عربي

هل يمكن أن يغزو موقع عروض أردني سوق السعودية؟

English

هل يمكن أن يغزو موقع عروض أردني سوق السعودية؟

 لعلّ زمن مواقع العروض اليومية يشارف على نهايته في المنطقة العربية ولكن العروض المحدودة المدة تشهد ازدهارًا سريعاً خلال هذه المرحلة.  

 ومنذ انطلاق مواقع عروض محدودة المدة في الشرق الأوسط عام 2010، قادت "ماركة في آي بي" MarkaVIP و"سكّر" القطاع، حيث أصدرتا نسخة محلية من الموقع الفرنسي "فانت بريفيه" Vente-privée عام 2004 لبيع الملابس على الإنترنت بحسومات كبيرة لمدة محدودة.

 وبعد ثلاث سنوات، لا يزال الموقعان يحققان نمواً. فـ"ماركة في آي بي" ادعت أنها على السكة الصحيحة عام 2012 لتحقق 100 مليون دولار من المبيعات، إلاّ أن مدير العمليات سهراب جهنباني أشار إلى أن "العائدات وحدها لا تصنع شركة مستدامة" (قريباً سنقرأ المزيد عن مقاييس ماركة الخاصة بالمستخدم). أما "سكّر" فقد استحوذت عليها نظيرتها "سوق" العام الماضي، في مسعى لتعزيز توسعها عبر تقوية الموارد.       

وفي العام الجاري، بدأ جيل جديد من المواقع يزدهر، معظمها تستهدف الحاجيات المنزلية مثل موقعي "وسادة" الأردني و"ديسادو"  ومقره دبي، المستنسخان عن "وان  كينجز لاين" ( One King’s Lane) الأميركي، واللذين انطلقا في كانون الأول/ ديسمبر لتقديم مجموعة من الأثاث وقطع التصميم، واليوم ينضم "حرير" إلى القطاع حيث يفرد لنفسه مكاناً في سوق الموضة الأردني.

 تعرفوا على "حرير"

 من خلال عرض أعمال لمصممين كبار مثل "جوسي كوتور" Juicy Couture ورالف لورين ومواهب أردنية محلية، تأمل "حرير" بأن تفوز باهتمام زبائن يبحثون عن شيء فريد. هذا ما تقوله جميع مواقع العروض المحدودة المدة، غير أن "حرير" هو الموقع الوحيد الذي يعرض تصاميم قمصان غريبة لشركات محلية مثل شركة "ملبّس" الممتازة.       

 أما قصة تأسيس الموقع فبسيطة، حيث أن الفريق المؤلف من الشقيقين موسى وهناء أيوبي، كانا يعيشان في الخارج حين لاحظا الازدهار السريع لمواقع العروض المحدودة المدة في الولايات المتحدة وأوروبا. وبعد أن تركا وظيفتيهما في "إرنست أند يونغ" Ernest and Young و"آي تي كيرني" AT Kearney على التوالي، عادا إلى الأردن على أمل أن يحدثا فرقًا كرياديين.  

 وكأي شركة ناشئة، يقر المؤسسان بأن "حرير" هي عمل مستمر. وفي حين أن 50% من مبيعات الموقع تأتي من المنتجات المحلية، يعترفان بأن الماركات العالمية هي التي تغري الشارين. غير أن هذه الماركات المحلية تخفض أسعارها، كما تقول هناء، وهو ما يجعل الموقع على تماس مع السوق المحلية.

 من خلال كسب ثقة المشترين عبر تأمين تجربة مستخدم جيدة، يأمل المؤسسان بأن يدعما شعبية القطع المحلية، وتقول "يزور الناس الموقع باحثين عن جوسي كوتور ومن ثم يتصفّحون "نقش" (شركة أردنية لتصميم الملحقات الخاصة بالمنزل والموضة).   

 ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر، جمع الموقع ثمانية ألف عضو، وتمت 80% من عمليات الشراء عبر خدمة الدفع عند الاستلام و10% عبر "باي بال"، و10% عبر "مانيبوكرز" Moneybookers. ومع تقدم الموقع، يواصل الفريق إجراء الاختبارات إلى حين اكتشاف ما هو الأكثر ثباتاً. وتقول حنان "نحن نجلب تصاميم من الخارج فقط لننوّع والأمر ينطبق على ملحقات المنزل"، مضيفة "والقليل من الأجهزة الإلكترونية".

التوسّع إلى السعودية

بعد ستة أشهر من انطلاقها، قررت الشركة بدء الشحن إلى السعودية. وكما تقول لك أي شركة تجارة إلكترونية، هذا يعني فتح باب للمشاكل. فمع المعدلات العالية للطلبيات المرتجعة وسوق التخزين المحلية المعقدة، لا يعدّ الدخول إلى ثاني أكبر سوق في المنطقة (التي تقدر قيمتها بـ520 مليون دولار) مهمة سهلة على الإطلاق.

وفي "حرير"، التي تأسست بالكامل بتمويل ذاتي، لا تزال الطريق في بداياتها، حيث تخطط الشركة مواصلة تنفيذ الطلبيات من مستودعها في الأردن ومن ثم حزم الطلبيات المرتجعة من السعودية في منشأة محلية لشركة أرامكس قبل الشحن من أجل تقليص التكاليف. وما إن يتلقى المؤسسان أول جولة من الاستثمار، حتى يبحثان عن مستودع في دبي أو الرياض.  

 ومن خلال مراقبة الزبائن عن كثب، يأملان في تقليص عدد الطلبيات المرتجعة التي شكلت 5% من الطلبيات في الأردن. ومن خلال المراهنة على السعودية بدلاً من التأسيس في دبي أولاً، قد تكون "تحرير" أول شركة تجارة إلكترونية تسلك هذا الطريق.

 غير أن المؤسسين يأملان بأن يشهدا تعاملات أكبر في السوق الجديدة ويؤمنان بشدة بأنه ليس هناك أي سبب كي لا ينجح موقع مبيعات متخصص نظراً إلى نجاح النموذج. وقال "إنه أحد أكثر القطاعات نجاحًا في الولايات المتحدة وأوروبا"، قبل أن تضيف هناء، "ليست المسألة مسألة توقيت بل مدى سرعة انضمام المنطقة العربية إلى باقي العالم في الشراء على الإنترنت".

ولكن التجربة بدأت للتو. فهل سيتوجه محبو "ملبّس" فعلاً لشراء منتجاته على الإنترنت بدلاً من الذهاب إلى متجره الجديد في شارع الرينبو؟ وهل سينجذب السعوديون إلى المصممين الأردنيين؟ وهل سيكون لإنشاء متجر على الأرض أهمية يوماً ما؟ يقول سنان الخطيب، مؤسس متجر "فلفيتّي" (Velvetty) للملابس ومقره الرياض، إن المتجر يحقق نجاحاً من دون وجود موقع للتجارة الإلكترونية. كما أن موقع التصميم الأميركي "فاب" Fab انتقل بعيداً عن مواقع العروض المحدودة المدة ليفتتح متاجر لبيع الأغراض المنزلية. فهل يحذو موقع تجارة إلكتروني في الشرق الأوسط حذوه؟   

 شاركت عُلا دودين في كتابة هذا المقال.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.