English

أسباب انتشار السيارات الكهربائية في شوارع الأردن [مقابلة]

English

أسباب انتشار السيارات الكهربائية في شوارع الأردن [مقابلة]

لقد وصلت مبيعات السيارات الكهربائية أقصاها عام 2016 عندما تم بيع أكثر من 750,000 سيارة حول العالم. هذا وقد وصل العدد المُجمل للسيارات الكهربائية في العام نفسه إلى مليوني سيارة، الأمر الذي حطّم رقماً قياسياً آخراً بالنسبة إلى دراسة أجرتها "الوكالة الدولية للطاقة" هذا العام حول السيارات الكهربائية.

وبالرغم من أنّ السيارات الكهربائية لا تتعدّى الـ0.2% من مجمل عدد السيارات خفيفة الاستخدام في العالم، إلّا أنها بدأت تحظى باهتمام متزايد من قبل المستخدمين والحكومات كذلك، بسبب منافعها الاقتصادية والبيئية.

تُعد حكومتا الأردن والإمارات لاعبتين مهمتين في الاستثمار بالسيارات الكهربائية بسبب استعانتهما باستراتيجيات تُيسّر الانتقال إلى نظام نقل أكثر استدامة.   

تعمل الحكومتان على تشجيع مواطنيها إلى الانتقال من سيارات البنزين إلى نظيراتها الكهربائية، من خلال تقديم مُحفزات لوجستية ومالية مثل الإعفاء من رسوم التسجيل الذي قد يصل إلى حد 11,000 دولار في الأردن للسيارة الواحدة، حيث يتمتّع مالك السيارة الكهربائية بإعفاءات أخرى أيضاً منها الجمارك وضريبة القيمة المُضافة.

وفي نية تسويق السيارات الكهربائية لعامة الشعب، ضمّت الحكومتان سيارات كهربائية وهجينة إلى أسطول النقل العام. وقد قامت "هيئة الطرق والمواصلات في الإمارات" خلال شهر آب الماضي بضمّ 554 سيارة هجينة إلى سيارات الأجرة التابعة لها لزيادة نسبة هذا النوع من السيارات ضمن أسطولها، لتصل إلى 17% بحلول نهاية العام.

استبدلت الأردن ٣٠٠ سيارة عمومية تعمل على البنزين بسيارات كهربائية من Tesla. (الصورة عبر Pixabay)

وفي السياق ذاته، أطلقت حكومة الأردن خدمة "توصيلة" لنقل الركاب في سيارات كهربائية، كما واستبدلت 300 سيارة تعمل على البنزين تابعة للقطاع العام بسيارات "تيسلا" Tesla الكهربائية.

حاليًّا، وصل عدد موزعي السيارات الكهربائية في الأردن إلى خمسة وهم: "تيسلا" Tesla، "نيسان" Nissan، "بي ام دبليو" BMW، و"بي واي دي" BYD. أمّا عدد السيارات الكلي في المملكة فهو 3,586 اعتباراً من أيّار الماضي، بحسب مصدر من "دائرة الإحصاءات العامة الأردنية".  

لشحن مركباتهم، يستطيع مالكو السيارات الكهربائية في الأردن إمّا زيارة إحدى المحطات الكهربائية الثمانية التي تُديرُها مجموعة "المناصير"، حيث تتراوح مدّة الشحن ما بين الـ45 دقيقة والساعة، أو توصيل المركبة بمقبس كهربائي في المنزل رغم أن هذا الخيار يتطلب المزيد من الوقت وقد يصل إلى ثماني ساعات.

لقد اتسمت السيارات الكهربائية بخفض انبعاثات الكربون الضارة بالبيئة، ولكن كيف يمكن ذلك علماً أنّ إنتاج الكهرباء المستخدمة لشحن هذه المركبات تتطلب عملية حرق الوقود والتي بدورها تُنتج الانبعاثات ذاتها المُراد تُجنبها.

