English

كارينا سوتنيك: هذا ما أعرفه عن إعداد النماذج المبدئية

English

كارينا سوتنيك: هذا ما أعرفه عن إعداد النماذج المبدئية

Karina Sotnik

كارينا سوتنيك تشرح عن فوائد إعداد النماذج المبدئية. (الصورة من وارتون سكول")

بالنسبة إلى كارينا سوتنيك، لم يكن وادي السليكون سوى بدايةً لما وصلت إليه اليوم؛ فقد عاشت حلم كلّ منّا بالعمل لصالح شركات ناشئة ومن ثمّ طرح أسهمها على الاكتتاب العام.

كان منزلها يقع بالقرب من المرآب الذي تأسّسَت فيه شركة "إتش بي" HP Garage، وغالباً ما مرّت بشركة "نكست" NeXT Inc التي التي أسّسها ستيف جوبز بعدما أُرغم على مغادرة شركته "آبل" Apple.

واليوم، أصبحَت سوتنيك رائدة أعمال تسلسلية ومستشارة ومرشدة في حاضنات أعمال أكاديمية عدّة منها "آب ستارت" UPstart في جامعة ولاية بنسلفانيا، و "أكسليرلايف" Accelerlife (في اسكندنافيا)، و "أي تي أم أو - كيو دي" ITMO QD (في روسيا).

وبما أنّها من روّاد إعداد النماذج المبدئية pretotyping (وليس النماذج الأولية prototyping)، قصدَت دبي مؤخراً لتقيم ورشة العمل الأولى بشأن إعداد النماذج المبدئية في "ذا كريب" The Cribb.

وبالتالي، كان لها حديثٌ مع "ومضة"، حيث شرحت هذا المفهوم ولِمَ على كلّ رائد أعمال أن يعتمده ويعدّ نموذجاً مبدئياً قبل الانطلاق.

ثمة فارق كبير بين إعداد النماذج المبدئية وإعداد النماذج الأولية. عندما تعد نموذجاً أولياً prototype، فإنّك تسعى إلى معرفة ما إذا كان بالإمكان بناء منتَجك. أمّا عندما تبني نموذجاً مبدئياً pretotype، فأنت تسعى إلى معرفة ما إذا كان سيتمّ استخدام المنتَج، وذلك من دون أن تكتب أي أكواد.

فعلى سبيل المثال، عندما أراد استوديو التصميم "أب ويل" Upwell أن يختبر صحة منتج جديد -  وهو مفتاح كهربائي للضوء يمكن أيضاً تعليق الأغراض به – ذهب أفراد الفريق إلى متجر "أيكيا" Ikea مرتدين ملابس عمل "أيكيا" بعدما اشتروها من موقع "إي باي" eBay الإلكتروني، وشاهدوا الناس يتفاعلون مع منتَجهم، فرأوا كَم من الناس اهتمّوا به وكم منهم كانوا مستعدين لدفع المال مقابل الحصول عليه.

عندما تعدّ نموذجاً أولياً، تطرح الأسئلة بهذا الترتيب: "هل سنحقق الأرباح من منتجنا؟ هل يمكننا بناؤه؟ هل يريده الناس؟" أما عندما تعدّ نموذجاً مبدئياً، فتبدأ بالعكس.

إعداد النماذج المبدئية ليس بالأمر الجديد، فهو كان يتمّ في الماضي غير أنّه لم يُنظَر إليه قطّ بشكلٍ منهجيٍّ باعتباره أسلوباً جيداً لاختبار الأفكار الجديدة. والفكرة أنّه عند إعداد النموذج المبدئي، عليك أن تصنع نسخةً مزيفةً عن المنتَج لترى وقعه في السوق.

إعداد النسخ المزيّفة ليس مستحَبّاً، إنّما يمكنك أن تزيّف المنتَج فقط بما يكفي لقياس إقبال الناس في السوق بسرعةٍ كبيرة. تتوفّر تقنيات عدّة للقيام بذلك، فيمكنك مثلاً أن تضع صفحةً رئيسةً جميلةً لموقعٍ إلكترونيٍّ من دون وجود صفحة خلفية لها أو روابط شغالة، كما فعلت "زابوس" Zappos. واختبار شركة "أي بي أم" IBM في ثمانينيات القرن الماضي لميزة تحويل الكلام المنطوق إلى نصٍّ مقروء خير مثالٍ على ذلك. فلو لم تعدّ الشركة النموذج المبدئي، لكانت وقعَت في ما تقع فيه الكثير من الشركات الكبيرة، حيث تهدر الكثير من المال والوقت على منتَجٍ لا أحد يرغب فيه. لذا، يمكنك إعداد نموذجٍ مزيّفٍ لترى ما يفضّله الناس فيه وما إذا كانوا يحبّونه في المقام الأول.

يجب على أصحاب رؤوس الأموال المخاطرة والمستثمرين أن يمنحوا رواد الأعمال المال اللازم لإعداد النماذج المبدئية. لدى العمل مع المستثمرين وروّاد الأعمال، لا يمكنك الاعتماد على مجرّد رأيٍ فحسب، فمجموعات التركيز تعطيك رأياً. في المقابل، ما نقيسه لدى إعداد النموذج المبدئي هو مستوى الاهتمام الأوّلي والمستمر، وذلك يشكّل أبرز نقاط البيانات المجمّعة في هذا الإطار. عملية إعداد النموذج المبدئيّ موجّهة للشركات، إذ بدلاً من أن تبيّن للمستثمرين المحتملين مجرّد آراء الناس وشغفهم (علماً أنّها مهمّة أيضاً)، تعرض عليهم بيانات فعلية. وبالتالي، على أصحاب رؤوس الأموال المُخاطرة أن يعتمدوا إعداد النماذج المبدئية كإحدى أدواتهم لدى اتّخاذ القرارات.

إعداد النماذج المبدئية لا يحلّ مكان إعداد النماذج الأولية، إنّما هو خطوةٌ تتمّ قبل إعداد النموذج الأولي لا غير.

إعداد النماذج المبدئية ليس مخصّصاً للمنتَجات والشركات الناشئة فحسب. من السهل التفكير في طريقةٍ لإعداد نموذجٍ مبدئيّ لموقعٍ إلكتروني أو تطبيق هاتف، غير أنّه يمكن استخدام هذه التقنية في مختلف المجالات. كما ويمكن للشركات الناشئة التي تصبح مؤسّسات أكبر حجماً أن تستخدمها فيما بعد لإطلاق خدمات جديدة.

يسود دبي حالياً جوٌّ ملائمٌ للشركات الناشئة التي ما زالت في أولى مراحلها. لقد أذهلني فعلاً المشاركون في ورشة العمل، فقد أظهروا ذكاءً وشغفاً كبيرَين وأبدوا عن استعدادٍ لاستخدام التقنية. ولم تكن هذه الأخيرة مجرّد أمرٍ إضافي تعلّموه، بل كانوا مستعدّين لتطبيقها.

أقول لروّاد الأعمال، سواء كانوا في المنطقة أو في أي مكان آخر في العالم: ابدأوا في فنائكم الخلفي. من المثير جدّاً أن تأتي إلى مركز الأعمال وتنطلق منه، ولكن فعلى سبيل المثال، يعتقد الناس أنّ وادي السليكون هو المكان الوحيد للعمل في التكنولوجيا في الولايات المتحدة كلها، غير أنّه بات في الواقع مشبَعاً بشركات التكنولوجيا الناشئة بشكلٍ مفرط. لذا، اسعوا للبدء من بوسطن أو نيويورك أو فيلادلفيا أو غيرها.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.