English

أوبونتيا الإماراتية: لماذا تركز الآن على تركيا؟

English

أوبونتيا الإماراتية: لماذا تركز الآن على تركيا؟
(من اليسار إلى اليمين): مانفرد ماير وفيليب جونستون الشركاء المؤسسون في أوبونتيا

على مدار قرون، ظلت دولة تركيا المعروفة بثقافتها الغنية المُتأثرة بالشرق والغرب بوتقة انصهار التجارة والتبادل التجاري.

أما في العصر الرقمي، فقد باتت الدولة موطنًا لإحدى أسواق التجارة الإلكترونية سريعة النمو في آسيا، إذ تنمو بمعدل 15% سنويًّا. 

في 2021، شكلت معاملات التجارة الإلكترونية 18% من إيرادات التجارة المحلية في تركيا ووصل إجمالي المبيعات إلى 16.3 مليار دولار. 

وقد أصبحت التجارة الإلكترونية عنصرًا جاذبًا للتمويل المُغامِر أيضًا ورمزًا للاقتصاد الرقمي للدولة، وباتت تركيا موطنًا لشركتين ديكاكورن (الشركات التي تصل تقييمها إلى 10 مليار دولار أو أكثر) وهما: ترينديول وجيتير. 

تريندول هي أول سوق تجارة في مجال الموضة في تركيا، حصلت على تمويل 1.5 مليار دولار في تقييم ما قبل التمويل قيمته 16.5 مليار دولار، أما جيتير وهي منصة للتجارة السريعة فحصلت على تمويل 768 مليون دولار في جولة من السلسلة "أ" في مارس هذا العام وتقييم يتعدى 12 مليار دولار. 

تجدر الإشارة إلى أن الأعمال التجارية العالمية يزداد تركيزها على تركيا بغرض التوسع في السوق. 

في العام الماضي، وبعد فترة قصيرة من إطلاق شركة أوبونتيا الإماراتية وحصولها على تمويل 20 مليون دولار، وهي شركة يرتكز نشاطها على الاستحواذ على الشركات الناشئة العاملة في مجال التجارة الإلكترونية ومساعدتها على التوسع، أطلقت الشركة نشاطها في تركيا. 

يقول فيليب جونستون، الشريك المؤسس في أوبونتيا: "الاقتصاد في تركيا أحد الاقتصادات الأسرع نموًا على مستوى العالم، وأعمار السكان صغيرة إضافةً إلى براعتهم في استخدام التقنية، الآن، يسعى الأشخاص إلى شراء البضائع المباعة على قنوات التجارة الإلكترونية بأسعار منخفضة، وهذا يعني بداية ابتعادهم عن القنوات التقليدية والانجذاب إلى التجارة الإلكترونية التي أصبحت سوقًا قوية جدًّا لنا محليًّا وعلى مستوى التصدير أيضًا". 

النمو في التجارة الإلكترونية هو نتيجة مباشرة لتزايد شهرتها على الإنترنت إلى جانب زيادة استخدام حلول التقنيات المالية وشهرتها، لكن مع معاناة الدولة بسبب ارتفاع معدلات التضخم وضعف الليرة يستمر سلوك الزبائن تجاه التسوق على الإنترنت في التغير. 

وفقًا لوجهة نظر يمن ألب أنجان المدير العام المسؤول عن عمليات تركيا في أوبونتيا، فإن حالة الاقتصاد الكلي في الدولة قد أثرت على عادات تسوق العملاء، إذ يختار أغلبهم المنتجات الأقل تكلفة أو يشترون فورًا خوفًا من ارتفاع الأسعار فيما بعد. 

تُصارع منصات التجارة الإلكترونية من أجل مواكبة سرعة تغيُر سلوك المستهلكين وتميل إلى تقديم منتجات بأسعار أقل من المتاجر التقليدية لجذب الزبائن. 

يقول أنجان: "التحدي الرئيسي في تركيا هو حالة الاقتصاد الكلي وارتفاع معدلات التضخم، لكن هذا التحدي له تأثير متزايد ومثير للاهتمام على جانب الاستهلاك نستطيع رؤية أثره في العلامات التجارية التركية، فعلى الرغم من انخفاض قيمة العملة، حتى فيما يخص العملة الصعبة مثل الدولار الأمريكي، فإننا لاحظنا نسبة نمو مستدامة في الأسواق التركية التي تُباع فيها هذه العلامات التجارية، إضافةً إلى التأثير الإيجابي المختلف بسبب أن تركيا أصبحت مركزًا رئيسيًّا للتوريد للعلامات التجارية التي نملكها في الدول الأخرى". 

العلامات التجارية التي تبيع منتجاتها عن طريق القنوات الموجودة على الإنترنت تأثرت سلبًا هي الأخرى بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام والعمالة، وهذا الموقف المالي أثر على هذه العلامات التجارية وقدرتها على أن تصبح أعمال تجارية مستعدة للتصدير وعلى توسيع نطاق أعمالها في الأسواق الأخرى. 

يضيف أنجان: "ما لاحظناه هو معاناة الشركات من ضغوط التضخم بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام، ورأس المال البشري في تركيا ليس الأكثر استعدادًا للبيع في الدول التي تمتلك عملة صعبة مثل الاتحاد الأوروبي أو المملكة العربية السعودية. نحن لدينا علامات تجارية على المستوى نفسه، لكن لدينا مشكلة في التوسع في الأسواق الأكثر ربحية". 

التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي

بعد استحواذها على علامات تجارية محلية، تسعى أوبونتيا إلى ترسيخ اختراقها في أسواقها الأساسية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وبولندا، أما السوق في دول مجلس التعاون الخليجي فيمثل فكرة جذابة للعلامات التجارية التركية مقارنةً بالدول الأخرى، وبسبب ارتفاع أسعار النفط وما يمثله من دعم، فإن إنفاق المستهلكين في سوق دول مجلس التعاون الخليجي كان أقل تأثرًا بالتباطؤ الاقتصادي العالمي مقارنةً بالدول المجاورة. 

منذ إطلاق أوبونتيا في تركيا، استطاعت الاستحواذ على خمس علامات تجارية تعمل في مجال مستحضرات التجميل وهي: لويس بين Luis Bien، وفايس لاب Face Lab، وجوفنيل Juvenile، وبيوفيلين Biofeline، وبيوتي بيلو Beauty Pillow التي تقدم وسادات تساعد على تقليل التجاعيد وتُعد بحسب الطلب. 

في وقتٍ مبكر هذا الشهر، عرضت العلامات التجارية التجميلية الثلاث منجاتها في أسبوع دبي للجمال Dubai Beauty Week وهو ما يمثل جزءًا من توسع مخطط داخل البلاد ودول مجلس التعاون الخليجي على نطاق أوسع، ويضيف أنجان ويوضح وجود طلب متزايد على العلامات التجارية التركية التي تعمل في قطاعات محددة مثل منتجات التجميل والجمال. 

ويضيف: "مجال منتجات التجميل والمكملات الغذائية الخاصة بالحيوانات الأليفة والمنسوجات المنزلية ومنتجات الأطفال هي من بين القطاعات الأكثر انتشارًا في تركيا. 

أما قطاع منتجات التجميل فهو قطاع مرغوب في دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصًا في المملكة العربية السعودية والإمارات، وقد عزز ذلك التقارب الأخير في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتركيا". 

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.