English

'ميكس أن منتور' بيروت: الأعمال الاجتماعية أيضا تبغى الربح

English

'ميكس أن منتور' بيروت: الأعمال الاجتماعية أيضا تبغى الربح

إذا كان عليك أن تختار بين أن تمتلك عملاً بقيمة 10 ملايين دولار أميركي والظهور على مجلّة "فوربس" Forbes، أو إدارة عملٍ بقيمة 50 مليون دولار من دون أن يعرف بك أحد، فما الذي تختاره؟

كانت سابين قاعي حازمةً في جوابها، وقالت خلال فعالية "ميكس أن منتور" بيروت Mix n’ Mentor التي أقيمَت يوم الجمعة الفائت، إنّها لا تهتمّ لكلتا الحالتَين، "فنحن نعيش مرّةً واحدة وما يهمّ هو أن نترك أثراً" في هذه الحياة.

مع إضافة موضوع ريادة الأعمال الاجتماعية إلى جلسات الإرشاد، لم يكن هناك أنسب من مثل هذا الحديث لإطلاق فعالية "ومضة" الرئيسية، خصوصاً وأنّه جاء على لسان امرأةٍ تدير شركة "كيدز جينيوس" Kids Genius  الناشئة التي تعمل على تعليم الأطفال الهندسة والعلوم من خلال نشاطات تقوم على التصنيع.

يوسف شقور: "من المثير أن تكون منخرطاً في ريادة الأعمال الاجتماعية، ولكنّنا لا نظهر بمَظهر مَن يمكنه جمع الأموال. كيف يمكننا جمع الأموال؟"

لطالما كان تفسير بعض عبارات "ريادة الأعمال الاجتماعية" ضبابياً في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة؛ كيف يمكن للمرء تحديد الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال؟ كيف يمكن أن يكسب المال؟ هل يجب أن يكسب المال؟ أين يمكن الحصول على الدعم؟

فيما كانت مسألة تعريف المشاريع الاجتماعية من أبرز المواضيع في "ميكس أن منتور"، توافق المشاركون على أنّه ينبغي وضع أساسٍ لتحديد الفكرة ومعرفة في أيّ خانةٍ تصبّ، سواء كانت منظّمة غير حكومية أو جمعية خيرية أو عملاً يبغي الربح.

سأل أحد روّاد الأعمال: "ما الذي يجب أخذه بعين الاعتبار أوّلاً كعاملٍ حاسم، أن تكون عملاً تجارياً مربحاً أو أن تكون مفيداً للمجتمع؟" فأجابه أحد الحضور قائلاً: "لا، إذا كنتَ تريد أن يعطيك الناس المال، وخصوصاً المستثمِر، عليك أن تُظهِر كيفية تحقيق الربح وليس فقط أنّك تعمل على ردّ الجميل للمجتمع".

وبالتالي فإنّ إحدى طرق تمييز عملٍ ما عن المنظّمة غير الحكومية هي ما إذا كان يسير وفق نموذجٍ ربحيّ أم لا. ولكنّ مسألة كسب المال لا تزال قضيةً حقيقية، وفقاً للمرشدين زينة صعب من "نوايا" Nawaya ومايك كلارك من " شبكة عمل مفتوحة المصدر" Open Source Action Network.

من جهةٍ ثانية، تركّزت النقاشات والأحاديث في الفعالية حول تنوّع البيئة الريادية في لبنان وتقدّمها مع مرور الوقت. وفي حين ما زال البعض يعتقد أنّها غير قادرة على المنافسة، ليس فقط على صعيدٍ عالميّ بل وحتّى على الصعيد الإقليمي، حرص البعض الأخر على تسليط الضوء على الخطوات الضخمة التي بُذِلت في السنوات الأخيرة. وفيما يلي بعض من تلك الأفكار.

"كان هناك الكثير من الشركات الناشئة التي غيّرَت شيئاً ما وحصلت على استثمارات، كان هناك اندفاع كبير ولكنّه بات الآن أقلّ إبداعاً بحيث أنّنا لم نعد نرى تلك الأفكار المبهرة". رندة فرح من "ليبتيفيتي" Lebtivity.

"إنّها تنمو باطّراد، فعندما بدأنا قبل عامين كانت البيئة الريادية صغيرةً جداً وكان الجميع يتعلّمون معاً، وهذا المثير في الأمر. أشعر بأنّنا جميعاً رفاق في هذه الطريق" - سابين دي موسيون عريضة من "مايكر براين" Makerbrane.

"نحن مبدعون، نودّ أن يكون لدينا أشياء جديدة، ونود أن نكون منفتحين على كلّ شيء. سوف تصبح على الخريطة، عاجلا أو آجلاً" - سمير حمودة من "بيفورت" Payfort.

"البيئة الريادية هنا تشبه جلسة عرضٍ للأفكار، نحن نعمل كثيراً على عملية التسليم وقليلاً على المحتوى" - طارق مطر من "جيرمز" GIRMS لنظم المعلومات الجغرافية ورسم الخرائط والاستشعار عن بُعد.

أري الكثير من الناس الذين يفكّون ارتباطهم بالبيئة السياسية والاقتصادية غير المشجّعة في البلاد. فهم بالتأكيد يريدون ابتكار شيءٍ جديد - فيصل عبدالله من "أنظمتي" Anzimati.

"من الصعب العثور على الأشخاص المناسبين لتوظيفهم هنا. الناس في لندن لا يطالبون بالكثير من المال بل يريدون العدالة أكثر – أمّا هنا فهم لا يهتمّون لذلك، وهذا صراعٌ حقيقي". كارل نعيم من "شيف إكستشانج" Chefxchange.

"تشتهر البيئة الريادية هنا بين البلدان الأخرى، ولكن بالنظر إلى توفير الخدمات لعناصرها الداخلية فهي لا تزال غير قادرة على المنافسة" - سعيد أبو خروب من "جيرمز".

"لدينا أفكار تُنافس على مستوى العالم. لطالما عوملنا على أنّنا مستقبلون أكثر من كوننا مبادرين. ولكن علينا ابتكار الوسيلة إذا لم تكن موجودة" - سابين قاعي من "كيدز جينيوس".

"أفضل شيءٍ هو أنّ الشباب ليسوا مقيّدين بعالم الشركات الكبرى، وهذا زخمٌ لا بدّ من الإشادة به" - نزار ونوس من "دزلي" Dizly.

نحن ننمو ببطء كبيرٍ مقارنةً مع دبي، لأنّه ليس لدينا المعرفة أو الموارد اللازمة لإنشاء بيئةٍ رياديةٍ تنافسية؛ وهذا ليس سهلاً - سميح حرفوش من "بريت" Brate.

"إذا استطعتَ النجاح في لبنان فهذا يعني أنّك تستطيع النجاح في أيّ مكان، لأنّ الأمور هنا صعبة ولا يوجد أيّ دعم؛ ولا تعتقد أنّ لبنان هو بوابة لبقية دول الشرق الأوسط، فالشرق الأوسط كلّه مجرّد سوقٍ واحدة" - علي الأمين من "فِت ريبابليك" Fitrepublik.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.