تمويل الشركات الناشئة في المنطقة يتراجع إلى 337 مليون دولار في أغسطس 2025 رغم نمو سنوي بنسبة 74%

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراجعًا حادًا في تمويل الشركات الناشئة خلال شهر أغسطس، إذ جمعت 47 شركة ناشئة ما مجموعه 337.5 مليون دولار. ورغم أن الرقم أقل بنسبة 57% مقارنةً بتمويل يوليو الذي وصل إلى 783 مليون دولار، فإنه ما يزال أعلى بـ 74% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
يعكس هذا التراجع حالة التصحيح التي تشهدها بيئة الشركات الناشئة في المنطق بعد الصفقات الضخمة التي أُبرمت في يوليو، إذ تركزت معظم نشاطات أغسطس في السعودية والإمارات، مع تحوّل الزخم نحو تكنولوجيا العقارات (Proptech) والبناء (Contech).
السعودية والإمارات تتصدران المشهد مجددًا
للمرة الثانية على التوالي، قادت السعودية المنطقة، إذ تلقت استثمار قدره 166 مليون دولار عبر 19 صفقة، تلتها الإمارات بـ 154 مليون دولار جمعتها 11 شركة ناشئة. أما مصر، التي كانت ضيفًا دائمًا في إحدى المراكز الثلاث الأولى، فقد واصلت تراجعها للشهر الثاني على التوالي، مكتفيةً بجمع 14.7 مليون دولار تم استثمارها في ثماني شركات ناشئة.
وتراجعت العراق إلى المركز الخامس بعد أن احتلت المرتبة الثالثة الشهر الماضي، مكتفيةً بصفقة واحدة بقيمة 1.5 مليون دولار، بينما حافظت المغرب على وجودها في المراتب الأربعة الأولى.
تكنولوجيا العقار تتصدر.. والتكنولوجيا المالية تستعيد زخمها
تصدر قطاع تكنولوجيا العقارات المشهد بجمع 96 مليون دولار عبر 4 صفقات، ما يعكس استمرار شهية المستثمرين لحلول الابتكار العقاري. في المقابل، استعاد قطاع التكنولوجيا المالية زخمه ليحل في المركز الثاني بجمع 68.3 مليون دولار من خلال 5 صفقات.
وجاءت تكنولوجيا البناء في المركز الثالث مدفوعة بجولة تمويلية ضخمة لشركة MYCRANE بلغت 50 مليون دولار. أما قطاع تكنولوجيا الألعاب فقد قفز إلى المركز الخامس بفضل المستثمرين السعوديين الذين ضخوا 12.6 مليون دولار في شركات ناشئة متخصصة في تطوير الألعاب الرقمية، في إشارة واضحة إلى طموح المملكة في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للألعاب والمحتوى الرقمي.
المراحل المتقدمة تحصد النصيب الأكبر من التمويل
هيمنت المراحل المتقدمة على نشاط التمويل في أغسطس، إذ جمعت 3 صفقات من الفئة "ب" (Series B) حوالي 112 مليون دولار، تلتها 3 صفقات من الفئة "أ" (Series A) بقيمة 82 مليون دولار. وساهم التمويل بالديون بنحو 60 مليون دولار، أي ما يعادل 18% من إجمالي التمويل، في حين تراجعت جولات التمويل المبكر بشكل ملحوظ، إذ جمعت 31 شركة ناشئة 22 مليون دولار فقط.
تعكس هذه الأرقام تحولًا نحو بيئة استثمارية أكثر انتقائية، حيث يركز المستثمرون على الشركات التي اجتازت مراحل التأسيس وتسعى للنمو، بدلاً من الرهان على الاستثمار المغامر.
الشركات الموجهة للأعمال تستعيد الصدارة
استعادت نماذج الأعمال بين الشركات (B2B) الصدارة مجددًا، إذ جمعت 32 شركة ناشئة نحو 180 مليون دولار. في المقابل، حصدت الشركات الموجهة للمستهلكين (B2C) حوالي 116.9 مليون دولار عبر 9 صفقات، بينما ذهب الباقي إلى الشركات الموجهة لكل من النموذجين.
يشير هذا التحول إلى أن المستثمرين يميلون نحو النماذج المعتمدة على تحقيق إيرادات واضحة ومسارات ربحية أكثر استقرارًا مقارنة بالشركات الموجهة للأفراد.
قفزة في تمويل رائدات الأعمال
رغم استمرار هيمنة الشركات التي يقودها رجال على التمويل، كالعادة، إذ جمعت 41 شركة مؤسسوها من الذكور نحو 263.5 مليون دولار، شهد أغسطس قفزة نادرة في تمويل الشركات التي تقودها نساء، حيث جمعت 72.3 مليون دولار عبر صفقتين بارزتين في السعودية هما فز وجاذرإن. أما الشركات التي تضم مؤسسين من الجنسين فقد حصدت 1.6 مليون دولار فقط. ورغم أن الفجوة الجندرية ما زالت قائمة، فإن هذه الصفقات تمثل علامة فارقة في مسار رائدات الأعمال بالمنطقة.
تصدر هذه التقارير الشهرية بالتعاون بين ومضة والموجز الرقمي.