English

حال الإعلام الإجتماعي في الشرق الأوسط

English

حال الإعلام الإجتماعي في الشرق الأوسط
Image courtesy of Shutterstock

يعتبر المستهلكون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين أكثر مستخدمي منصات الإعلام الإجتماعي نشاطاً. فشريحة الشباب الكبيرة والنسبة المرتفعة لاستخدام الهاتف المحمول تجعلان المنطقة سوقاً مثالية لشركات مثل إنستاغرام وسنابشات ولكن يبقى فيسبوك المنصة المهيمنة بالنسبة للشرق الأوسط بأكثر من 180 مليون مستخدم في زيادة بواقع 56 مليون في السنوات الخمسة الماضية.  

في تقرير "حال الإعلام الإجتماعي" الذي نشرته مؤخراً "كراود أنالايزر" Crowd Analyzer حللت فيه أكثر من 172 مليون تفاعل، تبيّن أن مستخدمي المنصات الاجتماعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يزدادون نشاطاً وتفاعلاً على الشبكة العنكبوتية التي تشهد محادثات حول العلامات التجارية والشركات والخدمات إضافة إلى الموضة والسياسة والدين.

وبحسب التقرير، كان قطاع السيارات موضوع معظم الأحاديث على منصات الإعلام الإجتماعي عام 2018 في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تلاه قطاع الاتصالات والإعلام. أما قطاع التكنولوجيا المالية فحلّ أخيراً مع 5 ملايين تفاعل فقط.

وأُعدّ التقرير بالتعاون مع "هوتسويت" Hootsuite وشركة العلاقات العامة "آبكو وورلدوايد" APCO Worldwide  وهو يقدّم نظرة شاملة عن اللغات المستخدمة ومستوى المشاركة حسب الجندر وتحليل المشاعر وتحليل الموقع في العديد من القطاعات بينها السيارات والاتصالات والقطاع المالي والمصرفي والتكنولوجيا المالية وحجز الرحلات والإعلام والتجارة الإلكترونية.

يقول أحمد سعد، المدير التنفيذي والمؤسس الشريك لـ"كراود أنالايزر" إن "ما توصّلنا إليه من التقرير هذا العام يقدّم للقرّاء إضاءات قيّمة وملفتة حول كيفية استمرار الإعلام الاجتماعي في رسم طريقة اسخدام الناس للمحتوى ومشاركته وتقييمه. فالبيانات ذات الصلة والمعلومات والمعرفة، ليست سوى محركات أساسية لنجاح الشركات في هذا الجزء من العالم ومفاتيح لفهم الجماهير".

وتبيّن أن اللغة العربية هي الأكثر استخداماً في جميع المنصات تقريباً وجميع القطاعات باستثناء التكنولوجيا المالية حيث كانت الإنكليزية الأكثر استخداماً غير أنه حين تم تقسيم الأرقام حسب البلدان، أظهرت الإحصاءات أنه في حين يستخدم 82% من المستخدمين في مصر و96% في السعودية اللغة العربية، فإن 60% من المستخدمين في الإمارات يفضلون النشر بالإنكليزية.

ويشير بهاء جلال، المسؤول التقني والشريك المؤسس في "كراود أنالايزر" إلى أن "الإمارات هي السوق الأصعب لأنه ليس عليك النشر باللغتين الإنكليزية والعربية فحسب بل أيضاً بالهندية والأوردية ولغات أخرى".

ومن بين الفئات التي حلّلها التقرير ـ الذكور والإناث والشركات ـ كانت الشركات الأكثر تفاعلاً. والمحادثات المرتبطة بقطاع الاتصالات والقطاع المصرفي قادها مستخدمون ذكور بشكل أساسي بينما هيمنت الإناث على المحادثات حول التجارة الإلكترونية والقطاع الإعلامي.

وبينما يكافح فيسبوك مع مسائل الخصوصية بعد فضيحة "كمبردج آناليتيكا" Cambridge Analytica وتويتر ما زال يبحث عن سبل لمنع التنمّر على الإنترنت، لا تبدو هذه المخاوف تشغل بال الناس في المنطقة. وبدلاً من ذلك نلاحظ أن قاعدة المستخدمين تتنامى على كل منصة، بقيادة الجيل إكس أي مواليد الفترة ما بين ستينيات القرن العشرين وبداية الثمانينيات منه.

