English

'مايكرز بيلدرز' تنضمّ إلى قافلة الصانعين في المنطقة العربية

English

'مايكرز بيلدرز' تنضمّ إلى قافلة الصانعين في المنطقة العربية

 Filling up the In5

"مايكرز بيلديرز" تملأ "إن5" مع الأطفال وذويهم في عام 2014. (الصور من "مايكرز بيلديرز")

"الأستاذ" كما كان أصدقاؤه في الجامعة ينادونه قبل سنوات طويلة لحبّه للتعليم، اكتشف أنّ الأوقات الأحب الى قبله تكون برفقة الأولاد إذ يملكون أكثر الأفكار جنوناً والكثير من الإبداع.

هو أمير يزدان بناه Amir Yazdanpanah، رائد أعمال إيراني تنقّل بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قبل أن يحطّ الرحال في دبي ويطلق "مايكرز بيلديرز" MakersBuilders في أيار/ مايو 2015.

باختصار، يُعرّف يزدان بناه عن شركته بأنها شركة تكنولوجيا تعليمية تركّز على توفير المهارات التقنية لأولاد تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عاماً. ويقول: "نريد أن نتناول كلّ ما في العالم الرقمي، من البرمجة إلى الإلكترونيات والفن الرقمي، أي كل ما قد يستخدمه الأولاد لابتكار الأشياء".

يعتبر يزدان بناه أنّ الهدف الأساسي هو إطلاق العنان لإبداع الأطفال، والأمر ليس ممكناً من دون دعم الأهل، فيضيف قائلاً: "بدأنا بالتحضير لعدد من الفعاليات لنشرح للأهل أن ‘راسبيري باي‘ raspberry Pi ليست حلوى! بالإضافة الى فعاليات حول أمن الإنترنت واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي المتعلقة بالأولاد." ويتابع أنّ شركاتٍ مثل "جنرال إلكتريك" General Electric و"إنتل" Intel و"مايكروسوفت" Microsoft أبدت استعدادها للمشاركة، بدءاً من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

Summer interns at Makers Buildersالمتدربون في صيف 2015 

بداية مشوار الصانعين

يخبرنا يازادانبانا أنّه يعمل في مجال التكنولوجيا منذ سنوات عدّة، وعندما انتقل إلى دبي أراد تأسيس شركة. "كنتُ ناشطاً مع مسرعة النمو ‘تورن 8‘ Turn8 من خلال إرشاد عدد من الشركات الناشئة، فاكتشفتُ حاجةً كبيرةً للمهارات في سوق التكنولوجيا،" بحسب الريادي الإيراني الذي بدأ بتعليم ابنه برمجة الألعاب فانضمّ اليهما الأصدقاء ليتحوّل الدرس الى دروس متتالية، ومن ثمّ "مايكرز بيلديرز".

من جهته، يخبرنا مدير برنامج تسريع النموّ، كمال حسن، أنّ "تورن 8" نجحَت في تنمية البيئة الحاضنة للريادية والابتكار في المنطقة، وأنّ "مايكرز بيلديرز" تعطي صدىً لهذا الهدف بفضل توفير تعليم التكنولوجيا للجيل الجديد من روّاد الأعمال في المنطقة. ويقول "إنّنا لم نستثمر من قبل بشركاتٍ مماثلة، غير أننّا نؤمن برؤية ‘مايكرز بيلديرز‘ وفريقها، ونعتبر أنّ الرؤية تتماشى مع رؤية القيادة الإماراتية في بذل الجهود لبناء قدرات الشباب في التكنولوجيا والابتكار."

خدمات وصفوف ومخيّمات

فريق عمل "مايكرز بيلديرز" المؤلّف من 5 أعضاء، يعطي صفوفاً بعد الدراسة في المدارس، بالإضافة إلى دروس مفتوحةٍ للجميع في مركز "ذي كريب" The Cribb كل يوم سبت. ويشرح يازادانبانا أنّه "لدينا أولاد من 25 مدرسة مختلفة، كما نقدّم صفوفاً بعد الدراسة في عدّة المدارس، كـ‘المدرسة الأمريكية في دبي‘ ومدارس ‘جيمز‘ الدولية و‘مدرسة جميرا للبكالوريا‘."

كما يشير إلى أنّه "يمكن العثور على الكثير من الدروس على الإنترنت، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالأولاد من الأفضل أن يكونوا في إطار صفٍّ ليتعاونوا ويعملوا سوياً. بالإضافة الى ذلك، فالمدارس منهمكةٌ بمناهجها الحالية ولا تلبّي الحاجات التكنولوجية والرقمية للتلامذة."

