English

أين تقع السوق المناسبة لك: داخل البلاد أم خارجها؟

English

أين تقع السوق المناسبة لك: داخل البلاد أم خارجها؟

أن تنطلق من سوق بلدك لا يشكّل بالضرورة الطريقة الأمثل لتحقيق النجاح، هذا ما تعلّمه "أبس لاب" Appslab في العراق بعد تجربة مؤلمة.

"أبس لاب" هو أستوديو لتطوير الألعاب على الأجهزة المحمولة يتّخذ من الأردن مقراً له وقد انطلق في حزيران/يونيو من العام الماضي. ويقول رئيسه التنفيذي، علي الحلّي، إنّ الأسواق الأساسية التي استهدفوها كانت بلدهم الأمّ العراق وموطن مطوّرهم الأردن.

"لقد تواصل معي صديقي [في العراق]" حسبما يشير هذا الأخير مضيفاً "أراد عبد الله الاستثمار في مجال تطوير البرمجيّات وبالأخصّ الألعاب على الأجهزة المحمولة. وقامت فكرته الأوليّة على التعاون وإطلاق هذه الشركة في دبي لأنّها المكان الأمثل للشركات الناشئة في المجال التكنولوجي. أمّا أنا، فتساءلت لم دبي؟ إذ أنني أقدّر الأسس في عمّان."

كانت البيانات عن قطاع الأجهزة المحمولة ومجال الاتصالات في العراق مغرية للغاية؛ لذلك، انطلقت "أبس لاب" بأقصى قواها وبدأت بتطوير تطبيقات الألعاب مثل "نايت هانتر" Night Hunter و"تكسي بغداد" Baghdad Taxi للسوق العراقيّة، و"تكسي عمّان" Amman Taxi  للأردن.

"تكسي بغداد" (الصورة من "أبس لاب")

لم تحقق هذه الألعاب نجاحاً باهراً، لكنهم أملوا أن يتحقق ذلك مع لعبة تستخدم تاريخ المنطقة للترويج للأردن كوجهة سياحيّة للأجانب.

جعلت اللعبة شخصيّاتها يركضون في كلّ أرجاء الأردن لاكتشاف معالم طبيعيّة وتاريخيّة فيها.

عمل الأستوديو على نسختين مختلفتين لهذه اللعبة، كلّ منها تتبع قصّة مختلفة؛ أوّلها للعراق والثانية للأردن.  بدأوا بالنسخة الأردنيّة أوّلاً إذ أنّ الفريق في عمّان، وتعاونوا لهذه الغاية مع "زين الأردن" Zain Jordan.

لكنّهم قبل إطلاقها، اقتربوا إلى السوق حيث الإقبال على مفهوم هذه اللعبة هائل.

إيجاد السوق المناسبة

في أوائل أيّار/مايو، بدأ الفريق بالبحث في سوق السعوديّة إثر جلسة نقاشيّة مع شركتي تطوير الألعاب "طماطم" Tamatem و"بلاي عربي" Play 3rabi.

عن هذا الأمر، يقول الحلّي إنّ "المتحدّثين في الجلسة ناقشا نسب الاحتفاظ بالمستخدم وتدفّقات العائدات في سوق السعوديّة وكانت الأرقام واعدة ما ثبّت إيماننا بما نقوم به. وحتّى أنّ أحد المشاركين في الجلسة ذكر أنّ لاعبي الفيديو في الصين ينفقون ما يعادل 47 دولار في العام مقابل السلع الرقميّة في حين أنّ في السعوديّة يبلغ هذا المعدّل 276 دولار."

علي يتحدّث بفخرٍ عن لعبة سباق السيارات الناجحة التي كانت السرّ لنجاحهم.

لم يقتصر نجاح هذه اللعبة على السعوديّة بل وصل إلى بلدان الخليج كلّها.

يضيف الحلّي أنّه "بحلول 10 أيّار/مايو، أطلقنا أوّل منتج لنا في السعوديّة "هجولها يا سعودي" Hajwilha ya Saudi، وأظهرت الأرقام بوضوح أنّ السوق رائعة. بدأنا نجني، من الإعلانات فقط، 10 أضعاف المعدّل الذي كنّا نجنيه في العراق."

"وفي 24 أيّار/مايو، تصدّرت لعبتنا السعوديّة أسواق التطبيقات في السعوديّة والأردن والبحرين وعمان وقطر، ووردت في الصفحة الرئيسيّة لألعاب السباق في متجر "أي تونز" iTunes. كان ذلك بمثابة دفعة للفريق للمثابرة على عمله والتقدّم أكثر فأكثر."

أطلقوا لعبة "رود تو بترا" Road to Petra في 25 أيّار/مايو في عيد استقلال الأردن وتخلّوا عن المشروع العراقي. وبحسب خبراتهم في الألعاب السابقة التي أطلقوها، علموا أنّ هذه اللعبة لن تحقق نجاحاً.

تواصل اللاعبون السعوديون مع "أبس لاب" عبر قنوات التواصل الاجتماعي لشكرهم على هذه اللعبة، كما قدّموا تعليقات بنّاءة عن كيفيّة تحسينها وعن الميّزات التي يفضّلونها.

حققت لعبة "هجولها يا سعودي" نجاحاً لم تحققه ألعاب "أبس لاب" الأخرى.

شكّل ذلك نقطة تحوّل للفريق الذي لم يختبر ذلك مع الجمهور العراقي.

في المقابل، لا يعني ذلك بالضرورة أنّ هذه السوق ليست مناسبة للاستثمار: لربّما لم يكن المنتج جيّداً بما فيه الكفاية لأنّ المطورين كانوا هواة (بسبب قرار اتخذه الحلّي للإبقاء على كلفة قليلة)، أو أنّ الجمهور العراقي لم يكن يثق بالمطورين المحليين لمشاركتهم بياناته.

تقوم الأمثولة التي يجب استخلاصها من هذه القصّة على أنّه لا يجدر بالشركات الناشئة أن تركّز على سوق بلدها الأمّ فقط، إذ أنّ مفتاح النجاح قد يكون في الأسواق المجاورة.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.