English

الشركات الناشئة تطبع ابتسامات جديدة ثلاثية الأبعاد

English

الشركات الناشئة تطبع ابتسامات جديدة ثلاثية الأبعاد
Image courtesy of Shutterstock

عندما أصبحت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد أكثر انتشارًا حول العالم، ادعى كثيرون أنه سيأتي اليوم الذي تمتلك فيه كل أسرة طابعة ثلاثية الأبعاد. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لم يتحقق بعد، فقد استطاعت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد إحداث ثورة في العديد من الصناعات بما فيها الرعاية الصحية. 

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وما صاحبها من حالة زهو، أصبحت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مكونًا رئيسيًا للحصول على الابتسامة المثالية باستخدام تقويم الأسنان الشفاف، ومن المتوقع أن تصل قيمة هذه الصناعة إلى 32 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. يرغب قرابة 60 إلى 70 في المائة من السكان حول العالم في الاستفادة من تقويمات الأسنان الشفافة.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO، تأتي حالات سوء إطباق الأسنان وعدم محاذاتها في المرتبة الثالثة بين أمراض الأسنان الأكثر انتشارًا بعد تسوس الأسنان وأمراض اللثة. وقد جرت العادة على استخدام أقواس التقويم المعدنية في علاج المرضى الذين يعانون من حالات سوء الإطباق الخفيفة والمتوسطة، لكن مع انخفاض تكاليف الطباعة ثلاثية الأبعاد، أصبحت التقويمات البلاستيكية المطبوعة بتقنية الأبعاد الثلاثية الاختيار الأشهر لتقويم الأسنان.

تبنت الشركات مثل Align Technology التي تتخذ الولايات المتحدة مقرًا لها وهي الشركة الداعمة لشركة Invisalign نهج البيع مباشرةً إلى المستهلك D2C مستغلةً وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف المستهلكين. وبحلول عام 2020، استخدم 10.9 مليون شخص تقويمات الأسنان التي تبيعها Invisalign ووصلت شحناتها على مستوى العالم إلى قرابة 413 ألف و700 علبة. وحتى الآن، بدأ أكثر 5 ملايين مراهق في الحصول على علاج تقويم الأسنان باستخدام التقويمات الشفافة الخاصة بشركة Invisalign. 

أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن الفرص في مجال تقويم الأسنان في انتظار من يقتنصها، وبدأت ثلاث شركات ناشئة في المنطقة في الظهور على مدار السنوات القليلة الماضية وهي Smilene و Basmaو Eon Dental. وباستخدام نموذج عمل مشابه لنموذج شركة Invisalign، تستخدم هذه الشركات الناشئة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وتنشر إعلاناتها على مواقع التواصل لتبيع مباشرةً إلى المستهلك عبر الإنترنت، إضافةً إلى أنها تقدم تطبيقات لتتبع مستوى تقدم العلاج. 

يقول شريف مسعود، الشريك المؤسس في Basma ورئيسها التنفيذي: "بصفتي اختصاصي تقويم أسنان، لاحظت التحولات التي تشهدها هذه الصناعة، فبدأت أفكر في هذه الأسئلة: ماذا لو ساعدتني التقنية في ميكنة 90% من وظيفتي؟ ماذا لو نجحنا في تقليل عدد الزيارات إلى العيادات وخفض جزء من التكلفة وتوفير التكاليف التي يتكبدها المستهلك؟ هذا ما دفعني إلى تأسيس Basma" 

ويضيف: "شعرت بإحباط شديد تجاه فكرة استخدام التقويمات الشفافة وعلى الرغم من كونها حل جيد جدًا، فإن الانتفاع بها مقصور على الأثرياء بسبب ارتفاع تكلفة العلاج، فأصبحت مهمتنا تخفيض تكلفتها والوصول إلى سعر معقول من بداية العلاج وحتى نهايته. عندما نظرنا حولنا ورأينا كيف ينفذها الآخرون، لاحظنا عيادات الأسنان العادية التي يمكنك الذهاب إليها وتقدم لك علاج باهظ الثمن ولا تستخدم قوة التقنية. فلا تستخدم برمجيات إدارة علاقات العملاء CRM ولا تهتم بإدماج شركات الشراء الآن والدفع لاحقًا، إضافةً إلى عدم وجود دعم مناسب للعملاء، ولاحظنا وجود فجوات كثيرة".

