English

فاطمة الملّا تدمج الثقافة واللهجة الإماراتية مع الموضة الغربية‎‎

English

فاطمة الملّا تدمج الثقافة واللهجة الإماراتية مع الموضة الغربية‎‎

مصدر الصورة

رسمَت الإماراتية فاطمة الملّا أسلوباً خاصّاً بها في مجال التصميم والإبداع، توّجته بإطلاق خطّ أزياء FMM by Fatma Almulla، يضمّ باقةً من المنتَجات كالقمصان والحقائب وأكسسوارات الهواتف المحمولة وغيرها. وقد تميّزت تصاميمها بالرسومات والعبارات التي غالباً ما تتردّد في الحياة اليومية لشباب الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي؛ عبارات طريفة أو تعبّر عن الهموم اليومية تجذب العديد من محبّي الأزياء الغربية وتعكس أفكار الشباب الخليجي.

قد ترفض فاطمة الملّا لقب مصمّمة أزياء، وهي التي تخصّصت في الجرافيك والفنون البصرية التي كانت الشرارة التي أطلقت ابداعها في عالم الأزياء وتصاميم الملابس والأكسسوارات، إلّا أنّها، بالطبع، رسمَت خطّاً مميّزاً يجمع بين الثقافة واللهجة المحلّية والموضة الغربية.

التقَتْ "ومضة" بفاطمة الملّا، وعادَتْ إليكم بالحوار التالي:

"ومضة": هلّا أخبرتِنا عن حادثةٍ أو قصّةٍ طبعَت مسيرتك المهنية؟

فاطمة الملّا: لا بدّ أن أذكر بدايةً، أنّني لم أفكّر يوماً بإنشاء شركةٍ خاصّةٍ بي أو أن أطلق مجموعةً تحمل اسمي. في الواقع، عندما كنتُ أبحث عن وظيفةٍ، كان الحظّ دائماً إلى جانبي وكنتُ أتلقّى ردّاً إيجابياً لكلّ طلب عملٍ أتقدّم به. إلا أنّ المفاجأة تتمثّل في أنّني كنتُ أرفض الوظيفة بحجّة أنها "غير مناسبة" في ذاك الوقت. وبالتالي، بدأتُ بابتكار الرسوم ونشرها على مدوّنتي. ولحسن حظّي، لاقَت هذه الرسوم ترحيباً كبيراً من العالم الرقميّ الاجتماعيّ، مما حملني إلى ابتكار مجموعة قمصانٍ خاصّةٍ بعد إجراء الكثير من الأبحاث بمساعدة زوجي.

وبعدها، وجدنا مصنّعاً، لم نكن لنحلم بمهاراته، تولّى الطباعة وكلّ ما يترتّب على عملية التصنيع. بِعنا كلّ منتجات الدفعة الأولى، ما دفعنا إلى اللجوء إليه مجدّداً وتصنيع دفعةٍ ثانيةٍ بضعف السعر كما اقترَح. ولكن خلال تحضير الدفعة الثالثة، اختفى المُصنّع وشعرتُ كالذين تقطّعت بهم السبل. ففجأة، اختفى المُصنِّع الذي كان يهتمّ بكلّ شيءٍ في حين أنّه يفترض بنا تلبية توقّعات الزبائن أيضاً. إلا أنّني كنتُ مصمّمةً ألّا أخيّب أمل الناس، لا بل أكثر من ذلك، لم أكن أريد أن أُصاب بالإحباط. كانَت هذه الحادثة أسوأ وأفضل ما حصل في حياتي. أشكر الله لأنّها وقَعَت في بداية مسيرتي، لأنّها دفعَتني إلى الأمام وحملَتني على تعلّم الكثير من الأمور، لاسيّما حول مختلف أنواع الأقمشة، والطبع، بالإضافة إلى وضع خطّةٍ بديلةٍ عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع المُصنّعين.  

"ومضة": ما هو أفضل ما حصل معك خلال مسيرتك المهنية حتّى الآن؟

الملّا: عندما يقدّر الناس أعمالي ويدافعون عنها؛ هذه أفضل هديّةٍ قد أحصل عليها، لأنّ المرء لا يشعر أنّ الناس يحبّون ما يقوم به وحسب، بل يدعمونه ويقدرّون العمل المضني الذي يبذله.

"ومضة": ما زال عدد النساء ضئيلاً في عالم الأعمال وريادة الأعمال العربية، ما هي التحديات التي واجهتِها وكيف نجحتِ في تخطّيها؟

الملّا: واجهتُ الكثير من التحدّيات والعقبات. ولكن، الحمد لله، نجحتُ في تخطّيها بفضل قوّة عزيمتي ومن خلال تحدّي نفسي على الصعيدين الجسديّ والنفسيّ.

"ومضة": كيف نجحتِ في فرض نفسِكِ وإدارة فريق عملٍ، وتحديداً التعامل مع الموظّفين الذكور؟

الملّا: لم يكن العمل صعباً لأنّني امرأة، ولا أظنّ أنّ الإمارات العربية المتحدة بلدٌ يحتاج إلى تمكين النساء، لأنّهنّ أصلاً يتمتّعن بالسلطة وقد ساهم ديننا بذلك أيضاً. ولكن، تنضوي ثقافة الإمارات المتّحدة على إحاطة المرأة واحتضانها. وعلى الرغم من ذلك، نجحتُ في فرض نفسي وإدارة فريق عملٍ والتعامل مع الموظّفين الذكور، ممّا جعلني امرأةً أقوى وحملني على تعلّم كيفية التعامل مع مختلف الأشخاص. وفي نهاية المطاف، كلّ شيءٍ يحتاج لأن تكون ذكياً ومصمّماً وذا عقليةٍ مناسبة، ولا يقتصر الأمر على التفكير في كونك امرأة فحسب.

"ومضة": ما الذي تحتاج المنطقة العربية تحقيقه من أجل تمكينٍ أكبر للنساء؟

الملّا: برأيي، تمكين الأفراد موجودٌ أصلاً إلّا أن الثقافة، كما ذكرتُ سابقاً، تميل إلى احتضان النساء؛ هذا ليس بالأمر السيء، ولكنّ النساء اللواتي يعشِنَ تحت ‘مظلّةٍ آمنة‘ يُرِدنَ الانطلاق في عالم الأعمال. ولذلك، يتمتّعنَ بإرادةٍ قويةٍ وتصميمٍ على التعبير وتنفيذ ما يُردنَه. وعلاوةً على ذلك، تدعم الحكومة الإماراتية، بشكلٍ كبيرٍ جدّاً، النساء وإنجازاتهنّ.

"ومضة": ما هي نصيحتك لكلّ امرأةٍ إماراتيةٍ تريد دخول عالم ريادة الأعمال؟

الملّا: أن تدركَ ما تريد، وأن تتخطّى كلّ عقبةٍ تواجهها.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.