English

خدمة توصيل المأكولات المنزليّة تقرع باب الأردن

English

خدمة توصيل المأكولات المنزليّة تقرع باب الأردن

اعتاد مروان عقلة الزعبي وأدم البرغوثي خلال دراستهما في كندا، أن يطلبا مأكولات  منزليّة عبر الواتساب. وبالرغم من أنّ هذه الطريقة وفرت عليهما الطبخ أو الطلب من مطاعم الوجبات السريعة، إلّا أنّ عدم توافر الكميّات، والمُكونات والصور في محتوى الرسائل أصبح عائقاً مُزعجاً.

ولذلك حال عودتهما إلى الأردن أطلق الشريكان تطبيق "دايمة" Daymeh قبل شهرين. وهو متجر إلكتروني للأطباق المنزلية يوصل الطهاة بالزبائن الذين بدورهم يمكنهم تصفح أعمال الطهاة المعروضة، ومن ثم استلام طلباتهم بحسب موقعهم الجغرافي (gps).

لكنّ "دايمة" ليست الشركة الوحيدة القائمة على هذا النوع من الخدمات، فتطبيق "بالفرن" Bilforon  الذي أُطلق في الشهر نفسه، يوّفر خدمة مُشابهة. والتطبيقان يقدّمان وجبات يوميّة ووجبات مطلوبة مُسبقاً، كما ويستهدفان الأفراد والشركات.

سهام بيتوغان، طاهية من "بالفرن" (الصورة لـ"محمد بطيخي") 

يقول محمد البطيخي، مؤسس "بالفرن" إنّ هذه الخدمة تتناسب مع متطلبات يومنا هذا إذ أنّ الطلب على المأكولات المنزلية ازداد في الآونة الأخيرة، كما ازدادت الرغبة بإعداد الأطباق المنزليّة وبيعها، خاصةً بعد استقبال الأردن الكثير من السوريين الذين  يعتبرون بيع الأكل المنزلي مصدراً للرزق.  

وبحسب البطيخي أصبحت الناس تعي ما تأكله أكثر من ذي قبل، ممّا انعكس على تفضيلهم الأكل المنزلي بدلاً من المطاعم.

وبما أنّ السلامة العامة عنصرٌ مهمٌ للكثير من الزبائن، بخاصةٍ في الوطن العربي، تقوم الشركتان بجولات تفتيشية للتأكد من التزام الطهاة بالمعايير اللازمة، كما وتعمل على مُساعدة الطهاة غير المُرخصين في الحصول على رخصة.  

الطّلب عبر الإنترنت كبديل لشبكات التواصل الاجتماعي والمُكالمات الهاتفية

إنّ تطبيقات الطعام، وخدمة توصيل الأكل المنزلي، وتطبيقات جمع الطلبات وتوصيلها ليست بجديدة، ولكنّ ضمّ الخدمات الثلاثة في منصة واحدة خبرٌ جديدٌ يُميّز تطبيقات مثل "دايمة" و"بالفرن".

بدأت سوسن ناصر ببيع أطباقها منذ عام 2011، ولديها  الآن قرابة 17,000 مُتابع على الـ"فيسبوك". لكنّ هذه الطاهية انضمت إلى تطبيق "بالفرن"، لأنها تعتبره قناة تسويق إضافية لفيسبوك والأصدقاء والأقارب.

وتشير ناصر إلى أنّ  مُشكلة الفيسبوك  تكمن في أنّه يتطلّب مبلغاً كبيراً إن أردت أن تصل إلى عددٍ كبيرٍ من المتابعين، هذا إضافة إلى جذب أشخاص لا يمتون بصلة إلى الفئة المُستهدفة لديك.

"هذه أوّل تجربة لي مع التطبيقات، وأنا سعيدة جداً بها… فوصلنا من خلاله إلى زبائن كثر، وارتحنا من التواصل مع الزبون وشركة التوصيل إذ أنّ هاتين المُهمتين أصبحتا من مسؤولية 'بالفرن'"، علّقت ناصر خلال حديث مع "ومضة".

بالمثل، تؤمن فداء الطاهر، زبونة "دايمة" ومؤسسة تطبيق "أطباقي" لوصفات الطّعام، بنجاح التطبيقات على أتمتة عملية الطلبات والتوصيل على خلاف منصات أخرى مثل "فيسبوك" و"إنستجرام" اللتان لا تزالان تعتمدان على المُكالمات الهاتفية لتسجيل العنوان.  

