English

الشركات الناشئة البيئية في المغرب تضع أفريقيا نصب أعينها

English

الشركات الناشئة البيئية في المغرب تضع أفريقيا نصب أعينها

شكّل "مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ" COP22 منصّة فعالّة للابتكار وريادة الأعمال في المغرب. وقد استفاد روّاد الأعمال المغربيون والرواد الطموحون الذين يعملون في الاقتصاد الأخضر من أكبر لقاء سياسي بيئي لمشاركة أفكارهم وتطوير حلولٍ جديدةٍ للمشاكل البيئية.

وفي حين استمرّ المؤتمر من 7 إلى 18 تشرين الثاني/نوفمبر في مراكش، تركّزت أغلب الأفكار والمسابقات في إطار هذه الفعاليّة على حلّ المشاكل التي تواجهها القارة الأفريقيّة بشكل خاص.  

واجب اجتماعيّ

لطالما شكّلت التقنيّة النظيفة هاجساً أساسيّاً لروّاد الأعمال الاجتماعيّة في المغرب. وقد شاركت كوثر أباهادوKaoutar Abbahaddou ، خريجة شبكة "إناكتس"  Enactus ورائدة الأعمال الاجتماعيّة التي أسّست "أفريقيا واتر إنوفايتيف سوليوشنز" Africa Water Innovative Solutions (AWIS)، في هذا المؤتمر لزيادة معارفها في هذا المجال واكتشاف توجّهات وابتكارات جديدة في قطاع المياه.

"لقد شاركتُ أوّلاً في ’مؤتمر الشباب حول المناخ‘ COY12 الذي عُقد قَبل ’مؤتمر الأمم المتحدة  لتغير المناخ‘ واستضاف أكثر من ألفي شاب من أكثر من 30 بلداً، بغية مناقشة التحدّيات البيئيّة المختلفة"، كما قالت لـ"ومضة". وأضافت أنّ مشاركتها بعد ذلك في "مؤتمر الأمم المتحدة لغير المناخ" "كانت لإيجاد فرصٍ تعاونيّةٍ لشركتي، وبالفعل نجحتُ في إطلاق محادثاتٍ آملُ بأن تؤدّي إلى شراكات فعّالة". 

روّاد أعمال "إناكتس" يقدّمون مشاريعهم في مساحة "جرين زون". (الصورة لـ"إناكتس").

 ساعد الفرع المغربي من منظّمة ريادة الأعمال الاجتماعية "إناكتس"، "إناكتس المغرب" Enactus Morocco، 30 شركة ناشئة للسفر إلى مراكش لعرض منتجاتها. وقال المدير هذا الفرع والشريك المؤسس لـ"المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعيّة" Moroccan Centre for Innovation and Social Entrepreneurship، عدنان عدّاوي، إنّ "’مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ‘ شكّل فرصةً لاكتساب معارف جديدة لكلّ من أصحاب هذه المشاريع إذ سمح لهم بلقاء شركاء جدد ومزوّدين جدد وعملاء جدد. وكان في ذلك فائدة كبيرة، بخاصة للذين بدأوا مؤخّراً".

شارك في المؤتمر أيضاً ثمان شركات ناشئة احتضنتها حاضنة الأعمال "إسباس بداية"   L'Espace Bidaya، ومنها "جرانيكو"  Graneco والمصبغة البيئيّة "كلينزي" Cleanzy، وعرضت أفكارها ومشاريعها.

"جرانيكو" تنتج وقوداً حيوياً بديلاً للفحم والأخشاب من النفايات، كما تساعد أهالي الجبال بتوزيع "الجذوع" المصّنعة من النفايات المعاد تدويرها مجّاناً. وقد سمحت الفعاليّة لمؤسسيها، محمد حفيد وكنزا جولنار بتوسيع شبكة معارفهما و"تقييم مدى اهتمام السوق بهذا المشروع بالإضافة إلى كيفيّات التمويل،" حسبما شرح حفيد. 

قادة المشاريع من "إسباس بداية" (الصورة من صفحة "إسباس بداية" على الـ"فايسبوك").

عروض الأفكار لإنقاذ البيئة   

جمع عرضان للأفكار روّادَ أعمالٍ وصانعين ومصممين ومهندسين وعلماء من جنسيّات مختلفة، وذلك من أجل التعاون في إيجاد حلول مستدامة للتحدّيات البيئيّة في المستقبل.

أوّلهما جاء في إطار "انوفايشن كامب" Innovation Camp واستضاف 8 مشاريع مبكرة وكان من تنظيم حاضنة مغربية للأعمال الثقافية والفنيّة، "هنا" Houna. أمّا الثاني، تحت "سكايل كامب" Scale Camp،  فجمع 9 شركات ناشئة أكثر نضوجاً، ونظّمته منصّة التعاون العالميّة "أوبن تيم" Openteam.

