English

خطوة جريئة: 'الجامعة الأردنية' تطلق مركز ابتكار لروّاد الأعمال

English

خطوة جريئة: 'الجامعة الأردنية' تطلق مركز ابتكار لروّاد الأعمال


صورة لـ "مركز الابتكار" الأردني (الصورة من "التقرير الصحفي للجامعة الأردنيّة" UJ News Press Release)

أعلنت "الجامعة الأردنية" University of Jordan عن إقامة مركزٍ جديدٍ في حرمها يهدف إلى دعم الابتكار والمشاريع الرياديّة لدى طلاّب الجامعة وموظفيها.

ويُظهِر "مركز الابتكار" التابع لـ"الجامعة الأردنيّة" UJIC اعتراف الجامعة بحاجة طلاّبها إلى المزيد من الموارد المرتبطة بريادة الأعمال والابتكار، كما يكشف عن توجّهٍ جديدٍ للجامعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبحسب الموقع الإلكتروني لـ"مركز الابتكار"، يؤمّن هذا الكيان خدمات المرحلة الأوليّة لريادة الأعمال أي تلك التي تسبق حضانة الأعمال، كالإرشاد والموارد الماليّة والمساعدة في تسجيل براءات الاختراعات.  

وقالت مديرة المركز، البروفيسور أروى الحمايده، في بيانٍ صحفي إنّ المركز يسعى "أن يؤدّي دوراً في التغيير من خلال تشجيع الروح الرياديّة وتحفيز الابتكار في الأفكار الناشئة في الجامعة، ثمّ تحويلها إلى مشاريع تؤثر إيجابيّاً على الأفراد والمؤسَّسات والمجتمعات."

من جهةٍ ثانية، فمنذ سنواتٍ وريادة الأعمال والابتكار يعتبَرا كقوّةٍ مهمّةٍ لتنويع الاقتصاد وتعزيزه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما أنّ التركيبة الديمغرافية المؤلفة بأغلبها من الشباب، أظهرت حماسة هذه المنطقة تجاه ريادة الأعمال. ففي عام 2010، وبحسب دراسة أقامتها "صلتك" Silateh، فإنّ 26% من الشباب في العالم العربي كانوا يخططون لتأسيس شركاتهم الخاصّة في الأشهر الاثني عشر القادمة، مقابل 4% من الشباب في الولايات المتحدّة الذين يخططون للقيام بالأمر عينه.

ولكن على الرغم من أنّ العقد الأخير شهد نشوء عددٍ كبيرٍ من حاضنات الأعمال والمسرّعات ومساحات العمل المشتركة والجماعات لدعم الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلاّ أنّه مع استثناء بعض الجامعات الكبرى مثل ـ"جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنيّة" KAUST في السعوديّة، والمنظّمات التي تركّز على الشباب مثل ـ"إنجاز" INJAZ، يعاني الطلاّب المهتمّون بريادة الأعمال من نقصٍ كبير في الموارد التي تؤمّنها الجامعات.  

وبحسب تقرير "المنتدى الاقتصادي العالمي" WEF، فإنّه حتى عام 2010، لم يتخطَّ عدد الجامعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي كانت تقدّم دروساً في ريادة الأعمال 37 جامعة، أي ما يساوي 10% من جامعات المنطقة. ومن بين هذه الجامعات، تقوم 17 منها فقط بتوفير مراكز معنيّة بريادة الأعمال، و5 فقط تقدّم تخصّصاً في ريادة الأعمال.

"منصة زين للإبداع"، إحدى مساحات العمل المشتركة في الأردن والمخصّصة لرواد الأعمال. (الصورة من "ومضة")

من جهةٍ أخرى، لا تقتصر المشكلة على غياب البرامج المعنيّة بريادة الأعمال فحسب، إذ إنّه بحسب إحصاء قامت به شركة "بيت.كوم" Bayt.com عام 2014، فإنّ 73% من الطلاب في المنطقة يعتقدون أنّ النظام التعليمي في بلدانهم يقمع قدراتهم على الابتكار.

وفي هذا الصدد، عبّر الطلاب المهتمون بالتكنولوجيا في الأردن عن خيبة أملهم بالمناهج الجامعيّة، إذ أنّ المناهج قديمة، والمحاضرات ضعيفة، وهناك نقصٌ في التركيز على الابتكار والابداع.

