English

دورة لتعليم البرمجيات تخطط لضخ المواهب التقنية في الأردن

English

دورة لتعليم البرمجيات تخطط لضخ المواهب التقنية في الأردن

تستند عشرات الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى المساعدات التي تقدّمها المسرّعات التأسيسية للأعمال التي تهدف إلى دعمها والمساهمة في ازدهار البيئية الحاضنة بشكلٍ عام. غير أنّه بالنسبة إلى أكاديمية "ذي أونلاين بروجكت" The Online Project، الوكالة الإقليمية لوسائل الإعلام الاجتماعية، لا بدّ من تسريع النموّ بدءًا من المستوى الفردي في خطوةٍ لتطوير شركات التكنولوجيا الناشئة والتنقيب عن الإمكانيات المحلية.

يذكر المدير العام للأكاديمية، فراس ستيتية، أنّ "مسرّعات الشركات الناشئة في الأماكن كافة." وهو بعد أن عانى مرارًا من العثور على مبتدِئين لا تنقصهم المهارات التقنية المناسبة، تساءل حول "إمكانية العمل على مسرّعاتٍ ‘للناس‘ و‘الأفراد‘."

وهذا ما ساهم في إنشاء أكاديمية "ذي أونلاين بروجكت" TOP Academy، التي تخصّص دورةً لهندسة البرمجيات، تمتدّ لستة أسابيع وتبدأ في 26 من تموز/يوليو القادم في عمّان.

تركّز الدورة على تقديم التدريب المهنيّ المتعلّق بتطوير مواقع الإنترنت للأردنيين، وفقاً لستيتية، وتهدف إلى معالجة النقص المحلّي المزمن في مطوّري المواقع الإلكترونية الذين يتمتّعون بالمهارات والمقدرة الذهنية المناسبة، كما أنّها ستسعى لتخريج مطوّرين مؤهّلين للعمل كمبتدئين.

وفي حين يتمّ التدريس خلالها ثلاث ساعات يوميًا، من الأحد حتى الخميس، ستشمل الدروس التي تقدّمها الدورة لغة HTML وCSS و"جافا سكريبت" Java Script  و"بي إتش بي" PHP، كما أنّها ستضمّ ماراتوناتٍ للأفكار ومسابقاتٍ في البرمجة وتعاوناً على الأعمال المرتبطة بها. أمّا التدريس، فسيتولى مسؤوليته مطوّران اثنان يعملان في شركاتٍ تقنيةٍ محلّية وليس في أكاديمية "ذي أونلاين بروجكت" [توب أكاديمي]، لأنّ هذه الأخيرة ليست شركةً ناشئةً للتكنولوجيا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ "ذي أونلاين بروجكت"، التي تمّ تأسيسها في الأردن عام ٢٠٠٩، تقدّم لعملائها "كلّ ما يتعلّق بوسائل الإعلام الاجتماعية من تحليلٍ وتصميمٍ وعملٍ إبداعيٍّ وتطويرٍ تقني،" بحسب ستيتية الذي يذكر أنّ ذي أونلاين بروجكت" طالما عانَت من صعوباتٍ في توظيف أصحاب المهارات التقنية. فهو في خلال السنوات الأخيرة، قابل حوالي مئة مرشّحٍ لشغل وظائف تتعلّق بالتكنولوجيا، واستبعد على الفور محو 70% منهم بعد أن أدرك عدم معرفتهم الكافية بتطوير الشبكات الإلكترونية أو بلغات البرمجة. وكان يعتقد ستيتية أنّ هذا الأمر يعود إلى أنّ "ذي أونلاين بروجكت" هي شركةٌ تركّز على وسائل الإعلام وتضمّ فريقاً صغيراً لتطوير البرمجيات.

ولكن مع مرور السنوات، بعدما سعَت هذه الشركة إلى افتتاح مكاتب جديدة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتّحدة وعُمان، اتّسعت حلقة مشاريعها أيضًا، خصوصاً وأنّ مواقع التواصل في تقدّمٍ دائم. فها هي "ذي أونلاين بروجكت" تتولّى مشروع دمج صفحة شركة "زين" في المملكة العربية السعودية على موقع "فايسبوك" في خدماتها وبرنامجها للدفع الإلكتروني، وتنشئ مشروعاً على "تويتر" لمتابعة الرحلات الجوية في مطار الملكة علياء؛ وهذا ما رفع الحاجة إلى متخصّصين بارعين في التكنولوجيا.

