English

كيف ساهم انقطاع الكهرباء في مصر بحلّ للتجارة الإلكترونية؟

English

كيف ساهم انقطاع الكهرباء في مصر بحلّ للتجارة الإلكترونية؟

لا شكّ في أنّ عام 2014 سيكون، بالنسبة إلى غالبية سكان مصر البالغ عددهم 82 مليون نسمة، عامًا يتذكّره التاريخ على أنّه عام انقطاع التيار الكهربائي. ولا يهمّ في أيّ مدينةٍ سكنتَ أو من أيّ حيٍّ جئت، فالجميع تقريباً واجهوا صيفاً طويلاً وحارّاً وصعباً جرّاء انقطاع التيار الكهربائي المستمرّ. وبعدما رزح نظام توليد الكهرباء في البلاد، الذي سبق أن تعدّى طاقته، تحت ثقل الضغط، بات وضع قطاع الطاقة في مصر سيّئاً للغاية إلى درجة أنّ انقطاع التيار الكهربائيّ أضحى شائعاً خلال فصل الشتاء أيضاً.

وفي حين أعلن وزير الاستثمار، أشرف سلمان، في أيلول/سبتمبر الماضي، عن أمل حكومته في الحصول على استثمارٍ أجنبيٍّ يساعد على التخفيف من حدّة الأزمة على المدى الطويل، يبدو أنّ هذه الآمال تتحقّق ببطءٍ مع تزايد عدد مطوّري حلول الطاقة الشمسية الدوليين في البلاد. وليست الصفقات الاستثمارية من قبل فواز الحُكَير ومجموعة "تيرا سولا" Terra Sola من السعودية، وكذلك من "إنفايرومينا" Enviromena و"مصدر" Masdar من الإمارات العربية المتّحدة، سوى أمثلة قليلة وحديثة على ذلك.

ليس أصحاب المليارات وحدهم من يبحثون عن الاستفادة من الطاقة المتجدّدة، فروّاد الأعمال الشباب يوظّفون أيضاً خبراتهم الخاصّة لإيجاد حلولٍ مناسبةٍ لمواطني البلاد العاديين. ومن هؤلاء، محمد صافي وهشام نبيل (في الصورة أدناه إلى اليمين) وعلي شلقاني (في الصورة أدناه إلى اليسار) الذين أطلقوا لتوّهم "جرين سين إيجبت" Green Scene Egypt. فبالاستناد إلى خبراتهم من رحلاتهم الشخصية وانقطاع التيار الكهربائي البغيض في البلاد، شرع الأصدقاء الثلاث يطرحون أفكارهم ولم تلبث هذه الأخيرة أن تحوّلت إلى حقيقة.

لقطة من موقع "جرين سين إيدجبت" الالكتروني. (الصور من "جرين سين")

توفير الطاقة

"كلّنا نعشق الهواء الطلق، من تسلّق الجبال مروراً بالغوص وصولاً إلى رحلات الصحراء،" حسبما يقول صافي الذي يستقرّ في منتجع "الجونة" El Gouna الواقع على ساحل البحر الأحمر، في حديثٍ مع "ومضة"، مضيفاً أنّه "كثيراً ما ننفذ من الطاقة خلال رحلاتنا فلا ننفكّ نبحث عن مصدر طاقةٍ ما لشحن معدّاتنا." 

مثال على تشغيل مصباحٍ مخصّصٍ للرحلات باستعمال الهاتف المحمول.

ويتابع صافي قائلاً إنّه "في أوّل مرةٍّ اكتشفنا فيها حلّاً محمولاً يعمل بالطاقة الشمسية، أُضيئَت حياتنا، ولهذا السبب اخترنا شعار ‘وفّر طاقة لحرّيتك‘. وخلال انقطاع التيار الكهربائي في عامَي 2013 و2014، أدركنا الفجوة الكبيرة في السوق من حيث مصادر الطاقة الاحتياطية بشكلٍ عامّ، فتبادلنا الأفكار حتّى توصّلنا إلى وضع خطّة."

Hisham Nabil

وفيما تعتمد "جرين سين إيجبت" على التمويل الذاتي بحيث لا تضمّ حالياً فريق عمل كبيراً، إذ يحرص أعضاؤها على اختبار الطلب أولًا، يشرح هذا الرائد أنّ "الفريق يضمّنا حالياً نحن الثلاثة وحسب، بينما نستعين بأعضاء من خارج الفريق من أجل معظم الخدمات اللوجستية. ولكنّنا نخطّط للبدء بتوظيف فريقٍ أكبر يتناسب مع معدّل النموّ الذي سنحققه."