توفّر "مايكرز بيلدرز" مخيمات على مدار السنة وورَش عمل، وتطلق قريباً برنامج "تك كونيكت بروغرام" Tech Connect Program لتدريب أكثر من 200 ولد يهتمّون بالتعاون مع شركاتٍ ناشئة للقيام بأبحاث السوق مثلاً أو البرمجة للتسويق. "نشكلّ صلة وصل بين الأولاد والشركات الناشئة، بموافقة الأهل، ليقوموا بمشاريع خلال أيام العطل،" وفقاً لـيزدان بناه.

وأيضاً، تتعاون "مايكرز بيلديرز" مع جمعيات أخرى على غرار "ناشئة الشارقة" مثلاً، من أجل تطوير مهارات الأولاد وتمكينهم من تحقيق أفكارهم وإبداعاتهم بفضل برنامج "تصميم وانشاء تطبيقات الهواتف الذكية". 

البرمجة والصانعون، مجرد ضجيج وموضة؟

assembling Children working with an Arduino based robot before starting the coding of a robot

يرى يازادانبانا أنّ الضجّة التي ترافق البرمجة مؤخراً هي "سيفٌ ذو حدّين"، لاسيما أنّه يُربك الأهل. فيشرح أنّ المهم هو "تعريض الأولاد لمختلف أنواع التكنولوجيا من دون الغوص في التفاصيل منذ البداية، لأنّ كتابة ‘جافا سكريبت‘ Javascript مثلاً معقّدة إلى درجة قد تقتل حماسهم. ولذلك، مع الأولاد الأصغر سنّاً، نستخدم البرمجة البصرية كقطع الليغو Lego وابتكار الألعاب، لأنّنا نريد تعليمهم مبدأ حلّ المشاكل أولاً."

أما في ما يتعلّق بنزعة الصانعين في المنطقة التي تتزايد مؤخّراً، فيعتبر أنّ وجود المنافسين أمرٌ جيد لأنّ الطلب كبير، مضيفاً أنّ الإمارات العربية المتحدة لا تضمّ الكثير من الصانعين. والحاجة للتعليم ولبرامج التوعية موجودةٌ حتى في الولايات المتحدة، كما يقول، لأنّ الجميع مهتمٌّ ببناء المساحات عوضاً عن بناء ثقافة الصانعين.

وتأكيداً على كلام يزدان بناه، نجد العديد من الشركات التي تهتمّ بالصانعين على غرار "أوريجين باز" Origin Base للصانعين الحرفين كصناعة المجوهرات والنجارة، و"تركيب" The Assembly للصناعة الرقمية، من دون أن ننسى "كودينغ سيركل" Coding Circle، و"فان روبوتيكس" Fun Robotics.

 في المقابل، يؤكّد يزدان بناه أنّ "مايكرز بيلديرز" تختلف عن هذه الشركات "لأنّها تريد أن تستكشف وتجرّب أشياء كثيرة لا تقتصر على البرمجة بطريقة مسلية من دون امتحانات وتقييم للأطفال."

وإذ يرى أنّ ما ينقص السوق في المنطقة هو التمويل، خلافاً للولايات المتحدة التي تُعتبَر سوقاً أكبر والتمويل متوفّرٌ فيها أكثر، يشير إلى أنّ "الأمور أسهل بكثير هناك (...) أمّا هنا، فلا يسعك أن تقوم بحملات توعية على مدة عامَين لأنّك لا تملك الإمكانيات، ولا بدّ لك من التفكير بالمال والربحية."

الأرباح والتسويق والخطط المستقبلية

على رغم غياب الحوافز والدعم والتمويل، نجحَت "مايكرز بيلديرز" بعد أقلّ من عامٍ على إطلاقها بجني الأموال.

يقول يازادانبانا أنّ الصفوف غالباً ما تمتد بين 9 الى 10 أسابيع ويتراوح سعرها ما بين 1000 و15 ألف درهم، لافتاً إلى أنّ بعض المدارس تأخذ رسوماً لاستعمال منشآتها في حين البعض الآخر يقدّمها مجاناً.

أمّا التسويق، فلم يكن إلّا ثمرة تناقل الكلام بين الأفراد.

وعن هذا الأمر يقول يازادانبانا الذي يؤمن بمبدأ "قم بالشيء الصحيح وسيجدك الناس": "تحدثنا الى مدرسة من مدارس ‘جيمز‘ GEMS، فاتّصلَت بنا فروع أخرى. أحبّ أحد الطلاب صفوفنا، فأخبرَ مدرستَه عنّا، وهي بدورها دعتنا للعمل معها. ولا ننسى أيضاً الأهل الذين نعتبرهم أفضل أداة للتسويق."

لا شك أن الأمور تسير على خير ما يرام بالنسبة لـ"مايكرز بيلديرز" الا أنّ الطموحات لا تقف عند هذا الحد. فهم يسعون إلى جذب المزيد من المدارس، وبناء مساحة للصانعين، ويطمحون بشكلٍ أكبر لبناء لتوسيع الفكرة الى دول أخرى. 

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.