English

أدريان كوكروفت، أحد مسؤولي أمازون ويب سيرفيسز، يتحدث عن التكنولوجيا السحابية ومدى أهمية الثقافة المؤسسية

English

أدريان كوكروفت، أحد مسؤولي أمازون ويب سيرفيسز، يتحدث عن التكنولوجيا السحابية ومدى أهمية الثقافة المؤسسية
تقنيات الاتصالات تحدث ثورةً في التسلسلات الهرمية التقليدية (الصورة عبر بيكساباي Pixabay)

في الشهر الماضي، التقت ومضة مع أدريان كوكروفت، نائب الرئيس لاستراتيجية هندسة الحوسبة السحابية في شركة «أمازون ويب سيرفيسز Amazon Web Services»، لمناقشة أهمية الإرساء المبكر لثقافة مؤسسية صحية والحفاظ عليها مع نمو الشركة، والمقصود بهذا فعلياً عند تصميم البرمجيات. يتعاون كوكروفت مع عملاء الخدمات السحابية الأصليين بالشركة، كما يدير برنامج الشركة للتطوير المجتمعي مفتوح المصدر. وقبل انضمامه إلى شركة "أمازون"، أدى كوكروفت دوراً فعالاً في تطوير منظومة الخدمات السحابية العالمية أثناء عمله مهندساً للخدمات السحابية في «نتفليكس Netflix». كما أمضى جزءاً من حياته المهنية في مجال رأس المال المخاطر وتحديد فرص الاستثمار في الشركات الجديدة.

١- أحياناً ما تبدأ أحاديثك باقتباس من رواية «الأمير الصغير The Little Prince»: "إذا كنت ترغب في بناء سفينة، فلا تحشد الناس لجمع الحطب ولا تكلفهم بالمهام والأعمال، وإنما اجعلهم يتوقون إلى ركوب البحر واكتشاف مداه اللامتناهي." فما أهمية هذا الاقتباس تحديداً إليك؟

لقد أخذت هذا الاقتباس عن منصة ثقافة "نتفليكس"، فهو أحد الاقتباسات المفضلة لدى ريد هاستينجز [مؤسس نتفليكس]: إذا كنت ترغب في بناء سفينة، فلا تطلب من الناس الخروج وقطع الأشجار واتباع خطة عمل مُفصَّلة. بل اغرس في قلوبهم حب ركوب البحر واستكشاف مداه اللامتناهي، ومن ثم ستجدهم يخرجون ويبنون سفينة أفضل كثيراً من التي كنت ستجعلهم يصنعونها. ما عليك سوى إلهامهم بهدف معين، ثم الابتعاد عن طريقهم. ويدور قاسم كبير من ثقافة نتفليكس حول هذه الفكرة.

[عندما كنت أعمل لدى نتفليكس]، كان كل اجتماع للموظفين يبدأ بمناقشة لمدة 10 دقائق حول ما شاهدناه في التلفزيون وأحدث الأفلام المعروضة. وكان يشمل هذا الاجتماع المتخصصين في البنية التحتية، والمتخصصين في العمليات، وكنا نتناقش الأفلام في اجتماع للموظفين لأن الأمر «في صميم عملنا». وحتى إذا كان الاجتماع في الواقع يخص فريقاً مسؤولاً عن تأسيس البنية التحتية، فهو يربط أفراد الفريق بالغرض المُستهدف من العمل. وقد جاء هذا الاقتباس تحديداً من حديث لي عن «أنظمة من أجل الابتكار Systems for Innovation». وبعد أن تركت العمل لدى "نتفليكس"، بدأت في قراءة بعض الكتب عن تفكير نظم، وأدركت أن [نتفليكس] قد اعتمدت - بدلاً من كتابة توجيهات للعمليات - على إنشاء أنظمة تتضمن حلقات من الآراء والملاحظات التي أدت إلى تحقيق النتائج المطلوبة، ولكن دون إصدار التوجيهات بشأن كيف ينبغي القيام بالأمر بالخطوات التقليدية (أ) و(ب) و(ج).

