English

Flat6Labs "فلات 6 لابز": عقد من الزمن على تسريع أعمال الشركات الناشئة

English

Flat6Labs "فلات 6 لابز": عقد من الزمن على تسريع أعمال الشركات الناشئة

منذ أطلق السيدان/ هاني السنباطي وأحمد الألفي شركة رأس المال المغامر الخاصة بهم "سواري فنتشرز" في مصر في عام 2010، ويتوافد عليهما رواد الأعمال المليئون بالحماس سعيًا للحصول على فرص استثمار وطلبًا للمشورة والنصح.

وعلى الرغم من سعادتهما بدعم قطاع ريادة الأعمال الناشئ في البلد وخدمته، يرى السنباطي أن النضال المستمر من أجل الحصول على فرصة لم يكن سهلًا.

"كنت أشعر بالضيق دائمًا عندما يراني أحدهم في المؤتمرات ويصارحني بعبارات مثل (لو أن لديّ بعض المال، لكنت أستطيع فعل ذلك)". هذا ما جاء على لسان السنباطي، إيمانًا منه بأن برنامج مسرع الأعمال هو الحل الأمثل لرواد الأعمال حتى يتمكنوا من "إثبات وجهة نظرهم".

كما أضاف: "أدركنا وجود رواد أعمال من القاعدة الشعبية لم يلتفت إليهم أحد، على الرغم من كونهم مليئين بالطاقة والطموح وعلى الرغم من صغر سنهم عن غيرهم الذين استوقفوا انتباهنا ]في سواري فنتشرز[، وهؤلاء الرواد ليس لديهم شيء من أجل سد احتياجاتهم التمويلية."

ومن ثم، قررا إطلاق مسرع للأعمال أطلقا عليه في البداية اسم سواري فنتشرز لاب، ثم أعادا تسميته إلى Flat6Labs بناءً على مشورة مصمم الشعار الذي أدمج العنوان داخل الاسم.

ذكر السنباطي: "الأمر وما فيه أننا فكرنا في إنشاء عملية أو برنامج من أجل الشركات الناشئة في مرحلتها البذرية بهدف مساعدتها في اتخاذ خطواتها الأولى، حيث أردنا تخفيف الحاجز النفسي بداخلهم ومساعدتهم في تقسيم تلك الخطوة الاولى إلى خطوات متعددة أقل حجمًا على مدار أربعة أشهر."

في أقل من أسبوعين من إعلان سواري فنتشرز خطتها لـ Flat6Labs، اندلعت ثورة يناير 2011 في مصر وشهدت الشوارع انطلاق ملايين المصريين المطالبين بتغيير الوضع الراهن.

حيث جاء على لسان السنباطي: "كان لدينا الموقع ولم أجد أنا ]أم[ الألفي أي سبب حقيقي يمنعنا من الشروع في الأمر، حيث كانت لدينا الحاجة لإطلاق مشروعنا قبل الربيع العربي وظلت قائمة بعده."

قبل إطلاق Flat6Labs بستة أشهر، تعين رامز الصيرفي لإدارة المسرع وهو حاليًا يشغل منصب الرئيس التنفيذي منذ عقد من الزمن وقد شهد خوض أكثر من ألفي رائد أعمال لتجربة المسرع وشهد توسع الأعمال إلى ستة بلدان، حيث أصبح فريق عمله يضم 68 عضوًا.

تشكلت الدفعة الأولى بالدعوة فقط وضمت خمس شركات ناشئة لم تفلح أي منها في البقاء.

تعليقًا على ذلك، ذكر الصيرفي: "نحن نسمي ذلك الدورة صفرلأنها كانت أشبه بالمرحلة التجريبية، فحتى في الدورة الثانية، لم تفلح في البقاء إلا شركة واحدة، ونرى أن ]الدورة صفر[ قد تم استغلالها في أفكار شيقة ومنتجات وحلول تكنولوجية متطورة. قررنا أن نقبل بالشركات الناشئة التى لديها تكنولوجيا متطورة تؤهلها للعمل خارج مصر، ولكن ذلك القرار لم يكن الأكثر صوابًا وكان ذلك أول درس تعملناه."

عند اختيار الدفعات الاولى، ركز فريق Flat6Labs على مستوى الابتكار والفريق المؤسس، ثم الملاءمة بالنسبة للسوق.

