عربي

كيف انتقلت عدوى منصات قوائم المطاعم الى مصر؟

English

كيف انتقلت عدوى منصات قوائم المطاعم الى مصر؟

تربّع قطاع الأطعمة الغذائية على رأس قائمة إنفاق الأسرة المصرية بواقع 200 مليار جنيه مصري  سنوياً (27 مليار دولار تقريباًآ). وفي ظل ما يشهده العالم من توجه سائد نحو القطاع الرقمي، ترتبط الكثير من القرارات الشرائية بالانترنت وتطبيقات المحمول.

في هذا الاطار، حققت منصات غذائية أمريكية نجاحاً ملموساً فيما يتعلق بسرد تقييمات المستهلكين عن أفضل المطاعم والمقاهي، والطلب عبر الانترنت. أهم هذه المنصات "يلب دوت كوم"Yelp.com وGrubHub ، المتواجدتان منذ عام 2004.

انتقلت العدوى الى المنطقة اذ حاولت بعض الشركات الريادية توفير منصات متخصصة في المأكولات والمشروبات. كما وعزز ذلك ظهور مجمعات مطاعم رقمية، تتيح إمكانية طلب المأكولات من مختلف المطاعم، باستعراض قوائم كل مطعم بالصور والأسعار، ومعاينة مراجعات المستخدمين السابقين. نذكر منها "أطلب دوت كوم" Otlob.com في مصر والسعودية، و"طلبات دوت كوم" Talabat.com في دول الخليج .

وبالنظر الى نمو السوق المصرية رقمياً، إذ يبلغ معدل مستخدمي الإنترنت 44% من حجم السكان البالغ عددهم 90 مليون نسمة، فيما يعتمد 23% من عدد مستخدمي الانترنت  على الهواتف الذكية -  لم يكن أمام القطاع الريادي سوى إطلاق المزيد من المبادرات والخدمات التي تفي باحتياجات عدد المستخدمين المتنامي.

في ظل تلك الأرقام، حصل (منذ أيام) تطبيق الانترنت والمحمول "انجزني" Engezny لطلب الطعام وتصفح قوائم المطاعم، وهو مازال قيد التطوير، على المركز الثاني عالمياً في مسابقة تحدي الجامعات للهاتف المحمول. وتقام هذه المسابقة سنوياً كجزء من المؤتمر العالمي للمحمول، أكبر معرض ومؤتمر لتكنولوجيا المحمول في العالم.

كما وأطلقت "المنيوز" Elmenus منصة التواصل الإجتماعي المعنية بقطاع الأغذية والمشروبات،  تطبيقاً لأجهزة "آي أو أس" iOS، منذ حوالي شهر، تم تحميله أكثر من 15 ألف مرة  في غضون أسبوعين فقط، وهو يتصدر حالياً تطبيقات "آب ستور" App Store.

وسط عدد هائل من مطاعم مصر، قرر مؤسس "المنيوز" أمير علام، تقديم حلول  رقمية تجمع بيانات تلك المطاعم مع قوائمها الكاملة، لتسهل وصول المستخدم الى نوعية الأغذية وأماكنها.

بحسب الشركة، تستقطب المنصة 400 ألف زائر شهرياً يتصفحون قوائم أشهر مطاعم القاهرة، التي يتم تحديثها كل 3 اشهر، وذلك منذ اطلاقها يونيو/ حزيران.

لم يعتمد علام على حملات تسويقية على مواقع التواصل الاجتماعية، غير أنه يُرجع انتشار منصة "المنيوز" إلى "تداولها السريع بين المستخدمين" بحسب قوله، بإلاضافة الى امتثال المنصة لمحركات البحث. "في معظم الأحيان يتقدم (المنيوز) على نتائج البحث عن المطاعم على جوجل، ما ساعد على ظهور الموقع لمستخدمي الانترنت الباحثين عن بيانات المطاعم، ومن ثم عزز انتشار التطبيق الموجود رابطه على الصفحة الرئيسية للموقع،" يقول علام.  

أوضح علام كيف خرجت فكرته إلى النور قائلا: "أطلقنا المنيوز في أعقاب الثورة، وكان لهذا التوقيت فضلاً كبيراً في نشر الفكرة بين رواد المطاعم، ممن وجدوا صعوبة في النزول إلى المطاعم بسبب أوضاع الشارع غير المستقرة حينها، إذ وفرت لهم "المنيوز" فرصة لتحديد مأكولاتهم المفضلة وطلبها إلى المنازل".

وتابع علام: "وما إن بدأت الأمور تشهد بعض الاستقرار، حتى لاحظنا اعتماد المنصة كمرجع شامل لمطاعم مصر وقوائمها، لتحديد المكان الذي يرغب بزيارته المستخدم، ومن هنا سوقٌت فكرة (المنيوز) لنفسها".

كما ويستطيع المستخدم تصوير الطبق الذي قام بطلبه، ومشاركة الصور على "المنيوز"، وتبادل الآراء مع أصدقائه.

أما المطاعم، فيمكنها مشاركة نسخة مصورة من قوائمها، بالأسعار والأحجام المتاحة من الأطباق، كما يمكنها التعرف على آراء زبائنها، لتعمل على التطوير والتحسين.

ويموٌل علام "المنيوز" بشكل فردي منذ ولادة الفكرة حتى الآن، ففي البداية اعتمد على استثمار شخصي، حتى نضجت الفكرة وأصبحت تمول نفسها اعتماداً على عوائد الإعلانات على الموقع لشركات على غرار "مولتو ايجيبت"Molto Egypt،  و"شيبسي ايجيبت" Chipsy Egypt، وبيبسي ايجيبت" Pepsi Egypt من جهة، ورسوم اشتراكات المطاعم من جهة أخرى.

وتُحدد رسوم اشتراك المطاعم وفقاً للمزايا الإضافية التي يطلبها الزبون. فحسب علام: "بإمكان المطعم استهداف شرائح محددة من المستخدمين، حسب الموقع الجغرافي أو عدد مرات الظهور، وتزيد رسوم الاشتراك كلما زاد تعقيد حملة الزبون التسويقية على الموقع".

وبحسب المؤسس، يجمع "المنيوز" على منصته الآن 40 معلناً، و1500 مطعم من أشهر مطاعم مصر، على غرار "موري سوشي" Mori Sushi، و"بيسترو" Bistro، و"تشيليز" Chili's، ويمكن لمستخدميه  تصفح آلاف الأطباق والقوائم.

وبعد استقرار نموذج العمل الخاص بـ"المنيوز"، يسعى علام للتوسع إلى دول المنطقة وعلى رأسها السعودية والامارات.  فهل لنا أن نتوقع له النجاح في خططته التوسعية؟

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.