English

هل من خطّة تغني مراكز الابتكار عن مشاكل التمويل؟

English

هل من خطّة تغني مراكز الابتكار عن مشاكل التمويل؟

Hub in a box

‘تركيبة هاب وجزئيّاته‘– التمييز بين ما هو أساسي وما هو غير أساسي (الصورة لإدوارد كوزين).

عندما يبدأ آدم مولينو-بيري بالتكلّم عن "هاب إن آي بوكس" Hub in a Box ينطلق بشغف وحماسة من دون توقّف.

بعد المشاركة في تأسيس "آيس هابز جلوبال" Ice Hubs Global و"آيس كايرو" Ice Cairo والمؤسسة الاجتماعيّة "نوايا" Nawaya، بدأ بمشروعه الجديد الذي يدعى "هاب إن آي بوكس" ويبدو أنّ حماسه معدٍ.  

هذا المشروع الذي صمم في أفريقيا ويستخدم الآن في أوروبا والولايات المتّحدة يشكّل خطّة نتجت عن الحاجة لجعل مساحات الابتكار تجني ميزانياتها بنفسها.

يقول مولينو-بيري إنّ "أغلب مساحات الابتكار تكون سواء مدعومة ماليّاً أو [تحت إدارة] فرقٍ تستنفذ كلّ طاقاتها لتسيير الأمور والبقاء في العمل. في المقابل، هناك مراكز أخرى مستدامة للغاية."

تحويل الأقوال إلى أفعال

 أقيمت أوّل ورشة عمل "هاب إن آي بوكس" في القاهرة في كانون الأوّل/ديسمبر 2015، وحضرها 18 ممثلاً عن مراكز عالميّة مثل "بيتا هاوس" Beta House من برلين، و"نهضة المحروسة" Nahdet el Mahrousa من القاهرة، و"إمباكت هاب" Impact Hub من كراكاس و"أي هاي" iHub من كينيا وغيرها من أوروبا وأمريكا الجنوبيّة وأفريقيا.

جاءت الفكرة وراء المشروع من "جلوبال إنوفايشن جازرينج" Global Innovation Gathering، القمّة العالميّة التي تجمع شبكات ثلاثة مراكز، إذ أنّه خلال هذه القمّة تكررت أهميّة الاستدامة الماليّة ولكن لم توضع خطّة متينة لتطبيقها.

أراد مولينو-بيري أن يحوّل الأقوال إلى أفعال وكانت النتيجة "هاب إن آي بوكس": ورشة عمل "عالية التأثير" لمدّة ثلاثة أيّام ونصف اليوم لا تهدف إلى إنشاء خطّة محكمة تعرض الخطوات واحدةً تلو الأخرى بل تطمح إلى جمع باقة من المعلومات يمكن لمراكز الابتكار المختلفة استخدامها. 

Hub in a box

وضع النقاط على الحروف في ورشة عمل "آيس كايرو" الجديدة في "ذا جريك كامبس" (الصور من "آيس كايرو)

اتّبعت ورشة العمل هذه ثلاثة مسارات: إدارة المساحة والمجتمع، والمنتجات والخدمات، واحتضان الأعمال وتسريع النمو.  

ولعلّ أهمّ عامل فيها كان الموقع المفتوح المصدر من فئة "ويكي" الذي أُنشأ خلال الفعاليّة والذي سوف يؤمّن مخططاً إنشائياً للمراكز حول العالم.

مخطط الازدهار

بعد ورشة العمل، حسّن كلّ من "آيس كايرو" و"آيس أليكس" Ice Alex خدماتهم. وفضلاً عن ذلك، بدأت مراكز عدّة حول العالم تخطط لتطبيق أفكارٍ نتجت عنها.

منذ ذلك الحين، بدأت ورش عمل "آيس كايرو" لأعمال الحدائق التي تقوم بها بنفسك بتطبيق هذه الأفكار، وكررت برنامجاً يقتضي اللجوء إلى مستشارين من المجتمع كانت قد اعتمدته "إمباكت هاب إزلنغتون" Impact Hub Islington في مشاريع التوسّع.

