنا أن دبي قادرة فعلاً أن تكون أفضل سوق لنا. فهناك عدد القوارب للإيجار أعلى بخمس مرات، فالسوق أكبر بكثير ويزورها 10 ملايين سائح في السنة. ومع القوارب المتوفرة لدينا هنا، فإن هوامشنا كانت أفضل بأربع مرات من الكويت. لذلك كان الانتقال إلى دبي خطوة بديهية ومنطقية. 

يقول البعض إننا لا نحتاج حقاً إلى أن نكون في دبي لأن عملنا أساسه على الإنترنت. صحيح أننا كذلك ولكن لا يمكن إدارة أي شركة ناشئة على الإنترنت من أي مكان. فبالنسبة لبعض الشركات الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، قد لا يكون للموقع الجغرافي أهمية كثيرًا (مثل جوجل وفايسبوك) ولكن بالنسبة لشركة ناشئة مثل شركتنا، نحتاج أن نكون على الأرض خصوصاً في الأيام الأولى. 

شرح لنا محمد الزعبي بشكل واضح، وهو مرشد آخر من مرشدينا، أننا بحاجة ليكون موقعنا في قلب سوقنا المستهدفة. وقال "إذا كنت تريد أن يرتكز عملك في دبي فأنت تحتاج إلى أن تكون في دبي. يجب أن تكون قريباً من شركائك بالقوارب ومن زبائنك. وأنت بحاجة لأن تكون هناك لتكسب ثقتهم وتحصل على آرائهم وتفهم السوق بشكل أفضل. وإدارة شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا لا يعني بالضرورة البقاء مسمرًا وراء حاسبوك الشخصي، فهذه في النهاية شركة ويجب أن تبقى مع زبائنك معظم الوقت". وقد عززت نصيحته قرارنا أكثر لذلك انتقلنا إلى دبي. 

في دبي

والآن بعد أن استقريت في دبي، أصبحت العقبة الأكبر هي تحديد عملياتنا الجديدة وترتيباتنا اللوجستية. وبالإضافة إلى أنه كان عليّ أن أقنع أهلي بأنها فكرة سديدة، وهو أمر غير سهل بالمناسبة. أولاً كان عليّ البحث عن مكان للسكن والعمل والعثور على طريقة للمواصلات. إقرأوا هذه المقالة على مدونتي للحصول على تفاصيل حول نفقاتي حتى الآن، وعلى رأسها نفقات المعيشة بالإضافة إلى أن أكبر إزعاج لي كان التكاليف المرتبطة بتأسيس شركة في دبي، واستئجار مساحة عمل. ولكن لحسن الحظ، جاءت الحاضنة الجديدة "إن 5" In5 لإنقاذي. 

تقدّم "إن 5" التي أسستها مدينة دبي للإنترنت، مساحة عمل بسعر مقبول (ألف درهم أو 272 دولار) وحسم كبير على كل شيء مرتبط بالتكاليف الرسمية (مثل رسوم تسجيل الشركة وتأشيرات الدخول للموظفين وغيرها من الأمور). وتختار "إن 5" عشر شركات ناشئة لتحتضنها كل ثلاثة أشهر، مقدمة تسهيلاتها ودعمًا من دون طلب أي شيء في المقابل ولا حتى أسهم. وحتى الآن، كان الانضمام إلى "إن 5" مفيداً لـ"فش فش مي" ليس فقط لأنها توفّر لنا المال، ولكن أيضاً لأنها طريقة رائعة للبقاء على تواصل مع المجتمع. اقرأوا مقالتي الكاملة عن التجربة هنا.

بعد شهرين من العيش في دبي، بدأ فريقنا يشعر بميزات الانتقال إلى هنا. وهذا يغيّر الطريقة التي تنظر إليها إلى شركتك الناشئة، ويدفعك إلى التفكير بشكل أوسع ويحضّرك فعلاً لتصبح شركة ناشئة أكثر عالمية. وكل يوم نلتقي بأشخاص مثيرين للاهتمام يفتحون أعيننا على فرص جديدة ونواصل الحصول على اهتمام جديد من الإعلام وبدأنا العمل مع شركاء جدد لتطوير شركتنا. وصحيح أن الوقت وحده سيثبت ما إذا كنا قد قمنا بالخطوة المناسبة، غير أننا ما كنا استطعنا تحقيق النموّ الحالي لو بقينا في الكويت. 

باختصار، أعتقد أن كل شركة يجب أن تكون قريبة من زبائنها ومزوديها أو من القوة العاملة الماهرة. وبالنسبة إلينا هذه العناصر الثلاثة موجودة في دبي.

إن كنت تفكر في نقل شركتك الناشئة إلى دبي أم كنت قد نقلتها فعلاً، فيهمنا معرفة كيف كانت التجربة. شاركنا إياه في خانة التعليقات ادناه.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.