يوضح صافي أنّهم لم يواجهوا صعوباتٍ كبيرةً إنشاء شركتهم الناشئة، إلّا أنّ ذلك لم يمنع من أن يواجه الفريق بضع العقبات في طريقهم، ويقول إنّ "إنشاء شركةٍ في مصر ليس أمراً صعباً للغاية، لا سيمّا إذا انضمّ محام إلى الفريق. بالإضافة إلى ذلك، علمنا أنّ الحكومة المصرية تقدّم إعفاءاتٍ ضريبيةً على مصادر الطاقة المتجدّدة، وهذا جيّد. قدّمنا طلباً للحصول على رخصة استيراد، وأتينا بكافة المستندات المطلوبة، فأصبحنا جاهزين للعمل في وقتٍ أقل ممّا توقّعنا."

ولكن، يشير صافي إلى أنّه مهما اعتدتَ على هذه الممارسات، لا بدّ أن تواجه تفاصيل صغيرة لم تعرف عنها قطّ. لذلك، "توقعّ دائماً إنفاق المال والوقت أكثر ممّا قدّرتَ سابقًا وقُم بكافة الإجراءات المتوجّبة عليك، ومن الضروري تواجد محامٍ ناجح إلى جانبك."

ويضيف أنّه "بفضل نموذج الاستيراد الذي نتّبعه، شكّلَت الشحنات القليلة الأولى درساً لنا وتعاملنا معها بذكاء. وقد يكون توخي المرونة أفضل نصيحة أقدّمها."

هل الخدمة متاحة للجميع؟

Aly Shalakany

إنّ السلع المعروضة للبيع حاليًا على الموقع مفيدةٌ كثيراً إلاّ أنّها ليست شاملة، وهي تضمّ مولّد "ياتي 400 سولر" Yeti 400 Solar الكهربائيّ الذي يمكنه "شحن الهواتف والحواسيب اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وتشغيل المصابيح وأجهزة توزيع الإنترنت لاسلكياً router والمراوح الصغيرة." كما يضمّ الموقع أجهزةً أصغر مثل "سويتش 8" Switch 8 و"جايد 10" Guide 10، وهي أجهزة طاقة محمولة تُشحَن بالطاقة الشمسية أو بواسطة مقبس الحائط.

ولكن السلع على موقع "جرين سين إيدجبت" لا تُعَدّ معقولة التكلفة للجميع، خصوصاً أنّ أسعارها تتراوح حاليّاً بين 400 جنيهاً (53 دولاراً أميركياً) و3500 جنيه مصري (460 دولاراً). ومع ذلك، يعتقد صافي أنّ الأسعار ستنخفض في وقت لاحق، ويقول إنّ "رؤية فردٍ يشحن هاتفه المحمول أو جهازه اللوحي بواسطة بطارية شحن power bank محمولة، باتت أمراً شائعاً. إنّنا نقدّم الأمر عينه، إنّما من خلال منتَجاتٍ تعمل بالطاقة الشمسية التي لا تنضب، وستكسب هذه المنتَجات رهان فعالية التكلفة مع الوقت. وتماماً كأيّ نوعٍ من الابتكارات أو الإلكترونيات التي كلّما ازدادَت شيوعاً كلمّا انخفضَت كلفتها وانخفض سعرها النهائي. ولذلك، فنحن من دون شكّ نتّجه نحو جعلها متاحةً للجميع."

ما هي إذًا مخطّطات الفريق في المستقبل القريب؟

في حين يتمّ استيراد كافّة المنتَجات المعروضة للبيع على الموقع من مصادر عالمية، يؤكّد صافي (في الصورة أدناه)، وبإصرار، أنّ "غرين سين إيجبت" سيقدّم في المستقبل منتَجاتٍ مصنّعةً محلياً، ويقول: "إنّنا نخطّط للبحث في منتَجاتٍ محمولةٍ تعمل بالطاقة الشمسية من صنع مصر وتطويرها." وإن سارت الأمور بشكلٍ جيّد، يخطّط الفريق لبدأ البحث عن رأس مال خارجي.

"إنّنا، والحمد لله، نعتمد على التمويل الذاتيّ ونأمل أن نحافظ على ذلك في الوقت الراهن،" وفقاً لما يضيف صافي، لافتاً إلى أنّه "إذا سار العمل بالوتيرة المتوقّعة، قد نبحث عن مستثمِرين جدد للشراء. [ومهما حدث] سأستمرّ في نشر ثقافة الطاقة الشمسية والعيش المستدام للاستفادة من الشمس الرائعة والهواء الطلق المذهل في بلادنا."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.