English

شركة 'جيبلي' السعودية وتجربة التسوّق من الخارج بعناء أقل

شركة 'جيبلي' السعودية وتجربة التسوّق من الخارج بعناء أقل

يبدو التسوقّ من منصّات تجارة إلكترونية عالمية جذاباً للكثيرين في المنطقة العربية، على الرغم من أنّ منتَجاتها قد لا تصل إلى المنطقة إلا عبر صديق في الخارج أو عنوان شحن هناك.

تريد الشركة الناشئة السعودية "جيبلي" Jybly تسهيل عملية الشراء عبر الإنترنت من الخارج والتكفّل بكامل عملية الشحن، من خلال السماح للمستخدم بإضافة رابط أو صورة لمنتج يختاره من "أمازون" Amazon أو "إي باي" eBay أو غيرهما، على المنصة السعودية.

قبل أن تُدرَج ضمن قائمة "فوربس الشرق الأوسط" لـ"أفضل 50 شركة ناشئة في السعودية" 2016، انطلقت "جيبلي" من جدة في أواخر العام 2015 للاستفادة  من نموّ التجارة الإلكترونية في بلد يعتبر من الأكثر نشاطاً في هذا المجال في المنطقة.

تشهد سوق شحن المشتريات من الخارج منافسةً قويةً من شركاتٍ كبرى مثل "أرامكس" مع خدمتها "شوب أند شيب"، وشركات أخرى مثل "يو باي" Ubuy و"بوردر لينكس" Boerderlinx.

عبد العزيز القين. (الصورة من القين)

ولكنّ المؤسّس عبدالعزيز القين يؤكّد أنّ "جيبلي" ليست شركة شحن، بل "هي وسيط يساعدك في شراء وتوصيل المنتَجات من الخارج مقابل رسوم خدمة التوصيل تُدفع عبر الإنترنت أو نقداً عند التسليم. ولا يحتاج العميل إلى إنشاء عدّة حسابات على عدّة منصّات، ولا إلى عنوان في الخارج، ولا حتى التعامل مع شركات الشحن".

من أجل استلام الطلبات وجمعها في بلدان الاستلام مثل الولايات المتحدة وأوروبا ومن ثمّ شحنها إلى السعودية، تتعاقد "جيبلي" مع شركات شحنٍ مثل "فيدكس" Fedex، ويستلم مندوبون عن الشركة في الولايات المتحدة وبريطانيا المنتجات وشحنها من جديد إلى السعودية.  

يقول القين لـ"ومضة إنّ "الناس يثقون بالأسماء الكبيرة أكثر، ولكنّ الشركات الناشئة تستطيع تقديم خدماتٍ أكثر مرونة وملاءمة"، مضيفاً أنّ ما يميّز "جيبلي" عن منافسيها هو "تمكين العميل من طلب عدّة منتَجات من عدّة منصّات تسوّق في الوقت نفسه".

من جهةٍ ثانية، تقدّم الشركة السعودية نصائح إلى العميل عن المنتَج سواء كان أصلياً أم مقلّداً، أو إذا كانت المنصّة التي تبيعه موثوقةً أم لا (خصوصاً إذا كانت حديثة النشأة).

أمّا خدمات الطلب والتوصيل فتنقسم على فئات، مثل "إكسبرس" للتوصيل السريع وهي تكلّف 189 ريال (50 دولار) كرسوم خدمة و35 ريال (9.3 دولار) عن كلّ باوند، و"جمعلي" لتجميع الطلبات وتسليمها دفعة واحدة وهي تكلّف 49 ريال (13 دولار) كرسوم خدمة و29 ريال (7.7 دولار) لكل باوند.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت "جيبلي" بتقديم خدمة لشحن الكتب من الخارج بالمجان، كما ستغتنم فرصة بداية شهر رمضان لإطلاق خدمة جديدة باسم "جيبلي هدية" Jybly Gift حيث يمكن للعملاء شراء سلة مزيّنة من صنع فريق "جيبلي" ومليئة بالحلويات التقليدية.