في البداية، تأسست شركة Basma في لبنان قبل انتقال المقر إلى المملكة المتحدة، لكن فريق العمليات موجود في الإمارات وتركز الشركة الناشئة على منطقة مجلس التعاون الخليجي. تتولى الشركة مسؤولية الاستشارات والفحص والعلاج إضافةً إلى إنتاج التقويمات الشفافة داخل الشركة، وتقدم الحل التقني للمدفوعات من البداية إلى النهاية. في العام الماضي نجحت Basma في الحصول على تمويل بقيمة 3 مليون دولار أمريكي في جولة تمويل من السلسلة "أ" Series A بغرض تكثيف أعمالها في دول مجلس التعاون الخليجي وزيادة عدد العيادات في شبكتها. 

أما شركة Smileno التي تتخذ الإمارات مقرًا لها فكسرت حاجز الصمت العام الماضي بعد حصولها على مليوني دولار في جولة البذرة Seed round والحصول على ترخيص من هيئة الصحة في دبي لصالح منصتها التي تقدم خدمات طب الأسنان عن بعد. 

"وفقًا للبحث الذي أجريناه، 85 في المئة من الأشخاص في المنطقة يستطيعون الاستفادة من علاج تقويم الأسنان، إلا أن أقل من1% يستفيدون منه سنويًا" هذا ما صرح به جوناثان دوير مؤسس Smileneo ورئيسها التنفيذي. "كثير منهم لا يمكنهم الحصول على رعاية تقويم الأسنان التي تتناسب مع ميزانياتهم ونمط حياتهم المنشغل. نحن نعمل على رقمنة تقويم الأسنان وذلك لتحديث تجربة المريض وتحسينها وزيادة مستوى الراحة والقدرة على تحمل التكاليف".  

أفضل الشركات الناشئة من حيث التمويل هي الشركة الأردنية Eon Dental التي استطاعت حصد تمويل بقيمة 26 مليون دولار في جولة تمويل من السلسلة "ب" Series B. وقد كانت الجائحة أحد عوامل التحفيز الرئيسية لأعمال الشركة لأن التقويمات الشفافة أثبتت أنها الأفضل والأنسب بسبب عدم الحاجة إلى زيارات متكررة إلى العيادات أو أطباء الأسنان. 

يقول قيس صبري، الشريك المؤسس في Eon ورئيسها التنفيذي: "إن الأحاديث المحيطة بالتقويمات الشفافة عمومًا تتغير تغيرًا كبيرًا، خصوصًا بعد جائحة كوفيد-19. حدثت تغيرات جذرية من حيث تبني الفكرة وأرقام السوق وإمكاناته والاستعداد لتقبل فكرة أن التقويمات الشفافة أصبحت منتجًا يستحق الاهتمام. شهدت هذه الشريحة اهتمامًا واسعًا إلى جانب الاهتمام بالذات والتنمية الذاتية لأن الناس كانوا يقضون جزء كبير من أوقاتهم في المنزل في مكالمات زووم ويهتمون بصحة ابتساماتهم ومظهرها".  

التوسع العالمي

إلى جانب عملها في الأردن، تعمل شركة Eon في أوروبا وآسيا وشمال أمريكا التي تسيطر على قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد في طب الأسنان على مستوى العالم. 

ويرى صبري أن تبني عقلية تتطلع إلى العالمية ساعدت الشركة الناشئة في الاستفادة من مجموعة المواهب الدولية ومقارنة منتجها بمنتجات المنافسين الدوليين. 

ويضيف: "كون شركتنا شركة ناشئة لها مقر في سوق ناشئ لكنها تعمل خارجه لم يمنحنا موقعًا متميزًا أو إمكانية الوصول إلى المواهب، ونحن الآن نمتلك عمل تجاري عالمي مما يسمح لشركتنا بأن تصبح منظمة ذات مستوى أعلى من اللامركزية وهذا يعني مزيد من القوة والصلابة". 

السوق في المنطقة به فرص نمو هائلة للشركات الناشئة الثلاث، وهذا يعني أن الشركات الثلاث تتطلع إلى استهداف أسواق أخرى ذات قوة شرائية أعلى وسوق أكبر لتقنيات طب الأسنان. 

ويشير مسعود إلى رأي مماثل ويرى أن شركة Basma لديها خطط قوية لتوسيع أعمالها في أوروبا. 

ويختم حديثه: "هذه شريحة متنامية في السوق وتقدر بقرابة 150 مليار دولار على مستوى العالم. ومن ناحية أخرى، يُقدَّر هذا السوق في الشرق الأوسط بقرابة 4.1 مليار دولار. في الأعوام الخمسة القادمة، نريد أن تكون نصف إيراداتنا من الشرق الأوسط والنصف الآخر من أوروبا. من بين كل الأسواق التي نعمل بها، فإن المملكة العربية السعودية هي أكبر أسواقنا المستهدفة".

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.