English

يوم في حياة رنا الشميطلّي التي تدرّب 'المهندسين الصغار'

English

يوم في حياة رنا الشميطلّي التي تدرّب 'المهندسين الصغار'

بينما كانت مهندسة الميكانيك رنا الشميطلي تعمل بدوام جزئي في الجامعة الأميركية في بيروت AUB، لاحظت أنّ الكثير من طلابها لا يتمتعون بمهارات عمليّة. وللتصدي لذلك، أسّست "ذي ليتل إنجينير"The Little Engineer [المهندس الصغير]، نادٍ بعد الدوام المدرسي يمنح الأطفال فرصة الاطلاع على مجال الهندسة. رغبت الشميطلي في التركيز على المهارات اللازمة لعالمٍ يزداد آلية واستدامة، فركّزت دروسها المخصصة للأطفال على مجالات الروبوتات، والطاقة المتجددة، والبيئة.

الشميطلّي تشارك الطلّاب معارفها الهندسية في "ذا ليتل إنجينير" TLE. (الصور من TLE)

وللمضي قدُماً، سبق أن عقد "ذي ليتل إنجينير" شراكاتٍ مع "إيرباص" Airbus ووكالة الفضاء الإماراتيةUAE Space Agency  في أبوظبي من أجل البدء في تقديم دورات في الطيران واستكشاف الفضاء.

وهكذا تجد الشميطلي أنّها من خلال تزويد الأطفال بالأدوات المناسبة والتوجيه والمساحة الآمنة التي تمكّنهم من إجراء التجارب، فإنّها تُعِدّ جيلاً جديداً من المهندسين الذين يعرفون فعلاً ما يرغبون بالقيام به وكيفية القيام بذلك. أمّا القوة الدافعة لعملها من خلال "ذا ليتل إنجينير"، فكانت بسبب أنّ الشميطلي ترى الكثير من الطلاب الذين يتركون تخصص الهندسة في المستوى الجامعي، لعدم إلمامهم باللغة الصحيحة لمعالجة الموضوعات.

تقول الشميطلي أنّها تريد أن ترى "مهندسين ناجحين وعازمين." وذلك لأنّه مع إمكانية شحذ الموهبة اللازمة لهذه القطاعات بدءاً من سن مبكرة، وعندما يبدأ فهم عالم الهندسة في سنّ مبكرة، تسنح الفرصة أمام وجود أمثال لإيلون موسك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو رئيس تنفيذي لشركة بات اليوم مشهوراً وغيّر قواعد اللعبة العالمية، وكان قد قال ذات يوم: "لقد نشأتُ في بيئة هندسية، فوالدي مهندس كهروميكانيكية. لذا شهدت على الكثير من الأمور الهندسية من حولي."

منذ تأسيس "ذا ليتل إنجينير"، كانت ورشات العمل التي تقيمها الشميطلي تُحجَز بالكامل في لبنان، وهي الآن تتوسّع في قطر والمملكة المتحدة.

ومن الجوائز التي حصَلت عليها، الفوز بمسابقة “إم آي تي” لأفضل خطة عمل عربية MIT Arab Business Plan Competition، وجائزة المبادرة النسائية من ‘كارتييه‘ Cartier Women’s Initiative Award، وجائزة غرين مايند Green Mind Award.

توصّلت الشميطلي كوالدة إلى تحقيق توازن بين العمل والحياة الخاصة. تعالوا نلقي نظرةً لنرى كيف تقسّم وقتها.

السادسة صباحاً

أستيقظ من النوم. أحتسي القهوة، ثم أبدأ بالاهتمام بالأطفال. أقضي حوالى 30 دقيقة أتصفّح وسائل التواصل الاجتماعي - وهذا أمر ضروري لـ‘ليتل إنجينير‘ ولرؤية ما يحدث ولإعادة التغريدات على ‘تويتر‘ وما إلى هنالك -  ثم أذهب إلى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار للأطفال.

الثامنة صباحاً

يأخذ السائق الأطفال إلى المدرسة، وعندئذ، تضطّر عاملتي المنزلية عادة إلى تذكيري بضرورة تناولي الفطور. لا أجيد ذلك أبداً. ثمّ أقوم بالاستحمام وارتداء الملابس ومغادرة المنزل.

العاشرة والنصف صباحاً

أقوم في البداية بتصفّح وسائل التواصل الاجتماعي، لكنّني لا أحبّ قراءة الرسائل الإلكترونية على هاتفي النقال خشية من أن يفوتني شيء. أبدأ في حوالى هذا الوقت بقراءة رسائلي الإلكترونية لأتمكن من الردّ عليها بشكل صحيح.

غالباً ما أعمل في المنزل، وعادةً ما يكون ذلك عندما أكون فعلاً بحاجة إلى التركيز. فكما تعلمون، عند العمل في مكتب، سيكون ثمة دائماً من يحتاج إلى شيء ما. لدي مكتب صغير، وثمة دائماً بقعة للعمل فيها.

الحادية عشرة صباحاً

حان الوقت لاحتساء فنجان قهوة آخر، وهذا مهم، مرة أخرى. ولكن هذه المرة، أحتسي فنجان كابتشينو أو قهوة أميركية.

