English

كيف تسعى هذه الشركة إلى تحسين خدمة الدفع عند التسليم؟

English

كيف تسعى هذه الشركة إلى تحسين خدمة الدفع عند التسليم؟

تطلق أحدث بوابة للدفع في المنطقة بعض الخيارات الجديدة للزبائن للشراء على الإنترنت. "باي فورت" PayFort هي في الواقع شبيهة لبوابة الدفع الشهيرة في المنطقة "كاش يو" CashU ولكنها تميل أكثر إلى خدمة الشركات.

تأمل "باي فورت" التي تحمل شعار القلعة الذي يعكس اسمها، بنقل الأمن إلى مستوى آخر من خلال السماح للتجار بلقاء الزبائن في أكثر مكان يرتاحون فيه. ويقدم الفريق المؤلف من عشرين شخصاً يقوده المدير الإداري عمر سدودي، ثلاثة منتجات رئيسية:

1 ـ الدفع في المنزل

خدمة "باي آت هوم" Pay at Home أي الدفع في المنزل ستقلب مبدأ الدفع عند التسليم رأساً على عقب، حيث تجعل الصفقة موثوقة للتاجر كما للزبون. فوفق المبدأ التقليدي للدفع عند التسليم، يختار الزبون منتجاً ولكنه لا يدفع إلى أن يصل إلى منزله، ما يجبر البائع على إرسال المنتج قبل أن يضمن الحصول على ثمنه.

ولكن بفضل هذه الخدمة الذي يصفها سدودي بأنها "مناهضة للدفع عند التسليم"، يختار الزبون منتجا أو قسيمة على الإنترنت، يأتي ساعي البريد إلى منزله لاستلام النقود وحين يؤكد الساعي تلقّي ثمن المنتج يتم شحن الأخير عبر قنوات الشحن الاعتيادية للشركة أو يتم إرسال القسيمة على الإنترنت.   

يستخدم "باي فورت" شركات بريد مختلفة في المنطقة بينها "سبيد إكس" SpeedEx في الإمارات، لتحصيل المدفوعات وإشعار البائع بذلك فوراً عبر "باي أت هوم". 

تعتبر هذه الخدمة مفيدة بشكل خاص للشركات ذات المنتجات الافتراضية مثل القسائم اليومية أو تذاكر السفر أو شركات التجارة عبر الحدود والتي يواجه منتجها خطر أن يعلق في الجمارك في حال تم إرجاعه.

2 ـ الدفع بالبطاقة عند التسليم

ستطلق "باي فورت" أيضاً Card on Delivery (كارد أون دليفري) أي الدفع ببطاقة الائتمان عند التسليم، حيث يمكن للزبائن الذين لا يثقون بإدخال تفاصيل بطاقة ائتمانهم على الإنترنت أو الذين لا يسمح مصرفهم بذلك، أن يدفعوا لساعي بريد "باي فورت" بواسطة بطاقة الائتمان شخصياً إن لم يكونوا يريدون أن يدفعوا نقداً له. ولدى "أرامكس" خيار مماثل ولكن في دول مختارة.

3 ـ الدفع عبر المحمول 

بدءاً من الكويت، ستتوجه "باي فورت" إلى كل شركة اتصالات في البلد لخلق طريقة دفع عبر المحمول Pay with Mobile، تمكّن الزبائن ن دفع ثمن المنتجات عبر هواتفهم الذكية من خلال خطتهم البيانية. لا تزال هذه الوسيلة في المرحلة التجريبية ولم توقع "باي فورت" بعد اتفاقيات منفصلة مع شركات الاتصالات ولكن هذا سيكون خيار جيد للزبائن الذين يبحثون عن شراء منتجات بسيطة على الإنترنت. والمبلغ محدود بـ 150 درهم كويتي أي 527 دولار كي لا تواجه شركة الاتصالات تكاليف باهظة ناجمة عن الاحتيال.

لماذا تحتاج المنطقة إلى بوابات دفع جديدة؟

تقدم خيارات "باي فورت" وخصوصاً "باي آت هوم"، فرصة هائلة للشركات الناشئة والشركات الكبيرة لبيع سلع رقمية مثل قسائم السفر والعروض اليومية كبديل محتمل عن "أرامكس" التي تهيمن حالياً على الدفع عند التسليم. غير أن "باي فورت" لن تتنافس بشكل مباشر مع "أرامكس" على الشحن أو الجانب اللوجستي، بل ستقوم فقط بجمع المدفوعات الخاصة بالسلع قبل تسليمها. 

