English

أول شبكة إجتماعية عربية تتجاوز سقف إستثمارها الجماعي على يوريكا

English

أول شبكة إجتماعية عربية تتجاوز سقف إستثمارها الجماعي على يوريكا

في وقت تشهد فيه المنطقة نمواً ملحوظاً في التوجه نحو النشر الرقمي، عملت مشاريع مختلفة بالمنطقة على رقمنة المحتوى العربي.

وجسدت مؤسسة قرطبة Qordoba هذا التوجه بإطلاقها مؤخراً منصة "قرطبة للكتب وحلول النشر الرقمية" لتحويل الكتب المطبوعة إلى إلكترونية. كما ظهرت مبادرات على غرار "كتب عربية" Kotobarabia في مصر، أول مكتبة إفتراضية على شبكة الإنترنت، ودخلت تونس حلبة السباق بتطبيق "سنابل" Sanabil للأطفال كأول قناة رقمية لنشر  كتب تعليمية ترفيهية.

وفي الأردن، ظهر موقع أبجد Abjjad كأول شبكة إجتماعية عربية تصل القراء بدور النشر والمدونين والمؤلفين في المنطقة العربية.

والموقع الذي حاز على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم عن أفضل مشروع عربي ناشىء لعام 2013، مصمم ليتمكن القارىء من استعراض ملاحظاته حول كتاب قرأه، والإطلاع على ملاحظات الآخرين، وتبادل الخبرات الثقافية وإنشاء قوائم القراءة الخاصة بكل قارىء من حيث عناوين الكتب التي قرأها سابقا أو يقرأها حاليا أو ينوي قراءتها. وهنا تمكن فكرة التواصل الثقافي الذي دُشن الموقع للوفاء بها.

ويختلف أبجد كلياً عما تقدمه نوادي القراءة العربية التي باتت منتشرة على الإنترنت. فهو يتيح للقارىء إنشاء صفحته الخاصة، والاحتفاظ بسجل قراءاته، وتقييماته ومراجعاته عليها. كما يمكن للقراء متابعة بعضهم البعض والتواصل مع الكٌتاب والمدونين يومياً، والتعرف على جديد الإصدارات من الكتب والسير الذاتية لمؤلفيها.

وتأسس "أبجد" على يد إيمان حيلوز (29 عاماً)، أردنية من أصل فلسطيني، التي عملت كمهندسة برمجيات لمدة 5 سنوات، ثم خبيرة في البحث التسويقي.

وأطلاق "أبجد" بعد 48 يوم من حصول الشركة على تمويل أوليٌ بقيمة 15 ألف دولار من "أويسس 500" Oasis500  في تموز/يوليو 2012، والتي دعمت الشركة أيضاً بالتدريب اللازم.

ومنذ أيام، أصبح "أبجد" أول موقع عربي ثقافي ينجح في تخطي سقف الإستثمار الجماعي على موقع "يوريكا" eureeca، أول منصة عالمية للإستثمار  الجماعي تركز على الشرق الأوسط.  وتمكن أبجد - في غضون 88 يوم فقط  - من جذب 161 ألف دولار من 43 شخصاً في المنطقة، علماً أن المبلغ المطلوب كان 120 ألف دولار فقط.

وتعتبر حيلوز نوعية المساهمين المنضمين لشركتها نجاحاً بحد ذاته: "نسبة كبيرة من المستثمرين قرروا المشاركة لمحاربة المفهوم الشائع عن تراجع مستوى الثقافة في الوطن العربي، مما يعني أن أبجد ساهم في ظهور  ما قد يوصف بالإستثمار الثقافي".

وتتطلع حيلوز إلى مشاركات المستثمرين الجدد الفعالة بالرأي والتوجيه النابع عن الخبرات المكتسبة وليس فقط بالمال، وهو ما يضيف قيمة كبيرة إلى بيئة العمل.

واستلهمت  حيلوز فكرة تدشين مجتمع عربي للقراءة من خلال نزعتها الشخصية للقراءة والإطلاع. "كوني شغوفة بالكتب والثقافات العامة، لاحظت عدم وجود منصة عربية للقراءة. وحصلت على إحصاءات من وزارة الإعلام السورية (غير منشورة على الإنترنت)، تشير إلى وجود 10 آلاف دار نشر بالوطن العربي ليس لهم تواجد على الانترنت، فقررت أن أخلق لهم قناة للتواجد الإلكتروني توصلهم إلى قراء  معنيين بمنتجهم" تشرح حيلوز.

