English

أول لغة برمجية عربية للأطفال والمبتدئين تُطلق حملة تمويل جماعي. هل تنجح؟

English

أول لغة برمجية عربية للأطفال والمبتدئين تُطلق حملة تمويل جماعي. هل تنجح؟

في حين تهتم الدول الكبرى وبالأخص أمريكا بتعليم البرمجة للأطفال لخلق جيل يتميّز بالمبرمجين لتلبية احتياجات العصر، يبدو ان العدوى انتقلت إلى شركات عالمية كبرى مثل "جوجل" التي أعلنت عن مشروع روبوتات صغيرة لتعليم البرمجة للأطفال بالتعاون مع "معهد ماساتشوستس للتقنيةMIT.

وفي ظل هذا التوجه العالمي أين الدول العربية من الخريطة؟

Ebda3

يجيب مهندس البرمجيات خرّيج كلية الهندسة في جامعة أسوان، ورائد الأعمال المصري وائل حسن على هذا السؤال، من خلال بنائه لأول برنامج واجهة رسومية للأطفال والمبتدئين، "ابتكر"، لتعليم أساسيات البرمجة دون الحاجة إلى كتابة "كود" أو رموز نصية.

كما وصمم حسن لغة برمجية عربية إحترافية أطلق عليها اسم "ابداع" ebda3، يعتمد عليها برنامج الواجهة الرسومية "ابتكر"، في بناء التطبيقات الرسومية والألعاب، بتحويل برامجها إلى برامج نصية مكتوبة باللغة العربية، ويقوم مُفسٌر وسيط بتنفيذ تلك المهمة.

ويرى حسن أن أطفال المنطقة بحاجة إلى لغة برمجية تسهل لهم تصميم ألعاب رسومية خاصة بهم. "اللغات البرمجية تكسب الطفل مهارات التحليل والتفكير المنطقي والإبداعي، وحبذا لو كان ذلك متاحاً لأطفالنا بلغتهم العربية، نحن بحاجة إلى إعداد جيل من العلماء والمبتكرين وعلينا توفير الأدوات اللازمة لهم،" يقول حسن.

وصمم حسن برنامج "ابتكر" ولغة "ابداع" البرمجية عام 2011، وعكف على تطويرها خلال العاميٌن الماضين، بهدف أن تكون سهلة التعليم وأن تكون من نوع اللغات البرمجية عامة الإستخدام.

وكان قد وصل حسن العام الماضي  إلى مراحل متقدمة من برنامج "نجوم العلوم" Stars of Science وتأهّل للتصفيات النهائية وربح منحة بحثية من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي QNRF.

وفي حين يتحوّل التمويل الجماعي الى باب خروج آمن للعديد من المشاريع الريادية في مختلف التخصصات، أطلق حسن منذ أيام حملة تمويل جماعي على موقع "ذومال" Zoomal يستهدف 27 ألف دولار لصالح برنامجه المبتكر.

واختار "ذومال" لأنه معنيِ بشكل خاص بالمشاريع الناشئة في المنطقة العربية، وهو ما كان يبحث عنه بالتحديد، فالبرنامج بطبيعته يخاطب العرب دون غيرهم.

ويسعى  حسن من خلال حملته إلى تأسيس شركته الناشئة "الماس" Almas. "لم تزل شركتي حتى الآن حبراً على الورق، ولكني أعتزم في حال نجاح حملة "ذومال" أن أبدأ في إجراءاتها الرسمية كشركة للبرمجيات العربية الحرة، على أن تكون كافة المنتجات البرمجية جاهزة تماماً خلال عام ونصف بحد أقصى"، يقول حسن.

وسيوجه حسن حصاد التمويل الجماعي المرتقب إلى بنود عدة تتضمن تجهيز شركة وتعيين مبرمجين لإجراء الإختبارات اللازمة على البرنامج. كما سيخصص مبلغاً مالياً لحملات تسويق الكترونية، علماً أنه لم يُولِ التسويق الرقمي اهتماماً كافياً في المرحلة السابقة نظراً للضغوط المالية التي واجهها، وهو ما يعتبره جزئية هامة للغاية أجُبر على إغفالها.

ويعتزم حسن بناء شبكة إجتماعية اسمها "أشاد" (اختصاراً لاسم "أشارك أكواد")، لتكون ساحة رقمية خاصة بمستخدمي اللغة البرمجية ليقوموا من خلالها بتبادل تجاربهم، ورفع التطبيقات والألعاب الرسومية والبرمجيات التي صمموها، وتطوير أفكارهم، وتوضيح متطلباتهم سواءً كانوا من الهواة أو الأطفال.

ويعول حسن على الشبكة الإجتماعية المرتقبة في تحقيق النموذج الربحي الخاص به، إذ ينوي أن يتيح خدمات برنامج "ابتكر" ولغته البرمجية "ابداع" مجاناً، حيث ستكون برمجياته مفتوحة المصدر للجميع، أما عضوية الشبكة فستكون باشتراك شهري لم يقرر حسن رسومه بعد.

واستوحى حسن فكرة طرح لغة برمجية تعليمية للأطفال والمبتدئين من نماذج عالمية موجودة على الأرض بالفعل مثل "جرين فوت" Green Foot و"سكراتش" Scratch، و"جيم ميكر" Game Maker، و"اليس" Alice وهي كلها برامج لصنع الألعاب والرسوم المتحركة.

فبرنامج "جرين فوت" يعتمد على لغة "جافا" Java البرمجية الإحترافية. وتتفوق لغة "ابداع" البرمجية عليه بأنها تعليمية الطابع، كما أنها مصممة باللغة العربية لتسهيل فهم الكود وتعديله على المتعلم العربي.

أما برنامج "سكراتش"، فيعتمد على لغة برمجية تعليمية متاحة باللغة العربية ضمن لغات أخرى، كما أنه يمل بنفس منهجية "السحب والإفلات" Drag & Drop، وهو ما يجعله الأقرب إلى نموذج "ابداع". وقد قام ما يزيد عن 4500 مستخدم عربي مبتدىء من سن 8 وحتى 16 سنة ببناء ألعاب رسومية باستخدام البرنامج حتى الآن.

ويأمل حسن أن يدمج مزايا تلك النماذج كافة في لغته البرمجية، التي يريد بشدة أن يطلقها من خلال شركة عربية يمكنها التكيف بسهولة مع احتياجات السوق العربية.

وتسير خطوات حملة التمويل الجماعي ببطء حتى الآن، وهو ما دفع حسن ليبدأ البحث عن مستثمر مخاطر لمساندته في تنفيذ خططه والخروج بمشروعه إلى النور، منتظرأ أن تحمل له الأيام المقبلة أخباراً سارة. فهل يتحقق حلمه؟

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.