سلة رمضان. (الصورة من "جيبلي")

معضلات لا بدّ من حلّها

النموذج الذي تتبّعه "جيبلي" في التركيز على خدمة العملاء قد يؤتي ثماره مستقبلاً، بحسب القين، ولكن في الوقت الحالي يعترض طريق الشركة مسألتان هما رواتب أعضاء الفريق وإرجاع المنتجات.

يضمّ فريق "جيبلي" 13 شخصاً اثنان في الولايات المتّحدة وواحد في بريطانيا يساعدون في جمع المنتجات، بالإضافة إلى 10 في السعودية يعملون في متابعة سير الشحنات وتطوير الموقع الإلكتروني وخدمة العملاء.

لا تستطيع شركة ناشئة دفع رواتب هذا العدد الكبير من الأشخاص في مراحلها الأولى، خصوصاً إذا لم تحصل على ما يكفي من الاستثمار.

لذلك لا يتقاضى فريق "جيببلي" رواتب في الوقت الحالي، إذ تخطّط لمنحهم أسهماً في الشركة عندما تنمو. وبحسب المؤسّس، "تعتمد الشركة على المتدرّبين والخرّيجين الجدد وتقدّم لهم تدريبات وتساعدهم في واجباتهم الدراسية، لذلك تبحث عن الأشخاص الذين يمتلكون عقليةً ريادية وقابلين للتكيّف ويريدون التعلّم".

في المقابل، يرى الرياديّ الشاب أنّ "هذا الأمر لا يقبل به الجميع ويجعل الشركة  تعاني من نقص في الخبرات". يوافقه مسؤول استراتيجيات الشركة محمد شطا، ويكشف أنّهم يريدون تطوير الموقع الإلكتروني والتصميم، ولكنّهم يحتاجون إلى توظيف  أشخاص ذوي خبرة، وهذا ليس ممكناً قبل البدء بتحقيق الأرباح أو استثمار جديد (بعد الاستثمار الوحيد من "فلات6لابز" Flat6Labs بقيمة 75 ألف ريال (20 ألف دولار)، في العام 2016).

العمل في مجال شحن المنتجات من الخارج يتطلب عدداً كبيراً من الموظّفين.
(الصورة من "جيبلي")

من جهةٍ ثانية، يقول القين إنّ "جيبلي" "تتحمّل مسؤولية وتكلفة إرجاع المنتجات المتضرّرة أو التي لم تصل".

ويشير شطا إلى أنّ الشركة يمكنها تحمّل هذه التكاليف لأنّ "نسبة الإرجاع لا تتخطّى 1% من العملاء الدائمين والذين يصل عددهم إلى 100 عميل نشط شهرياً من السعودية وخصوصاً جدة".

ولكن هناك تحدّيات أخرى مثل المنتَجات المممنوع استيرادها أو إدخالها إلى البلاد، أو الطلبات الوهمية.

يضطرّ الفريق إلى التحقّق من الأمر مع الشركات المسؤولة عن الشحن ثمّ يخبر العميل بعدم إمكانية توصيل المنتج إذا كان لا يطابق المعايير. وإذا كان هناك طلب كبير يتخطّى 1500 ريال (400 دولار)، يشير مسؤول الاستراتيجة إلى أنّ "’جيبلي‘ تتواصل مع العميل للتأكّد من الطلب والعنوان، وتأخذ قسماً من المبلغ مسبقاً إما عبر الإنترنت أو نقداً، كي لا نقع في دوامة الطلبات الوهمية".

من الموظّفين بلا رواتب، إلى الاعتماد على ِشركات للشحن، هل تستطيع "جيبلي" إثبات نموذجها والاستمرار بتقديم خدماتها؟

الصورة الرئيسية من "جيبلي"

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.