٢- كيف يُسهّل هذا النهج من توسيع نطاق الأعمال؟

إن هذا النهج يجعل الشركة سريعة للغاية في تحقيق الأهداف. وقد أدى هذا النهج إلى إنجاز عدد كبير إلى حد لا يُصدق من المشاريع في حدود الميزانية والإطار الزمني المحددين وبعدد "قليل" من الأشخاص؛ حيث تمتلك فرق العمل المماثلة قدراً كبيراً من المواهب الفائقة، باستثناء من يطلقون عليهم «الحمقى البارعين»، فلم يكن ثمة أي تشكيك في قرارات الفريق. فإذا كنت تريد فعل شيء، فإنهم يثقون في أن كل فرد لديه القدرة على إصدار الحكم السليم، حيث يعمل الجميع في إطار يعتمد بشكل جوهري على الثقة، وهم يحاولون توسيع نطاق التجربة بحيث تصبح على أوسع نطاق ممكن على مستوى الشركة. ولا شك أن القيام بذلك أمر صعب جداً، ولكن إن كنت تؤسس شركة ناشئة، فنصيحتي إليك هي أن تبذل جهدًا جهداً لإرساء ثقافة معينة للشركة، وتفكّر في الشكل العام المطلوب لتلك الثقافة، لأن وضع الثقافة هو اختصاص المؤسسين دون غيرهم؛ حيث تتضمن تلك الثقافة كلّ ما تؤمن به المجموعة المحدودة من المؤسّسين الأوائل، أمّا ما فعله المؤسسون الأوائل في "نتفليكس" هو أنهم كتبوا ثقافة الشركة وأشرفوا على التوصل إلى نتائج محددة تماماً مبكراً عندما كانت ثقافة الشركة لا تزال وقابلة للتشكيل - فمن الممكن تعديل ثقافة الشركة إذا كانت تضم 10 أشخاص، ولكن يصبح من الصعب جداً تعديل تلك الثقافة عندما تضمّ الشركة ألف شخص منتشرين في جميع أنحاء العالم.

كذلك، فإنك تحصل على الثقافة التي تستثمر مقابلها [...] ويلزمك موائمة نموذج المكافآت والحوافز القائم داخل المؤسسة مع الثقافة المطلوب تعزيزها. وهذا بالضبط ما فعلته باتي ماكورد، كبير مسؤولي المواهب، لدى شركة "نتفليكس". أجرت باتي مقابلات مع جميع الذين انضموا إلى شركة "نتفليكس" لفترة زمنية طويلة، حيث شغلت منصب مراقبة الجودة. وإذا لم يعجبها شخص ما، فسيكون من الصعب جداً توظيفه بالشركة. وهكذا، فقد وضعت ثقافة معينة للشركة.

أدريان كوكروفت (الصورة عبر شركة أمازون ويب سيرفيسز).

أعتقد أن الشيء المميز جداً والذي لم يتم اقتباسه من شركة "نتفليكس" هو أنّه ثمة الكثير من الشجاعة على المستوى المؤسّسي بالشركة: الموظفون لا يخشون أن يكونوا أول من يقوم بشيء ما بطريقة جديدة. وثمة الكثير من الشركات التي تحاول تقليد تجربة شركة "نتفليكس"، ولكنها لا تنجح. فلا يمكنك بسهولة ترسيخ ثقافة موحدة لحد كبير في مؤسسة ضخمة تعمل بنظام معقد.

ما أودّ الإشارة إليه عادة في هذا الخصوص هو كيف استطاعت "أمازون" تحقيق هذا، فهو يُعتبر نموذجاً للمهارة الفائقة والحيوية والثقافة الموحدة إلى حدّ كبير. فأنا الآن بإمكاني التوجه إلى أي موظف يعمل لدى "أمازون" في أي مكان في العالم - حيث يعمل لديها ما يزيد على نصف مليون موظف - ثم أبدأ الحديث عن المبادئ الـ14، وحينها سيعرف الموظفون بالضبط ما أتحدث عنه وسيمكنهم الربط بين ما يفعلونه وبين تلك المبادئ. وهذه طريقة ثقافية موحّدة وأكثر ملاءمة لإيجاد لغة مشتركة لتوصيف الشؤون المهمة لدينا. فهل أنت تتبع مبادئ القيادة الصحيحة بالطريقة الملائمة؟ وما مبادئ القيادة التي تحتاج إلى التأكيد عليها لكي تصبح أفضل، وما مواطن القوة الفائقة لديك؟ وما المبادئ التي تتميز أنت كثيراً في تطبيقها؟ هكذا، تجري كل المناقشات باستخدام تلك المصطلحات، ومن ثم يؤدي ذلك إلى بناء نموذج ثقافي عام. وأعاود التأكيد على أن الأمر صعب جداً، وقد قام جيف بيزوس بذلك في مرحلة مبكرة.