في الواقع، أذهب إلى المكتب عندما يكون لدي ما يتعلّق بالبحوث والتطوير، لكنّني أجهّز الأوراق والتخطيط المالي والاستراتيجيات من المنزل. نظام ‘ذا ليتل إنجينير‘ موجّه جداً، ولديّ عدّة مساعدين في العمل، وهم يهتمون أيضاً بالموارد البشرية والتسويق.

الظهر

يستمر العمل. لـ‘ذا ليتل إنجينير‘ فرع في قطر وأنا أعمل على تنمية الشبكة، لنغطي في نهاية المطاف المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وإيطاليا. كما نخطط لتنمية الأعمال في المنطقة - ونعمل على تطوير امتيازات. بالإضافة إلى ذلك، نقوم بإعادة هيكلة الدورات وإعادة هيكلة العمل نفسه.

كان لديّ شراكة عام 2012 لكنّني أعدتُ شراء الحصص في نهاية المطاف وأنا الآن المالكة الوحيدة من جديد. وبما أنني رائدة الأعمال صاحبة فكرة ‘ذا ليتل إنجينير‘، فأنا أعرف على ماذا أنفق المال ومتى أقوم بذلك.

الثالثة بعد الظهر

إذا كنتُ أعمل خارج المنزل، أو أحضر اجتماعات، أو كنت في مكتب ‘ذا ليتل إنجينير‘، أخطّط للعودة إلى المنزل عند الساعة الثالثة لأرى الأطفال فيما يبدؤون بالوصول. أكون ما زلت أعمل، لكنّهم يرونني أقوم بذلك وأجد الأمر جيداً، إذ يحاولون أن يقلّدوني.

الثالثة والنصف بعد الظهر

تصل ابنتي التي تبلغ عشر سنوات من العمر إلى البيت من المدرسة في هذا الوقت، فنتناول طعام الغداء الذي طهوته في الصباح. حتى إذا كنت خارج المنزل طيلة اليوم لحضور اجتماعات، أحرص على أن أعود إلى المنزل عندما تعود (إلا في خلال سفري طبعاً).

الرابعة بعد الظهر

حان وقت القهوة! أحتسي فنجان قهوة عربية هذه المرة.

الرابعة والنصف بعد الظهر

يصل ابني الذي يبلغ من العمر 12 عاماً من المدرسة. نتحدث عن يومه. هذه الفترة بين ساعتي وصول ابنتي وابني من المدرسة وحتى ما يقرب من الساعة الخامسة مكرسة لهما بالكامل. يهمّني أن أعرف كلّ ما يقومون به.

الشميطلّي تشرف على ورشة عمل ضمن دورات عام 2015 في "ذا ليتل إنجينير‘ TLE.

الخامسة بعد الظهر

يبدأ الأولاد بالدرس وأنا أعمل بالتوازي ولكن ليس على مسائل جدية، إذ أقوم بإدارة أمور مثل وسائل التواصل الاجتماعي. أمّا تواجدي معهم فيعني أنني أستطيع مساعدتهم عند الحاجة.

أنا مشغولة جداً في خلال الأسبوع، لذا عليّ الانتظار حتى عطلة نهاية الأسبوع لتكريس أي وقت للرياضة، حيث أحاول ممارسة الرياضة لساعتين خلال العطلة الأسبوعية. أفتقد الوقت الذي أمضيه في صالة التمارين الرياضية، وأنا أعمل حالياً على إيجاد بعض الوقت في خلال الأسبوع للقيام بذلك.

السابعة مساءً

نحضّر عادةً عشاءً خفيفاً في هذا الوقت؛ فأنا أحب الطبخ. وبما أنني أعيش حياة منهمكة، لا أذهب حقاً لحضور الحفلات أو دعوات الغداء والعشاء إلا إذا كنت مضطرةً وبالتأكيد لا أستضيف أيّاً منها... لكنّني في بعض الأحيان أبحث عن تغيير في المزاج أو سرعة نمط حياتي...

التاسعة مساءً

أحضّر الأطفال للخلود إلى النوم وأقرأ معهم لحوالي نصف ساعة، فهم ينامون عند الساعة التاسعة تقريباً ولا أجبرهم على ذلك. أودّ منحهم الحرية طالما أنهم يحصلون على علامات جيدة في المدرسة.

قد أعود إلى العمل بعد خلود الأطفال إلى النوم، أو أخرج مع الأصدقاء، أو أتواصل معهم عبر الإنترنت، بحسب مقدار الطاقة التي أتمتع بها. وفي بعض الأحيان قد أشاهد فيلماً، لكنّني أحبّ مشاهدة قناة ‘ناشيونال جيوغرافيك‘ National Geographic أو القراءة. إذا عملت حتى وقت متأخر، لا يعود بإمكاني الاستيقاظ عند الساعة السادسة صباحاً مع الأطفال.

تنهي الشميطلي حكاية روتينها اليومي لـ"ومضة" بأفكار حول ما يجعلها تستيقظ يومياً بحماس من أجل "ذا ليتل إنجينير": "يفرحني كلّ يوم أن أرى هؤلاء الأطفال يحققون أداءً جيداً ويتعلمون. أريد أن أرى مواهباً تسير على الطريق الصحيح."

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.