السعودية

تبلغ نسبة استخدام الإعلام الاجتماعي في السعودية بحسب "باين أند كومباني" Bain and Company 75%. أما المنصة الأكثر شعبية في المملكة فهي سنابشات التي تتمتع بـ14 مليون مستخدم ينقسمون بشكل متساوٍ بين ذكور وإناث. ونظراً إلى أن الرسائل والمنشورات على هذا التطبيق تختفي خلال 24 ساعة وتصل إشعارات إلى المستخدم إذا سجّل أحدهم لقطة من الشاشة لمنشورهم، فإن مستوى الخصوصية الذي يوفّره التطبيق هو أحد أسباب شعبيته في هذا البلد.  

ويقول جلال إن "المجتمع السعودي مغلق جداً ويريد الناس شيئاً مفتوحاً لينشروا عليه. لذلك تطور سنابشات في دول مجلس التعاون الخليجي فهو آمن جداً ويعرف المستخدم أن منشوراته لن تدوم لذلك فلديه الحرية ليختبر ويجرّب باهتماماته ورغباته الخاصة".  

في سياق مماثل، فإن القدرة على النشر على تويتر من دون الإفصاح عن الهوية جعلت هذه المنصة الثانية من حيث الشعبية في المملكة حيث يعتبر مستخدموها السعوديون الـ11 مليون الأكثر نشاطاً وتفاعلاً في العالم.

وانطلقت المنصة رسمياً في البلاد بعد أن استثمر الأمير الوليد بن طلال 300 مليون دولار في الشركة في العام 2011. ففي مجتمع سياسي ضيّق، أتاح الاختباء وراء اسم مستعار المستخدمين التعبير عن آرائهم من دون خوف من العواقب غير أنّ الأغلبية تغرّد عن الموسيقى والألعاب.

ارتفع عدد مستخدمي تويتر العرب بنسبة 100% منذ العام 2017 يقودهم بشكل خاص مواليد الجيل إكس الذين يشكّلون الآن 4.2 مليون من أصل 15 مليون مستخدم لمنصة فيسبوك في السعودية. وفي الوقت نفسه يقود جيل الألفية نمو إنستاغرام الذي يبلغ عدد مستخدميه اليوم في المملكة 13 مليوناً.

وعلى جميع المنصات الإجتماعية في السعودية، يبدي المستخدمون بشكل خاص اهتماماً بالدين والوطنية والتنمية الاجتماعية والثقافة ويتفاعلون بشكل رئيسي باللغة العربية.

ويشير التقرير إلى أن "المملكة العربية السعودية لديها هوية وطنية قوية، لذلك من غير المفاجئ أن يفضّل المستخدمون التواصل باللغة العربية".

مصر

كان الإعلام الاجتماعي في مصر يوصف بأنه أداة للأمل والتغيير حيث ساعد في اندلاع ثورة يناير 2011. وخلال تلك الفترة شهدت قاعدة مستخدمي فيسبوك وتويتر فورة ورغم أن نمو عدد مستخدمي الأخير تباطأ إلاّ أن فيسبوك يبقى المنصة الأولى للمصريين حيث يستعمله 40 مليون منهم في نمو بنسبة 20% عن عام 2017.  

ومع القمع الحكومي المتنامي للمعارضين في السنوات الأخيرة، لم تعد الرغبة في التغيير هي ما يدفع المصريين إلى منصات الإعلام الاجتماعي لا بل انتشار هواتف أندرويد الذكية وسوق الاتصالات التنافسي. وتبلغ نسبة استخدام الإعلام الاجتماعي في البلاد 40% وفقاً لـ"باين أند كومباني".

بالنسبة لتويتر، يبلغ مستخدموه في البلاد أكثر بقليل من مليونين، في نمو بنسبة 18% مدفوعة بشكل خاص بجيل الألفية الذين يغرّدون بشكل خاص عن الطعام والسفر.  

ويعتبر إنستاغرام ثاني منصة من حيث الشعبية حيث يبلغ عدد مستخدميه 11 مليوناً ويتناولون بشكل خاص الموضة والموسيقى والسفر.

 

أما سنابشات فلديه 3.5 مليون مستخدم في مصر، مليونان منهم إناث يركزن اهتمامهن بشكل خاص على الأخبار ثم أساليب الحياة والموضة.

وعلى جميع المنصات، يبدو المستخدمون في مصر مهتمين بشكل عام بمروحة واسعة من المواضيع بينها السياسة والدين والرياضة والتنمية الاجتماعية.

الإمارات

ينعكس التنوّع السكاني في الإمارات على منصات الإعلام الاجتماعي أيضاً. فالمستخدمون الذين يتحدثون بالإنكليزية يتجاوزون أقرانهم العرب بينما تبلغ نسبة استخدام الإعلام الاجتماعي في البلاد 99% وفقاً لـ"باين أند كومباني".

