English

بطاقات تهنئة من فلسطين تدعم اللغة العربية والنساء

English

بطاقات تهنئة من فلسطين تدعم اللغة العربية والنساء

Aseel Alshaer with Loz's cards

أسيل شقيقة ميساء تتفقّد المنتَجات. (الصورة من "لوز")

عندما تتحدّث عمّا ألهم ميساء الشاعر لابتكار "لوز" Loz، الشركة الناشئة التي تصمِّم بطاقات تهنئة ومعايدة مميّزة، ستجد أنّه الولع بالثقافة العربية ولغتها.

ففي حديثٍ مع "ومضة"، تقول: "أنا من محبّي اللغة العربية ولديّ حنينٌ لها، كما أنّني أدعم استخدامها دائماً على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي فكّرتُ بإعادة إحيائها من خلال الهدايا وخصوصاً البطاقات."

تأخذ "لوز" كامل وقت فراغ ميساء، إذ تقوم هذه الريادية الفلسطينية المولودة في جنين بتصميم البطاقات بنفسها بعد العودة من عملها في التسويق الرقمي لعلاماتٍ تجاريةٍ كبرى في فلسطين.

قامَت "لوز" في أقلّ من عامٍ واحد، وباستخدام صفحةٍ على "فايسبوك" Facebook وحسب، ببيع قرابة 10 آلاف بطاقة في عشرة أشهر. وفي الوقت الحالي، باتت "لوز" تبيع منتَجاتها في 14 متجراً في فلسطين وواحدٍ في الأردن.

وتعلّق ميساء على هذا الأمر قائلةً: "لم أتوقّع أن تنجح الفكرة بهذه السرعة، خصوصاً وأنّ ثقافة بطاقات التهنئة قد اختفَت منذ زمنٍ بعيد، ولكنّني سعيدةٌ للغاية بإعادة إحياء هذه الثقافة من جديد."

لدى سؤالها عن اختيار اسم "لوز" للشركة، أجابت بأنّ ذلك يتعلّق بالوقت الذي أطلقَت فيه عملها، وهو فصل الربيع. وتشرح أنّه "فصل الذي يزهر فيه اللوز - وفصل اللوز هو فصل الفرح والألم والحبّ والجمال."

حتّى الآن، ما تزال هذه الشركة الناشئة تعتمد على التمويل الذاتي، فيما يتمّ استخدام المال المُحقَّق من بيع البطاقات في الشركة نفسها. ومؤخّراً، وللحفاظ على الاستمرارية، قامَت ميساء إلى جانب شقيقتها أسيل بإطلاق حملةٍ على منصّة التمويل الجماعي "ذومال" Zoomal، حيث وضعتا مبلغ 12 ألف دولار كهدفٍ فحصلتا حتّى الآن على نصف المبلغ تقريباً، فيما بقي نحو شهر لانتهاء هذه الحملة.

Loz cards

بعد جمع الأموال اللازمة، تريد "لوز" التوسّع أكثر.

والمبلغ الذي سيتمّ جمعه سيخوّل ميساء من تسجيل "لوز" كعلامةٍ تجارية، ومن تنظيم ورش العمل لتوظيف نساءٍ فلسطينياتٍ يمتلكنَ طموحاً فنّياً، بالإضافة إلى تطوير البطاقات وبناء الموقع الإلكتروني للشركة كما وشحن منتَجاتها خارج الحدود.

في هذا الوقت، تشارك "لوز" في تحدّي "نساء في الخطوط الأمامية" Women on the Frontline الذي تنظّمه "ذومال" بالشراكة مع "هيفوس" Hivos، والذي يقع في إطار تشجيع ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلال هذا التحدّي، ستحصل الشركات الناشئة على تمويلٍ هادفٍ يقارب 20 ألف دولار، مخصّصٍ للمشاريع التي ترفع الوعي حيال القضايا المتعلّقة بالمرأة ودعم مشاركتها في المجتمع.

 وإذا وصلت ميساء في هذه التحدّي إلى هدفها، تأمل استخدام هذا التمويل للتوسّع في إنتاج الأكواب والصحون والأواني بالإضافة إلى الهدايا التذكارية السياحية وتلك المرتبطة بالأعراس والمناسبات الخاصّة.

من جهةٍ ثانية، تتقاسم ميساء المهام مع شقيقتَيها أسيل وتسنيم، لتنفيذ المهام حالياً داخل الشركة بالسرعة المطلوبة ومتابعة الزبائن المهتمّين. وفي البدايات، حصلنَ على دعمٍ كبيرٍ من الأصدقاء والعائلة الذين كانوا من أوّل العملاء.

تهدف بطاقات "لوز" إلى استخدام الجمل التي تعكس التاريخ الفلسطيني والثقافة والحياة اليومية في فلسطين، إضافةً إلى الطعام والعلاقات كالحبّ والصداقة. تقول ميساء إنّ "كلّ مَن يرى الجمل على البطاقات يبتسم. أمّا البطاقة الأولى التي صمّمتُها وطبعتُها كانت عزيزةً جدّاً على قلبي، وهي تعبّر عن العلاقة بين الزيت والزعتر والتي لطالما تكلّم أبي عنها."

وفيما تقوم الأخوات المؤسِّسات حالياً بتسويق المنتَجات عبر "فايسبوك" و"إنستجرام" Instagram وبعض متاجر الهدايا، فإنّهنّ يخطِّطنَ لإنشاء بطاقاتٍ لكافة المناسبات، مثل عيد الأمّ وعيد الحب، وصولاً إلى مناسباتٍ عائلية مثل الزفاف والحمل والتخرّج.

A wide variety of phrases and colloquialisms

تستخدم "لوز" جملاً باللهجة العامية لجذب المغتربين.

في هذه الأثناء، تستهدف "لوز" الأشخاص الذين يعيشون في الخارج من خلال جذب انتباههم للتعابير والمصطلحات المكتوبة على البطاقات والهدايا باللهجة العامّية، كما تسعى الشركة الناشئة لبيع منتَجاتها في متاجر الهدايا في فلسطين والأدن وعلى الإنترنت.

من جهةٍ أخرى، فإنّ التحدّي الأكبر - وهو غير مفاجئ -  سيكون شحن البطاقات خارج الحدود، وذلك نظراً للصعوبات المالية والسياسية والأوضاع الأمنية في فلسطين، حسبما تشرح ميساء. ولكن رغم ذلك، ساعدها في بعض الأحيان أصدقاؤها على توصيل البطاقات إلى بعض مدن الضفة الغربية.

تشير الريادية الشابّة إلى أنّ الاستثمارات لا تركّز على الشركات الناشئة التي تُنتِج منتجاتٍ فعلية، وتقول إنّ "التركيز كلّه ينصبّ على المشاريع المتعلّقة بالتكنولوجيا فحسب، وهو القطاع الذي يحصل على القدر الأكبر من التمويل."

ومع كلّ ذلك، تمّ تكريم مشروع "لوز" في عدّة مناسبات، منها الفوز بالمركز الأوّل في "مسابقة الشباب الريادي الفلسطيني" التي نظّمتها شركة الاتّصالات "الوطنية موبايل" Wataniya Mobile لدعم الريادة بين الشباب الفلسطيني، ما يؤمل أن يلفت نظر الاستثمارات إلى "لوز".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.