English

الربط بين أهم عناصر البيئة الريادية بات هدفاً للشركات الناشئة

English

الربط بين أهم عناصر البيئة الريادية بات هدفاً للشركات الناشئة

هل فعلاً يمكن الربط بين المستثمِرين وروّاد الأعمال من خلال منصّة إلكترونية؟ (الصور من "ماغنيت")

يتّفق جميع الخبراء والمراقبين على أنّ البيئة الريادية الناجحة تحتاج إلى تعاونٍ وشراكات بين مختلف اللاعبين، أي روّاد الأعمال والمستثمرين والشركات الكبرى والحكومات ومسرّعات النمو وحاضنات الأعمال وسواهم؛ وهو تعاونٌ يدفع بريادة الأعمال قدُماً ويحفّز الابتكار والنموّ.

وقد يتمثّل هذا التعاون عبر مبادراتٍ ونشاطاتٍ مختلفة، ولكن هل تنجح الشركات الناشئة في تولي هذه المهمّة بنفسها، خصوصاً في المنطقة، كما تريد "ماغنيت" Magnitt أن تفعل؟

على الصعيد العالمي، نجد أنّ الكثير من المبادرات، أكانت خاصّةً أم عامّة، قد أطلِقت من أجل الدفع بالشراكات قدُماً. ونذكر، على سبيل المثال، "ستارتب أميريكا"  Startup America التي أطلقها البيت الأبيض من أجل التنسيق بين القطاعَين العام والخاص، أو حتى مبادرة المفوضية الأوروبية "ستارتب يوروب بارتنيرشيب" Startup Europe Partnership من أجل الربط بين الشركات الناشئة والشركات العملاقة. من دون أن ننسى المبادرات الخاصّة الكثيرة على الصعيد العالمي، على غرار منصّة "بريدج" Bridge من شركة "ديلويت" Deloitte، أو "ماتش كابيتال" MatchCapital، أو "ستارتب بيلنك" StartupBlink أو حتى "كو فاوندر لاب" CofounderLab.

أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فما زالت هذه المبادرات تقتصر على برامج تسريع النمو وحاضنات الأعمال أو حتى الفعاليات التي تريد الربط بين مختلف لاعبي البيئة الحاضنة. ولكن في الفترة الأخيرة، ظهرَت شركة "ماغنيت" الناشئة في دبي (ما زالت في بداية المشوار) ساعيةً لأن تنجز هذه المهمة.

"نريد أن نخلق أكبر قاعدة بيانات من أجل مزوّدي الخدمات للشركات الناشئة والمستثمرين في البيئة الريادية ليتواصلوا على منصّة واحدة". بهذه العبارة المتفائلة يختصر فيليب بحوشي (الصورة أدناه) منصّة "ماغنيت" Magnitt التي أسّسها وأطلقها بنسختها التجريبية في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، ثمّ أعاد تصميم موقعها الإلكتروني في يناير/كانون الثاني الماضي.

تضمّ "ماغنيت" اليوم نحو 200 شركة ناشئة وأكثر من 1300 مستخدِمٍ من مرشِدين ومستثمرين ومؤسِّسين مسجّلين. وفي حين يضمّ الفريق متدرّبَين اثنَين ومطوّراً مستقلّاً ومجلساً استشارياً من أربعة أشخاص، يبحث بحوشي عن مؤسِّسٍ شريكٍ ينضمّ إليه.

لنعُد قليلاً الى الوراء…

يتمتّع بحوشي بخبرةٍ طويلة في القطاع المالي، إلّا أنّ الفكرة راودته خلال إعداده لماجيستير في إدارة الأعمال. ويشرح الأمر بأنّ الكثير من رواد الأعمال يواجهون ثلاثة تساؤلاتٍ: هل الفكرة جيدة؟ كيف يحصلون على الدعم والإرشاد؟ كيف يحصلون على التمويل؟

في هذا الوقت، "لدينا الكثير من الفعاليات والمسابقات لعروض الأفكار غير أنّها لا تشهد مشاركة سوى عدد محدود من الشركات الناشئة،" حسبما يضيف بحوشي.

وبالتالي جاءت فكرة "ماغنيت" ليتواصل الناس مع بعضهم البعض، لاسيّما أنّ أكبر التحدّيات التي تواجه توسّع البيئة الحاضنة لريادة العمال في المنطقة، على حدّ قوله، تكمن "في النفاذ إلى التمويل التأسيسيّ، وعرض الأفكار، والتواصل."