للإجابة على هذا السؤال وأسئلة أخرى تتعلق بدور السيارات الكهربائية في الأردن، قامت "ومضة" بمقابلة المُهندس الكهربائي معن السيد الذي يعمل في مجال الطاقة المُتجددة في "سبكترام" Spectrum، وهو عضو في مبادرة "ميم دوت" Meem Dot التي تهدف إلى رفع التوعية حول الثورة الصناعية الرابعة.

ومضة: ما الهدف من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر استخدام السيارات الكهربائية، في حين أنّ هذه الانبعاثات تصدر أيضاً من إنتاج الكهرباء التي تعتمد عليها هذه السيارات؟

السيد: هذا سؤال جدلي جداً خاصة وأن إنتاج الكهرباء يُعدّ المصدر الأساسي لانبعاث ثاني أكسيد الكربون، يليه التنقل. لا يُمكننا أن نقول بصراحة أنّ السيارات الكهربائية تُخفض من الانبعاثات، إلّا إذا اعتمدنا على الطاقة المُتتجددة لإنتاج الكهرباء. بينما لا يُمكن لسيارات محرك الاحتراق الداخلي أن تكون بيئية في أي وقت من الأوقات، ويُمكن للسيارات الكهربائية أن تتسم بهذه الخاصية في حال تم الاعتماد على الطاقة المُتجددة.  

ومضة: ما هي التحديات لإنشاء محطات كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية؟

السيد: إضافة إلى الإجراءات الحكومية المُوجب اتباعها، يُعتبر تخزين الطاقة عائقاً يصعب التخلص منه، فلا يزال إنتاج  الطاقة الشمسية في معظم الأحيان مُعتمداً على الشبكة، بخاصّة خلال ساعات الليل. لذلك إذا أردنا أن نستغل الطاقة الشمسية بشكل فعال لا بد من استخدام أنظمة تخزين، وهذا يزيد العملية تعقيداً.

يمكن شحن هذه السيارات في محطات مختصة أو حتى في المنزل. (الصورة عبر Pixabay)

ومضة: ما أهمية السيارات الكهربائية للأردن؟

السيد: لم يكن الأردن، الذي يستورد 96% من طاقته، يوماً مصدراً للنفط وبالتالي لطالما كان مُهدّداً بارتفاع الأسعار، لذلك يبدو أن للسيارات الكهربائية مستقبلاً مشرقاً في المملكة التي تُعتبر من المستثمرين المهمين في مشاريع الطاقة المُتجددة. أعتقد أنه من المنطقي أن تبدأ الدولة بإعادة تصميم نظام نقل عام يعتمد على الطاقة المتجددة.

ومضة: ما هي التحديات التي تواجه مستخدمي وموزعي السيارات الكهربائية في الأردن؟

السيد: التحديات تضمّ ولا تقتصر على رفع الوعي عند المواطن حول المنفعة الاقتصادية للسيارات الكهربائية إضافة إلى تأسيس محطات شحن كهربائية تضمن ألا ينقطع المركبة من الطاقة بعد تعدي المسافة القصوى التي تتحملها والتي تصل إلى 150 كم للحجم المتوسط.

ومضة: ما الذي يحتاجه الأردن لضمان نموّ مبيعات السيارات الكهربائية؟

السيد: على المدى القصير، مواجهة التحديات التي ذكرتها سابقاً سيؤدي إلى ارتفاع وليس فقط إلى استدامة مبيعات السيارات الكهربائية. أمّا على المدى البعيد، أتوقع أن تنتشر السيارات الكهربائية بطريقة تلقائية وعفوية، خاصة وأنّه من المتوقع أن تنخفض معدلات إنتاج سيارات محرك الاحتراق الداخلي وحتى السيارات الهجينة، هذا إن بقي اقتناء سيارة منطقياً من الأساس علماً أنه سيكون للقيادة التشاركية رواجاً وأتباعاً في المستقبل.

 

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.