وأخيراً حطّ "فايسبوك" رحاله في المنطقة العربية من خلال اطلاق برنامج "أف بي ستارت" FB Start في دبي لمساعدة الشركات الناشئة على تسريع نموّ أعمالها واللجوء الى أدوات فايسبوك للتوسع جغرافياً، وذلك في 27 آذار/ مارس الماضي.

وتعتبر "أف بي ستارت" الفعالية الخامسة التي تنظّمها فايسبوك بعد موسكو ولندن وباريس وتل أبيب، ولم يقع الاختيار على دبي من باب الصدفة. فتؤكد نائبة رئيس فايسبوك في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، نيكولا ماندلسون، أن دبي "في تغيير وتطوّر مستمر والتأخّر يعزى في معظمه الى أسباب لوجيستية وتنظيمية، فلم نبدأ الا 1% من الرحلة بعد."

فايسبوك ومع 1.2 مليار مستخدم شهرياً، يعرف فايسبوك المستخدمين أفضل من أي منصة أخرى،" مما يساعد الشركات في استهداف زبائنها والوصول الى أكبر عدد منهم، قال جوناثان لابين، رئيس فايسبوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

والى جانب صفحة الأخبار News Feed والاعلانات في تطبيق المحمول Mobile App Ads و"بارس"، المنصة الخلفية لتطبيقات الهاتف، كشف لابين عن أدوات أخرى أكثر تخصصاً تساعد الشركات على تحقيق نتائج أفضل مثل "الجمهور المخصص" Custom audience و"الجمهور المتشابه" Lookalike audience التي كانت عامل هام في مسيرة نجاح الشركة الناشئة "جست فلافل"  Just falafel مثلاً.

بالاضافة الى هذه الأدوات، شدد لابين على أهمية المحمول في "بناء وتطوير وجني الأرباح" داعياً كل الشركات على تركيز التسويق على المحمول. واعتبر أن "المحمول لم يعد مجرّد نزعة لا بل أن أواخر عام 2011 شهد ولادة ثورة المحمول مع 62 مليون مستخدم ناشط عالمياً، منهم 42 مليون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا."

وخلال دردشة على هامش الفعالية معمدير شراكات المنصة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، جوليان كودورنيو الذي اعتبر أن "التطبيقات تغزو العالم"، قال لنا أن الصناعات الواعدة في المنطقة العربية والعالم تبقى تلك المرتكزة على المحمول من شركات الألعاب الى التجارة الالكترونية والسفر والموسيقى والترفيه.

واعتبر كودورنيو أن هذه المنطقة هي أرض الفرص لشركات الألعاب، الا أنه نصح مطوّري الألعاب على المحمول بتخصيص ألعابهم لتناسب المستخدمين في المنطقة. "منذ خمس سنوات، كان بغاية الصعوبة تطوير لعبة في دبي وبيعها في الولايات المتحدة. فكان من الضروري افتتاح مكتب وابرام شراكات تسويق ودفع الأموال. أما اليوم، باتت العملية بغاية السهولة. تضع اللعبة على فايسبوك والمحمول وتكسب الرهان."

وأضاف كودورنيو أن تطوير المنتجات والتطبيقات بات سهلاً بفضل التكنولوجيا الحديثة وأدوات التطوير المتوفرة مجاناً. الا أن التحدي الأكبر يكمن في ايصال التطبيق لأكبر عدد من المستخدمين. "وهنا يلعب فايسبوك دوراً كبيراً"، يقول. وشدّد على أن التحدّي الذي يواجه الشركات الناشئة في المنطقة العربية وتحديداً دبي هو "كيف تبني الشركات تطبيقاً في دبي، يحمّله المستخدمون في أستراليا؟". وأضاف "رواد الأعمال في دبي لا يريدون استهداف السوق المحلية فحسب لأنها صغيرة جداً ومن الممكن اعتماد فيسبوك شريكاً للوصول الى العالمية."

البحث عن شركاء وبناء بيئة حاضنة

سيطر فايسبوك على عناوين الأخبار مؤخراً بعمليات استحواذه للشركات، آخرها "أوكولوس" Oculus للواقع الافتراضي. ويؤكد كودورنيو أن فايسبوك يبحث عن الشركات الناجحة للاستحواذ عليها في كلّ مكان الا أن هدف الفعالية هذه الرئيسي هو "الشركاء في المنطقة." وشدّد على أن فايسبوك لا يهتم بتوظيف مطوّرين عرب، على سبيل المثال، لا بل على بناء شركات للمساهمة في بناء بيئة حاضنة في المنطقة.

ويسلّط كودورنيو الضوء على أن الوضع مختلف في وادي السيليكون أو لندن أو باريس حيث البيئة الحاضنة ناشطة وفيها نماذج يحتذى بها كـ "كينج.كوم" King.com وفايسبوك وجوجل. أما الوضع في المنطقة فمختلف لأن هذا النوع من الشركات الملهمة قليلة."

واختصر كودورينو نصائحه لأي شركة ناجحة بالاعتماد على المحمول والتوجه الى العالمية والشراكة أو بناء منصة على فايسبوك.

ولم تكتفِ فعالية "أف بي ستارات" في الكشف عن أدوات فايسبوك وأهمية المحمول في استراتيجايت التسويق، لا بل نظّمت في الختام حلقة نقاش ضمّت عدداً من الوجوه المعروفة في البيئة الحاضنة العربية لمشاطرة تجربتهم في الاعتماد على فايسبوك لاطلاق شركاتهم الناشئة. وشارك في النقاش، الرئيس التنفيذي لومضة، حبيب حداد، (ممثلاً رئيس مجلس الادارة فادي غندور) وإيدي فرحات عن "ماركة في أي بي" والمؤسس والرئيس التنفيذي لـ "سوق دوت كوم"، رونالدو مشحور، والمدير العام لـ"سوشيل دوت كوم" في اوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، نيكولاس سباير والزبون الشريك لفايسبوك، نارين جاشنمال.

اتّفق المشاركون في حلقة النقاش على الدور المهم التي تلعبه منصة فايسبوك في اطلاق مشاريعهم من الكلفة المنخفضة الى بناء قاعدة الزبائن واستهدافهم. وانتهت الفعالية بجلسة تشبيك على أمل أن يكشف فايسبوك في الأيام أو الأشهر المقبلة عن ثمرة هذه الفعالية، ألا وهي  شراكات جديدة في المنطقة العربية!