ما المطلوب؟

قد تكون فكرة "ماغنيت" ولِدت بدايةً من أجل الربط بين رواد الأعمال والمستثمرين، لكنّها تحوّلت إلى ربط مختلف اللاعبين في البيئة الحاضنة. وبحسب بحوشي، فإنّ المهمة باتت أسهل عبر "ماغنيت"، بالرغم من أنّه يجب "على رائد الأعمال أن يخطّط متى يطرح فكرته، وأن يختار فعاليات العروض حيث لا بد أن يعرض المشكلة التي يريد حلّها، والحلول المقترحة، والتنافسية، وطريقة جني الأموال."

بعد ذلك، يقع المستثمر أو المرشد أو أيّ داعمٍ للشركات الناشئة أمام خيارَين في هذه المنصّة، "إما تصفّح

الدليل الذي يتضمّن لائحةً بكلٍّ الشركات الناشئة، وإمّا استخدام ما يُعرف بالمصعد elevator (حيث يتمّ الاختيار بحسب القطاع أو البلد)." ويضيف المؤسِّس أنّه "متى تعجبك فكرةٌ ما، يمكنك أن تنقر على ’يعجبني‘ لتضيفها إلى قسم ’المفضلات‘ favourites التي تخوّلك مشاركتها على شبكات التواصل الاجتماعي أو التواصل مع الشركات الناشئة مباشرة."

لا يولي فيليب بحوشي أهمية للمنافسة ولكن هل هذا ممكن؟

ما الذي يميّز "ماغنيت"؟

يرى بحوشي أنّ أسباب الانضمام إلى هذه المنصّة متعدّدة، ويقول إنّ السبب الأوّل يكمن في أنّها تُبرز شركات الناشئة أكثر ضمن بيئةٍ حاضنةٍ أكبر "كأنّنا نقدّم حملة تسويقية مجانية"، مضيفاً أنّ "ماغنيت" لا تستبدل فعاليات عروض الأفكار التي تنظّمها حاضنات الأعمال ومسرعات النمو في المنطقة، فهي أبرمَت شراكاتٍ معها من أجل التعاون والعمل معاً.

وفي حين يحاول بحوشي توسيع نطاقه إلى مجمل دول المنطقة، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ نصف الشركات الناشئة المسجّلة تنتمي إلى برامج في مسرّعات نموّ وحاضنات أعمال في لبنان والإمارات والأردن ومصر.

أمّا السبب الثاني بحسب المؤسِّس، فيعود إلى سعي المنصّة "إلى تحديد المستثمرين المخاطرين في المنطقة، وتعريفها على الشركات الناشئة، وإنّما ليس جميعها لأنها لا تنتمي بالضرورة إلى مسرّعة نموّ."

حتّى الآن، ما زال بحوشي يموّل مشروعه من أمواله الشخصية، إلّا أنّه أطلق أخيراً جولة تمويل تأسيسي.

وعن مجّانية التسجيل لروّاد الأعمال والمستثمرين، يشدد هذا الرياديّ على أنّ خطّة الأعمال تحتّم هذا الأمر، لكنّه يسعى لإيجاد وسائل أخرى لجني الأرباح على المدى الطويل. وذلك قد يكون من خلال عرض بعض "الأدوات" على المنصّة التي يمكن استخدامها من قِبَل مَن يحتاج إلى استشارةٍ قانونية أو اقتراحاتٍ حول شركة إعلانات أو وكالة تسويق، ويدرس بحوش فكرة أن تكون بعضها مدفوعة.

لا للمنافسة!

يلفت بحوشي إلى أنّه لا يحب فكرة التنافسية "لأنّها لا تساهم في دعم أو مساعدة أيٍّ من لاعبي البيئة الحاضنة". كما يذكر أنّ العلاقة بينه وبين المؤسّسات الأخرى تدرّ نفعاً للطرفين، إذ "قد تجد على ’ماغنيت‘ شركاتٍ ناشئةً تريد الانضمام إلى مسرعة النموّ الخاصّة بك، والعكس صحيح. وفيما نوفّر منصّةً للربط بين هذه الأطراف، لا يمكننا أن نستبدل التفاعل اليومي التي توفّره هذه المؤسّسات."

من جهةٍ ثانية، يضيف بحوشي أنّ "الجميع لديه منافسون، فهناك ’كرانش بايز‘ CrunchBase و’أنجل ليست‘ AngelList اللتان تؤدّيان الدور ذاته على صعيد السوق الدولية، لكنّ الشركات الناشئة في منطقتنا لا تستخدم هذه المنصّات العالمية لأنّها لا تلبّي حاجاتهم المحلّية أو الإقليمية."

كما يشير أيضاً إلى أنّهم توجهوا إلى منصّات التمويل الجماعي من أجل التعاون معها.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.