English

كيف استطاع هذا الخرّيج الجديد لفت انتباه 'ومضة'؟

English

كيف استطاع هذا الخرّيج الجديد لفت انتباه 'ومضة'؟

الوقوف وسط الزحام قد يكون عملاً شاقّاً، حتّى بالنسبة للأقلام. (الصورة من "إيفوك" Evoke)

بعدما رأى عرض عملٍ لوظيفة محرّرٍ في "ومضة" في بداية شهر أيّار/مايو، قام الخرّيج المصري أحمد سليمان باتّباع مسارٍ جديدٍ في تقدّمه لهذا العمل، فبدا كمَن يقول "أنا أكره السيَر الذاتية." لقد نشر على منصّة التدوين "ميديوم" Medium ما يمكن وصفه بأنّه قصيدة من أجل "ومضة".

"اتّبعتُ هذه الطريقة لأنّني كنتُ قلقاً من أن تضيع سيرتي الذاتية بين مئات السيّر الأخرى،" بحسب ما يقول سليمان في حديثٍ مع "ومضة"، ويتابع قائلاً: "أنا أيضاً معجَبٌ بـ‘ومضة‘ بالفعل [من الجيّد أن نعرف ذلك]، وهذا يعني أنّه يجب أن أقوم بشيءٍ يختلف عن إرسال سيرتي الذاتي إليها وإلى عشرة شركاتٍ أخرى، ومن ثمّ أنتظر وأصلّي أن تقوم إحداها بالاتّصال بي وتحديد موعدٍ لمقابلةٍ ما. بالإضافة إلى ذلك، أدركتُ لأنّه يجب أن أُظهِر شغفي لصاحب العمل المحتمَل."

قال سليمان إنّه عرف ما سيقوم به بعد قراءة مقالةً توضح كيف أنّ ‘المدوَّنة ستصبح السيرة الذاتية بنسختها الجديدة‘، فبات متأكّداً أكثر من أنّ هذا النموذج سوف ينجح. كتب طلب التقدّم إلى الوظيفة في بريده الإلكترونيّ، ومن ثمّ نشر تدوينته في اليوم التالي، وراح يغرّد على "تويتر" مرشداً مختلف أعضاء فريق "ومضة" إليها.

أُعجِب المدير التنفيذيّ في "ومضة" حبيب حدّاد بهذه الخطوة، فقام بالتغريد إلى سليمان لتحديد موعدٍ للمقابلة. وبعد عددٍ من المحادثات لاحقاً، تمّ قبول هذا الشاب الطموح كمتدرّبٍ في مكاتب "ومضة".

لقد لاقى هذا النهج الذي اتّبعه نجاحاً/ فهل هذا ما يبحث الجميع عنه بالضبط؟ إنّ معظم الشركات الناشئة صغيرةُ في الواقع، على الأقل أصغر من شركةٍ كبرى قائمة، ولذلك قد تكون طلبات التقدّم إلى الوظيفة هي أفضل ما يساعد الباحث عن عملٍ في البروز.  يجب أن تسأل نفسك قبل كلّ شيء، ما الذي تبحث عنه الشركات الناشئة؟

سبق ونشرنا في شهر نيسان/أبريل الماضي مقالةً تتحدّث عن نينا مفلح الأردنية التي سعَت للحصول على وظيفةٍ في "إر بي أن بي" Airbnb، وقبلها نشرنا مقالةً عمّا يجب أن يعرفه الباحث عن عملٍ لدى شركةٍ ناشئة. وفي هذه المرّة، قمنا بالتواصل مع بعض الشركات الناشئة لمعرفة ما الذي يدفعها للقبول بطلب توظيفٍ ما.

اعتمد نهجاً مختلفاً

القيام بشيءٍ يختلف عن مجرّد إرسال السيرة الذاتية، كما فعل كلٌّ من سليمان ومفلح، هو أمرٌ يجذب أرباب العمل. "أرِني موقعك الإلكترونيّ، أو رابطاً في موقع "جيت هاب" GitHub، أو مدوّنةً لك، أيّ شيءٍ غير السيرة الذاتية التقليدية،" على حدّ قول المدير التنفيذيّ في شركة "بيردي" Birdi، مارك بيلينسكي، الذي يضيف أنّ "عرض الأعمال السابقة أمام الملأ يضع المرشّح في طليعة المسابقة بنسبة 90%،" والباقي يعود له.