إن توحيد ثقافة الشركة لإيجاد طريقة مشتركة للحديث عن كل شيء نقوم به أمرٌ فعالٌ على نحو لا يُصدَّق. ثمة عدد قليل نسبياً من المؤسسات متحدة التفكير التي يمكنها القيام بذلك. ولكني أعتقد أن هذا من الأسباب التي جعلت "نتفليكس" و"أمازون" تنجحان في القيام بذلك جيداً. [...] من المهم جداً دمج الثقافة المطلوبة ضمن بنية شركتك، وكلا الشركتين نجحتا في ذلك إلى حد كبير.

[عندما تكون لديك شركة ناشئة] فإنك تكون مشغولاً للغاية في محاولة الحفاظ على بقائها، حتى أنك [نادراً] ما تجد وقتاً للدخول في مناقشات بشأن ثقافتها. توجد مرحلة معينة عندما تكون مستغرقاً ومنخرطاً في الأعمال وتبدأ متأخراً في إدراك ما كان يلزمك القيام به. وهكذا فإن المرحلة التي ترسي فيها ثقافة الشركة عادة ما تكون متأخرة عما كان ينبغي أن يكون. وأعتقد أن هذا خطأ آخر يقع فيه كثير من الناس: فهم يتمنون لو فعلوا ذلك في مرحلة سابقة.

٣- أخبرنا كيف تغيير طريقة التفكير ساعد "نتفليكس" على الانتقال إلى استخدام التقنية السحابية؟

لقد كانت شركة "نتفليكس" أول عميل شامل لدى شركة "أمازون ويب سيرفيسز". وقبل ذلك، كانت شركة ناشئة صغيرة. وقد كان أوّل اتفاق مؤسسي يتم التفاوض عليه وكان أول مندوب مبيعات عينته شركة "أمازون ويب سيرفيسز" لحساب شركة "نتفليكس" في عام 2009. [...] وكانت النتيجة أن شركة "نتفليكس" وشركة "أمازون ويب سيرفيسز" تعلمتا معاً كيفية إجراء عملية الانتقال الشاملة إلى التقنية السحابية. والآن، أنت ترين عملاء جدد ومجالات عمل جديدة. على سبيل المثال، قبل بضع سنوات، قررت شركة «كابيتال وان Capital One» تعليم شركة "أمازون ويب سيرفيسز" كيفية تأسيس بنك بالتقنية السحابية، حيث كان الشركة تريد الابتعاد عن بناء مراكز البيانات بتلك الطريقة الشاملة نفسها. ومن ثم قالت إنه يريد السير على نهج شركة "نتفليكس" في مجال تقديم الخدمات المصرفية. والآن، ثمة نسبة كبيرة من البنية التحتية للخدمات المصرفية بالشركة تعمل عبر خدمات شركة "أمازون ويب سيرفيسز"، كما تنتقل الشركة من عمليات مراجعة الحسابات إلى تدريب مراجعي الحسابات المصرفية وغيرها من الخدمات المصرفية السحابية الأخرى ذات الصلة.

كذلك، انظر إلى شركات مثل «إكسبيديا Expedia» في مجال السفر، حيث أرادت الشركة أيضاً معرفة كيف يمكن إدارة شركة سفريات عبر الخدمات السحابية، والصورة التي سيكون عليها الأمر حينها. وهكذا، فإننا في كل سوق نذهب إليها نحاول العثور على من يتبنى الفكرة في مرحلة مبكرة ويرغب في التعاون معنا. ومن المجالات الأخرى التي عملنا فيها مجالا الرعاية الصحية والصناعة التحويلية. [تتعاون شركة "أمازون ويب سيرفيسز" مع كل من شركة "جنرال إلكتريك" وشركة "هاني ويل"]. وبخصوص المنطقة، بعض من عملائنا على استعداد للعمل معنا، مثل «الطاير Al Tayer». وأصبح لدينا الآن نمط فريد؛ لقد نجحنا في الكثير من المناطق الجديدة من العالم، وتوسعنا إلى الأسواق النامية في جميع أنحاء العالم. [...] لذا، فقد أصبح لدينا نموذج أكثر قدرة على التنبؤ بما سيحصل عند الانتقال إلى هذه الأسواق.

