English

الشركات الناشئة لخدمات الشاحنات تزدهر في الإمارات

English

الشركات الناشئة لخدمات الشاحنات تزدهر في الإمارات

في حين تستمرّ شركات الشاحنات منذ عقود بنقل شحنات البضائع الكبيرة، تشهد الإمارات حالياً ازدياداً في أعداد الشركات الناشئة لخدمات الشاحنات والتي تستخدم التكنولوجيا للربط بين أصحاب الشاحنات والعملاء.

جاء إيلي التوم إلى دبي قبل 14 عاماً بعد تخرّجه كمهندسٍ مدنيّ، وبفضل عمله كمدير مشروع في قطاع معالجة المياه كان يتعامل دائماً مع شركات شحن في المنطقة.

يقول التوم إنّ "جميع الأقسام في الشركات التي عملت معها كانت متقدّمة، ولكن فيما خصّ الشحن والنقل كانت تتبّع الطريقة التقليدية للتواصل مع السائقين لتكليفهم بتحميل الشحنات ونقلها. وفي إحدى المرّات، عندما استغرق الأمر يوماً لترتيب وصول حاوية بضائع واحدة إلى وجهتها، قرّر التوم اتّباع طريقة أكثر كفاءة للوصول إلى البضائع وتحميلها.

الشحن في متناول يديك

أسّس التوم في تشرين الأول/أكتوبر 2016 شركة "يلا بيكاب" Yalla Pickup لخدمات الشاحنات عند الطلب، وقد تخرّجت هذه الشركة للتو من برنامج تسريع الأعمال في "شراع" Sheraa. وهي تربط الشركات والعملاء الأفراد مع أصحاب الشاحنات عبر تطبيق هاتفي ومنصّة ويب بدلاً من تنسيق عمليات الشاحنات عبر الهاتف أو شخصياً.

وبناءً على الموقع الجغرافي والتاريخ والوقت والشحنة، يمكن طلب الخدمات فوراً أو جدولتها إلى وقت لاحق. وفي حين تضمّ قائمة عملاء "يلا بيكاب" 50 شركة و300 عميل فرد في الإمارات، شهدت الشركة الناشئة نمواً على أساس شهري بنسبة 200% منذ شهر كانون الثاني/يناير 2017.

فريق "يلا بيكاب". (الصورة من "يلا بيكاب")

تُسعّر خدمة الشحن حسب كلّ شحنة، والمسافة، والشاحنة، وغيرها من العوامل، فيما تأخذ "يلا بيكاب" عمولة عن كلّ صفقة تجري عبر منصّتها.

جواراف بيسواس الذي سمع شكاوى صديقه حول المشاكل التي تعاني منها شركته فيما خصّ النقل بالشاحنات، تساءل لماذا لا يكون هناك للشاحنات شركة مثل "أوبر" Uber لطلب السيارات. لذلك أطلق، بالشراكة مع صديق الطفولة براديب إم، في العام 2016، شركة "تراكر" TruKKer.ae التي تستهدف المستهلكين، مع تطبيق وموقع إلكتروني لطلب خدمات الشحن.

اعتمد إطلاق "تراكر" على تمويل ذاتي بقيمة 300 ألف دولار أميركي، وشهدت نمواً بنسبة 1600% خلال تسعة أشهر، وبلغ متوسط إيراداتها الشهرية حوالي 500 ألف درهم إماراتي (136 ألف دولار). تختلف تكلفة الخدمة بحسب الخيارات المطلوبة – نقل أثاث المنازل، نقل الشحنات، استئجار شاحنات ليوم واحد أو لرحلة.

فريق "تراكر". (الصورة من "تراكر")

يقول بيسواس إنّه "رغم تشبيه شركتنا بشركة ’أوبر‘ للشاحنات، يمكنني أن أمضي ساعات في التحدث عن اختلافها عن ’أوبر‘ أو أي شركة أخرى لطلب السيارات". فعلى عكس سيارات الأجرة، تعتبر عملية انتهاء العميل من الشاحنة وتفريغ حمولتها أمراً أكثر تعقيداً. قد يطلب بعض العملاء خدمة تقوم على الائتمان وتتراوح بين 30 و90 يوماً، ويحصلون عليها. كما أنّ هناك عملية توثيق معقدة نسبياً للتوافق مع معايير التأمين والقوانين والتوضيب.

التحدّيات

يقول بيسواس إنّ "بعض المستثمرين المخاطرين سألوا عن العقبات التكنولوجية التي تحول دون دخول السوق". ويجيب بإصرار أنّ هذه العقبات "تساوي صفراً، وهي تتعلّق بالعمليات أكثر من التكنولوجيا".

أما التوم، فالتحدّي الذي واجهه تمثّل في إيصال رسالة الشركة إلى السائقين والتي تقوم على "إنجاز خدمات الشحن الصغيرة في الوقت المحدد، وبأمان وتهذيب... وهو شيء يصعب العثور عليه في المنطقة".

ومن جهته، بيسواس إنّ من التحديات التي تواجهه هي إقناع العميل بالتفاعل الرقمي، وهو ما يختلف عن الطرق التقليدية القائمة على التواصل هاتفياً أو شخصياً.

المنافسة محتدمة

يرى رائدا الأعمال أنّ المنافسة لا تؤثر كثيراً عليهما، كون حجم السوق كبيراً. ويعتبر بيسواس أنّ "الشركات الناشئة تنافس من حيث الفكرة أو الحصول على تمويل... أمّا نحن كشركة فلا ننافس أحداً".

وفي معرض الإشارة إلى شركاتٍ مثل "كاري" Carry و"لود مي" LoadMe، يرى التوم أنّ المنافسة صحية، "لأنّنا على الأقلّ نعرّف الشركات والناس على هذه الخدمة".

وفي الواقع، يقول التوم إنّه يلجأ إلى شركات كبرى مثل "كريم" Careem للحصول على مشورة بشأن المساهمة في البيئة الحاضنة للنقل في المنطقة. وشركة "يلا بيكاب" التي انطلقت بالاعتماد على تمويل ذاتي من المؤسّس بقيمة 500 ألف دولار، أعلنت عن تلقيها تمويلاً بقيمة مليون درهم إماراتي (272 ألف دولار أميركي) من شركة "ذا بوكس" The Box لمنشآت التخزين في دبي. ويشارك فريق "يلا بيكاب" المكون من 10 أفراد عملياته مع شركة "ذا بوكس"، ما يتيح له تقديم خدمات التخزين لعملائه.

يقول وديع حداد، مؤسّس "ذا بوكس" ورئيسها التنفيذي: "كنا نعمل على مفهوم يشبه ’أوبر للشاحنات‘ قبل هذا. والتعاون مع ’يلا بيكاب‘ يعمل بنجاح لأنّ لديهم الخدمة التي يمكنها تطوير هذا المفهوم، في حين تعمل ’ذا بكوس‘ على توفير البنية التحتية اللازمة".

بعد 10 أشهر من تسجيل تعليقات العملاء، ستطلق "يلا بيكاب" نسخة محسّنة من خدماتها في معرض "جيتكس" GITEX 2017 استعداداً لدخول أسواق جديدة.

مع نمو مجال تقديم الخدمات إلى المستهلكين ضمن الشركات B2C، غيّر بيسواس محور عمل شركته لتركّز أكثر على تقديم الخدمات للشركات B2B، كما سيعمل على توسيع خدمات "تراكر" خارج الحدود باتجاه السعودية والكويت وعُمان. وفي الوقت الحالي، تعمل "تراكر" على جمع تمويل تأسيسي.

الصورة الرئيسية من "ستوكفولت" Stockvault.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.