وفي عصر باتت فيه قنوات التواصل الإجتماعي تفرض نفسها على تفاصيل حياتنا اليومية، قررت حيلوز أن يأخذ موقعها هذا الطابع. ويعود السبب في ذلك لما حققته تلك المواقع من إختراق شامل لاهتمام الشباب العربي، حيث تشير دراسات إلى أن 42.2% من سكان الشرق الأوسط يستخدمون الإنترنت،  بواقع 90 مليون مستخدم، 88% منهم يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة يومياً.

وفي غضون عام ونصف، تمكّن "أبجد" من جذب 33 الف قارىء مسجل، يشاهدون 250 ألف صفحة شهرياً. كما شهد الموقع 9 آلاف مراجعة الكتب Book Reviews. وقيم الأعضاء الكتب التي قرأوها أكثر من 60 ألف مرة، وأضيفت عناوين الكتب على قائمة قراءاتهم أكثر من 20 ألف مرة.

أما عن كم الكتب المتاحة فحدث ولا حرج، يضم أبجد 20 ألف كتاب عربي، كما يرتبط بموقع "أمازون" Amazon تلقائياً، بما يحويه من ملايين الكتب المعروضة على صفحاته. ومن ثم يضمن القارىء أن يعثر على ضالته – لا محالة – بين صفحات الموقع الثرية.

وتستعد حيلوز الآن لتوجيه مبلغ الإستثمار الجماعي إلى مجموعة من البنود، يتصدرها توظيف عدد من فرق المبيعات في بلدان عربية متفرقة تأتي مصر والسعودية على رأس الاولويات فيها وتليها سوريا ولبنان لما تشهده بلاد الشام مننهضة ثقافية، ولاسيما في لبنان الذي يضم المجمع العلمي اللبناني الشهير.

ورغم ما تعيشه سوريا الآن من توترات سياسية إلا أن حيلوز تؤكد أن دور النشر لم تزل مستمرة في عملها، مشيرة إلى أنها مصنفة واحدة من أهم الدول من حيث نشر الكتب العربية.

أما دور النشر فسيكون لهم نصيب الأسد من التحسينات المرتقبة على الموقع، إذ تعتزم حيلوز إضافة منصة خاصة لهم داخل صفحات الموقع ليتمكنوا من عرض بيانات التواصل والاسم والشعار الخاص بكل دار والكتب المتوفرة لديها.

وعلى المدى الطويل نسبياً سيوفر الموقع إمكانية شراء الكتب الورقية أو الإلكترونية مباشرة من دور النشر عبر الموقع لتسهيل دورة العرض والطلب على المنتجات الثقافية كافة.

وترغب حيلوز في أن يسهم موقعها في حل مشكلة حقوق الملكية  للناشرين، عن طريق غلق خاصية نسخ أية معلومات عن الكتب إلا بالرجوع للدور مباشرة.

وبناءاً على طلب المستخدمين، يُنتظر أن يطلق أبجد تطبيقاً  للأندرويد وآخر للآيفون في غضون أربعة أشهر على أقصى تقدير، حسب تصريحات حيلوز.

وتعول حيلوز في عوائد أبجد على دور النشر، الذين سيحصلون على خدماتهم مقابل اشتراك شهري أو سنوي، لكنها أكدت انها لا تتمكن من تحديد رسوم الإشتراك لأنها تعتمد على توقيته. فكلما زاد حجم الإقبال على الموقع كلما ارتفعت بالتبعية رسوم الإشتراك.

وتخطو حيلوز نحو هدفها بثبات حتى الآن، فهي تحلم ان يصبح أبجد "جود ريدز" Good Reads العرب. ولم لا؟ فقد احتاج "جود ريدز" 7 سنوات حتى نجح في استقطاب موقع "أمازون" للإستحواذ عليه مقابل 150 مليون دولار.

فإذا اخذنا في الاعتبار أن أبجد يلعب منفرداً على الأرض، هل ينجح بأخذ المسار ذاته؟

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.