٤- برأيك، كيف ستكون الأوضاع بعد ١٠ أعوام؟

خلال عشرة أعوام من الآن، ستكون شركة "أمازون ويب سيرفيسز" في معظم المناطق التي يهتم بها الناس. وسنتوسع أكثر داخل المناطق، وسنوفر طريقة لإتاحة الخدمات السحابية أينما يحتاج إليها العملاء. أعتقد أن استخدام الخدمات السحابية المُدارة بواسطة شركة "أمازون ويب سيرفيسز" سيكون اتجاهاً سائداً وسينتشر على نطاق واسع، ولكن ما يتم تشغيله عبر تلك الخدمات السحابية سيتغير تغيراً جذرياً. وأهمّ محرك سيكون تقنية الفيديو وتعلم الآلة، أو مزيج من الاثنين. تحتاج العملية إلى الاستخدام المكثف لوحدات المعالجة المركزية لمعالجة ملفات الفيديو عموماً، وعند بدء معالجتها بالتعلم العميق، تكون قد تجاوزت كل الحدود المسبوقة. إذا كان لديك ما يكفي من القدرة الحاسوبية من أجل عملية فهم الفيديو، فإن كل الأشياء الأخرى ستكون مجرد أشياء جانبية بسيطة. وإذا عدنا إلى بداية عصر الإنترنت، نجد أننا لم نكن نستطيع سوى تبادل الملفات النصية، ثم بدأنا بإرسال الصور الثابتة، ثم تخلصنا من خطوط T1 للإنترنت التي لم تستطع مواكبة التطور. والآن، يتوفر الإنترنت بقدرة تتيح لنا بث تدفقات فيديو مباشرة. ولكن إن نسبة قطاع الإنترنت وحركة مرور البيانات عبر بروتوكول HTTP ضئيلة. وهنا تتمثل كلاً من أهمية وقيمة العمل. فعندما تستطيع إنشاء الفيديو، ستكون لديك القدرة الكافية على القيام بكل شيء بالشكل الصحيح. [...]

ها هي الكاميرات في كلّ مكان، وتستطيع التعرّف عليك، كما أنها تستطيع التعرّف على كل شيء من حولك. لذا، أعتقد أننا سنصل إلى عالم يصبح من الطبيعي فيه أتمتة أشياء كنا نعتبرها أموراً لا يستطيع إنجازها سوى البشر: والسيارات ذاتية القيادة نموذجاً واضحاً على ذلك الآن، فها نحن نرى ذلك يحدث أمام أعيننا، بل إنه يحدث حتى بسرعة أكبر مما كان البعض يتصور، فثمة اتجاه سائد عموماً يقود نحو هذه التطورات. لقد ركبت ذات مرة سيارة "تسلا" ذاتية القيادة، ومع مرور الوقت ستعتاد على الأمر. وإذا تعرَّضت لازدحام مروري، فلن تعاني من المضايقات والمشاكل التقليدية. أعتقد أننا سنشهد تحوّل جذري في هذا المجال قريبًا. لقد قضيت معظم العام الماضي في محاولة فهم تعلم الآلة والفضاء السحيق. وأعتقد أنه ينبغي للناس الاتجاه إلى مثل هذه المجالات.

منذ ٥ أو ١٠ سنوات، إن أردت الدخول إلى مجال تكنولوجيا المعلومات، كان عليك شراء كمبيوتر باهظ الثمن. وإذا أردت معرفة كيفية تشغيل مراكز البيانات، فكان عليك أن تحصل على وظيفة لدى مركز بيانات بالإضافة إلى تدريب عملي للتعامل مع هذه الآلات التي تكلف مليارات الدولارات، أو العمل لدى مورّد كبير بالسوق. أما إذا كنت تريد البحث في التعلم الآلة، فكان عليك العمل لدى مركز أبحاث بالجامعة.

أما في الوقت الحاضر، فقد أصبح كل شيء متاحاً مجاناً: إذا كان لديك مستعرض ويب، فأنت تملك كل ما تحتاج إليه لفهم التعلم الآلة، والتعلم العميق، والبنية التحتية للحوسبة السحابية. كل ما تحتاج إليه هو الوقت والقدرة على استعراض المعلومات والمتابعة والتعلم. إن «إتاحة الوصول الحر» أمر لا يُصدَّق، وهي تقنية معاصرة حتى إن المؤسسات التعليمية تحرص على مواكبتها. وأعتقد أننا سنشهد الكثير من الثورات نتيجة لذلك، وربما ستشهد عملية التعلم نفسها ثورة ستغيرها تماماً على مدار العقد المقبل. ولا أعلم إن كنا سنضطر إلى ارتياد الجامعة خلال 10 سنوات من الآن، حيث من المتوقع أن تكون مبرمجاً ناجحاً في 12 من عمرك، ولديك مجموعة كاملة من خدمات الويب تعمل على حسابك السحابي.