وتضيف الطّاهر: " نشعر بأنّه من المُحتمل حدوث تعاونٍ بين ' أطباقي' وتطبيقات كهذه لأنّ آلاف المُستخدمين الذين ينشرون وصفاتهم على تطبيقنا مُهتمون ببيع أطباقهم، والكثير منهم يعمل أصلاً في هذا المجال".

إنّ السرعة، والدّقّة والسهولة التي توّفرها عملية الطلب عبر الإنترنت تقلل من الإقبال إلى الوسائل التقليدية.

"تخيّل أنّ خمسة زبائن يقومون بالطلب في الوقت نفسه عبر الهاتف؛ يجب عليك إمّا أن توظف خمسة موظفين أو تُجبر الزبائن على الإنتظار"، حسبما يقول باسم العقّاد، الشريك الإداري لمطبخ وخدمة توصيل "كيتشينيت" Kitchenette.   

في دايمة، يحظى كلّ طاهٍ بصفحة خاصة به ليعرض أطباقة
(الصورة من صفحة دايمة على الـ"فايسبوك")

بالرغم من أنّ "كيتشينيت" لا يزال يستقبل الطلبات عبر الهاتف، إلّا أنّ 70 بالمئة من مُستخدميه يطلبون عبر الموقع الخاص بالشركة أو عبر "آي فود" Ifood ومعظمهم يعتمد في ذلك على المحمول أو الجهاز اللوحي.  

يعتقد عقّاد أنّ مشاريع توصيل الأكل المنزلي ازدهرت عام 2012 في الأردن ولكنّها لم تنضج لأنّ توصيل الوجبات المنزلية يختلف كليّاً عن توصيل الأكل السريع، إذ أنّه يتطلّب جهداً ووقتاً ودقة أكثر.

الأتمتة هي الحل

يرى يوسف وادي، المُستشار التقني ل"بالفرن"، أنّ أتمتة الطّلب والتوصيل في غاية الأهميّة. فهذا التطبيق الذي أوصل إلى حد الآن 600 طلبية تحتوي على 5 آلاف وجبة ويستضيف 35 طاهية، لا يعتمد على نظام تحديد المواقع GPS , ممّا يُجبر الموظفين على الاتصال بالطهاة وشركة الشحن لارسال الطلبات. ولكنّ البطيخي ووادي ينويان تسهيل العملية عن طريق توزيع طابعات صغيرة للطاهيات تُمكنهنّ من استلام الطلبات مباشرة. من جهة أخرى، فإنّ طهاة "دايمة" يستقبلون الطلبات عبر حساباتهم على التطبيق من دون تدخل فريق العمل.

وبحسب وادي، "تحرص ‘بالفرن‘ على ألّا توظّف أكثر ممّا ينبغي لأن هامش الأرباح في هذا القطاع مُخادع جدّاً. إذا أنفقت كثيراً لن تجني أرباحاً، ولذلك يجب أن تكون ذكيّاً". كما ويضيف المُستشار أنّ الشركة تأمل التّوسّع قريباً إلى الخليج.

في المُقابل، ستستبدل شركة "دايمة"، والتي حصلت على أكثر من 100 طلب إلى حد الآن، السائقين المُستقلين لديها بشركة ناشئة معنيّة بالتوصيل سيتم إطلاقها قريباً في الأردن.

إضافة إلى "دايمة"  أطلق المؤسسان تطبيقاً مُماثلاً في كندا تحت مُسمّى "يُمّا" Yumma قبل قرابة عام. أمّا حاليا، فيعملان على  على إصدار النسخة العربية ونسخة الأندرويد من تطبيق "دايمة". والتطبيقين مثالٌ حيّ لتكيّف قطاع الطعام مع التكنولوجيا والإبداع المُعاصر.

تُظهر دراسة صدرت عام 2014 أنّ 81% من المُشاركين الذين يستخدمون الهواتف الذكية يعتقدون أنّ التكنولوجيا ساعدتهم خلال السنوات العشرة الأخيرة على تحسين نظامهم الغذائي.

وتُشير الدراسة إلى أنّ "تغيّراً جذرياً يطرأ على العلاقة التقليدية بين القطاعات والزبائن، وأنّ هذا التغيّر رقمي. وهو يؤثر على كل ما يتعلّق بحياة المستهلك- بالأخصّ عندما يتعلّق بأسواق الطّعام الإلكترونيّة".   

من ضمن الشركات الأخرى العاملة في هذا القطاع "يوماميا" Yumamia في مصر، "كاسيرول" Casserole في دبي، "هوم ميد" Homemade و"وجبتي" Wjbty في السعودية، و"يوعان" Yo3an في الكويت.

[الصورة الرئيسية من "بيكسلز"]

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.