ويعتبر فيسبوك المنصة الأكثر شعبية حيث يبلغ عدد مستخدميه 8.8 مليون وهي قاعدة مستخدمين مشابهة لتلك المسجلة عام 2017. أما إنستاغرام فقد أضاف 700 ألف مستخدم ليرتفع إجمالي عدد مستخدميه إلى 3.7 مليون بينما سجّل تويتر 2.3 مليون مستخدم في ارتفاع بنسبة 15% عن العام 2017 يحرّكه بشكل خاص الجيل إكس. ولدى البلاد أدنى عدد مستخدمين لسنابشات حيث يبلغ عددهم مليونين.

وبالتوازي، تضمّ الإمارات بعضاً من أكثر المؤثرين شعبية على المنصات الإجتماعية بينهم فنانة المكياج هدى بيوتي التي تتمتع بـ36 مليون متابع. ويظهر تحليل لأكثر المؤثرين متابَعةً على الإعلام الاجتماعي بأن اهتمامات الإمارات تتركز بشكل خاص على الثقافة والوطنية حيث يعبّر المستخدمون عن اهتمامهم بالقادة والفنانين. ولكن حتى حزيران/يونيو 2018، أصبح على المؤثرين الاجتماعيين في الإمارات الحصول على ترخيص سنوي بقيمة 4000 دولار لأي عمل تجاري يقومون به على تلك المنصات.

التطبيقات الصينية

 

تذهب التطبيقات الصينية للإعلام الاجتماعي أبعد من الرسائل والتحديثات لتشمل حجز الرحلات والتكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية. ومن أكثر تلك الشبكات شعبية والتي لديها بصمة في المنطقة هي "تيك توك" Tik Tok التي انطلقت العام الماضي بالشراكة مع "إعمار" التي أنشأت دبي مول. و"تيك توك" منصة للفيديوهات القصيرة تقول إنّ لديها أكثر من 500 مليون مستخدم حول العالم.

ومع نمو الاستثمار الأجنبي المباشر من الصين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وارتفاع عدد السواح والطلاب الصينيين في المنطقة، من المرجح قدوم التقنيات والخدمات الصينية إلى المنطقة بما في ذلك منصات الإعلام الاجتماعي.

المحادثات على الشبكة العنكبوتية

يميل الناس بشكل عام إلى النشر عن تجربة سيئة لخدمات ما بدلاً من التجربة الإيجابية وهو ما يترك أثراً حاسماً على الشركة المقصودة.

ويقول جلال إن "المحادثات تجري على الإعلام الاجتماعي. فإذا واجه الناس تجربة سيئة مع منتجكم، فسوف ينشرون عن ذلك على الإعلام الاجتماعي وستتأثر شركتكم".

فحين اشتكى موظفون سابقون في شركة "سويڤل" Swvl، لحجز الحافلات على فيسبوك، من ثقافة الشركة، انتشرت الشكوى بسرعة وكانت موضوع العديد من القصص الإخبارية وأثرت بالتالي على سمعة الشركة.  

ويشرح جلال أن "كل شيء بدأ بمنشور على الإعلام الإجتماعي. فمثل هذا التأثير يمكن أن يحصل دائماً وعليكم الرد بسرعة على عملائكم"، مشدداً على أهمية المنصات الإجتماعية لتوليد المبيعات. وفي ما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، يستخدم المستهلكون في الشرق الأوسط محركات البحث والإعلام الاجتماعي لإجراء أبحاثهم حول منتجات أو خدمات معينة وبالتالي فإن البحث يؤثر بشكل رئيسي في قرارات الشراء التي يتخذونها.  

ومثال يمكن طرحه في هذا السياق شركة صغيرة في دبي، هي مخبز يبيع منتجاته بالجملة اسمه For The Love Of Bread الذي يعتقد أن أكثر من 90% من زبائنه يأتون إليه من حسابه على إنستاغرام.  

وبالتالي فإن أفضل المنصات التي يمكن استخدامها لاستهداف المستهلكين في مصر، وفقاً لجلال، هي فيسبوك، إذا ما تم تخصيص ميزانية إعلانية مناسبة لذلك. وفي المملكة العربية السعودية، من المرجح أن يُحقق تويتر أفضل العائدات إذا نشرتم عليه باللغة العربية. أما في الإمارات فإن تويتر هو من سيُشرك العدد الأكبر من المستخدمين نظراً إلى أنه يتجاوز الحدود اللغوية.

"ومضة كابيتال" تستثمر في "كراود آنالايزر"

 

State of Social Media

 

 

 

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.