لقد كتبت ذات مرة تدوينة عن أن تقنيات الاتصالات تحدث ثورات في التسلسلات الهرمية التقليدية. [ويقودنا هذا إلى إعادة التفكير في السبب وراء] وجود جامعة عمرها 1,000 عام؟ كان السبب هو ضرورة إرسالك إليها لتجتمع مع الآخرين وتتعلم منهم. ولم تكن هناك طريقة حينئذٍ للقيام بذلك عن بعد. ولكنك لم يعد الأمر كذلك! فقد أدت القدرة على التواصل المباشر الآن إلى إزالة السبب الرئيسي لإقامة تلك الجامعات من الأصل. نعم، إنها تقدم المعلومات ولديها تراث ولن تزول مستقبلاً، كما أنها مؤسسات اجتماعية تلتقي فيها مع الزملاء، ولكن لا أعتقد أنه من المنطقي أن تكون هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها تعلم التقنيات والأساليب الجديدة. وإنما يرتبط التعلم أكثر بالتزام منهج منظم ومعرفة ما تريد القيام به دون تشتيت. ولا شك أن الجيل الصاعد من الأطفال سيحظى بتثقيف رقمي شامل، وقد بدأنا فعلاً في رؤية ذلك يحدث الآن بأم أعيننا.

٥- ما النصيحة التي تقدمها إلى الرؤساء التنفيذيين والمسؤولين التقنيين في الشركات الناشئة التي تتطلع إلى استخدام الخدمات السحابية لدى شركة "أمازون ويب سيرفيسز"؟ وما ينبغي عليهم التفكير به؟

تتبنى معظم الشركات الناشئة التي رأيتها في الولايات المتحدة [نهج] «السحابة أولاً». من الصعب جداً العثور على شخص جمع ما يكفي من المال لإقامة بنية تحتية للخدمات السحابية فعلياً، ولذا ففي نهج «السحابة أولاً»، يتم تشغيل الخدمات السحابية على بعض أجهزة للكمبيوتر المحمول وبعض الآلات الأخرى. فالأمر كما لو كنت تقضي مزيداً من الوقت على المقهى وليس في أعمال الحوسبة. لا تهم الشكليات حقاً. ففي المرحلة الأولى من دورة حياة الشركة الناشئة، يرتبط الأمر ارتباطاً وثيقاً بوقت التطوير. ويُعتبر الكمبيوتر المحمول هو أغلى قطعة في البنية التحتية لدينا، أما أنت فتكتب التعليمات البرمجية وتجلس مع فريق العمل. وفي تلك المرحلة، تظهر فائدة الخدمات السحابية. يمكنك استخدام البريد الإلكتروني المعتمد على الخدمات السحابية، كما يمكنك تأسيس الشركة باستخدام الخدمات السحابية. وليس عليك توظيف أشخاص لجميع الأدوار وإنشاء بنية تحتية للقيام بالأعمال البسيطة اللازمة لتنظيم الشركة.

شركة أمازون ويب سيرفيسز (الصور عبر ويكيبيديا).

أما في المرحلة الثانية، ستبدأ في زيادة الإنفاق على الشركة مع الحصول على قليل من العملاء، حيث ستصبح بحاجة إلى معرفة تكلفة عمليات التشغيل. وهنا تمتلك شركة أمازون ويب سيرفيسز مجموعة من المستشارين الموثوقين الذين يمكنهم مساعدتك. وإن البدء بإجراءات التحسين المناسبة سيحدث تغييراً: عادة ما يتجلى هذا التغيير عندما يقترب مستوى إنفاقك الشهري من تكلفة توظيف مهندس جديد. وعندما يبدأ إنفاقك على البنية التحتية في الاقتراب من معدل الاستنفاد وتجني الأرباح، سيمكننا الحصول على برنامج قروض للحفاظ على بقاء الشركة الناشئة، فضلاً عن بعض الأشياء التي من شأنها ترشيد إنفاقك، ومن ثم يمكنك توظيف مطوّر برمجيات آخر عند معدل الاستنفاد نفسه. ولكن يجب أن يضيف ذلك قيمة كبيرة حتى يستحق استغراق الوقت في تدبيره.