كان معدل انتشار الإنترنت في مصر ثابتًا عند 25.6 % وفقًا للبنك الدولي ولم يكن على فيس بوك سوى أربع مليون شخص وعلى تويتر أقل من 150.000 شخص وعلى الرغم من أن الربيع العربي قد تسبب في تحطيم اقتصاد البلد وركود تطور المنظومة البيئية للشركات الناشئة، إلا إنه شجع المزيد من المصريين على استخدام الإنترنت وتسجيل الاشتراك في منصات التواصل الاجتماعي، ومع حلول عام 2012، زاد معدل انتشار الإنترنت إلى 38% ووصل عدد مستخدمي فيس بوك إلى ما يقرب من 11 مليون مصري.

ومن ذلك المنطلق، حولت Flat6Labs تركيزها عند اختيار الشركات الناشئة في الجولة التالية من الدفعات وأصبحنا ننظر إلى فريق العمل أولًا، ثم الملاءمة بالنسبة للسوق، ثم ابتكار المنتج.

ذكر الصيرفي: "مع الدورة الثانية، أدركنا أن الامر كله يتعلق بالمؤسس، فإذا كان المؤسس لديه دافع وشغف للبناء واستعداد للتعلم والتكيف والاستماع إلى الملاحظات ويعرف كيف يطور من نفسه وكيف يتعامل بذكاء، حصلنا على مرادنا، فعثورك على هذا المؤسس أشبه بعثورك على منجم من الذهب."

بدايةً من الدفعة الثانية، حققت Flat6Labs نجاحًا وجذبت مزيد من الشركات الناشئة إلى برنامج مسرع الأعمال الخاص بها وضم خريجو دفعة 2012 التي لا تزال قائمة تاسكتي، وبوش بوتس، ونفهم، وإنستابج وهي واحدة من أشهر خريجي Flat6Labs وانتقلت في النهاية إلى وادي السيليكون، ويمكن القول أن هارمونيكا هي الإنجاز الأنجح والتي استحوذت عليها مجموعة ماتش دوت كوم في 2019.

جذب النجاح الذي حققته Flat6Labs في القاهرة اهتمام الآخرين في المنطقة الراغبين في تأسيس مسرع أعمال في بلدانهم، ولذلك بدأ الصيرفي وفريق عمله في توسيع العمل وأسسوا في البداية فرعًا في جدة، ثم في أبوظبي.

صرح الصيرفي: "أصبحنا منفتحين على مزيد من الأسواق وتطورنا حتى أصبحنا منصة، مما أضفى على نموذجنا كثير من النضج."

تعمل Flat6Labs اليوم في ست مدن بالمنطقة وتشغل ثلاثة برامج مختلفة وحتى الآن نجحت في دعم 1.105 شركة ناشئة، مما أدى إلى توفير حوالي 3.400 وظيفة، وعلى الرغم من أن القاهرة لا تزال هي المنشأ، لم يتخرج من مصر سوى 20% من الشركات الناشئة التي تلقت البرامج.

أضاف السنباطي: "قررنا أن نفتح فروعًا لأن كثير من الشركات ستتأسس في المستقبل خارج الحدود ورأينا أن حصولنا على خبرة خارج الحدود سيضيف لنا نفعًا هائلًا ومزايا ضخمة. توجد اهتمامات كثيرة على المستوى المحلي، حيث يرغب السعوديون، على سبيل المثال، في تطوير منظومة بيئية سعودية، ولكن هذا لا يصلح لفئة الأصول الإقليمية."

إن هذا التركيز الإقليمي هو وقود الأعوام العشر القادمة لـ Flat6Labs حيث تتطلع الشركة إلى فتح فروع في أفريقيا على مدار الأعوام القليلة القادمة. علاوة على ذلك، يجرب الفريق إضافة عناصر افتراضية على برامجه بعد اضطراره إلى الاعتماد على الإنترنت في العام الماضي وذلك للوصول إلى مزيد من الأسواق الناشئة.

وفي هذا الصدد، جاء على لسان الصيرفي: "نؤمن بأننا سنحقق الكثير من الإنجازات في أفريقيا ونتطلع إلى اكتشاف الكثير على مدار السنوات القليلة القادمة من حيث التمويل والبرامج ونثق في نموذجنا وفي قدرته على تلبية احتياجات مؤسسي الأسواق الناشئة وأصحاب المصالح ذوي الصلة على نحوٍ أكثر من جيد، حيث أنه نجح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل تحديات ليست سهلة بدايةً من الربيع العربي ووصولًا إلى الصراعات، فبعد كل ما مررنا به، نثق في قدرتنا على أداء أي شيء في أي مكان."

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.