وبعد أن ركّز التدريبان على الابتكارات البيئيّة من الزراعة إلى الطاقة وإعادة التدوير وتمّ عرض الأفكار بعد خمسة أيّام أمام لجنة تحكيم من الخبراء والمستثمرين، وقع الاختيار على 3 مشاريع من كلّ عرض للمشاركة في النسخة الأولى من "ستارتب ألتيتود" المغرب Startup Altitude Morocco. وهذه فعاليّة أخرى سوف يستضيفها المغرب بعد "مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ". 

 المشاركون في "انوفايشن كامب" (الصورة من "هنا").

 

نظّمت "ستارتب المغرب" Startup Maroc نسخة خاصة من "ستارتب ويكند" Startup Weekend ، المسابقة العالميّة التي تقام في 150 بلداً وتضمّ فرقاً تتبارى لمدّة 54 ساعة للانتقال من مرحلة الفكرة إلى مرحلة الشركة الناشئة.

وحصل الرابح في هذه المسابقة، "أوفرنك" Overnec، على شيكٍ بقيمة ألف دولار و12 ألف دولار من الخدمات من تقديم "ميكروسوفت فور أفريقيا" Mirosoft4Afrika، لتحقيق مشروعه الذي يحوّل الزيوت المستخدمة في الطبخ إلى صابون صديق للبيئة.

وأيضاً، اجتمع في مسابقة "هاك & بيتش" Hack & Pitch 500 شخص من طلاب الجامعات المحليّة وشركات التقنية والتصميم وعملوا سويّاً لمدّة 36 ساعة لتطوير تطبيق على الهواتف المحمولة حول التكنولوجيا الخضراء. استخدموا لهذه الغاية منصّة "سكريندي"   Screendy المغربية والتي تقدّم طريقة سريعة وفعالة لتطوير تطبيقات على الهواتف بسهولة، وتباروا للحصول على شيك بألف دولار و27 ألف دولار من خدمات "مايكروسوفت" السحابية. 

المشاركون في "سكايل كامب" (الصورة من "هنا").

التعاون وأفريقيا سرقا الأضواء في "تك 22"

في حين ركّزت الاستراتيجيّة الاقتصاديّة والديبلوماسية للمغرب على القارة الأفريقيّة حيث يتمّ تجاهل تأثير تغيّر المناخ، اختار "مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ" التركيز على حاجات هذه القارة أيضاً.

فنظّم "هاب أفريقيا" Hub Africa ملتقى للابتكار باسم "تك22" Tech22 عقد لمدّة 11 يوماً في "المزار مول" Al Mazar، وشارك فيه روّاد أعمال وطلاب ومنظّمات وهيئات حكوميّة. هدف هذا الملتقى إلى إنشاء قادة أفريقيين في مجال التكنولوجيا الخضراء.

ساهم هذا الملتقى المفتوح للجميع بنجاح تطبيق جمع النفايات في مراكش، "فيل بروبر" Ville Propre، بحسب مؤسّسه محسن بورقيبة. فقد تعرّف الفريق إلى هيئات وأشخاص لم يكن ليصل إليها دون هذه الفعاليّة وحضورها المتنوّع.

وشرح بورقيبة أنّ فريقه التقى برئيسي بلديتي الرباط والدار البيضاء، وحدد موعد لقاء مع كلّ منهما للتعاون في تطبيق النظام "الذي طورّناه في هاتين المدينتين، كما أنّ التطبيق جذب اهتمام شخصيات كبيرة في السنغال". 

رئيس "مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ" COP 22، صلاح الدين مزوار، في "تك22". (الصورة من DR)

رئيس "مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ" COP 22 ووزير الشؤون الخارجية والتعاون في المغرب، صلاح الدين مزوار، أبدى عن إعجابه بالابتكار والإبداع الذي رآه في أكشاك "تك22"، خلال خطابه في هذه الفعاليّة.

كما شدد على ضرورة التحرّك والتعاون في القضايا البيئية التي تقدّم فرصاً هائلة لروّاد الأعمال من حيث النموّ والتطور، بالإضافة إلى أنّها تحسّن الظروف المعيشيّة.

أمّا الآن وبعد انتهاء "مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ" في المغرب، فإنّ التحدّي الأساسي في الاستفادة مما تركه من أثر ونجاحات ووضعها في خطّة عمل طويلة الأمد، هي أمور تبقى أكبر من تصريح أو نشاط لمرّة واحدة.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.