من وجهة نظر البنية التحتية، بالانتقال من البنية التحتية إلى الخدمات السحابية على نطاق ضيق، فأنت هكذا قد بدأت باستخدام نظام مثل منصة «روبي أون ريلز Ruby on Rails» للبرمجة، فستحصل على تطبيق متكامل من إعدادك بحيث يتضمن هذا التطبيق قاعدة بيانات MySQL وكذلك يتضمن واجهة للمستخدم. وأول شيء عليك فعله هنا هو توسيع نطاق واجهة المستخدم، ومن ثم سيبدأ دور قاعدة بيانات MySQL في الانحسار [...].

وغالباً ما تتم إعادة كتابة التعليمات البرمجية للالتزام بلغة أكثر تنظيماً. وعادة ما تقوم بتوظيف مبرمجين أكثر خبرة لإعادة الكتابة.

٦- أخيراً، ما رأيك في دور شركة "أمازون ويب سيرفيسز" في المساهمة في التكنولوجيا؟

إنني أدير الفريق المسؤول عن تشغيل البرنامج مفتوح المصدر لشركة أمازون ويب سيرفيسز. وعندما التحقت بالعمل لدى الشركة، كانوا يقومون بهذا [التوسع التلقائي] تدريجياً على مستوى المؤسسة، في حين كان هناك فريق للمنتجات مختص بقاعدة البيانات. لذا، بدأنا في تشكيل فريق العمل. قمت أنا بتوظيف مجموعة من الأشخاص [من مجتمع المصادر المفتوحة]. [...]

عندما نظرت إلى موقع شركة "أمازون ويب سيرفيسز"، لم تكن ثمة صفحة للمصادر المفتوحة، لذا أنشأنا صفحة مخصصة لهذا الغرض. كما احتجنا أيضاً إلى البدء في تعريف الناس بما كنا نفعل، ولذا أنشأنا مدونة نستطيع من خلالها التحدث عن كل مشاريعنا المختلفة. كذلك، أعدنا تنظيم خدمة «جيت هاب GitHub» وحصلنا على 800 مستودع، حيث بدأنا في تنظيم الخدمة وتسليط الضوء على الأشياء الأكثر إثارة للاهتمام، وجعلناها قابلة للبحث بحيث يستطيع الناس البحث عنها والعثور عليها. أما داخلياً، فقد تواصلنا مع جميع الطاقم الهندسي في شركة أمازون ويب سيرفيسز وشركة أمازون، حيث أخبرناهم أنه إذا كان لدى أحدهم شيء يمكن أن يساهم به، فإن بإمكاننا مساعدته في التواصل مع المجتمع. وقد استطعنا رفع النتائج على مستوى جميع فرق الخدمات المختلفة، كما بدأنا نرى بعض المشاريع المهمة تخرج من رحم هذه المبادرة. كما أنشأنا أيضاً حساب «AWS Open» على موقع تويتر، وكذلك ننشر تدوينة أو اثنتين أسبوعياً، وبدأنا في إعداد أو [رعاية] عدد من المؤتمرات. [..]

كذلك انضممنا إلى مبادرة «المصدر المفتوح Open Source»، ونحن قيد الانضمام إلى بعض المنظمات الأخرى أيضاً.

ومن المشاريع المهمة الآن مشروع «كوبرنيتس Kubernetes» [وهو عبارة عن خدمة مُدارة تُسهِّل لك تشغيل منصة Kubernetes من خلال شركة أمازون ويب سيرفيسز دون الحاجة إلى تركيب وتشغيل مجموعات Kubernetes خاصة بك]، حيث توجد مساحة متوفرة ونحن نسعى إلى صياغتها في منتج جديد. وفي هذه الأثناء، يمكن أن يتعرّف الناس على منصة Kubernetes على أمازون ويب سيرفيسز، حيث أعددنا ورشة عمل وجعلنا المشروع مفتوح المصدر على خدمة GitHub. وهكذا، إذا حضرت ورشة العمل ووجدت أن الوثائق غير مُحدَّثة، يمكنك الإبلاغ عن ذلك وتقديم طلب، ونحن من جانبنا سنعالج المشكلة. وتُعتبر ورشة العمل وثيقة حية، ففي كل مرة يستخدمها شخص لإنجاز شيء ما، فإنه تُحسِّن من نفسها وتلاحق التطورات وتعالج أخطائها.

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.