English

اجتياز أزمة كوفيد-19: هل الركود يُفضي إلى الابتكار؟

English

في 23 نيسان/أبريل، استضافت ومضة ندوتها الإلكترونية الثانية تحت عنوان "اجتياز أزمة كوفيد-19: هل الركود يُفضي إلى الابتكار؟" بحضور جاسون نادال، مؤسس شركة Centrado Advertising، الذي استعرض الدروس المُستفادة من فترات الركود السابقة، وكيفية تحويل مسار الشركات في أوقات الأزمات.

 

نظرة إلى الماضي

تناول جاسون مسألة الانهيار المالي الذي حدث في عامي 2008 و2009، وأوضح أن تلك الأزمة أدت إلى إنشاء نماذج أعمال قائمة على التكنولوجيا وإلى ظهور اقتصاد العمل الحر (gig economy)، مما مهّد الطريق لازدهار البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم. وقال: "إذا رجعتم بالذاكرة إلى الفترة من عام 1998 إلى عام 2000، ستجدون أن تكلفة إنشاء شركة ناشئة وتشغيلها كانت تبلغ نصف مليون دولار. أما الآن فإن الشركة الناشئة تحتاج إلى 450 دولاراً أمريكياً لكي تضع قدمها على بداية سلم النجاح".

 

وسلط جاسون الضوء على ظهور شركات ناشئة تخطت قيمتها مليار دولار مثل شركة Airbnb وشركة Pinterest اللتين تأسستا في أعقاب ركود عام 2008، وأوضح أن جائحة فيروس كورونا يمكن أن تحفز الابتكار وتمهد الطريق لظهور شركات مليارية أخرى.

 

وذكر أنه: "بعد ارتفاع معدلات البطالة بسبب الأزمة المالية لعام 2008، بدأ الناس يفكرون في أشياء يمكنهم القيام بها في المنزل – وهو ما أدى لاحقاً إلى إنشاء شركة Pinterest التي كان مؤسسوها في البداية يقدمون للناس وسيلة تُمكِّنهم من النظر إلى الأمور بطريقة إبداعية. ثم انضم إلى الشركة بعد ذلك 10 ملايين مستخدم من جميع أنحاء العالم".

 

الزم الدرب

أوصى جاسون الشركات الناشئة التي تحاول النجاة من الأزمة الراهنة بأن تتكيف بسرعة مع مناخ الأعمال المتطور الذي "يتيح الفرصة للابتكار ويفتح باباً للنمو". فتلك الشركات التي تُجري تعديلات جذرية لنموذج أعمالها كمحاولة للتغلب على التباطؤ الاقتصادي يجب ألا تحيد عن الطريق وأن تظل مُحافِظةً على القيمة الذي تقدمها، "ولا يعني ذلك أنك ينبغي ألا تُحوِّل مسار بعض الأمور في شركتك الآن. ولكن الوقت الآن غير مناسب للسعي إلى إنجاز مهام تتعلق بتكنولوجيا المعلومات لمؤسسة ما في حين أنك تعمل في مجال التكنولوجيا المالية. فهذا أمر خارج النطاق تماماً".

 

وذكر جاسون أن الاتساق هو مفتاح جذب الاستثمارات والعملاء على حد سواء في هذه الأوقات العصيبة. وأضاف أنه: "من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى في اقتصاد الأعمال الحرة الذي نشهده حالياً أن تُركِّز حقاً على ما تفعله، وأن تكون واضحاً في ذلك لكي يستطيع المستثمرون والموظفون، والعملاء من قبلهم، أن يفهموا بوضوح شديد ما تقدمه لهم شركتك ومدى ملاءمته لهم".

 

تحويل المسار بذكاء

إضافةً إلى الاتساق، ذكر جاسون أن امتلاك علامة تجارية مؤثرة ومستعدة لإضافة قيمة إلى عملائها يجب أن يكون على رأس الأمور التي يضعها رجل الأعمال نصب عينيه. كما حذر من أن بعض العلامات التجارية قد تظهر بمظهر المُتجاهل للوضع الذي يعيشه الناس، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق أضرار بعيدة الأمد بسمعة العلامة التجارية. وقال: "عندما تتواصل مع العملاء، ينبغي أن تنُمّ أفعالك ونياتك بوضوح على أنك تريد لهم الخير، فتخبرهم بأنك موجود من أجلهم".

 

وأضاف أن "تحويل المسار يتطلب إبداعاً وتخطيطاً وفهماً للأمور التي تُوجِّه قاعدة عملائك في الوقت الحالي. وعندما تحاول الشركات الكبرى تحويل مسارها، فإنها تدرس الوسائل التي يمكن من خلالها خفض التكاليف غير الضرورية للحفاظ على السيولة طوال الأزمة. أما الشركات الناشئة، فينبغي أن تبحث عند تحويل المسار عن مواطن إهدار المال، وعن كيفية التكيف مع احتياجات الناس، وعن الأجزاء غير الأساسية في منصتها".

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.