وبصفتها إحدى شركات مجموعة جبار للإنترنت، تُستخدم "باي فورت" حالياً كبوابة دفع لشركاتها الشقيقة من بينها "سوق كوم" و"سكّر" فضلاً عن شركات مثل كوبون وAirArabia و"دوبيزل" و"ديزادو" وغيرها. وحصلت "باي فورت" أيضاً على استثمار من "تايجر جلوبل" Tiger Global و"ناسبرز" Naspers.

قد يشكّل قطاع السفر فرصة كبيرة. ففي الوقت الراهن، على الزبائن الذين لا يريدون استخدام بطاقة ائتمان لشراء تذكرة سفر على سبيل المثال، أن يزوروا مكتباً محلياً للحصول على التذكرة ودفع ثمنها. إلاّ أن "باي فورت" تسمح لك بشراء بطاقة من منزلك. وقد وقعت الشركة مع عدد من شركات الطيران مثل AirArabia لاستخدام هذا الخيار.  

ويمكن للشركات الأخرى التي تبيع منتجات افتراضية مثل شركات الصفقات اليومية أن تستفيد من هذه الخيارات. فـ"ليفينج سوشل" LivingSocial على سبيل المثال، كانت تقدم صفقات يومية عبر خيار الدفع عند التسليم وترسل شركة البريد بينها "أرامكس" لتسليم القسيمة وتحصيل ثمنها. لذلك يقدم "باي فورت" منافساً جديداً. ومن الواضح أن "كوبون" التي كانت في السابق إحدى شركات "جبّار"، أصبحت زبونة لـ "باي فورت".

مخاوف التجارة الإلكترونية

ثمة بالطبع مخاوف من المدة التي ستستغرقها العملية كلها خصوصاً بالنسبة للسلع المادية التي يتم شراؤها عبر خيار "باي آت هوم"، وعلى الزبائن الانتظار للدفع لساعي البريد قبل أن يحصلوا على منتجهم.   

ثمة مصدر قلق آخر خصوصاً لشركات التجارة الإلكترونية، وهو أن شركة تابعة لمجموعة "جبّار" هي التي تستلم عمليات الدفع لها. فمنافسي "سوق" قد يشعرون بالقلق من الرابط مع "جبّار". إلاّ أن سدودي يصرّ على أن هذه ليست مشكلة أبداً ويشرح بأن بعض الشركات عبرت عن هذا القلق إلاّ أن "باي فورت" مستقلة تماماً عن "جبّار" و"سوق" حتى أن لديها مجلس إدارة منفصل. ويؤكّد لشركات التجارة الإلكترونية بأن "باي فورت" بنيت على "الثقة والخصوصية".

ومن أجل إنجاح منتجها للدفع عبر المحمول، سيكون على "باي فورت" أن تجتهد للحصول على اتفاقيات مع أكبر عدد ممكن من شركات الاتصالات والاستجابة لقلق الزبائن الذين يقومون بعمليات الشراء حين قد لا يكون لديهم رصيد كافٍ في بطاقاتهم. وفي دبي، يعتبر مستخدمو الهواتف الذكية قادرين على الدفع لموقف السيارة عبر خطتهم البيانية على المحمول. غير أن "باي فورت" تسمح بدفع مبالغ أكبر بكثير.

ولكن على الرغم من أن الكويت ليست سوقها المركزية، إلاّ أنها قد تكون مكاناً جيداً لتنشيط المشروع. ويشرح سدودي بأن نسبة استخدام الإنترنت عالية في الكويت حيث يبلغ عدد المستخدمين مليونين و30% منهم يتسوقون على الإنترنت، ونسبة استخدام بطاقات الائتمان هي من بين الأعلى في المنطقة حيث تم إصدار 2.6 مليون بطاقة لعدد سكان يبلغ 2.8 مليون نسمة. 

ويشرح سدودي بأن هذا الواقع سيسمح لـ"باي فورت" باختبار ما يفضله الزبون إن كان الدفع عبر المحمول أو بطاقة الائتمان. وإذا سارت الأمور على ما يرام، ستتطلّع الشركة إلى توسيع هذا الخيار وتقديمه إلى المزيد من دول مجلس التعاون الخليجي وشمال افريقيا عام 2014. ويقول إن "شمال إفريقيا ستكون سوقاً مهمة جداً على صعيد التجارة الإلكترونية في السنوات القليلة المقبلة". 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.