وإثر التعامل مع شركاتٍ أردنيةٍ مماثلة، وجد ستيتية أنّ إيجاد مطوّرين بارعين ليس أمراً ضرورياً لـشركته وحسب، بل أمرًا جوهريًا للبيئية الحاضنة كلّها. ويقول في هذا الشأن "إنّ العرض يفوق الطلب، والمطوّرين البارعين نادرون." ووفقاً له، يعود ذلك إلى دخول خرّيجي علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في مجال العمل مباشرةً من دون خضوعهم إلى تدريبٍ مهنيٍّ سليم، حيث يضيف أنّ "الفجوة تتّسع بين ما يتعلّمونه في الجامعات والكليات وبين الواقع العملي الفعلي."

من جهتها، تسعى "توب أكاديمي" إلى إنشاء جيلٍ جديدٍ من المطوّرين المؤهّلين والمندفعين، من خلال المساعدة التقنية والنصائح التي يقدّمها كلٌّ من "طقس العرب" و"الطبيّ" و"ستارت آبز" StartAppz و"بيت.كوم" Bayt.com. أمّا "ذي أونلاين بروجكت"، فقد أجرت دراسةً شملت 15 شركةً مماثلةً مستطلَعة، فتبيّن أنّ 87% منها توظّف مطوّري مواقع إلكترونية، في حين تحتاج 53% منها إلى مبرمجي "بي إتش بي" PHP.

وفي إطار تنظيمها لحملةٍ عن جذب العملاء المحتملين، لم تتلقّى الأكاديمية سوى عدداً قليلاً من الطلبات يتضمّنها طلبٌ تقدّم به طالبٌ جامعيّ. ويوضح ستيتية قائلاً، "إنّنا لا نسعى في هذه المرحلة إلى تطوير جيلٍ مماثلٍ لمارك زوكربيرج، إنّما إلى توجيهٍ سليمٍ لأفرادٍ يتميّزون بشغفهم وإمكانياتهم."

ويسعى مدير "ذي أونلاين بروجكت" إلى تنظيم صفٍّ يضمّ من 15 إلى 20 طالباً، للحفاظ على العلاقة الإيجابية بين الطالب والأستاذ، بحيث سيكون علاء بدران، مهندس برمجيات في موقع "بيت.كوم"، مدرّس القسم الأول من الصفّ، فيما لم يتمّ اختيار المدرّس الثاني بعد.

هذا وتساوي رسوم الندوة التي سيدفعها الطلّاب 850 ديناراً أردنيّاً، تشمل رسم الإيجار وراتب المدرّسين والمواد المطبوعة كافة، كما يجدر بهم إحضار حواسيبهم المحمولة الخاصّة.

ولكن، يجدر ذكر أنّه تمّ تحديد برامج للحسومات على ثلاث مستويات: يتعلّق الأوّل بالطلاب، والثاني بأعضاء "الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح"، والثالث بالطالبات الإناث. وبالنسبة إلى برنامج المستوى الثالث، فهو يهدف إلى معالجة النقص في المهندِسات ومطوّرِات البرمجيات الإناث في الأردن. ولقد كان مشجّعاً في هذه الدورة أن يكون أوّل من تسجّل فيها طالبةٌ أنثى.

ويقول ستيتية الذي يخطّط لتنظيم دوراتٍ إعلاميةٍ وحملاتٍ ترويجيةٍ في الجامعات، إنّه "في المستقبل نأمل أن ننظّم دوراتٍ إضافيةً تتعلّق بالتسويق الرقمي وإدارة المنتَجات وتصميم المواقع الإلكترونية، على أن يكون ذلك وفقًا لاحتياجات السوق."

وبالرغم من أنّ "توب أكاديمي" ليسَت شركةً ترتكز إلى التكنولوجيا كسواها من المسرّعات، فإنّ إنشاء جيل جديد من الشباب الأردنيّ المتخصّص في الشبكات الإلكترونية والأعمال سيعود بالفائدة على السوق بكامله. وإذ نجحت الأكاديمية، ستحظى "ذي أونلاين بروجكت" بفرصٍ إضافيةٍ لتوظيف خبراتها في مواقع التواصل ضمن العمل على إنشاء شركات ناشئةٍ تقنيةٍ وتطويرها. وفي المقابل، ستستفيد البيئية الحاضنة من "ضخّ المواهب التقنية"، كما ذكر ستيتية.

"نأمل أن تساعد هذه الدورة على بناء جيلٍ جديدٍ يهتمّ بالأمور التقنية ويتقن لغات البرمجة، بحيث يمكنه من وضع الأردن على الخارطة التقنية."

للتسجيل في "توب أكاديمي"، اضغط على الرابط التالي:  http://academy.theonlineproject.me/upcoming-courses/

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.