كذلك، تمّ ابتكار فكرة جديدة وهي قائمة بمتطلّبات المركز من أجل اختيار البرامج التي تريد أن تتعاون معها. بالإضافة إلى إصدارات عن مواضيع مفصّلة على "ويكي" مثل التحقق من مصادر الدخل، وسياسة الحدّ من النفقات، والاستفادة القصوى من الموارد bootstrapping، واستخدام الأموال من مشاريع معيّنة لدعم مشاريع مختلفة أو ما يعرف بالإنجليزيّة بـ cross-subsidizing وكيفيّة بناء مجتمع بفعاليّة. 

Hub in a box

آدم مولينو-بيري يقدّم شرحاً مطوّلاً.

من جهته، يقول مدير برنامج "مديست كريايتفز" MidEast Creatives التابع لـ"هيفوس" Hivos، آرثر ستاينر، إنّ نتائج "هاب إن آي بوكس" مرضية، لكنّه سيكون سعيداً لرؤية نشاطات ومحتويات أكثر باللغة العربيّة، لتصل إلى المجتمع المحلّي أكثر فأكثر.

من جهة ثانية، يذكر أنّ المنظّمة الهولنديّة للتعاون من أجل التنمية والتطوير، "هيفوس"، تجري محادثات مع "هاب إن آي بوكس" من أجل تمويل الجولة الثانية، وأنها قد نظّمت سابقاً جلسة عمل للمراكز المصريّة خارج القاهرة باللغة العربيّة.

لكّن السؤال الأبرز، فيبقى حيال التأثير الذي يتركه "هاب إن آي بوكس": فهل تتوجّه المراكز نحو التمويل الذاتي بعد ورشة العمل الأولى؟  

بحسب مولينو- بيري، "إنّ الوقت مبكر للإجابة عن هذا السؤال إذ أنّه لا يمكنك [قياس التأثير] بعد 5 أشهر فقط من إقامة ورشة العمل الأولى"

مثال يقتدى به  

في المستقبل، يتخيّل مونليو-بيري أن تصل ورش عمل "هاب إن آي بوكس" إلى كلّ أرجاء العالم وأن تعمّ "ويكي" بالبيانات. أمّا اليوم، فيتمنّى أمرين فقط وهما جعل "ويكي" أكثر تعقيداً وتطوير نموذج عمل لـ"هاب إن آي بوكس" بذاتها.

في حين تطمح "هاب إن آي بوكس" إلى أن تتمكن من دعم نفسها بنفسها، غير أنّ الوسيلة لتحقيق ذلك غير واضحة بعد. فالـ"ويكي" مفتوحة المصدر بشكل تام والمشاركون هم أيضاً مساهمون، ما يلغي عدّة خيارات محتملة لتحقيق الإيرادات؛ ذلك بالإضافة إلى كلفة ورشة العمل الأولى البالغة 6 آلاف دولار.

وفقاً لمونليو- بيري، إنّ روّاد الأعمال يجب أن يسعوا إلى دعم بيئتهم الرياديّة لأنّ الحكومات لا تتمتّع بدافعٍ للقيام بذلك، " ما هو دعم ريادة الأعمال؟ يعتقد الناس أنّه في مصر، هناك دعم لريادة الأعمال لكن السياسات لا تظهر ذلك. بالفعل، مهما كان الناس يحبّون التصريح بدعمهم لريادة الأعمال، إلا أنّ هذا الدعم ليس موجود فعلياً."

ويضيف قائلاً: "لدينا مجتمعات هائلة يحتاج إليها الناس، فـ"آيس كايرو" بمفردها تبلغ 40 ألف شخصاً. وبالتالي، يمكننا تحقيق تأثيراً كبيراً بكلفة أقلّ من أيّ شخصٍ آخر."

سوف تعقد ورشة عمل "هاب إن آي بوكس" الثانية في تجمّع "ذا ريبابليكا" The Republica  في أيّار/مايو 2016. ناهيك عن ذلك، يريد المنظّمون أن يقيموا ورشة عمل أخرى في قمّة "رايز أب" Rise Up لهذا العام في القاهرة.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.