تقدّم جامعات المنطقة كلّها برامج تعليميّة في مجال إدارة الأعمال والتكنولوجيا، لكنّ عدد الجامعات التي تقدّم المنهجَين معاً وتؤمّن طرقاً لتحويل الأبحاث إلى شركات ناشئة محتملة قليلٌ جدّاً.

أمّا اليوم، فقد بدأ التغيير في هذا الصدد مع مباشرة الجامعات بإدخال ريادة الأعمال والابتكار في برامجها شيئاً فشيئاً، و"مركز الابتكار" في "الجامعة الأردنيّة" أكبر دليل على ذلك.

ولكن في المقابل، لم يتنظر أصحاب الأعمال الطموحة والمبتكرون في التكنولوجيا هذه المراكز، وذهبوا إلى مصادر خارج القطاع التعليمي للحصول على الدعم والمساعدة في تحويل أفكارهم إلى شركات.

وذهب الأمر ببعض روّاد الأعمال الطموحين إلى ترك الدراسة مصرّحين أنّ المناهج الدراسيّة والشهادات بعيدة عن أهدافهم. كما أنّ بعضهم تفادى الجامعة بالكامل، مثل "جهاد قواص" من لبنان الذي لم يذهب إلى الجامعة بعد تلقّيه 100 ألف دولار للعمل على شركته "سايلي" Saily.  

في جميع الأحوال، يتّخذ الكثير من شباب المنطقة خطواتٍ بمفردهم ملاحقين أحلامهم بالتكنولوجيا وريادة الأعمال من دون مساعدة. إنّما لسوء الحظّ، قد تكون هذه الخطوات خطرة والدليل على ذلك أنّ 90% من الشركات الناشئة التقنيّة تفشل.      

على صعيدٍ آخر، تشكّل حاضنات الأعمال ومسرّعات النموّ الركائز التي تُبنى عليها البيئة الرياديّة، غير أنّ التدريبات التي تستمرّ لأسابيع والبرامج المصممة للشركات الناشئة في مرحلة النموّ ليسَت مثالية للشركات في مرحلة الأفكار أو مرحلة ما قبل التأسيس. ووجود ثغرات في التدريبات والتعليم يجبر الكثيرين على التعلّم بالطريقة الصعبة.

في المقابل، يمكن للمبادرات الشبيهة بـ"مركز الابتكار" في "الجامعة الأردنيّة" أن تُظهر أنّ الجامعات تتنبّه إلى الدور الذي يمكنها أن تؤدّيه في البيئة الريادية المحليّة.

في السنوات الأخيرة، ظهرت برامج مكرّسة للريادة وحاضنات الأعمال داخل حرم الجامعة في كافة أرجاء المنطقة العربية، من المغرب إلى الكويت. ويعود ذلك جزئيّاً إلى انتباه الجامعات إلى أنّ إنشاء جوّ مشجّع لريادة الأعمال والابتكار يناسب العصر من ناحية، ويفيد الجامعة من ناحيةٍ أخرى.

وعلى سبيل المثال، يعود السبب الأساسي لإنشاء "مركز الابتكار" في "الجامعة الأردنية" إلى ترويج مفهوم "صُنِع في الجامعة الأردنيّة"؛ فالمشاريع والأبحاث الناجحة الصادرة من الجامعة تساعد على زيادة شهرتها.

في هذا السياق، قالت حمايده في بيانها الصحفي: "إنّنا نريد الاستثمار في الموارد البشريّة في الجامعة وتحضير مجتمع الجامعة للريادة المبتكِرة، كما ودعم وتشجيع استخدام المعرفة في خدمة المجتمع."

وبذلك، يشكّل إنشاء "مركز الابتكار" في "الجامعة الأردنية" جزءاً من خطّةٍ استراتيجيّة لتشجيع الأبحاث الأكاديميّة في الجامعة وبناء شراكاٍت مع القطاعَين العام والخاص.

حتى وقت كتابة هذا المقال، كان من الصعب تحديد ما إذا كان هذا المركز قد بنى شراكاتٍ رسميّة مع مبادرات وشركات محليّة. ولكن بالرغم من ذلك، ما بناه "مركز الابتكار" في "الجامعة الأردنيّة" حتى الآن يُعتَبر خطوةً أوليّة كبيرة لقطاع التعليم العالي في الأردن الذي يؤمّن الآن للطلاب الروّاد حجر الأساس لبناء مشاريعهم.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.