امتلك القدرة على العمل بسرعة واقتدار

"نحن نبحث عن الأشخاص الذين يمكنهم العمل بسرعةٍ واقتدار، والتدخّل فيما يهمّ والمساعدة على الفور،" بحسب أوليفر مولر، الشريك المؤسِّس في "كامبس سوسايتي" Campus Society التي تتّخذ من لندن مقرّاً لها، وهي شبكة تواصلٍ اجتماعيٍّ للطلّاب في لبنان، وظّفَت خمسة أشخاصٍ جدد في الأشهر الستّة الماضية. ويتابع مولر مضيفاً أنّه "في الغالب، أجد ذلك العمل/الملفّ الشخصيّ بمثابة الطريقة الفضلى لتقدّم نفسَك، خصوصاً في مجال التقنية. فالتدريب العمليّ على الخبرة أمرٌ مهمٌّ حقّاً... أكثر من الدرجات والشهادات ومن الشركات التي عملتَ لها سابقاً."

وعن عملية التوظيف الأنجح لديهم، يقول مولر إنّها "تمَّت مع شخصٍ يبلغ من العمر 21 عاماً أخذناه مباشرةً من الجامعة. فهذا الأخير المهووس بالبرمجة بدأها عندما كان عمره 12 عاماً، وبنى بعض التطبيقات وقام ببعض المشاريع الرائعة في أوقات فراغه. لقد كنّا توّاقين لكي نضمّه إلينا."

كُنْ فاعلاً

"خلاصة القول، يوجد نوعان من الناس؛ مَن ينجزون المهامّ ومَن لا يفعلون ذلك،" على حدّ تعبير الشريك المؤسِّس في "آي فود"ifood.jo عمر عقل، الذي يتابع قائلاً: "احرَص على إنجاز مهامك. هذا شعاري. لا تقل لي كيف أو لماذا أو متى أو لأنّ... قل لي إنّها تمَّت وحسب."

من جهاته، يوافق حدّاد مدير "ومضة" على هذا الأمر. فيقول: "أرِني أنّه يمكنك القيام بهذا العمل [الذي تقدّمتَ بطلبٍ من أجله] وأنّك متحمّسٌ لتعلّمه، ولا تكتفِ بكتابة ذلك في سيرتك الذاتية وحسب. وهذا الشاب [سليمان] لم يكتفِ بالحديث بل سار قدُماً؛ فبدلاً من إرسال سيرةٍ ذاتيةٍ فقط، أثبتَ أنّه كاتبٌ جيّد."


A screen shot from Soliman's Medium post.

ممّا نشره سليمان على موقع "ميديوم".

اعرِف الشركة الناشئة جيّداً

البحث عن معلوماتٍ عن الشركة التي تريد العمل معها أمرٌ يجب القيام به في مطلق الأحوال، ولكن من المستغرَب كيف لا يقوم الكثير من الناس بذلك. "من المهمّ جدّاً لمقدّم الطلب أن يعرف شركتَنا ورؤيتَنا وما نقدّمه،" وفقاً لمؤسِّس "الوفيّات" Elwafeyat المصرية، يوسف السماع، الذي يشير إلى أنّ "هذا يدلّ على أنّ مقدّم الطلب أنهى بحوثه بشأن الوظيفة التي يتقدّم إليها، وعلى أنّه يرغب في أن يكون بالفعل جزءاً منها."

بدوره، يوافق على هذا الأمر الشريكُ المؤسِّس لشركة "زلزار" Zilzar.com  ومديرها التنفيذيّ، رشدي صديقي، مشيراً إلى أنّه ينبغي معرفة الشركة المناسبة لرغباتك وحاجاتك أيضاً، وهذا ما لم يلحَظه كثيرون.

قدّم طلباً حتّى عندما لا يعلنون عن وظيفةٍ شاغرة

من وسائل الحصول على عمل، يقترح صديقي أن يسعى الفرد للبقاء على اتّصالٍ مع الشركة، سواء كانت تعلن عن وظائف أم لا.

وفي هذا الشأن يقول أيضاً الشريك المؤسِّس في "رواق" Rawaq.com، سامي الحصين، إنّ "مؤسِّس ‘تويتر‘ بيز ستون بعث برسالةٍ إلى موظّفٍ في ‘جوجل‘ تعرّف إليه من خلال الإنترنت ولم يقابله من قبل، قائلاً له فيها إنّه يبحث عن عملٍ وإنّهما سيشكّلان سويّاً فريق عملٍ جيّد."

وبالمناسبة، وبهذه الطريقة، كان الحصين قدّ تعرّف إلى شريكه في التأسيس، فؤاد، منذ 20 عاماً.

وأخيراً، كُنْ شغوفاً

الشغف بهذا المنصب، والدور، والشركة... من الأمور الضرورية في جميع المجالات. "نحن نبحث عن أشخاصٍ متحمّسين لوظائفهم وعملهم وما تقوم به الشركة،" حسبما يقول السمّاع.

إذا كنتَ تعتقد أنّك تمتلك ما قد يلفت انتباه فريق "ومضة"، قم بزيارة صفحة الوظائف الشاغرة من هنا.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.